| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالستار نور علي

 

 

 

الأحد 17/7/ 2011



بيني وبين الشاعر الفلسطيني سعود الأسدي
(2)

عبد الستار نورعلي


قال الشاعر الفلسطينيّ الكبير سعود الأسدي في قصيدته (إلى شاعرة حسناء):

كلامُكِ الشعرُ يا حسناءُ
موسيقى،
به أحلِّقُ في الآفاقِ تحليقا
 
أرنو إليكِ وأُصغي ينتشي ظَمَأي
كأنّني قد شربتُ الخمرَ إبريقا
 
منمّقٌ شِعرُكِ الصافي ويسحرُني
ذاكِ المحيّا ، فلا يحتاجُ تنميقا
 
من سومرٍ أنت؟
أم من بابلٍ؟ وأرى
سَناكِ قد غَرَّقَ الإغريقَ تغريقا
 
سألتُ أمَّكِ قالتْ إنَّ جَدّتها
من أصلِ فينيقَ
فاستعظمتُ فينيقا
 
ما همَّني منكِ إلاّ أنْ أراكِ وما
أُردْتُ يوما عن الأنسابِ ثحقيقا
 
يَهُمُّني حُسْنُ شعرٍ تنطقين به
وغصنُكِ الغَضُّ لا يحتاجُ تزويقا
 
ما دامَ ثغرُكِ بالأشواقِ يغمرُني
فلستُ أخشَى بجمرِ النارِ تحريقا
 
وكفُّكِ الخصبُ حِسّاً إنْ لمستِ به
خَدّي ، كَسَوْتِ جفافَ الرّيقِ توريقا
 
والليلُ يشهدُ أنّي بتُّ أنطرُهُ
شوقاً لعينيكِ تسهيداً وتأريقا
 
آليتُ إنْ تكتبي شعراً وأقرأهُ
أكتبْ إليكِ بعطرِ الوردِ تعليقا

* * * *
فعارضته قائلاً:

هذا السعودُ أفانينٌ وموسيقى
مُعتّقٌ في دنانِ الشعرِ تعتيقا

منْ خمرةِ الحبّ يسقينا سُلافتَها
منْ خمرةِ الشعرِ يروينا أباريقا

بتلكَ نثملُ حتى آخرِ الرَمَقِ
وهذهِ تُشعلُ الأنفاسَ تحريقا

عندَ المناجاةِ غِرِّيدٌ فيطربُنا
مُفلِّقٌ لأغاني الحبِّ تفليقا

وفي المواطنِ سوطٌ فوقَ باغيةٍ
نسرٌ يُحلّقُ في الآفاقِ تحليقا

الشاعرُ الحرُّ صوتٌ صادحٌ وصدىً
وصادقٌ ، يملأ الأسماعَ تصديقا

وصائغٌ ماهرٌ للقولِ ينسجُهُ
مُزوَّقاً ببريقِ الماسِ تزويقا

عندَ المُحبينَ صَبٌّ بالهوى نزِقٌ
يهديهمُ القولَ تجميلاً وتشويقا

وللشدائدِ حدٌّ صارمٌ ولظىً
مُمزِّقٌ لستارِ القبحِ تمزيقا

قالوا : القصيدةُ كشفٌ ذاتَ صاحبها
فليس منْ طبعها المضمونُ تسويقا


الذاتُ يا صاحبي ذاتي وذاتُكمُ
مُطوَّقينَ بذاتِ الجمعِ تطويقا

وإنّما الأممُ الأشعارُ مارفعَتْ
ذواتَـهمْ ألقاً ، تزدادُ تأليقا


مع خالص مودتي

عبد الستار نورعلي

* * * *
وقد أجابني :

سعود الأسدي


الشاعر العلي
الأستاذ والأديب الكبير
الصديق عبد الستار نور علي

تحياتي وأمنياتي وبعد

شكراً لمرورك الجميـــل
ولهذه المعارضة السمحة التي جادت بها قريحتكم المعطاء والتي حفزتني بفضلكم على أن أقول :


نصبتَ يا سبطَ نـــورٍ لي مجانيقــا
ترمــي بهـــنَّ ولم أُحضِرْ مخاريقــأ

أمّـا دوارقُ ما قدّمتَ من سَكَـرٍ
فإنهــا أشبهـــتْ طيراً غرانيقـا

ضيّقْت حرفي ولكنّى أرى فرجاً
وأنت يا نورَ عيني تُفــرجُ الضيقا

قد رقَّ شعرُكَ حتى صحتُ من طربٍ
من بعدِ ذا لا يُحاجُ الشعرُ ترقيقا

إذا سمعتُكَ تُلقي ذا بجمهـرةٍ
أفنيتُ كفيَّ يا أستاذُ تصفيقـا

حَقُّ البلاغةِ فيه أنْ ان نشهِّرَها
وأن تُعلَّـقَ كالمصبــاحِ تعليقـــا

فلو تلاهــا زناديـــقُ الكلامِ لما
ظلّوا على عهدِهمْ قومـً زناديقا

ولو رأتهــا رهابينُ الكنائـس ما
ظلّوا نصارى وقدعافوا البطاريقا

ولو رآها أولو الفتوى لما جرُؤوا
أن يمنحوا الشرعَ بالإفتاء تطبيقا

أمّا أنا ورايتُ النـاس قد علموا
ما قد أخلّقُ بالأشعـار تخليقا

كم فيلقٍ خضتُ في داجي عجاجتِهِ
حتى تفلّقَ بالصمصــامِ تفليقــــا
 

هذا وانت تعلم يا سيدي
كم لك في قلبي من مودة واحترام،وما قولي هذا إلا من قبيل الدعابة الأدبية مع استاذ وعيلم كبير .

بأخلاص ومحبة أخوية صادقة.


سعود الأسدي
 


 

2011


 


 

 

free web counter