| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الخالدي

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 24/4/ 2013



وتواصلت لغة الكلام

د. علي الخالدي

علمتنا التجارب على الصعيد الفردي ,و المجمعي عندما تواجهنا مشاكل أو صعوبات في حياتنا اليومية أن نبحث عن جذور مسبباتها , بغية معالجتها . وهذا ينطبق على كافة المعوقات والأزمات التي تكتنف المجتمعات وأنظمتها السياسية , وهي مهمة , و مسؤولية شخصية قبل أن تكون مسؤولية مجمعية . فمهمة التحرر من نفوذ و سيطرة الأحزاب الطائفية , هي جذر معوقات شمول كافة الناس بمردودات التغيير , وأس الأزمات التي ابتلانا بها نهج المحاصصة الطائفية , الذي جير تلك المردودات لصالح أطرافه , هذه المهمة , بعد أن شُخصت جذور المعوقات, أوكل تحقيقها لصناديق أقتراع المحافظات ,و الى المشاركة الفعالة للجماهير فيها , بإختيار من تتوفر فيه شروط الإقدام والحزم من ذوي الكفاءة , و الدراية الإدارية المشبعة بروح وطنية عالية إتصفوا بها , إولئك الذين عكست الممارسة اليومية تقاسمهم معانات الجماهير , وأحلامهم بالعيش الكريم في وطن حر آمن , من الذين إجتاز كل صعاب التهميش والحرمان , وعدم إنصافهم في الحقوق والواجبات التي يطمحوا لها لخدمة ناسهم , ومع هذا , بقوا ملتصقين بناسهم , قريبين من مآسيهم , عاقدين العزم على مواصلة الدفاع بحزم أوسع , لتحقيق , ما طمحوا له من وراء التغيير , ذلك بالإستفادة القصوى من الثروات الوطنية , الهائلة وتوجيهها , لإنقاذهم من ما هم عليه من بؤس وفقر .

كان الأمل معقود على إستغلال الجماهير فرصة الإنتخابات للتغيير , التي لم يحسنوا إستثمارها بالشكل المطلوب, فقسم منهم,ركن الى مقاطعتها, وآخر تحجج بأسباب,بإعتقادي ليست جوهرية بقدر كونها مبررات لا تنم عن مسؤولية شخصية تجاه قناعة ضرورة التحرر من مَن جُربوا طيلة ثماني سنوات وفشلوا في كل شيء سوى زيادة إفقار الجماهير , وايقاف عملية تنمية محافظاتهم , بينما فلحوا بتنمية وتوسيع جيوبهم من نهب المال العام .

لقد استغلت أطراف نهج المحاصصة الطائفية هذا الخلل , وسعت لجعل إنتخابات مجالس المحافظات أن تكون سياسية بالمطلق , على غرار إنتخابات مجلس النواب, مبعدتا إياها عن صفتها الخدمية , التي يجب أن تلازمها من الفها الى ياءها , وربطها بنهج المحاصصة الطائفية الذي يراد له أن يستمر حتى في مجالس المحافظات للفترة القادمة , إستجابة لمآرب من إستغل الطائفة والمذهبية , فاغتنوا متحولين بشكل متسارع الى صفوف الطبقة الرأسمالية التي بدأت تفرض سيطرتها على عملية التنمية الإقتصادية في البلاد عن طريق التحكم ببوصلة العملية السياسية إقتصاديا , مستغلة حذقها في مواصلة الإستغلال , وإقناع البسطاء من الناس بأن أحلامهم , وآمالهم وما يطمحون اليه , لا يتحقق إلا عبر من يمثلهم طائفيا وعشائريا وعائليا , وإن النكوص عن ذلك يقودهم لجهنم وبأس المصير , مغطين على ما يعانوه من حرمان بالتمتع بخيرات بلادهم , وما خصص من أموال لتنمية محافظاتهم من أن هذا قدر مكتوب , بينما ذهبت تلك الأموال الى جيبوب حفنه من الفاسدين والمرتشين ممن ركبوا قطار المحاصصة , ونزلوا منه هاربين الى ما يعتقدوا أنه سيصعب على الشعب الوصول اليهم . وبهذا الخصوص تواصل الكلام بين السياسيين ممن يتبنون الطائفية كنهج للحكم , فعلي الأديب القيادي في حزب الدعوة أكد على أن المصوت ينحاز أحيانا لقومه لعائلته أوعشيرته , وبالتالي فان ، الإنتخابات من هذا النوع لا تعني أن التصويت كان هو الرجح والأصح والكفاء ... , وبالتالي تكون المنافع والمصالح هي أساس الإنتخابات , بينما أشار صالح المطلق الى أن انتخابات مجالس المحافظات أخذت طابعا عشائريا وطائفيا , ولم تكن نزية إضافة الى شراء الذمم , والأصوات بشكل كبير , وبدلا من مشاركتهم أماكن التصويت كسائر الناس , صوتوا في أماكن خاصة محصنة , ومعزولة وكأن الجماهير كخة لا يليق بهم الإحتكاك بها ,

إن جذور عزف ومقاطعة جماهير واسعة للإنتخابات كما بدى للمراقبين يكمن أولا, بفقدان الثقة بمن جُربوا خلال الثماني سنوات المنصرمة , وبالمفوضية العليا للإنتخابات ثانيا , لأنه مثل كل مرة لم تعتق نفسها من سيطرة نهج المحاصصة و التحصن من الخروج عن المفاهيم الديمقراطية قبل , وخلال العملية الإنتخابية , ومما زاد الطين بلة أن القوات الأمنية التي تسير وفق نهج القائمين على الحكم هي أيضا , وبالتنسيق مع المفوضية لم تسهل وصول المصوتين لمراكز الإنتخابات , ناهيك عن عدم تجديد سجل الناخبين الذي القيت مسؤولية ذلك على المواطن .

وتفاديا للخل الذي مرت به هذه الإنتخابات , وإنقاذأ لإنتخابات مجلس النواب القادمة من الوقوع بنفس المطبات , التي صاحبت إنتخابات مجالس المحافظات, تتجدد المسؤولية على عاتق حاملي الهم العراقي ومن يريد التغيير الحقيقي , والقضاء على موروثات الدكتاتورية أن يسعوا الى تعباءة الجماهير للنضال المطلبي من أجل :

أولا : اعادة تشكيل المفوضية العليا للإنتخابات على أساس وطني بعيدا عن المحاصصة الطائفية

ثانيا : إصلاح الخلل في النظام والتعليمات الإنتخابية على أسس ديمقراطية حقيقية تتماهي والمعايير الدولية التي تسير عليها الدول الديمقراطية

ثالثا : إعادة النظر بالدستور العراقي لجعلة متماشيا وروح العصر والغاء قنابله الموقوتة , وكل مواده التي وضعت الأسس غير الواقعية لتبني نهج المحاصصة

رابعا : تشريع قانون للأحزاب , بما ينسجم , وتاريخ الحركة الوطنية والتضحيات التي قدمتها أطرافها

خامسا : إجراء إحصاء عام للسكان , فبدونه لا يمكن وضع خطة التنمية البشرية , التي يتطلبها بناء عراق ديمقراطي  .

وتبقى العودة لعقد المجلس الوطني الذي يساهم فية من ناضل ضد الدكتاتورية عمليا وقدم الشهداء من أجل إضعافها , وبالتالي إسقاطها , لدراسة , ووضع قواعد تحقيق التصدي لجذور المعوقات والأزمات التي تعصف بعراقنا الحبيب
 

 

 

free web counter