العيداني مصطفى

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الأثنين 26/3/ 2012

ما بينهم وبيننا .. مسرح البهو من ينقذه من محنته ألعيداني مصطفى - البصرة لو أردنا مقارنة الوضع العراقي بكل أصنافه وتفرعاته وما بين العالم الخارجي الذي يحيطنا سواء العربي بالبدء او الغربي فمن الواضح جداً لا يمكن ان نقيس مهما يحصل للبلد من تطور عمراني او ثقافي او مالي او ما شابه سببه هو تخلف الحكومات المتعاقبة على العراق منذ زمن بعيد والحكومات التي نقصدها هي مركزية ومحلية نعم فغابت عن العراق معالم كثيرة أسوغ هذه الكلمات بعدما رفدنا الزميل علي خلف المتواجد حالياً في لندن لغرض الدراسة بصورة على ما أتذكرها لمسرح نيوكاسل ولا اريد الخوض في غمار الصورة كونها لوحة معمارية بنيت على شكل ملفت للنظر مبهر من بعيد عادت بي الذاكرة الى منتصف التسعينات عندما وطئت قدماي مسرح بهو الادارة المحلية حينها كنت حاضرا لمسرحية نجمها الفنان (جواد الشكرجي)(ابو جحيل)حينها كنا نعرفها بهذه التسمية حيث كان المسرح غاص بالحضور بالرغم من الفقر الذي اجتاح البلاد في تلك الفترة لكن المسرح كان متنفسهم الوحيد والمعبر عن همومهم .. مسرح نيوكاسل - عدسة علي خلف ما بين التسعينات والالفية الحالية من دون كل البلدان نرى تقدم كبير في كل شيء الا العراق حيث التراجع في كل شيء البصرة كانت تحتوي على اربع سينمات او اكثر والان نفتقر لسينما واحد وسألت رجل مختص بأمور الثقافة والفن عن حال السينمات يقول بالحرف الواحد (يا أخي الستلايت يكفي شنسوي بيهن) وهو لا يعلم ان البلد الذي يفتقر للسينما عديم الثقافة لا محال او بداية النهاية للثقافة .. مسرح نيوكاسل - عدسة علي خلف مسرح بهو الادارة المحلية عبارة عن بناية ضخمة تحتوي على مقاعد تتسع لجماهير كثيرة ولو وجدت اليوم لحلت الكثير من المؤتمرات والتجمعات والمسرحيات التي صرنا نفتقرها بعد التغيير في 2003 حيث استولت الحركات الاسلامية على المبنى بعد ان قام نفر ظال بعد سقوط الصنم (بحوسمة) ما موجود فيها من اغراض وطالت فترة الاقامة حتى اخذ المبنى بالتراجع تبارت لنفسي الابتسامة بعد طلاق هذا المسرح وعاد فيني الامل الهارب من جديد وخابت ضنونا من جديد حيث استقرت فيه احدى طلائع الجيش العراقي وأصبح مسرح البهو في طي النسيان من خلفه تحيط به الاوساخ والنفايات ومن اعاليه تجد ما هي حجم المعاناة والاضرار التي أصابته لأسباب عديدة ولا نعرف لماذا هل قتل الفن والثقافة أصبحت مهمة ضرورية يحتم عليهم تطبيقها هل الشرع الاسلامي حرم علينا دخول المسارح والسينمات ام هل التخلف الذي أصاب من هو مسؤول عن خرابه كان مميتاً بحيث اراد انهاء كل شيء هل مسرح البهو كان رمز من رموز الطاغية صدام يوجب علينا محوه .. تعددت التساؤلات والاجابة غير متوافرة لأن " كل يغني على ليلاه " والكل يريد ان يعمل لحزبه وتوجه ونسيان ثقافة الشعوب اهم من كل شيء وبناء الفن من جديد واجب حضاري عليهم ان يتبنوه بكل محاوره اليوم أصبحت الثقافة من ناحية المسرح في البصرة شبه مهشمة واقصد بها البنى التحتية فالبصرة تنجب المؤلف الرائع وتضع لنا المخرج المميز وتبين لنا واجبات الممثل المتقن لكل مهامه وكلهم يريدون مسرح يأويهم وهذا لا يعني قصورا في قاعة عتبة بن غزوان التي احتوت الكثير من التجمعات الثقافية والعديد من المسرحيات وخصوصاً في السنين الاخيرة لكنها لم تلبي الطموحات لافتقارها العديد من مكونات المسرح الحقيقي الذي نريده والذي كان موجود في بهو الادارة المحلية .. ونكمل مسيرتنا في مسرح البهو حيث تواردت لنا الانباء بأن شركة منفذة ستقوم بأعاده تأهيله من جديد كي يعود الاوكسجين الفني لهذا الشريان المهم للحياة الثقافية البصرية لكن الصاعقة التي وصلتنا هي توقف العمل في المسرح دون وضوح اية مسببات مقنعة والبعض قال بأنهم سيجعلون من المسرح مول تسوق تجاري وسيكون في طابقه الثاني مسرحاً او ما شابه ولا نعلم هل المشروع التجاري اهم من المشروع الثقافي ام للدولة افكار ورؤى جديدة لم نعلم بها فالبلد الذي عاش وأحيا ومات على الثقافة لا يمكن لأي قوى ان تمحيه الجميع مطالب بأن يضع خطط ومشاريع ثقافية كبيرة تؤهل البصرة فنياً قبل كل شيء فالبصرة اليوم محتاجة الى كم مسرح بهو البصرة اليوم محتاجة الى كم قاعة كبيرة البناء الثقافي مهم ويمس كرامة البلدان في حالة القصور معها فاليوم رقي الشعوب يعود الى أساس ثقافي صحيح بني بركائز قوية .. الحرب باتت بعد ألان هي بين التخلف والثقافة فمن هو المنتصر سيفرض نفسه بقوة على الساحة وبعد 2003سادت البلاد حالة من التخلف عجيبة نتيجة لدمار سنين عجاف مرت علينا نطالب من خلال منبر"موقع الناس"ان يكون الصوت الجديد للسينما والمسرح هو الصوت العالي لأن البصرة عرفت بخشابتها وعزفها الجميل للهيوة والغناء البحري فهي الشريان النابض للفن العراقي من جنوبه فكيف ونحن بنا نميته مسرح البهو الانطلاقة الجديدة يجب ان تكون لبناء مسارح ومجمعات ثقافية بأمس الحاجة أليها كمتابعين للفن العراقي القدير ...