| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الخالدي

 

 

 

                                                                                   الأثنين 23/4/ 2012



شرعية السلطة تأتي من شرعية أﻷنجاز

د. علي الخالدي  

لقد أيقن أﻷنسان العراقي من خلال تأزم المشهد السياسي , و إختفاء النية ﻷيقاف التدهور بالأستناد الى الدستور الذي يضع المحكمة أﻷتحادية هي الفيصل في حل النزاعات وإيقاف الصراع الدائر للهيمنة على السلطة والدولة بين القائمين على الحكم , من خلال ما صُعد من تنابز وتجاذب سياسي معني بمواقع أﻷستحقاق الطائفي وأﻷتني , أنه (أﻷنسان العراقي ) لن يتوسم خيرا من لقاء الكتل ( المؤتمر الوطني ), سيما و قد ابعدت من المساهمة فيه مكونات شعبية صاحبة المصلحة والمعنية , بضرورة عقده ليضع حدا لتواصل ما صنعته المحاصصة من أزمات على مختلف أﻷصعدة ,و أختصاره ( إن عقد ) على الكتل التي تمسكت بمبداء بريمر القاضي بالتوازن الذي يتناسب و المحاصصة الطائفية وأﻷتنية الذي فشل كما اثبتت أﻷحداث القريبة والبعيدة في مواجهة موروثات أﻷنظمة السابقة , ولم يعد قادر بالتحكم بمسار العملية السياسية وببوصلتها . فاﻷنسان العراقي يتطلع الى مؤتمر تأسيسي ينطلق من البيئة التعددية السياسية وأﻷجتماعية والدينية وحتى المذهبية , أي بالصيغة التي تنادت بها القوى الوطنية الحريصة على منجزات التغيير الشحيحة , والتي سيجد الشعب ضالته في الوصول الى حلول شاملة للأزمات التي تمر بها البلاد , وليس الى مؤتمر أو لقاء بين كتل ستبنى له سقفا لا يعلوا على اﻷستحقاق الطائفي وأﻷتني , مبعدتا إياه عن المصلحة الوطنية العليا , بينما المؤتمر التأسيسي الشعبي هو من سينقل العراق الى الضفة أﻷخرى , بما سيطرحه من حلول من قبل ممثلي النسيج العراقي السياسي وأﻷجتماعي , خارج نطاق المحاصصة والمحابات , وسيقف على مسافة واحدة من كل من له ضلع ودور في الفساد والمحسوبية والرشوة والتزوير , وواضعي قواعد السيطرة أﻷحادية على ثروات البلد , وسيمتلك القدرة على تثبيت أﻷمن وأﻷستقرار في البلد والذي يعتبر محور تقدمه , وسيلبي ما نفك الشعب يطالب به وهو أﻷصلاح المفقود على مختلف أﻷصعدة , و الذي لم ير منه شيئا ملموسا يلبي طموحه ويتماهى مع خيراته , خلال الفترة المنصركة كلكهرباء والحصة التمونية والماء الصالح للشرب الذي غاب عن الكثير من البيوت حتى في بغداد ,ذلك ﻷن تلك أﻷمور ستصطدم وتصبح مرهونة (فيما إذا تم اللقاء بين الكتل )بترسانة أﻷصطفاف الجديد الذي تولد عند النخبة التي تبرجزت في قمة السلطة ,والطائفة , عبر ظروف موضوعية وذاتية تبلورت خلال تسع سنوات من تطبيق سياسة المحاصصة الطائفية , الفاشلة سياسيا وإجتماعيا في نيل الشرعية الدستورية التي لا تُنال إلا عبر ما يتم إنجازه لصالح الشعب والوطن . هذا أﻷصطفاف الجديد الذي وَلدَه الصعود الصاروخي في الكسب غير المشروع , سواء بالرواتب الخيالية , والصفقات المخفية والعقود والمشاريع الوهمية , ما مكن من صعود فئات إعتمدت أﻷقطاع السياسي الطائفي والعشائري المحلي الهجين , مُزودا بمنشطات خارجية من دول الجوار القريبة والبعيدة , وبخبرة لا تتماهى وواقع المجتمع العراقي لا وطنيا ولا حتى طبقيا , بجانب ذلك يُستَمر في ترسيخ منحى التفرد بالقرار السياسي , الذي بداء يتضاعف , بعد ان تشكلت الحكومة الخديجية على أساس إتفاق أربيل . ومما زاد الطين بله هو تبني العودة الى روح العداء لليسار والحداثة يقول بريزجنسكي * ان المثل أﻷجتماعي لمعاداة الشيوعية هو سلطة بلا حدود ولحفنة ممن يُزعم بأنهم أصحاب إستحقاقات -متنورون- تستند الى توليفة شاذة من منجزات العلم والتكنولوجيا الحديثين , وظلامية القرون الوسطى والى تلاعب شامل بوعي وسلوك الجماهير يدعمه قانون و نظام قمعيان ( إنتهى أﻷقتباس ) من هنا تستحضر كل مركبات وعقد الخوف المتولدة من وهم المؤامرة , والخشية من أن المؤتمر الوطني التأسيس معناه زوال طوائف معينة أو في أحسن أﻷحوال تعرضها لطغيان ومظلومية أكثر . على هذه القاعدة يُعتقد قرار تمييع القائمين على الحكم لفكرة عقد المؤتمر الوطني بمنطلاقاته وأسسه المعلنة عند الدعوة اليه , باعتباره سيمثل أجندة الشعب المتعدد المكونات , وليس الطوائف التي شكلت اﻷصطفاف الطبقي الجديد في البنية اﻷجتماعية السلطوية والتي سهرت على أخذ ما يروق لها من مواد الدستور لدعم مقومات وترسيخ طابع أصطفافها الطبقي وترك ما يعارض ذلك , وبذلك تم تنصلها من تنفيذ الكثير من بنوده , وزحف التخلي عن تطبيق الكثير من مواد الدستور الى التخلي ايضا عن إتفاق اربيل ,

