| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

العيداني مصطفى

 

 

                                                                                السبت 3/3/ 2012

 

ماذا بعد النشوة ...!عملية شراء الجسد قسراً ...هل تعود السينما البصرية من جديد

البصرة - ألعيداني مصطفى

لربما السينما هي الوسيلة الوحيدة التي تنقذ حياة إنسان وتعطيك السلبيات الكثيرة عن مجتمع فتك به من قبل من لا يرحمه ، ويعتبر الفن الرسالة التي تصل للمتلقي بسرعة فائقة لما تمتلكه من وسائل سلسة تصل لأذهان الناس بسهولة .

"ماذا بعد النشوة" عنوان لفلم أنتج في البصرة مؤخراً وقد عرض ريبورتاج عنه في (مركز البصرة سينما) وشرحت بعض تفاصيل الفلم من قبل مؤلف ومخرج الفلم حيث قالت كاتبة السيناريو أيفان الدراجي :

سيناريو الفلم قصير يتناول ويستعرض موضوع استغلال البنات الصغيرات اللواتي تضطرهن ظروف الحياة للخروج والعمل في الشوارع والتقاطعات لتأمين لقمة عيش لهن ولعوائلهن فيما تقوم باستغلالهن بعض العصابات والجهات عبر الكثير من الأمور السيئة غير المقبولة على جميع الأصعدة وبخاصة (تجارة الجسد) او ما هو متعارف عليه بـ (سوق النخاسة) .

يبدأ السرد الجريء المتمثل بلقطات قصيرة بعنوان الفلم (ما بعد النشوة) ؟ وهو سؤال عرضي استعاري نوجهه للذين يشاركون بهذه الجريمة بحق هؤلاء البنات إذ نقول لهم : ماذا بعد ما نلتم نشوتكم لبعض دقائق من فتاة صغيرة مُستعبدة مُستغلة ؟ مقابل مبلغ من المال حطمتم حياة طفلة صغيرة وانتهكتم حريتها وجسدها وإنسانيتها وشوهتم كل المعاني البريئة الجميلة في الحياة والمتمثلة بالطفولة، إذ أنكم صرتم مع الحياة البشعة القاسية ومع تلك الجهات أو العصابات شركاء. ونوجه أيضا من خلال طرحنا السريع المُكثف صفعة لكل مشاهد متفرج على بلاء هؤلاء البنات ولكل مسؤول او جهة مسؤولة.. أنها لكارثة خطيرة متفشية بالكثير من المجتمعات الفقيرة المنكوبة وخصوصا العراق بظل ظروفه الأمنية والمعاشية السيئة جدا. هي رسالة ناقدة تستعرض المشكلة ولا تطرح الحلول لان الفن أداة صدامية ناقدة تتحدث عن لسان الحياة والمجتمع ولي عدة سيناريوهات أخرى بعضها قيد الأعداد وبعضها على رف الانتظار آمل مستقبلا أن تتحول الى فلمٍ بدورها...

بينما قال مخرج الفلم محمد العامري : السينما البصرية في الوقت الحالي تعاني كثيرا وهذا ليس بجديد على السينمائيين المختصين، السينما البصرية عانت الكثير وافتقدت للكثير، أولها تعاني من عدم وجود البنى التحتية لتواجد السينمائيون وأيضا عدم وجود صالات العرض الخاصة بها وتعاني من تدني الوعي الثقافي السينمائي في المجتمع ، وهذه أهم نقطة بالموضوع وأيضا تعاني من عدم وجود قسم للسينما ضمن أقسام كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة، ولهذا نجد السينما في محافظتنا مقتصرة على البعض من السينمائيين الذين تعني لهم السينما شيئاً كبيرا في مجال عملهم الفني.. لكن في الوقت الحالي أجد إن السينما بدأت تنهض وبدأت تتطور وبدأ الكثيرون من خريجي كلية الفنون يلجأون لمجال السينما خصوصاً ونحن نعلم إن الدول المجاورة بدأت السينما بها تنهض وتتطور بشكل كبير وسريع وخصوصاً السينما الإيرانية التي أصبحت اسما مهما في السينما العالمية، وأيضا هنالك عامل أساسي نفتقده وهو الدعم المادي والمعنوي للسينما العراقية ككل باستثناء إقليم كوردستان العراق وذلك لعدم اهتمام الحكومة بالسينمائيين على الرغم من دورها المهم الذي من الممكن أن يجعل العراق والبصرة ينتقل إلى واقع أكثر جمالاً وامتيازاً .. فالدعم الآن هو دعم ذاتي لأكثر الأعمال السينمائية في البصرة..

ويضيف العامري: هنالك من يسهر ويضحي من اجل أعلاء شأن السينما البصرية وبالتأكيد في كل عمل هنالك معوقات وإشكالات كثيرة، ذكرت لك سلفاً ان الدعم المادي يلعب دوراً كبيرا في عملنا فأنت تعرف كيف أن الأجهزة التقنية تطورت والأسلوب السينمائي تطور ويتطلب منك الاشتغال بالتقنية الحديثة حتى تتمكن من المنافسة او على الأقل تنتقل الى السينما العالمية من أوسع أبوابها.. ورغم أني اتفق مع البعض ان السينما العراقية والبصرية بشكل خاص تعاني من الموت السريري للظروف التي مر بها عراقنا ولكن هنالك من يعمل على إنقاذها واستعادتها وخصوصاً الجهود التي بدأها (مركز البصرة سينما) باستقطاب السينمائيين والهواة من الشباب وعمل ورشة تدريبية عن السينما وبعدها فتح المجال أمام المتدربين بإنتاج أفلامهم وكان آخرها فلمي (ما بعد النشوة) من أخراجي وسيناريو أيفان الدراجي وفلم (تكت) كتابة وإخراج هاني القريشي .

و(فلم ما بعد النشوة) تطرقنا فيه الى موضوعة خطيرة تهدد مجتمعنا والمجتمعات العربية ككل ألا وهي (فتيات الشوارع) وما يتعرضن إليه من خلال تسولهن في الشوارع ، ركزنا على موضوع بيع الجسد من شدة الجوع والعوز او لغرض الحصول على لقمة عيش من خلال استغلال تلك الفتيات بواسطة عصابات ومليشيات مختصة بهذا الموضوع.. انها ظاهرة غير حضارية طرحنا القضية ولعلنا نجد اهتمام من قبل الحكومة او المنظمات المختصة لاجتثاث مثل تلك الظواهر...

وختم العامري حديثه : برغم الوضع الأمني غير المستقر ورغم عدم وجود الدعم المادي الكافي لإنجاز أفلام سينمائية تليق بمستوى السينما إلا إننا في (مركز البصرة سينما) وكوني احد أعضاءه استطعنا أن نعمل بتقنية عالية واحترافية متحدين كل الصعاب من أجل إعلاء شأن السينما البصرية  .

والفلم بطريقهِ للمشاركة إلى مهرجان الخليج وأمني النفس بأن يأخذ مكانه بين الأفلام الخليجية والدولة....

ونستطيع ان نعتبر هذا الفلم نموذج حي لسينما بصرية كادت ان تموت بسبب العنف الذي اجتاح البلد وموجة النعرات الطائفية والتحزب الذي أثر كثيراً على المستوى الفني مما أدى الى تراجع تام للسينما البصرية حيث غابت صالات السينما والتوجهات الثقافية السينمائية كثيراً ، لكن اليوم الكل بات ينتظر البصرة لتقدم سينما حديثة مؤطرة بأنتاجات مميزة وتستحق الإشادة .






 

free web counter