موقع الناس     http://al-nnas.com/

الشيخيّة رمز السلام والمحبة

 

عبدالرضا المادح

السبت 15/7/ 2006

تصاعدت في ألآونة ألاخيرة ، ألاعمال ألارهابية وألاستفزازية ، بحق أحدى ألفرق ألشيعيّة ألبصرّية ألكبيرة ألمسالمة ، وألمعروفة بأسم " ألشيخّية " أو" ألاحسائية " حيث يتركز معظم أتباعها في وسط المدينة ، ولهم مسجدهم ألرئيسي ألكبير ويقع في شارع ألجزائر التجاري ألمعروف ، وهو جامع حديث ألبناء ويمثل قطعة معمارية فنية رائعة ، بُني بأمكانيات هندسيّة وعماليّة ذاتية خالصة .

وللتعريف بهم أورد ما جاء في مقدّمة مجموعة كتبهم ألمسماة بـ " كتاب ألابرار " ولهم موقع ألكتروني يحمل نفس ألاسم . *

" ألشيخية طائفة من ألشيعة ألاثني عشرية أشتهرت بهذا ألاسم لأتباعهم ألحكيم وألعالم ألشهير ألشيعيّ ألشيخ أحمد بن زين ألدين ألاحسائي ( أ ع ). عقائد ألشيخية في أصول ألدين وفروعه كلها متخذة من ألكتاب وألسنة وأخبار وأحاديث آل محمد صلوات ألله عليهم أجمعين."

..." وكل أعتمادهم على ما وصل أليهم عن أهل ألعصمة (ص) بواسطة ألثقات من ألرواة ."

ويرون كذلك أن حصر ألاعتقاد بمعارف ألأسلام في " ألأحكام ألظاهرية من ألعبادات وألمعاملات غير كاف للمسلم..." ولديهم نظرة فلسفية شاملة حيث " أن دين ألحق هو قبول جميع ألظواهر وألعمل بها ، وألسعي في معرفة حقائق تلك ألظواهر وبواطنها بقدر ألوسع . "

ويذكر ألسيد ألعلامة علي بن عبدألله ألموسوي ألمرجع ألديني ألأعلى للطائفة في كتابه

" أحوال ألشيخ أحمد ألأحسائي (أ ع) وألشيخية " ، أن ألكثيرين ممن كتب عن ألشيخ ألأحسائي وأتباعه ، لم يعتمدوا ألمصادر " ألموثوق بها من كتبهم " بل جائت كتاباتهم لتعبّر عن " جهلا ًمنهم أو بغضاً وعناداً أو حقداً وحسداً وكل ذلك لايترجم عن ألرجل ولا عن اتباعه ترجمة صحيحة بل تقلب ألحقائق ألى ألضد وتخدع ألبسطاء وألعوام وتهيج ألقلوب وتنفر ألأسماع وتفرق ألكلمة في وقت نحن أحوج منه ألى ألتكاتف وألتآلف لا ألى ألتشاح وألنزاع وألتخالف ..."

أن هذا ألكلام ، ألذي يعبر عن ألأدراك ألعميق وألشعور ألعالي بألمسؤلية ، تجاه ألحفاظ على وحدة أبناء ألشعب ألعراقي ، وتكاتف ألمسلمين وأتباع آل ألبيت ، كان هذا ولا يزال نهجاً أيمانياً يُترجم في ألمواقف ألعملية ألصادقة ، ويشهد لها ألطيبون من أهل ألبصرة ألكرام ، علماً أن ألمؤَلََّف ألمذكور للعلامة ألسيد علي ألموسوي ، وضعه قبل سنوات طويلة لما وصل عليه ألحال ألمأساوي للشعب ألعراقي أليوم .

ومن ألجدير بألذكر أن منطقة ألاحساء شرقي ألسعودية يسكنها ألشيعة ، وكانت تتعرض لهجمات ألوهابين ، مما دفع بألكثير منهم ألى ألهجرة للعراق وأيران وألكويت ودول أخرى ، وذلك قبل حوالي مأتي سنه ، فسكن قسم كبير منهم ألبصرة ، ألتي حينها كانت تتعرض لهجمات ألبدو من جهة ألبادية ، فيقتلون وينهبون وكانت قوات الحكومة تنهزم بمجرد وصول ألبدو لمشارف ألمدينة ، فقرر ألشيخيّة ألتصدي لهم ، فكُتب ألنصر لهم وكف بعدها ألمعتدون فعاشت ألبصرة بسلا م ، والذي تُهدّده أليوم من تخللى عن وطنيته ودينه من قوى ألظلام .

