| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد الرضا المادح

 

 

 

 

الخميس 10/8/ 2006

 

 
 
دموعك لن تهزّ ضمائرهم الميته ...!

 

عبدالرضا المادح

في نهاية آب عام 1979 إنتقلنا بعد دورة تدريبة ، من معسكر الناعمة جنوب بيروت ، الى ذلك الوادي الفسيح الجميل والهاديء ، الممتد بين شتورة وحاصبيا والمسمى بألبقاع ، أرتسمت صورة صباياه الممزوجة بعطر أزهاره في القلب ، وتلك القرى الوديعة ألبيرة ، مدوخا ، خربت روحا ، حاصبيا ، راشيا الفخار وغيرها . أُناس مسالمون يعشقون أرضهم، ورغم الهجرة الى مدن ألاحلام ألغربية يبقى أللبناني يغني " بحبك يا لبنان يا وطني".

بعد إسبوعين طلب مني ورفاق آخرين ألانتقال الى مواقع متقدمة نوعاً ما للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في قرية حاصبيا ، وكان هناك مواقع اُخرى منها للحزب الشيوعي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي ، ومن قرية حاصبيا إنطلقنا إلى قرية راشيا ألفخار متسللين في جنح الظلام عبر القوات ألدولية إلى موقع للفدائيين ، يعتبر ألابعد للمقاومة بأتجاه قوات ألعدو الصهيوني ، والذي يقع على تلة مرتفعة تطل مباشرة على الاراضي الفلسطينية المحتلة ، حيث نُصبت خيمتين أحداهما للجبهة الديمقراطية والاُخرى لفتح ، بقيتُ هناك عدة أيام لأعود اليها بعد إسبوعين. شاهدت وعايشت تفاصيل حياة رجال أبطال يتشبثون بحجر الارض، ويستنشقون رائحة الزعتر القادم من القدس.

كانت أسلحة المقاتلين بسيطة ولايمكن وضعها في ميزان القوى العسكري أمام آلة العدو ألبربرية، ولم تنطلق من تلك المواقع ولعدة أشهر أية عمليات للمقاومة ، ولم تمزّق السكون الذي خيّم على سهل البقاع ، سوى قذائف المدفعية الاسرائيلية التي سقطت بالقرب من الخيمتين ، وطلعات طائرات العدو ألشبه يومية مخترقةً جدار الصوت بشكل متعمد لإحداث صوت انفجار هائل وخلق حالة ألهلع في عيون طير ألوروار.

لم تكن اسرائيل بحاجة لأعذار لتبرير اعتداءاتها ألمتواصلة ، فمنذ أن خُلقت لتبقى سرطان في جسد المنطقة ، طمأنها ساسة الدول ألامبريالية بأن ميزان ألقوى العسكري سيبقى دائما لصالحها ، وأن ينبوع الدعم الاقتصادي والسياسي وألاعلامي ودموع التباكي على الهلوكوست سوف لن ينضبا ، إذن عن اي ميزان قوى دولي يتحدث البعض !؟، وهل اسرائيل مُستعدة لإحترام قرارات ألامم ألمتحدة ؟، وكم مرة استخدمت الولايات المتحدة " حق النقض ألفيتو" لصالح إسرائيل ؟ ، ومتى تحرر اراضي شبعا والجولان وألاراضي ألفلسطينية ؟ لتعود ألملايين المشردة ألى اوطانهم ويتم تحرير آلاف ألاسرى في سجون ألاحتلال ، ألم تتعذب بما يكفي العشرات من ألاجيال في ظل القهر والحرمان ؟.

بالمقابل يهاجر ألملايين من اليهود من بقاع ألارض ليتشمسواعلى رمال شرق المتوسط في" أرض الميعاد"؟.

لن يكف ألصهاينة عن أحلامهم طالما بقي الخطان الازرقان يحتضنان نجمة داوود ، واليوم تَدك أسلحتهم الفتاكة أرض لبنان ، لتمزق أجساد الاطفال والصبايا ، فتكشف كونداليزا رايس عن بسمتها القبيحة ، ويفتل القادة العرب شوارب الرجولة والشهامة ، فليس من قيمهم خيانة عهد قطعوه أمام أسيادهم ، بأن ألاسلحة المستوردة بمليارات الدولارات لن تستخدم ضد دولة هم صنعوها.