| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الرضا المادح

 

 

 

 

الأحد 2/9/ 2007

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 


الاحزاب الشيعية تقتل الشيعة وتمشي في جنازتهم...!؟


عبدالرضا المادح

من التقاليد المعروفة لدى الشيعة، هو اداء زيارة منتصف شعبان بمناسبة مولد الامام المهدي (ع)، فيتوجه منهم عشرات الالاف لمدينة كربلاء حيث مرقدي الامامين الحسين واخيه العباس (ع). ومن المعروف ان الناس يستغلون هذه المناسبة ليعبروا عن ما يجيش في انفسهم وبشكل سلمي، فيوجهوا الانتقادات للجهات المقصرة ومنها الحكومة وعلى شكل " ردّات " وهوسات واشعار شعبية في المواكب والحسينيات، فتستعد القوى السياسية المعارضة لهذه المناسبة فتحشد طاقاتها وشعاراتها، وهذا ما كان يفعله الحزب الشيوعي عبر "موكب العباسيين" الشهير في الستينات، وكذلك حزب الدعوة، بل وحتى العشائر والقوى الشعبية الغير منضوية في الاحزاب عبر مواكبها المعروفة، وكانت تحصل الاحتكاكات مع الشرطة بل الصدامات والاعتقالات، ولكني لا اذكر ان حدثت مجزرة كما جرى في هذه الزيارة الشعبانية وبأيادي من يدعي انه يمثل الشيعة ويحرص على ارواحهم ومصالحهم ويؤمن اداء شعائرهم..؟

الاخبار المحايدة تشير الى ان هناك مجموعة غير مسلحة (وواضح انها من التيار الصدري)، اطلقت الشعارات "الردّات" المناوئة للحكومة وعند احد حواجز التفتيش، التي يديرها مؤيدوا المجلس الاعلى وحزب الدعوة " قوة حماية الروضتين " والتي لاتخضع لسلطة وزارة الداخلية او الدفاع ؟؟. وبين شدّ وجذب تحول الموقف الى الرشق بالحجارة والعصي، لتنطلق الرصاصات الاولى في الهواء من" قوة حماية الروضتين" فتتحول لاحقاً الى صدور الزوار ليسقط العشرات من القتلى والمئات من الجرحى، وبسرعة النار في الهشيم تحول الى صدام مسلح شارك فيه عناصر من جيش المهدي، ليعم مدن اخرى احرقت فيه العديد من مقرات المجلس الاعلى وحزب الدعوة.

ان قرار السيد رئيس الوزراء بتسليم حماية المرقدين الى وزارة الداخلية والدفاع (يبدو انه سيتم التراجع عنه)

يؤكد صحة الرواية، وكل ما قيل من تصريحات متناقضة ومفبركة على وزن " ان هناك مخطط خارجي وقوى ظلامية ومتشددة كانت تسعى للسيطرة على الروضة الحسينية لتفجيرها" ماهي الا لغسل ادمغة الشيعة واظهار الاحزاب الشيعية الحاكمة والتي فشلت بتحقيق اية انجازات تذكر، بأنها المنقذ الذي حمى مقدسات الشيعة من الدمار..؟

فقد اتهم عبدالمهدي الكربلائي ممثل السيد السيستاني وإمام جمعة الصحن الحسيني، قيادة عمليات كربلاء بالتخاذل وقال " لدينا معلومات استخباراتية، وردت الى ادارة العتبتين، قبل الزيارة بأيام، اشارت الى وجود مخطط منظم يهدف لافتعال اشتباكات مسلحة مع الشرطة، لاحداث فوضى تمهيدا لاقتحام المرقدين."

لاحظ ان إمام جمعة يمتلك قوة مسلحة؟ وجهاز استخبارات..؟ طبعا هو لايقصد انه حصل على ملف اوراق رفعه امام الحضور كأثبات، من جهاز المخابرات الحكومي..؟ وعكس ذلك يثبت مدى هشاشة استخبارات الحكومة وتداخلها مع المليشيات، ورأس الحكومة اخر من يعلم !؟

والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه، لماذا لم يبلغ هذا الامام بما لديه من معلومات..؟؟؟؟ و اذا كانت الحكومة تعلم بمثل هكذا مخطط خطير، فما هي الاجراءات التي اتخذتها على الارض لتفادي ماحصل..؟؟؟؟ أم انها تنتظر وقوع الكارثة، اي تفجير الحضرة الحسينية ليتأجج الصراع الطائفي الدموي بشكل اعظم، ولتثبت القوى الطائفية للعالم ان الشيعة مستهدفين دوماً ولاخلاص لهم إلا بتفتيت العراق الى دويلات شيعية وسنية واخرى كردية..؟


1 – 9 - 2007