| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الخالدي

 

 

 

                                                                  الأحد 30/12/ 2012



 لم التخوف من ذوي اﻹبداع والكفاءات

د. علي الخالدي  

واصلت اﻷنظمة الشمولية التي توالت على العراق منذ اﻹجهاز على ثورة تموز المجيدة بمعاول اﻹمبريالية , في المنطقة, التخوف من المبدعين وذوي الكفاءة , مستعملة اساليب, وباذلة جهود مضنية من شأنها الألتفاف على اعمالهم, وإفراغها من محتواها اﻹجتماعي وتوجيهها لتصب, في صالح نهجها تبييضا لصفحاتها السوداء, بما في ذلك إلباس المبدع والكفوء ثياب نهج النظام عنوة, واجباره على ركب موجة التزحلق والتملق ﻷصحاب النفوذ في السلطة ,

إن مطاردة العقول المبدعة ابتداءت منذ عام 1963 , وتواصلت ليومنا هذا, لكن بإسلوب غير عنفي شمل التهميش واﻷقصاء والتجاهل, بالرغم من حاجة الوطن الماسة لخدماتهم في هذه المرحلة, التي أتصف بها أصحاب القرار بلاأبالية, التي يحصدوا مساوئها حاليا , ذلك بوضع الكثير من اﻷشخاص غير الكفوئين في مواقع ادارية لا يملكوا مؤهلات إدارتها , غير اﻹنتماء الحزبي والطائفي او بناءا على المحسوبيه , متجاهيلين (القائمين على النظام) ما يجري من تهميش لذوي الكفاءات في الداخل ناهيكم من هم في الخارج و متناسين, يأنهم يشكلون ثروة وطنية , صنعها الشعب, و وقف وراء صيرورتها , بتكفل مسيرتهم العلمية, ماديا ومعنويا, إبتداءا من مرحلة التعليم اﻹبتدائي الى الدراسات العليا في الداخل أو الخارج, لذا فهو صاحب استحقاق عليهم, ومن حقه أستدعائهم ومطالبتهم بما قدمه لهم , عبر العمل في مؤسساته, وان تعذر ذلك يُسترجع ما صرف عليهم عبر المحاكم كما حصل لكاتب هذا الموضوع . إلا أن القائمين على اﻷنظمة الشمولية, بالضد من رغبة الشعب وحاجته الماسة لكل كفوء , يتخوفون شخصيا من المبدع والكفوء , ويضعوا العراقيل امامه, لمعرفتهم المسبقة بعجزهم عن ترويضه , و عدم استطاعتهم ظمه تحت عباءتهم, فهو بالنسبة لهم متمرد, و مشاكس لا يتقبل اﻹساليب الملتوية ولا يتهاون مع من يتلاعب بالمال العام, و صلب لا يلين عوده أمام اﻷغراءات , هذه الصفات حَمَلَته إياها سُنَة وكرامة إبداعه, لذا يلجاء القائمون على النظام حاليا الى الصمت وغض الطرف, عن مزوري الشهادات والفاسدين والغرباء والغير الكفوئين , وهم يحتلون مراكز تبيح لهم السطوة في عدم اعتماد الكفاءة في العمل, هنا يحضرني اصرار قائد بلد اشتراكي على القيام بنفسه بالتحقيق مع سكرتيرة بتهمة التجسس لصالح دولة رأسمالية , نكر السكرتير التهم الموحهة اليه باعتباره انه لم يكشف اسرار الدولة للأعداء , وإنما قام بوضع الشخص الغير المناسب في المكان المناسب, وهذا ما جري ويجري حاليا في العراق ,حيث توضع العراقيل أمام عودة ذوي الكفاءة بينما يُجهد بإبعاد كفوئي الداخل من اي منصب يمكنهم من ابراز درايتهم في خدمة الوطن والشعب.

لقد دلت اﻷحداث أن الموقف من المبدع العراقي مرتبط مباشرة بمواقفه و طروحاته ونشاطاته وبمشاركة بالفعاليات اﻹجتماعية الشعبية , من أجل اﻹصلاح ومحاربته للفساد, من هذا المنطلق, جرت حملات تصفية جسدية ذهب ضحيتها اساتذة جامعيين في عام 1979 منهم الدكنور صفاء الحافظ والدكنور صباح الدرة , وقبلهم جرى ابعاد آخرون عن عملهم مثل ما جرى ل 48 استاذ أخصائي في كليات طبية ومؤسسات مدنية تصدرهم اﻷستاذ الدكتور فرحان باقر , وتواصل هذا النهج بعد التغيير بعدم دعوة اﻷكفاء في بلدان الشتات وتهميش من هم في الداخل .

إن من يريد بناء الوطن لا بد من أن يضع خطة يستفيد منها من كل عراقي ذي كفاءة , على قاعدة من يحك جلدك هو ظفرك , لذا اقترح على مجالس المحافظات القادمة دعوة أبناء محافظاتهم من الخارج والذين لا زالوا قائمين على العمل في ضمن إختصاصاتهم العلمية الى مدينتهم , بعد توفير ظروف لا نريدها تضاهي ما هم عليه حاليا في بلد الغربة وإنما مستلزمات مواصلة عملهم في محافظتهم بأمن وإطمئان , ولو لمدة سنة , عندها سيروا ما سيحصل لمحافظاتهم, من تطور وتقدم خلال هذه الفترة القصيرة , ﻷن الكفوء والمبدع يترفع عن استلام الرشوة وينأى عن المحسوبية , وهمه مواصلة عشقه , وإبداعه لمهنته التي سهر الليالي وأتعب ذوية حتى وصل الى ما هو عليه من ابداع سواء في العلم أو الفن واﻷدب . ولتفادي دخول المزورين ومدعي الكفاءة على الخط (وما أكثرهم ), اقترح أن يجري تنسيق مع السفارات العراقية لرصد ذوي الكفاءة من العراقيين, وبعكس ذلك فان الموضوع سيراوح في محله وستحقق نبوءة المتشائل الذي قال عندما سأل أحد أقطاب أصحاب إمتياز التغيير هل هناك خطة لديكم من دعوة ذوي الكفاءات للوطن للنهوض وإياكم به, فأجاب لا توجد لدينا أي نية حاليا . عندها صاح المتشائل لقد ضاع العراق ,
 

free web counter