| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الخالدي

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 7/9/ 2011



الارهاب هو قمة التشدد الديني

د. علي الخالدي  

بدأ انتشار الافكار المناهضة للعلمانية في الشرق الوسط بعد تراجع الفكر اليساري والقومي لصالح الفكر الاسلامي , بالرغم من ان انظمة هذه المنطقة كانت أغلبها علمانية قومية , ففي أواخر الخمسينات وما بعدها خلقوا من اليسار كابوسا يهدد القيم الاسلامية , وكان هذا الكابوس غير بعيد عن الصناعة الامريكية عبر استخباراتها المركزية ., وقد حققوا مكاسب استطاعوا تحجيم اليسار , وتقوية اليمين باشكاله المتعددة بما فيه اليمين الذي لبس عباءة الدين.

وخلال السنوات التي عقبت الثورة الخمينية شنت حملة ضد ما يعتقدوه كابوس آخر هو كابوس العلمانية , معتبريه بانه يشكل خطرا على الدين غير مقتنعين من ان هذا التيار تكون وترعرع في المنطقة , وفي ظل الامبراطورية العثمانية , ناسين أومتناسين ان التاريخ يدحض ما يفكروا به في هذا المجال , فالعلمانية تكونت في القرون الوسطى منادية بفصل الدين عن السلطة السياسية ومطالبة برفع يد رجال الدين عن الحكم والتوجه للشؤون الدينية وتطويرها بالشكل الذي يطالب به الدين . وكانت الغلبة للعلمانيين , وبذلك اقترن المفهوم المتحضر للدين باسمهم , بالارتباط مع التطور العلمي والتكنولوجي . واستطاعوا أن يعمقوا في مجتماعاتهم الديمقراطية الاجتماعية , عبر قوانين منسجمة وروح العصر .وهذا ممكن مشاهدته عبر نظرة هذه المجتمعات للديانات الاخرى . فهي تتعامل مع معتنقي الاديان بالانطلاق من حرية الفرد وحقوقه الانسانية ,فسُمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية , وبناء المساجد والحسينيات وهُيأت مستلزمات تطوير قابلياتهم اسوة بسكانها الاصليين . بينما نرى عكس ذلك يجري في البلدان الاسلامية , حيث لا يسمح للمسيحيين ممارسة شعائرهم الدينية بحرية , وتوضع العراقيل امام بناء الكنائس.وفي بعض الدول تمنع . ففي هذه الدول يوصف الغير معتنق الديانه الاسلامية بالكافر وبعض الطوائف تذهب بعيدا حتى تعتبر التنكيل بهم يقربهم من دخول الجنة . أما من يحاول ان يغير دينه الاسلامي فهو مرتد.. ومعروف عقاب المرتد هو قطع العنق بالبسملة . فما يجري الان في البلدان الاسلامية من اجراءات تشرعن بسن قوانين ملزمة لمجتمعاتها المتعددة الاديان والطوائف , و مما يثير الاستغرا ب هو اننا لم نر موقفا حازما , وعملي ضد ذلك من قبل المرجعيات الدينيىة الاسلامية الشعية والسنية , ان اكثر ما قامت به هو استنكار الاعمال الاجرامية التي يقوم بها المتزمتين والمتشددين الاسلاميين , وبصوت خافت يكاد لا يسمع ولمرة واحدة ,وكأن هناك ضوء اخضر يُعطى للمتزمتين دينيا و اصحاب القرار السياسي يشمل قطع حتى الارزاق سواء على صعيد المجتمع او الجهاز الحكومي والفرحة تعم اذا ما منح منصب في جهاز الدولة لشخص ما ومن منطلق تزلفي , وإلا ما معنى تغيير المنا هج الدراسية لتصب في صالح دين الدولة , دون الاشارة لوجود اديان عريقة اخرى , ,ناهيكم عن حجب كل ما من شانه ادخال الفرحة والاحساس بالشراكة وشعور التساوي بحقوق المواطنة . إن كل هذه المظاهر هي نذير شؤم في تصعيد الارهاب من قبل المتشددين من اعضاء القوى الظلامية والذين تخرجوا من مدارس انتشر بنائها في بلدان عديدة وخاصة البلدان الاسلامية الفقيرة اقتصادي وثقافيا .

لقد أخذ الارهاب شكله السياسي عندما جري التغاضي والسكوت عن بناء ألاف المدارس الدينية في الدول الفقيرة كباكستان وافغانستان منذ الستينات , باموال سعودية وخليجية وحتى ايرانية هذه المدارس , أشرف عليها متطرفون ومتشددون اسلاميون , تخرج منهاالالاف من الدعاة بثقافة مبتورة , حيث أن دراستهم إقتصرت على دراسة اصول ومفردات القرآن , بالاضافة الى الاحاديت النبوية , والقوانين الاسلامية . ذلك لان الاساتذة الذين يقومون بالتدريس ليس لهم المام بعلوم الرياضيات والتاريخ والعلوم والجغرافيا لان تدريس ذلك يتعارض والمذاهب التي أسست بموجبها هذه المدارس .وعندما يتخرج الطالب يُحتضن المتفوق ويشجع على الزواج باربع نساء كي يتكاثروا .كما ذكر الكاتب الامريكي كرك مورستن في كتابه Three cups of tea .

وﻷنه اراد انشاء مدرسة عصرية غير مرتبطة بمذهب معين في احدى القرى غرب باكستان صدرت بحقة فتوة من مرجع ديني ايراني كما ذكر في كتابه تطالب بقتله بكونه كافر يريد التعدي على الاسلام بجعل التعليم مختلط.

ان المتخرج من هذه المدارس يكون معجب بالانخراط في مهام حربية ذلك لان ما تم له من غسل دماغ جعله يعتقد انه يستطيع نشر الاسلام بالطريقة التي سار عليها اسلافه وهو لن يتقاعس باتباع كافة الاساليب الارهابية للوصول الى هدفه بما في ذلك الاعمال الانتحارية التي تحصد ارواح العشرات كما جري في العراق ومصر ونيجيريا وفي تلك المدارس تدرس تعاليم نشر الدين الاسلامي بطرق لاتنسجم وروح العصر . وان من يقوم باعمال انتحارية تحصد الابرياء من مَن لا يستجيب لارائهم يذهب الى الحياة الاخرى كشهيد لاعتقاده المطلق بان هناك سينتظره عدد من الحور العين والغلمان وفي جنات تجري من تحتها انهار ....وغير ذلك من المغريات التي تنطلي على الجهلة .


 

 

free web counter