| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالستار نور علي

 

 

 

الثلاثاء  10 / 12 / 2013



التآخي والكرد الفيليون!

عبد الستار نورعلي

نشر السيد وسام رحمن اليوسفي بتاريخ 05-12-2013 في صحيفة التآخي مقالاً تحت عنوان (الكورد الفيليون وسياسة الترويض المكشوفة). هبط فيها ، مع الأسف الشديد، إلى مستوى من الشتيمة والانفعال لدرجة شبّه فيها الفيليين بالخنافس منقلبين، وأنهم غائمو الفهم متضاربو الميول فريسة الوهم والغرور، ونعتهم بفقدان الحاسة الذوقية، وضياع ركائز الصواب، وحبِّ الأنا المتعملقة، وأنهم عرضة للسخرية واللامبالاة وعدم الاكتراث، وأنهم آلة أجيرة ماهرة للنبش تعرف من أين يؤكل الكتف.

لا أدري كيف توصل الى كلِّ ذلك من الخصائص والنعوت، وعلى أيّ استطلاع للرأي استند ، أو على أيِّ بحث علمي وتاريخي ومتابعة ميدانية اعتمد، فتوصل الى هذه النتيجة منَ الصفات السلبية لملايين من البشر في العراق وفي بقاع الدنيا حيث يقيمون، وحيث هُجّروا وهاجروا وتغرّبوا، غصباً وقهراً وهرباً من ظلم واضطهاد وتمييز عرقيٍّ وطائفي وسياسي. إلا أنْ يكون ذلك نابعاً من حقدٍ وكراهية ونظرة عنصرية طائفية كامنة في نفس مطلقها. وهي تجرّنا الى النظر الدقيق في كلِّ ما يُقال، ويُكتب عن هذا وذاك، ومن هذا وذاك، من ألسنة وأقلام تتبرقّع ببراقع جميلة أو قبيحة، سلبية أو ايجابية. وعلينا أن لا نثق بالوجوه السياسية الضاحكة التي تستقبلنا وتعدنا بعسلٍ مصفى قادم. فلا بدَّ أنَّ وراء الأكمة ما وراءها؟

وقد قالَ الشاعر العربيُّ القديم :

وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً
على المرءِ مِنْ وقعِ الحُسامِ المهنّدِ

فهل بعد كلام قريبنا وسام اليوسفي نجدُ سيفاً أشدَّ مضاضةً وفتكاً ؟!
وهل سمعنا أو قرأنا عدوّاً قد قالَ فيهم مثلَ قولهِ؟!

أقسى ما وسمهم به النظام السابق (العدو) هي تهمة التبعية الايرانية، ولا أعتقد أنّها تهمة. فقد خلق الله الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، لا ليتنابزوا ويتصارعوا بالألقاب والنعوت، فبئس الاسمُ الفسوقُ بعد الايمان، ومنه الايمان القومي بالمشاعر الجياشة الايجابية التي لاتصل الى حدِّ العنصرية المقيتة اللاغاية لكلِّ ما يخالف، بل الى الجدال بالأحسن لعلَّه يوصل الى رأب الصدع، إنْ لمسنا ما يسيء أو يضرُّ أو يصدع.

الذي ندريه أنَّ الناس الذين كانوا قريبين من الكرد الفيليين، والذين تعاملوا معهم مسؤولين وسياسيين واناساً من العامة، حتى الأعداء، يقولون فيهم تماماً غير الذي ينعتهم به قريبهم اليوسفي. وإنما هو موقف سياسي وقومي متعصب لتقدير خاطئ غير موضوعي منه.

لا يوجد في الدنيا كلها مَن ليس يانتمائين أو أكثر ، عرقي وديني وطائفي ووطني وسياسي، ومناطقي داخل الوطن الواحد. وقد يؤدي ذلك الى اختلاف وصراع عند البعض من المتطرفين أو حاملي جذور الكراهية المقيتة، وما حدث في اقليم كوردستان العراق من أحداث بعضها جسيم بسبب هذا إلا شاهد ودليل على نتائج تعدد الانتماء والولاء عند البعض. فإنْ كانت في الفيليين فليست سبةً، فهم لم يستخدموها في صراع ضد الأخر قومياً أو طائفياً. فإن كان فيهم منتمٍ طائفياً ، فهناك من هو منتمٍ قومياً وبحماسٍ وتطرف. وهو اختيار فرديٌّ بحسب قوة الانتماء قومياً أو طائفياً. وهذا ينطبق على كلِّ القوميات والأديان والطوائف والشرائح والأٌقليات في العراق، وفي العالم كلِّه.

وكلمة الى السيد وسام رحمن اليوسفي :
كيفَ تجرأتَ أنْ تصمَ الكرد الفيليين بما وصمتَ من نعوتٍ، وهم منْ عِرقكَ؟! فإنْ كان هناكَ مسيء أو منحرف، مثلما ترى، فلنسمِ الأسماء بمسمياتها، ولا نطلق التعميمات على مجموعة بشرية بالكامل، وبمثل هذا الكلام المعيب.

قال الشاعر:

لا تنهَ عنْ خُلُقٍ وتأتيَ مثلَهُ
عارٌ عليكَ إذا فعلْتَ عظيمُ

الأعجبُ والأكثر اثارةً للاستغراب :
كيف تنشر مثلَ هذا الكلام صحيفةٌ كرديةٌ لها تاريخ مشرّف ومشرقٌ طويل، ساهم فيه كرد فيليون تأسيساً وأقلاماً، وهي تمثّل فصيلاً كردياً مناضلاً ومهماً، هو من أوائل مَنْ دافع ويدافع عن الفيليين الكرد بحماسة وغيرة؟!



الثلاثاء 10-12-2013

رابط مقال وسام رحمن اليوسفي
http://www.altaakhipress.com/viewart.php?art=40249#pagebegin



 

free web counter