| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الخالدي

 

 

 

                                                                                   الأثنين 20/6/ 2011



 المسؤولون يستعملوا المنظار مقلوبا

د. علي الخالدي  

أصغى بانتباه لحوار جرى بين سياسيين في مراكز صنع القرار , من الكتل ذات الاستحقاق الانتخابي فرح لما رآه من نية الاطراف الى الجلوس حول الطاولة لايجاد الحلول العملية للحالة ,غير الطبيعية التي تفاقمت في الاونه الاخيرة , و بررت ضرورة مسابقة عقارب الساعة لايجاد مخرج للتخلص من ما فُرض من تهديدات , وهزات قد تحرق الاخضر واليابس كما يقال . كان يدرك بحسه الوطني ان هناك رموزا كثيرة , ومفاهيم اكثر بحاجة الى تغيير على جدول اعمالهم , سيما وان الجماهير تبنت وفي كثير من الاحيان بلا امعان , او قبلت مضطرة بدافع الحرص على مصلحة الوطن العليا , او الضعف وحتى بدافع العجز المطلق آملتا ان يكون لها من وراء ذلك حصنا آمنا تحتمي بداخله من تداخل مؤثرات صراعاتهم السياسية وتدافعهم للسيطرة على موقع القرار الغير بعيد عن طموحات ومؤثرات دول الجوار التي استطاعت ان تجد لها اقدام متغللة على امتداد ارض الوطن الواسعة , كان مقتنع ان ما تعانيه جماهير شعبه من فقر مدقع يشكل بعبع آخر أطلق في نفوسها صرخات استغاثة ومناشدات منذ الخامس والعشرين من شباط , عبرت فيه في الوقت نفسه عن تماسكتها وشكيمتها , التي تدوس بها الاحداث والزمن غير مؤمنه بالقدر والمصير الذي يُسعى لفرضه عليهم , فهذه الاشياء كما علمته التجربة هي طوع امرين الاول تَحَرُكها ,الذي يقوم بخط حركة التاريخ عبر نضالها المطلبي , اما الثاني يقوم به من ينشق عنها ويتنكر لشعبه ووطنه ويحمل الالات الحادة زارعا الموت والرهبة بين صفوف المطاليبين بحقوقهم الوطنية .هذا العنف اعتبره عابرا , لانه لا يفد من دفعهم لذلك . اولئك الذين اسدلوا على عيونهم حاجزا حال بينهم وبين رؤية ما ستأتي به مواقفهم من احداث , لانهم لم يروا , أبعد من انفوهم , واغشاهم بريق المال , ويأمل ان يستيقضوا الان وليس بعد فوات الاوان , عندما تقرقع بطون الجائعين فلم تجد ما يسكتها , عند ذلك لن ترض الاعتياش على قمامة المحظوظين ,الذين فشلوا في حماية جماهيرهم من انفسهم , وما درؤوا عنهم ظلم الغرباء , مما ادى الى فرار اعدد كبيرة من جيرتهم مصطحبة معها سقط المتاع , نعم اصبحنا يا عراق سقط متاع , وها هذه الايام تلقي علينا لون الغراب , لنغدو مجموعة مهاجرين,لا جئين . مساكين اصحاب القرار لا زالوا يتفرجون على هذه المسرحية , ويندوبون على سرقة اموال الشعب وما جاءت به سياسة الاحتراب الكُتَلية ومبداء محاصصتهم السياسية من مآسي اضيفت الى المآسي الموروثة من الدكتاتورية , يتفرجون ولا يحركون ساكننا ,فهم يعرفون ان النظام الدكتاتوري قد وضعنا آخر الصف ولا ندري الى اين سيقودوننا بعد ان تنتهي مسرحية التباكي على مصير الوطن وآلاخلال بالتوازن بين الكتل السياسة التي افتخرت بكونها صاحبة الاستحقاق الانتخابي الذي انتفت مقوماته في جمعة الندم , بينما يتواصل التصارع المتناغم على السلطة والاستحواذ على مركز القرار اكثر مما ينبغي , متناسين ان الوطنية تدعوهم الى اشراك كافة القوى التي قارعت الدكتاتورية الى الاشتراك بالمسؤولية للخروج من هذه الازمة سيما وان قانون الانتخابات الجائر قد هضم حقها , بدافع الخطوط الحمراء التي وضعوها فيه لتكريس مصالحهم الحزبية الضيقة , وتغليبها على مصالح الوطن العليا , فهم لا يضيرهم ما تتعرض له العملية السياسية والديمقراطية الهشة من هزات , تواصل الحاق الضرر البالغ بمصالح الشعب وربما ستعود بالشعب الى المربع الاول ومع تعسر عملية ايقاف التصعيد في التنافر والتجاذبات بين الكتل , يزداد قلق الجماهير من تنامي بؤر الفساد وعشوش معاديي العملية السياسية في الاجهزة الامنية مما يولد شكوك ويضع علامات استفهام حول ماهية هذا التنافر والتجاذب بينهم .

