| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الرضا المادح

 

 

 

الثلاثاء 17/2/ 2009



امنية للاتصالات وذرّ الرماد في العيون

عبد الرضا المادح
 
في خبر نشر على موقع "صوت العراق" الالكتروني بتاريخ 11 / 2 وتحت عنوان :
"امنية للأتصالات اللاسلكية تقدم اتصالات هاتفية مجانية لزوار الامام الحسين(ع) "
وجاء في الخبر " وتم وضع اجهزة اتصال بين محافظة النجف الاشرف الى محافظة كربلاء..." وجاء في الخبر ايضاً " وقال الاستاذ علي الطريحي مدير العلاقات العامة والاعلام في الشركة، أن مشاركة الشركة في جميع المناسبات الوطنية والدينية وسعيها المتواصل في تقديم الدعم لجميع شرائح المجتمع العراقي ..." كذا ..؟ وفي اليوم التالي نشر خبر آخر وعلى نفس الموقع وتحت عنوان "امنية للأتصالات اللاسلكية تحقق آمال وتطلعات العراقيين بشعار ( العراق اولا ) "،

طبعاً لا يخفى على القاريء النبيه، أن الخبرين ليسا سوى دعاية تجارية بأستغلال الشعائر الحسينية والشعارات الوطنية ( العراق اولاً )، وأن ادعائهم بأن الشركة تحقق " آمال العراقيين .." و " ان امنية همها الوحيد هو اسعاد المواطن العراقي ... " وغيرها من العبارات الرنانة التي تعكس الحرص الشديد والشعور بمعاناة العراقيين، وكأنها منظمة مجتمع مدني للأعمال الخيرية وليست شركة مبنية على اسس علاقات السوق الرأسمالية وهدفها النهائي تحقيق الارباح الخيالية ..!

وجاء في الخبر ايضاً " نقل الاستاذ سميح فاضل جبار مدير التسويق....أن من اهداف شركته حصول المواطن العراقي على خدمة عالية الجودة من خلال الاتصال الهاتفي والانترنيت الفائق السرعة ..." ؟! بالاضافة الى الاعلانات الدعائية الكبيرة والمُكلفة والتي تؤكد ان سرعة الانترنيت لديهم مثل رمش العين ..!
كل ذلك في الحقيقة بعيد عن تحقيق " آمال وتطلعات العراقيين.." وتجربتي الشخصية وتجربة الآخرين خير برهان على رداءة الخدمة، مقابل الاموال التي تُستنزف وتذهب الى جيوب الشركة العامرة باموال العراقيين.

حقيقة شركات الاتصالات:
عندما تعلن شركة اتصالات جديدة عن نفسها، يكون عدد المشتركين في البداية قليل وبالتالي تكون سرعة النت نسبياً مقبولة قياساً للشركات الاقدم، فيتهافت الناس عليها، وبعد ان تتخم خطوطهم بالمشتركين ويتجاوزوا الحد المسموح للخط المُستأجر من قبل الشركة حيث يُحمـّلوه اكثر من سعته باضعاف، تبدأ المعاناة لدى المشتركين فتهبط سرعة النت وتسوء الخدمة، وادارة الشركة تعلم بذلك مسبقاً، ولكن جشعهم لكسب الارباح لا يدعهم يتوقفون عن قبول المشتركين الجدد.

بعد تردد خوفاً من هذه الحقيقة ، ولكن تحت ضغط الحاجة حملت ( اللابتوب ) الجديد وذهبت الى مكتب امنية الرئيسي. اشتريت احدث جهاز لديهم للاتصال وهو عبارة عن تلفون نقال بمئتي دولار واشتراك بثلاثين دولار، وبعد ان نظمه لي مهندس الشركة ذهبت للبيت والشك يراودني، وفعلا لم يعمل عندي الجهاز، حملت جهازي وعدت لهم، طبعاً الجهود والوقت الضائع من عملي وكلفة التكسي ذهاباً واياباً تذهب حسنه لوجه الشركة ( الوطنية جداً ) والحريصة على " اسعاد المواطن العراقي ..."، بعد جدال مع مهندس الشركة اعترف ان النقال تحت التجربة ونصحهم هو شخصياً بعدم طرحه للبيع لانه غير جاهز للخدمة ..!؟؟ واستبدل لي بجهاز تلفون ارضي . ذهبت للبيت وفتحت النت، فوجدته بطيئاً واحياناً لا يحّمل ويقطع..!

قلبت ورقة قسيمة الاشتراك لاقرأ شروط الاشتراك فصدمت بشروطهم والتي تصب لصالح الشركة فقط ، ولا وجود لفقرات تتضمن حقوق المشترك !!؟ والادهى من كل ذلك ما ورد في الفقرة 14 الاخيرة " إن شرائك لهذه الخدمة هي على اسس واقعية، وإن الشركة لا تضمن هذه الخدمات لأي زبون...." ، اي أن المواطن اشترى هواء في شبك..!!!؟؟؟ واذا كانت الشركة لا تتحمل مسؤولية توفير الخدمة مقابل المال المدفوع فمن يا ترى يوفرها لنا ..!! وهل هذا يعكس الشعور بالوطنية كما يدّعون، ام همّهم امتصاص اموال الناس ورميهم ومعاناتهم في بحر الموجات اللاسلكية المتلاطمة !!

بعد زياراتي المكوكية لمكتبهم ونقاشاتي مع المهندس اتضح لي أن شركتهم لا تغطي جميع المناطق بشكل جيد ومنها المنطقة التي اسكنها !!؟ سؤالي لاصحاب الشركة اذا كانوا حريصين فعلا على " اسعاد المواطن.." وليست (فلوسهم اولا)، لماذا لا تسألون الراغب بالاشتراك عن منطقة سكنه اولاً وتحديد فيما اذا كانت مشمولة بشبكتكم بشكل جيد ومن ثم يوقع عقد الاشتراك وليس العكس ؟، حيث تورطوه ثم ترفضون الغاء العقد كما مثبت بشروطكم !!؟؟ كل مرّة في المكتب التقيت بعدد من المشتركين مع اجهزتهم حيث عبروا عن معاناتهم وتذمرهم !!

* ندائي الى الوزارة المعنية بالامر، بأن تشكل لجان مراقبة لشركات الاتصالات، والتأكد من عدد المشتركين ومطابقته لسعة الخط المُستأجر، ومراقبة مستوى الخدمة وفرض غرامات قاسية بحق من يتجاوز ذلك، ووضع قانون لحماية الزبائن. علما ان في البلدان المتحضرة تلزم الشركات التي تنقض العهد باعادة الاموال للمشتركين.
خرجت من المكتب والتفتّ الى لوحة الاعلان الجميلة حيث تقول :
" سارعوا للتسجيل عند امنية فخدمة الانترنيت عندنا فائقة السرعة "
" لا ترميش مع امنية بعد اليوم "
 

2009.02.17
 

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس