| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الرضا المادح

 

 

 

 

الخميس 17/8/ 2006

 

 

الخوف على لبنان

 

عبد الرضا المادح

وضعت الحرب أوزارها ، أو بالاحرى توقفت الاعمال القتالية على الجبهة بعد وضع القرار الدولي 1701 موضع التنفيذ ، والذي جاء وكالمعتاد انتصارا للسياسة الامركية ـ الصهيونية ومحاولة لتحقيق نصر سياسي كتعويض عن الهزيمة التي تلقتها اسرائيل بصمود الشعب اللبناني ومقاوميه الابطال ، على الرغم من سقوط أكثر من الف شهيد واكثر من ثلاثة الاف جريح ومئات الالاف من النازحين وهول الدمار الذي احدثته آلة القتل الهمجية الصهيونية ـ الامركية ، لتجدد حقدها على كل شعب يطالب بحقه ولايخضع لارادتها ويوافق على حلولها المذلة.

لا أريد الدخول في الحسابات المدرسية ، أي واحد زائد واحد لحساب الخسائر البشرية والمادية بين الطرفين المتصارعين ، لنخلص الى نتيجة تحدد من المنتصر..! فبهذه الطريقة البسيطة ستكون حتما اسرائيل هي المنتصرة ، ومنذ فرضها في المنطقة وفي المستقبل ، طالما بقي ميزان القوى العسكري لصالحها ولصالح امريكا ويتبع ذلك ميزان القوى الدولي بمنظور أشمل ، يعزز ذلك وجود أنظمة عربية وحكام متخاذلين همّهم الوحيد الحفاظ على عروشهم الموروثة ، وضباطهم " الشجعان" الذين بمجرد حصولهم على النجمات العزيزة يهرولون الى محلات الذهب لاعادة سبكها ليتباهون بها امام نسائهم وسادتهم ...!، بينما الضباط الاسرائيليون تطرز نجومهم بواسطة الماكنة وبالخيوط العادية الكاكية اللون تعبيراً عن استعدادهم الدائم للحرب ..؟

ان تجارب الشعوب تثبت أن ميزان القوى دائما لصالح ألشعوب اصحاب الحق، وإن تجبر المعتدي وطال الزمن، فالشعوب التي خاضت النضال والمعارك الشرسة ضد المستعمرين، لم يكن ميزان القوى العسكري والدولي لصالحها ولكنها حققت النصر في النهاية ،والامثلة على ذلك كثيرة ، فتجرية الشعب الليبي بقيادة المناضل عمر المختار ، وتجربة الشعب الجزائري لمدة قرن وربع والتي أعطت اكثر من مليون شهيد، وثورة العشرين في العراق تحت هتافات الثوار " الطوب أحسن لو مكواري " * ، ونضال الشعب الفيتنامي ضد آالة ألحرب الامركية والتي اعطت ايضا اكثر من مليون شهيد . سيقول البعض ان هذا خطاب " ثوروي " عفى عليه الزمن..! ، اقول (ربما) ولكن البعض علية ان يقدم البديل المقنع والذي يعطي حلول ناجعة ، تضمن حق الشعوب كاملة وتحفظ لها كرامتها ويعوض عن مالحق بها من دمار بسبب السياسات العدوانية ، هل توافق اسرائيل ومن ورائها امريكا على هذا المبدأ للجلوس معها على طاولة المفاوضات السلمية الجادة بعيدا عن اساليب الابتزاز والخداع لتخرج هي دائماً المنتصرة ، الم تكفي التجارب معهما ليثبتا للعالم عدم مصداقيتها وخبثهما ، فكم من اعتداءات نفذاها بحق الشعوب ، وكم قرارات دولية استخفت بها اسرائيل وركلتها امريكا " بحق النقض الفيتو"، واليوم تدور ألآلة الدعائية الصهيونية ومن ورائها هوليود ، لتحاول ان تثبت للعالم ان اسرائيل " حمامة السلام " المعتدى عليها تدافع عن نفسها، فقامت بتدمير لبنان واعطت العشرات من جنودها ومواطنيها وخسائر كبيرة لاقتصادها لتنتهي الى نتيجة بائسة ، إن كان حزب الله متهوراً فلماذا لم تلجأ اسرائيل الى التفاوض لاعادة جنودها ..؟ أو تلجأ للامم المتحدة فتستثمر ثقلها الدولي لتفرض عقوبة صارمة على لبنان وتنزع اسلحة حزب الله بقوات دولية ..؟ أم ان الأجندة الاسرائيلية ـ الامريكية ابعد من قضية الاسيرين واسلحة المقاومة...؟

انني لا ادافع عن حزب الله لإختلافي الكبير معه ، بخصوص منطلقاته الفكرية وطبيعته الطائفية وارتباطاته الخارجية ، ولكنه جزء من المقاومة اللبنانية ، بل الاساسي فيها وهذا واقع لايجوز القفز عليه وعلى الساسة الوطنيين ان يستثمروا ذلك لصالح لبنان شعباً وحكومةً وجيشاً، كما تستثمر اسرائيل كل طاقاتها في المعركة.

وعلى الساسة العرب واللبنانيين خصوصاً بما فيهم السيد نصر الله ألابتعاد عن لغة المهاترات وألاتهامات امام الكاميرات والمتاجرة من قبل البعض بالنصر ، فتضعف جبهة المقاومة ويتحول النصر الى صراع داخلي ، قد يجر الى حرب اهلية فتستكمل مابدأته اسرائيل لتخرج في النهاية هي المنتصرة.

* الطوب باللهجة العراقية تعني المدفع والمكوار عصا تستخدم كسلاح بدائي في نهايتها كتلة من القار او كتلة معدنية.