نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الرضا المادح

 

 

 

 

الأحد 25/6/ 2006

 

 

المصالحة الوطنية وحل المليشيات

 

عبد الرضا المادح

أعلن رئيس الوزراء العراقي اليوم ، السيد نوري المالكي ، أمام مجلس النواب ، مشروع خطة المصالحة الوطنية والتي ساهمت في وضع خطوطها الأحزاب والقوى الوطنية ، الممثلة في مجلس النواب العراقي ، مما أنعكس في كلمات التأييد الواسعة لممثلي الكتل البرلمانية والأحزاب ، مع بعض ألملاحظات والتأكيدات التي تصب عموماً في نفس المجرى للخطة ، وأنفرد نائبان في لهجتهم المتشددة ، واحد من التيار الصدري وآخر من جبهة التوافق ، مع العلم أن ممثلي كتلتيهم أعلنوا تأييدهما للخطة.
أن مشروع المصالحة الوطنية ، خطوة هامة طالبت بها قوى وطنية مخلصة ومنذ فترة طويلة ، لتجاوز ألازمة المستفحلة ألتي تعصف بالعملية السياسية في الساحة العراقية ، والتي تعمل من أجل أفشالها ، ألقوى ألارهابية من صداميين وتكفيريين وقوى ألارهاب ألطائفي بكل تلاوينها والمتسترة بالدين ، ألمدعومة من قوى أقليمية ودولية لتحقيق اهدافها ألشريرة في تمزيق وحدة العراق وسلب خيراته.
أن ألمبادرة تكتسب أهمية كبيرة في ظل الظروف الحرجة التي يمرّ بها شعبنا ووطننا ، وتنطوي على عناصر أجابية ومهمة ، ومنها شموليتها ووضع آلية وجهاز لتنفيذها ، عبر تشكيل الهيئة الوطنية العليا للمصالحة، وفروع لها في المحافظات ولجان ميدانية ، وبالتأكيد ستشارك بها كل القوى ، كما دعت لعقد مؤتمرات شعبية من قبل الاحزاب والمراجع الدينية والعشائرية ومؤسسات المجتمع المدني ، لحث ابناء الشعب لدعم المبادرة عبر خطاب سياسي عقلاني كما ورد في ألنص .
أن الفقرات الواردة في المبادرة جميعها مهمة ، ولكني أود الاشارة للفقرة التاسعة عشر ، والتي تشير الى مسألة حل المليشيات ، والتي أََعتبرُها الجسر الذي سينقل المبادرة الى شاطيء النجاح . فلا يمكن لأية حكومة أن تنجح في تطبيق برامجها ، أذا كانت هناك حكومات ودويلات داخل الدولة لها مرجعياتها وقواتها ألتي تفعل ما تشاء خارج القانون وتضع قدسية لنفسها فوق ألدستور !!؟
وعلى مايبدو ، وهذا ما لايتمناه أي عراقي نزيه ، أن ألمبادرة تحمل معها حَجر عثرتها من بيت اصحابها ، فالائتلاف العراقي الموحد الحاكم منقسم على نفسه ، وهناك اطراف أساسية فيه ترفض حل مليشياتها ومنها فيلق بدر وجيش المهدي، بل ذهب النائب بهاء الاعرجي عن الكتله الصدرية ، بعيداً عن الدستور الذي اقرّهُ ..! بأضفاء الطابع القدسي على جيش ألمهدي...؟؟؟ بقوله " أن موضوع المليشيات لاينطبق على جيش المهدي " وأنه " جيش عقائدي ليس لديه أي تنظيم ... وبالتالي فأن هذا الجيش أقامه الشعب رداً على الاحتلال " ...!؟
سؤالي لهُ ألم يكن " الجيش الشعبي " في عهد النظام الصدامي " عقائدياً " و " لتحرير " القدس ...!؟ والذي رفضناه جميعاً ..! .
أن مشروع المبادرة لم يغفل دور المرجعيات على أختلافها ألشيعية وألسنية ، وألمطلوب منها ألمبادرة لتقديم ألدعم ألجدّي ، وأصدار الفتاوى الصريحة ، وخاصة من قبل المرجع الاعلى آية الله السيد علي السيستاني ، بتحريم المليشات والطلب بحلها سريعاً وعدم دمجها بالمؤسسات ألامنية والعسكرية ، لأنقاذ الشعب العراقي من هول الكارثة ، أذا مافشلت مبادرة المصالحة الوطنية ومايرافقها من خطة أمنية.