| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الرضا المادح

 

 

 

 

الثلاثاء 29/8/ 2006

 

 
 
مساهمة الاكراد في جريمة الانفال

 

عبد الرضا المادح

بدأت المحاكمة المنتظرة لعتاة المجرمين وعلى رأسهم صدام حسين ، الذين إرتكبوا مجزرة بشعة بحق شعبنا العراقي ، وذهب ضحيتها أعداد مروعة وبشكل أساسي من احبتنا أبناء الشعب الكردي وكذلك من ألاشوريين وحتى العرب في الحملة العسكرية التي اطلق النظام عليها تسمية " الانفال ".
فعند زحف الجيش على كردستان يتقدمهم " الجحوش"، لم تسلم قرية كردية أو مسيحية من بطش ألاسلحة التقليدية والكيمياوية ، وكانت مفارز الانصار مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي وكذلك بيشمركة الاحزاب الكردية تتصدى للقوات ، وتعمل جاهدة لانقاذ أهالي القرى ومساعدتهم على الانسحاب بأتجاه الحدود الايرانية والتركية ، في حركة هلع من الموت بألغازات ألسامة ، فكان الناس يهرولون لايام متواصلة بلا طعام أو مأوى في الجبال الوعرة ، وسقط العديد من الشهداء من المقاتلين ومن بينهم الرفاق العرب. وهناك مشاهد وقصص يرويها المقاتلون الشجعان تفوق تصور الخيال ، واتمنى ان يشارك عدد منهم كشهود عيان على هول الجريمة.
الحقيقة يجب أن تقال كاملة ليوثقها التأريخ ، فالجيش العراقي لم يكن بأستطاعته التقدم وبهذه السرعة وعلى كل المحاور، لولا ألمساعدة الكبيرة التي قدمها له الخونة من ابناء الكرد المنتمين الى ما سُمي " بأفواج الدفاع الوطني"
والذين ( كرمهم ) الشعب الكردي بأطلاق كلمة مهينة عليهم وسماهم "بالجحوش" أي مطايا النظام ، وكان يقدر عددهم بأكثر من 150 ألف بألاضافة الى جيش من عناصر المخابرات والامن البعثيين الاكراد وأسمائهم معروفة ، وخاصة رؤساء بعض العشائر والذين استلموا اموالا طائلة من نظام صدام لقاء خدماتهم الرذيلة ، حيث ارتكبوا جرائم بحق المدنيين والمناضلين تنفيذا لاوامر سيدهم عدو الشعب العراقي .
أن البعض للأسف ونتيجة للانجرار الى هاوية الحقد العنصري ، يصور ان المحكمة هي مقاضات ( للعرب ) لما ارتكبوه بحق الاكراد ، ناسين أنهم ضحايا لاعمال اجرامية شبيه قام بها النظام وخاصة بعد الانتفاضة الشعبية في آذار عام 1991.
أن حكومة اقليم كردستان والسلطات القضائية فيها خاصة ومنظمات المجتمع المدني ، امام امتحان تأريخي وأخلاقي ، وإحقاقاً للحق وإكراماً لدماء ألشهداء ، عليهم تقديم بعض من أسماء هؤلاء المجرمين ليجلسوا في ذات القفص الى جانب صدام وعلي كيمياوي والمتهمين الآخرين لينالوا جزائهم وفق القانون .