| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. علي الخالدي

 

 

 

                                                                                    الأثنين 20/5/ 2013



سني التقاعد
(2)

د. علي الخالدي

سني التقاعد , وما قبلها من معاناة
قلت ثرثرته حول كل شيء , ولان مراسه الصعب , وإحساسه السريع المتشنج الذي كان طاغيا اثناء العمل وعلى إسلوب تعامله الحاد , مع من لا يجيد عمله , أو يقصر فيه , يشتاط غضبا ويتطير من الذين نسوا عراقيتهم وأخلاقياتها , فأفقده ذلك الكثير من الصداقات التي كان يسعى لمواصلتها مع البعض من أبناء جلدته من العراقيين القدامى , الذين وقعوا تحت خطيأة المال المكتسب بطرق ملتوية فأصبحوا يعانون من إزدواجية الشخصية واﻷعتداد بالنفس , مانحين أنفسهم , على غرار البعض من رجال الحكم بعد سقوط الصنم ألقاب دون مؤهلات . بينما أكتسب محبة و ود من واصل السمو , بواجبه الوطني وفي مقدمتها إبراز عراقيته بين المحيطين به , وبمن من حافظ على حمل القيم العراقية الأصيلة , وعكس تواصل خصال التربية والأخلاق لعائلته الثانية الحزب الشيوعي الذي علمه , خدمة الآخرين والتضحية , الصبر , والحذر والمثابرة في العمل , والصدق والصراحة التي كانت عناوين لتسلكاتهم , إنها نفس الصفات التي كانت تزكية لتحقيق ما يصبو اليه في أي بلد حل فيه , فرغم حمله لجواز مزور , وأحيانا غير عراقي , بعد سحب زمالته ,و جواز سفره , إلا أن لكنته العراقية كانت جواز إثبات هويته العراقية, لا يخفي شيئا , عند تحقيق حراس حدود الدول العربية معه , يخبرهم بكل صراحة عن هويته السياسية , كما حصل عند دخوله سوريا , وليبيا للعمل, وقبلهما الى اليمن الديمقراطي, قادما من صنعاء لحضور وعائلته الذكرى اﻷربعين لتأسيس حزبه العتيد , كما صرح لضابط الجوازات في المطار , بذلك ,فساعده , بإدلاءه على عنوان تواجد الحزب . عند الوصول الى المكان المحدد, إستغرب الراحل الدكتور رحيم عجينه بقدومه والعائلة , دون إشعار من أحد , مستغربا من قولهم بأنهم جاءوا كسواح .

منذ دخوله عدن لازم تحركاته شخصا . رافقهم ,حتى لقاعة الأحتفال بالذكرى الأربعين , بخور مكسر , وتشمس وإياهم في الساحل الذهبي , بقي يرصد تحركهم , لحين تركهم عدن مودعيه بإبتسامة , ردها مع رفع يده , وسط بكاء طفليه بالبقاء في عدن لما شاهدوه من حرية الحركة , والتمتع بالسباحة في ساحلها الذهبي الجميل وزيارة المعارف في المنصورة . كانت لديه رغبة بالحصول على تزكية , طلبها زميله الدكتور عبد الله بوقير وزير الصحة آنذاك ,(خريج المجر) , لتوثيق الموافقة على العمل , محل طبيب هندي يتقاضى مرتب من دولة عربية , فشل في الحصول عليها متذرعين , أن هكذا تزكية ستفتح أبواب الآخرين هم في غنى عنها , هذا صب في مصلحته الذاتية لاحقا

إستغرب البعض من سهوله حصوله على عمل اينما حل , و من التدرج في المواقع , و ما يوكل له من مهام , حيث كان ينقل من القرى الى مواقع المسؤولية في المدن , ومن ثم الى العاصمة كما حصل في ليبيا , حيث عين في عيادة شعبية في مدينة الزواية , بعد ستة أشهر نقل ليترأس قسم اﻷطفال , بمستشفى صرمان , وبأقل من سنة نُقل الى المستشفى الجامعي بطرابلس ( مستشفى صلاح الدين الجامعي ) , وعند حصوله على الأقامة الدائمية في المجر ,وهو في ليبيا , من قبل السلطات المجرية التي كاتبها عبر السفارة بطرابلس , شد الرحال الى هناك بالرغم من حصوله على فيزا هولندية , تقديرا لخدماته التي كان يقدمها لمعالجة أطفال الدبلوماسيين , وهذا إنسحب الى أن يُمنح , وعائلته جواز سفر جمهورية اليمن العربية بعد الإتحاد بنفس المعطيات , ولادة عدن , مما ساعد بإنسيابية الحصول على مخصصات نهاية الخدمة , التي كان يقلقه تسويتها و الحصول عليها عندما يحين ترك ليبيا .

فضل البقاء في المجر. قابل صعوبات , و متاعب الحصول على عمل و بالتعيين, كان يُفَضل المجريين من دول الجوار بغض النظر عن الكفاءة , بالرغم من حصوله على أماكن متعددة في القرى , إلا أن النقابة كانت ترفض منحه رخصة عمل , بعد أخذ ورد , ودعم من بلدية القرية التي إختارها ليكون طبيب أطفالها وافقت النقابة على منحه رخصة العمل, بشرط التدريب لمدة شهر في إحدى المستشفيات , ولم تمض سنة ونصف نُقل الى طرابلس ليعمل في مستشفاها الجامعي في العناية الفائقة للأطفال والمبتسرين

حالفه الحظ بشراءه بيت ببودابست بجديقة كبيرة , وبمنطقة لم يكن يعلم بانها تبعد بضع دقائق عن المستشفى , التي نقل اليها من القرية,و قريبة من المطار الدولي , وهذا ما ساعده للتواصل مع طالبي اللجوء الذين , ينقلوا للمستشفى لعدة أسباب ليساعدهم في الترجمة وحتى ماديا , وليتعرف على ما يلحق بهم من متاعب من جراء إستغلال المهربين , يدنى لها الجبين , فهناك قصة أحد الهاربين من ظلم صدام , نقل للمستشفى لمرضه وجد لدية سرطان منتشر , فقرر الأطباء مساعدته وإقناعه بالعودة للوطن , وعندما طلب إسترجاع المبلغ الذي دفعه لأحد المهربين أو جزء منه ليشتري بعض الهدايا لأبناءه صده ناكرا معرفته , ولم يستجب لمناشدة الآخرين , عاد للوطن , بما جٌمع له من تبرعات من العاملين بالمستشفى . إن أعدادا من مَن لم يزاول العمل بشهادته في زمن الدكتاتورية غازل السفارة , وبنفس الوقت إبتز الذين تركوا الوطن مضطرين , هروبا من جور , و عقاب الدكتاتورية طمعا في اللجوء , فيقعوا فريسة إبتزاز المهربين , لينظفوا جيوبهم , ولربما لا يحالفهم الحظ بالوصول الى الجنة الموعودة كما يخيل اليهم , وإنما الى السجن , كما حصل للكثيرين . عند سقوط النظام لبس العديدمنهم عباءة التدين للإرتزاق , مؤكدين مقولة من يدخل الوطنية من أقصى اليسار , يخرج منها لأقصى اليمين

يتبع






 








 

free web counter