ويشير ألعلامة ألموسوي في كتابه " أن ألشيخية منتشرون في كثير من ألأقطار وموجودون في كثير من ألأمصار لاسيما في أرجاء هذا ألوطن ألعزيز وينيف عددهم تخميناً على مأتي ألف نسمة ** يقطن أكثرهم في محافظة ألبصرة ألباسلة مدينة ألمدن وفيهم ألمدرسون وألمعلمون وألعمال وألكسبة وألفلاحون وهم مواطنون مخلصون يخدمون وطنهم خدمة خالصة وعاملون كادحون يحبون ألعمل ويكرهون ألبطالة وهم معروفون بألمحافظة على ألصلوات وألزكوات وحج بيت الله ألحرام وأعمال ألخير وألبر وألأخلاق ألطيبة وألمعاشرة ألحسنة مع بني جنسهم ولا يتداخلون في ألسياسة كما هو معروف من طريقتهم وألمشهور علانية من سجيتهم وأخلاقهم." أي أن علمائهم ألافاضل يؤمنون بمبدأ فصل ألدين عن ألدولة ، حيث يتمسكون بتخصصهم في أمور ألدين وألعلم وألتقوى ، ويرون أن تدخل رجال ألدين في ألسياسة ومكرها تجرهم ألى مسالك لاتليق بمنزلتهم ، ومواقف لاتحمد عقباها .

وجائت فتوى ألمرجع ألديني ألسيد علي ألسيستاني ، بتحريم تبوّء رجال ألدين مناصب في ألدولة لتؤكد تطابق ألرؤى .

أن علماء ألشيخية لايُحرّمون على أتباعهم ممارسة ألسياسة ، وهذا موقف حضاري يسجل لهم حيث ينتمي ألكثير منهم ألى مختلف ألاحزاب وألحركات ألسياسية ، وخاصة أليسارية منها ألذين تعرضوا للأعتقال وألمطاردة ، ولهم ألكثير من ألشهداء ألذين سقطوا في ساحات ألنضال ألقاسي ضد نظام ألبعث ألدموي . وما أنتماء ألبعض منهم في ألعقود ألثلاثة ألاخيرة لحزب ألبعث ألمنحل ، ألا نتيجة سياسة ألترهيب وألترغيب ألتي طالت كل أبناء شعبنا ألمقهور ، وعندما أنطلقت شرارة ألانتفاضة في آذار عام 1991 ، هب أبناء ألطائفة مع جماهير ألمنتفضين في ألبصرة ، ليدكّوا معاقل ألدكتاتورية ألفاشية .

ومن ألصفات ألحميدة للشيخية ، أنهم لايكفرون ولايحللون دم أحد ، ولا يسيئون معاملة أتباع ألديانات ألاخرى وألطوائف ، حيث يعيش في مناطق تجمعهم وبأمان تام ، أبناء شعبنا من ألمسلمين وألمسيحيين وألصابئة وحتى أليهود قبل ترحيلهم في منتصف ألقرن ألماضي .

بعد سقوط صنم ألنظام ألدكتاتوري ، عمت ألفوضى وألنهب وألسلب وأعمال ألخطف وألقتل ، معظم مدن ألعراق وألتي لم يشارك بها أبناء ألطائفة ، لرفضهم هذا ألسلوك ألمشين ، وبادرت الى تأمين ألحماية لمناطق تواجدها ، فبقت سالمة آمنة ، يستجير بها كل من طلب ألأمان .

أمّا اليوم وبعد أستفحال ألفلتان في ظل ألحكومة ألمنتخبة ..!!؟ بدأت بوادر ألتعدي على أبناء ألطائفة ، حيث تعرضت مناطقهم للقصف ألمدفعي ، وأُكتشفت محاولة دنيئة لوضع سيارة مفخخة أمام جامعهم ألكبير ، كما ألقيت في مناطقهم منشورات تهديدية، وألتي تطالبهم بألرحيل من ألبصرة ، خلال فترة وجيزة !؟ مما دفع أبناء ألطائفة لأعلان حالة ألاستنفار ، لحماية ألنفس وألتصدي لأيّة أعمال أجرامية محتملة ، ووجهوا تحذيراتهم ألى كل من تسوّل له نفسه المريضة للقيام بذلك ، بألرد ألحاسم على ألمعتدي .

أنني أُناشد كل أبناء شعبنا ألطيبين ، بأن يوثّقوا بتصوير ألأحداث وكشف ألمجرمين ليتسنى تقديمهم للعدالة في ألوقت ألمناسب .

أن كل من نفخ نفسهُ وتجبّر ، عليه أن يأخذ ألعبرة من تجرية ألنظام ألسابق ، فبالرغم من كل جبروته ، إنهار كنمر من ورق ، لينتهي رأسه في قفص ألمهانة وألعار .
 


* موقع ألشيخية / www.alabrar.info/ar
**
يتجاوز تعدادهم أليوم ألربع مليون .