| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الرضا المادح

 

 

 

الأربعاء 15/4/ 2009



وعاد الاسد ليزئر بوجه الظلام

عبد الرضا المادح

اسد بابل، احد الرموز التاريخية الشامخة في البصرة والذي شيد في ثلاثينات القرن المنصرم، وهو نسخة كونكريتية مطابقة لتمثال اسد بابل الاصل، واختيرت له اجمل ساحات البصرة حينها وتقع عند مدخل شارع الوطني وعلى مقربة من نهر العشار.
قبل سنتين وعندما تسيّدت قوى الظلام الحاقدة على الفن وعلى كل ماهو جميل، عبرت عن همجيتها وتخلفها بوضع عبوة ناسفة لتفجره وتحيله الى حطام، مما اثار غضب البصريين واستنكارهم لهذه الاعمال الدنيئة، وهذا مايذكرنا باعمال طالبان عندما فجّروا التمثال الاثري العملاق لبوذا، كما طالت اعمال التخريب معظم التماثيل والنصب في البصرة والتي ليس لها علاقة بتمجيد دكتاتور الهزائم ونظامه المقبور، وهكذا جعلوا شوارع البصرة الوديعة مقفرة من اي مسحة جمالية.
اما الاعمال التي انجزت في بعض الساحات، وطرحت كبديل للفن الاصيل، فهي اعمال بائسة وتقتصر تقريباً على ما اسميه ( فن المصخنات ) وما شابه.
أن المتخلفين ثقافياً لا يدركون عظمة الفن واهميته للانسان، فعندما يدخل شخص مثقل بالهموم الى حديقة غنّاء وتحوي تماثيل وجداريات قيّمة، سيخرج منها وهو منشرح الصدر مرتاح النفس، فيعود لاهله بمزاج اخر مما ينعكس ايجابيا على علاقاته العائلية ونشاطه في العمل وصحته عموماً، ولذا تجد الناس في البلدان المتحضرة يقضون اوقات فراغهم في الحدائق الغناء والتي تبذل من اجلها الاموال.

بعد مطالبات عديدة من فنانين لم تلقى اذناً صاغية لدى المسؤولين، بادر المركز الثقافي في البصرة بالتبرع بمبلغ مليوني دينار وبعمل طوعي من فنانين بصريين هم الفنان النحات احمد السعد والفنان النحات فاضل البصري وبمساهمة بعض الشباب الطيبين، فبذلوا جهداً كبيراً وبروح الحرص استطاعوا ان ينجزوا ترميم التمثال ليعود الى بهائه وليرسم البسمة على وجوه محبيه من البصريين والزائرين. وفعلاً عبّر المارة عن فرحتهم واهتمامهم، وابدى احد الضباط من قوة حماية المنطقة عن استعداده للتبرع وتوفير الحماية.


وعادت الحياة للنصب من جديد

ولكن بقيت قاعدة النصب بحاجة الى الترميم وكذلك النافورة والحديقة المحيطة به.
ولكي يبرز التمثال وبصورة ابهى، يجب ان تزال الاشجار العالية من حوله، وكذلك يزال السياج الحجري ويبقى السياج الحديدي على شرط ان يكون منخفضاً، ويبنى حول حوض النافورة مدرج ترابي ينساب نحو الخارج وتشقه اربع ممرات الى التمثال ( الموجودة اصلاً) وفي بداية كل ممر فنارين جميلين وبأرتفاع مترين،ثم تزرع المدرجات بالورود وبأشكال والوان متناسقة لتذكرنا بجنائن بابل المعلقة.
 


2009-04-12

free web counter

 

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس