| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

العيداني مصطفى

 

 

                                                                                الأحد 26/2/ 2012

 

 "زلاطة" مستوردة

ألعيداني مصطفى

مصطلح "زلاطة" ربما قريب علينا نحن العراقيون كوننا نتفنن بترتيباتها (نحط عليها لهانة وخس وطماطة وبصل وخل وهالشغلات المعدلة) وتضع في "طاسة" زغيرة في أغلب الوجبات الغذائية والجميع يعرف بأن بلدنا وهبه الله ثروات رائعة و لا تنتهي الى قيام يوم الدين وكان البلد يعتمد بشكل كامل وخصوصاً في فترة التسعينات على المنتج المحلي فلم يخطر في بالنا يوماً بأن (الحجية أشترت خيار كويتي) (ووزعتنه شامية ايرانية)...

ان جميع الخطط التي تنتهجها البلدان من مشارق الارض الى مغاربها تعتمد على الزراعة في البلد حتى وان كانت قليلة من خلال الدعم المتواصل مع الفلاحين وأصحاب البساتين من اجل حصد أجود انواع الثمار كونهم سيطعمون ابناء جلدتهم من (بصلاتهم الزينة) معتمدين على الزراعة المحلية لكن الذي نشاهده اليوم من آفة استيراد تجتاح البلد (ضيم وظلايم)..

(هل تعلم عزيزي المواطن ان " طاسة الزلاطة " مكونة من 5 او 6 دول فالخيار كويتي والطماطة سورية والخل تركي والطاسة البلاستك صيني والبصل سعودي واللهانة عمانية والزيتون بنغلاديشي والخس بوركينا فاسو) والخ...

نعم هذا ما نشاهده اليوم من أهمال كبير وواضح يعانيه القطاع الزراعي فلم نعد نشاهد (ركي اللحيس) بكثرة بقدر ما نلاحظ (البطيخ الاصفهاني) يباع وبسعر ارخص من المحلي بكثير فما يحدو بالناس الاتجاه الى الخضروات المستوردة كونها ارخص ..

البلاد أذا ارادت (ان تكوم على حيلها من جديد) يجب ان تعتمد على قطاعي الصناعة والزراعة فهما الركيزة الاساسية لبناء المجتمع فمنهما انتاج وافر . وفي العراق كانت معامل الاسمدة والورق والبتروكيمياويات والحديد والصلب تنتج انتاج غزير وكان يكفي انتاجها للبلد من الشمال والجنوب واليوم نستورد الحديد والسمنت (وجيس الجبس) "وكلشي وكلاشي" ومما أدى الى تراجعنا وتخلفنا كثيراً..

على الدولة ان تصب تركيزها على كل قطاعات البلد فعليها ان تمنح الفلاح تخفيضات جيدة للأسمدة ونوعياتها يجب ان تكون جيدة المنشأ وليست رديئة فأكثر من فلاح ناشد الحكومة بأن تساعدهم في مسألة توزيع الادوية التي تعالج النباتات المصابة وتهيأ لهم مستلزمات البيوت الزجاجية كي نشاهد من جديد المنتوج المحلي الزراعي سواء او الصناعي الذي غاب عن (وجبة الغدة مال بيت الحجية) نتمنى أن نشاهده من جديد..

العراق يحتاج الى الكثير من الهمة والعمل كي نصدر الى العالم كل شيء نصنعه بأنفسنا و لا نعتمد على (الجيران الفحطانين) فقد منّ الله علينا بكل شيء ..

رباط سالفتنة (شوكت نلحك العالم اذا الطماطة نستوردهه)

 

 

free web counter