موقع الناس http://al-nnas.com/
فرحتان طال انتظارهما
عبدالرضا المادح
الخميس 8/6/ 2006
أخترقت ألاثير اليوم ومن كل
الاتجاهات ألاخبار المفرحة بالقضاء على السفاح النكرة المدعو الزرقاوي وزمرة من
أنصاره ، وكذلك خبر أستكمال التشكيلة الوزارية العراقية بعد مخاض عسير طا ل أمده.
أن الحدثين لهما دلالة سياسية كبيرة ، فالاول يعتبر أنتصار كبير للشعب العراقي ودعم
للعملية السياسية . وذلك بالقضاء على واحد من أعتى المجرمين الدخلاء في تاريخ
العراق المعاصر، وألذي أرتكب مجازراً بشعة ، راح ضحيتها ألكثير من ألاطفال وألنساء
وألشيوخ وأبطال ألشرطة وألحرس ألوطني وغيرهم من ألعراقيين ألنجباء ، كما ساهم وبشكل
واسع في نشر ألمفاهيم ألطائفية ألمريضة بين أبناء ألشعب ألعراقي ألواحد ، وبأ
لتعاون مع أمثاله من ألمجرمين ألصداميين وبأسناد خارجي ، ليتجاوب معهم كل من خزن في
قلبه بذرة ألطائفية ألنتنه ، فأستنفروا مليشياتهم ونشروا مفخخاتهم وأمتشقوا سيوفهم
ليحزوا رقاب ألناس ويلقوا بها في ألشوارع ، بلا وازع أخلاقي أو ديني ، في مشهد
مأساوي يذكرنا بعلاقات ألبداوة ، حينما كان ألبدوي لايجيد حسم خلافاته مع ابناء
عمومته أللا بألحسام ألابيض ...!
أما الحدث ألثاني وهو أستكمال تشكيلة أول وزارة دائمة منتخبه في العهد ألجديد ، حيث
صوت مجلس ألنواب على منح ألثقة للوزراء ألامنيين ألثلاث ، ليضع حداً للصراعات على
ألمناصب بين ألكتل وكذلك الأحزاب ، والذي ترجم أحياناً الى أساليب ضغط همجية من قتل
وتهجير على ألهوية وبنوايا شريرة مبيته ، ليزيدوا ألمشهد ألدموي ألزرقاوي قتامةًً
على أرض ألرافدين.
بألتأكيد أن ألعبرة ليس في حسم ألتشكيلة ، بل في محتوى ألبرنامج ألحكومي وكيفية
تنفيذه ، من قبل رجال قادرين ، نزيهين ومخلصين لشعبهم ووطنهم وبأشراك ألشعب وقواه
ألوطنية ألصادقة. أن ألشعب ألعراقي عانا ألكثير من ألحكومات وألانظمة ألسابقة ،
وألتي مارست شتى أساليب ألترهيب وألترغيب وألخداع لأذلاله ، وما الحملة ألامانية
ألصدامية ألا واحدة منها ، وألتي لم تدخل شعبنا لجنات ألبعث ألموعودة ، فيا ترى هل
سيعيد ألتاريخ نفسه بأبشع صورة .؟
أن ألسيد ألمالكي وحكومته أمام أمتحان وهو صعب بألتأكيد ، ليثبت للشعب ألعراقي ،
جيديته وقدرته في مواجهة ألملف ألامني خصوصاً ، وأن يستثمر وبقوة ألنجاحين ألكبيرين
، لردع كل ألقوى ألتي أصابها ألغرور بمليشياتها ، وليعيد هيبة ألدولة وسيادة
ألقانون بلا محابات او خوف ، من هذا الطرف أو ذاك ، وسيكون أستتباب ألامن في ألبصرة
، وحل ألمليشيا ت ، وأقا لت ومحاسبة ألمسؤلين عن الجرائم وتهريب النفط وسرقة اموال
الشعب ، خير دليل على قدرة وجدية ألحكومة في أمتحانها ألاول وألذي ينتظر ألشعب
ألعراقي نتائجه . وأتمنى مخلصاً كل النجاح للسيد المالكي ولا أريد أن ينطبق عليه
المثل العراقي القائل " أبو كريوه يبين عند العبر ..."