في اول هذه الجلسة شم صاحبنا المتتبع , إن الحوارات لم تخرج عن نطاق العموميات ولازالت تقف خلفها منطلقات ذاتية حزبية ضيقة ,مرتبطة عضويا بمصالح كُتَلية , وبعوامل خارجية برزت بشكل حاسم على الحورات . بينما بقي العامل الداخلي الذي من المفروض ان يكون هو الاساس في البحث , وكأنهم لا يرون ولا يسمعون , ولا يعون , وينطرون للامور بمنظار مقلوب , .وبالرغم من نشر بعض المقبلات في احاديثهم لتليين اسماع الجماهير الشعبية . الا انها بقيت فاقدة للجدية , عصت النية الصادقة والثقة المتبادلة بين الاطراف المتحاورة من الولوج الى نفوسهم . فقدانطلق الكل في تحليلاته حسب درايته , ومعرفته بحالة موت الماضي , وآلام مخاض المستقبل بشكل بعيد عن الموضوعية و التسامح , واتساع طولة البال , وصبر وروية تعادل مأساة شعبنا التي تتسع يوما بعد يوم .

لقد علمته الحياة أن يتقبل نقد الاخرين , الذي لعب دورا هاما لايجاد انجع الحلول التي واجهته , ليضعه هذا الانتقاد على طريق الصواب لتقويم مسيرة حياته وبالتالي السمو في انجازاته الشخصية بينما كان التباهي والتعالي يشكل خيبة وضياع بالنسبة له ولا تتماها مع الاعراف والتقاليد الاجتماعية لشعبه .

كان يود ان يرى على وجوه المتحاورين الرغبة في الااعتذار للشعب عن الحالة المزرية التي أوصلوه اليها وعجزوا عن ايجاد اي حل يبشر بزوال جزء منها . حتى على المستوى البعيد . فقد خلا جدول اعمالهم محاربة الفسادين وتهكيل اجهزة الدولة المترهلة , ومعاقبة من تلطخت أيديهم بدماء ابناء الوطن من أساء لشباب شباط الذي شمل كافة القوميات المشكلة للمزهرية الجميلة التي اتصف بها الشعب العراقي . كما أن الكهرباء لم توضع على جدول اعمالهم باعتبارها ان وُجدَت وُجدَ كل شيء , .

كان يخمن أنه سوف لن يُكَوَنَ فرجا من هذه اللقاءات يستجيب لمناشدة الشباب وما يريده كل حريص على مصالح الشعب والوطن ,يُخروج العملية السياسية من هذه الازمة الخانقة التي عصفت بها المحاصصة الطائفية , إلا عبر البدء بالتحضير لانتخابات برلمانية مبكرة , بعد ان تتم عملية تشذيب الدستور من قنابله الموقوته ومواده الجائرة التي تُحرم الكثير من القوى من المساهمة الفعلية في مواصلة خدمتها للشعب والوطن عبر مواقعها السياسية التي ستسند لها , في اجواء ديمقراطية حقة باشراف دولي ومفوضية انتخابات نزيهة تنأى عن المحاصصة الطائفية والتحزب لتنبثق عبرها حكومة وطنية تمثل الاستحقاق الوطني الحقيقي لقوى شعبنا الحية , بهذا فقط يمكن الخروج من الوضع الراهن بسلام , ويحقق لاصحاب القرار طموحاتهم في بناء الوطن . واسعاد الشعب , وهذا ما يدعون به, لكن كل المؤشرات تشير انهم سوف لن يأتوا بجديد غير مواصلة الحوار على مبداء سياسة المحاصصة الذي سوف يؤدي بهم الى طريق يقودهم صوب التوافقات..على المناصب ولن يجري المس بمشاكل الشعب ومعاناته , وتترك مناشدة ايام الجمع للجو السياسيي الجديد الذي سيتم بالتوافق الجديد الذي يبقي مرهونا بالمحاصصة. بينما سيتواصل النضال المطلبي العادل , وسيقابل كما شاهدناه في الايام القريبة الماضية بعنف ارهابي منطلق من حالة الشحن وعدم الاطمئنان الذي ساد لكتل الحاكمة .ويبقى شعار اذا وجدت الكهرباء وجد كل شيء , مجرد من كل شيء ا
 


2011 06 18
 

 

free web counter