إن القائمين على السلطة تناسوا الحكمة من أن الذين يريدون شيئا في السياسة , عليهم أن يكونوا أصحاب قضية مرتبطة إرتباطا عضويا , وبالمطلق بالوطنية . وعليهم أﻷعتراف وعدم تناسي ان الوطن ميدان كبير لفروسية لا تنتهي في التنافس الشريف بين قواه الوطنية لخدمة عموم الشعب , وبعكسه سيجهلوا لعبة الحياة ويضعوا انفسهم في عزلة عن هكذا تنافس وبالتالي يتراجعون منكسرين الى عزلتهم . فأي مخلوق يشذ عن حياة قافلة الوطنية الحقة , هو ليس من طينة المجتمع العراقي وسيفقد مقومات التعبير عن آلآمه وآماله , بحكم الصفات التي إكتسبها من الموقع الطبقي الجديد وبهذا يكون قد شيع الوطنية أو لم يحاول ادراكها .

ان التصدي لتعميق المجابهات بين الكتل , بحد ذاته سبب واقعي يدفع كل من تحز في نفسه معانات الشعب من أﻷزمات والمجابهات لينفض غبار التعنت والمكابرة التي لن تكون عامل مساعد لحل أﻷزمات يل ستزيدها عمقا وتضع مصالج الشعب والوطن جانبا , ويبقى عقد المؤتمر مجرد امنية اذا ما تم أﻷصرار على الصيغة التي جردته من محتواه الوطني الشامل وارهنته بمصالح المحاصصة ونوايا الكتل الحاكمة المنتجة للأزمات , بينما يبقى خيار إجراء انتخابات مبكرة على ضوء قانون أنتخابات ديمقراطي لا يتبنى الطائفية والمناطقية في التصويت وقانون أحزاب يتماشى وتطلعات الشعوب لحداثة القرن الحادي والعشرين ومفوضية إنتخابات لا تشكل عبر المحاصصة , عبر ذلك فقط يستطيع شعبنا أن يفاخر بديمقراطية حقيقية وسيقدم نموذجا ليس لشعوب المنطقة فحسب وأنما لشعوب العالم . وبعكسه سنبقى نراوح في مواقعنا لا بل سنوفر اطيب الفرص ﻷعداء التغيير والعملية السياسية في الداخل والخارج , لتنفيذ مشاريعهم ﻷبقائنا آخر الصف .

 

* بريزجنسكي: بين عصرين أمريكا في الحقبة التكنيترونية , نيويورك الف وتسمائة وسبعون
 

 

 

free web counter