| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

العيداني مصطفى

 

 

                                                                                السبت 7/4/ 2012

 

لمرور شهر على عيدها ...المرأة ..نعم انها المجتمع وليس نصفه

العيداني مصطفى

نعم انها من حملتني 9 أشهر في بطنها نعم أنها من تحملت أتعاب الولادة نعم أنها من صالت وجالت في تربيتي في حين ابي كان منهمكاً في جمع القوت اليومي في خضم الحياة التسعينية الصعبة نعم انها من حضرت لاجتماع أولياء الامور نعم انها من واظبت على تعليمي وأجبرتني على كتابة واجبي البيتي نعم أنها تضربني كل يوم من اجل ان العب مع الاولاد المؤدبين والابتعاد عن اصدقاء السوء نعم انها من قالت لي أهتم بمظهرك كي يقول عنك اصدقاءك أن أمك مهتمة بك كثيراً ...

ليس انا وليس غيري يستطيع ان يصف من هي المرأة التي جاهدت وناضلت ولاحقها البعث المجرم وهتك بحريتها اليوم التحزب الاسلامي بصورة همجية وغير لائقة بالمرأة ذاتها وهم في غفلة ولا يعلمون ان الاسلام الحقيقي ظهر ضد الجهلة قبيل الاسلام في انقاذ المرأة من هولة القتل في حينها كانت المرأة تقتل بعد الولادة مباشرة كونهم كان يعتقدون بأن المرأة تجلب لهم العار والاسلام تبنى رسالة صحيحة انقذتها من هذه الافة الكبيرة وليس الاسلام المتسترين به اصحاب العمائم المزيفة والذين يدعون بالتدين ...مع الاسف....!

نعم انها المرأة التي وقفت ضد الجهل وارادت ان تكون كل شيء فهي أمي وأختي وزوجتي وأبنتي وصديقتي وهي الطالبة والدكتورة والمهندسة والموظفة فلذلك مقولة انها نصف المجتمع شيء قليل بحقها فلو لقبناها بالمجتمع كله لما أوفيناها حقها فهي باتت بنظرنا تستحق كل شيء تستحق التقدير والاحترام والاخذ برأيها في معظم الامور ..لكن أين دور المرأة اليوم ...؟

المرأة نعم انها المرأة التي تقف بوجه كل من لا يريدها المرأة تقف بوجه كل من يريد تهميشها المرأة تقف بوجه كل التخلف والعصور المظلمة المرأة تقف بوجه الرجل الذي يقول المرأة (لا تعني لي شيئاً) المرأة تقف بوجه الاعاصير العاتية التي تريد ان تعرقل مسيرتها نحو التقدم ..

المرأة تطالب بالمساواة لا تريد شيء سوى ان يسمع رأيها ولا يهمل المرأة تريد حقوقها الطبيعية التي تتكفل بها الحكومات وليس "بمنة" من أحد تريد ان تعيش هذه الحياة الكريمة ولو في العراق اليوم لا كرامة لأنسان يعيش على هذه الارض مع كل الاسف فأهانه المواطن العراقي وعلى ارضه امر اعتيادي ..

المرأة عانت الكثير في ظل النظام السابق وبعد الانفتاح اليوم على عصر جديد كنا نمني النفس بأن نشاهد الحرية الحقيقية والديمقراطية التي كنا نبغيها لكن استمرت معاناة المرأة وإهمالها حالها حال شرائح المجتمع حيث عمدت الدولة بترك نساء مثقفات يمتلكن الدور الحقيقي لناء مجتمع نسوي قويم وأوكلت القضايا النسوية على العديد من النساء اللواتي ابتعدن كل البعد عن العمل المطلوب منهن تجاه المرأة ..

قرأنا في الدستور بأنه يكفل حق العيش الرغيد والمواطنة الصالحة ما دمت أنت تعيش على ارض الرافدين لكن ما مكتوب لغاية اللحظة لم نشاهد منه شيئاً فالحرية والديمقراطية مصطلحين بعيدين كل البعد عن نافذة الحكومة حيث بات الصحفي الذي يتكلم بحريته يتعرض الى ضغوطات كثيرة أما عن العيش الرغيد فحدث ولا حرج فعرضت قناة الفيحاء مشكورة تقرير عن هموم الناس فكانت امرأة ريفية نزلت دموعها أمام الكاميرا وهي تتحسر على "الخبزة"بينما المسؤول مشغول بسفر عائلته الى كندا لغرض سياحي ولو كان مسؤول واحد بوجهة نظري يمتلك نقطة حياء لقدم استقالته او يتكفل بعيش رغيد لهذه المرأة الكادحة التي تزرع وتحرث من اجل لقمة العيش أفضل من أن تتسكع بالشوارع فهي ظلمت منذ أيام الطاغية ولماذا تظلم اليوم يا دعاة الحرية والديمقراطية امنحوها قليلا من الراحة كونها تعبت كثيرا ...

لنقدسها في هذا العيد ونتمنى ان تكون المرأة العراقية بأفضل حال من عام الى عام لكن....!


 

free web counter