بعد دخولنا الوسط الصحفي كهواية ومن ثم تحولت الصحافة الى مهنتنا اخذت على عاتقي بأن اشخص اغلب السلبيات التي اراها بعيني والتي تصلني من قبل الاحبة والاهل والاصدقاء لعلي اجد هناك من يحاول ان يصححها بالشكل المطلوب كي نتلافى هذه الاخطاء التي استشرت في المجتمع مع الاسف ..
وبذات الوقت نريد من اقلامنا بأن تكون محقة في كل شيء حيث نشيد بالدور الايجابي الذي نسجله كنقطة عظيمة لأن اليوم بات من يحمل الايجابية يستطيع ان يحقق انجاز غير مسبوق في زمن قل فيه من يعمل على البحث عن الامور الايجابية والتي تهم شريحة كبيرة من الناس..
"عشتار البصرة" المهرجان بدورته الثانية تشرفت بحضوره بعد ان تمت دعوتي له من قبل الاحبة والصراحة تفاجأت بكل شيء بالرغم من البساطة التي حملتها عشتار سجلت اعجابي الشديد بالمرأة التي تسعى من اجل وضع نفسها بقوة بين مجتمع شرقي لا يكن الاحترام للعنصر النسوي لكن بعد اليوم تتفجر كل قرائح نسائنا وتشدوا بصوت واحد ، هلمن الى عشتار كي نريهم ماذا نعمل ، تفاجأت بالتنظيم الرائع الذي كان مبهراً للغاية وادارته تميزت كثيراً ، تفاجأت بالعديد من اللوحات التشكيلية المميزة التي اسرت الحضور بسحرها ، تفاجأت بشاعراتنا المميزات اللواتي اعتلين المنصة وهن يحملن العزيمة والثقة والاصرار على انهن متواجدات في كل محفل يهم المرأة ، تفاجأت بالسوق الخيري الذي خصص ريعه لعوائل الايتام ، تفاجأت بالحضور النشط حيث في البداية لم يكن يتوقع الجميع هكذا يمتلئ مكان الاحتفال ، تفاجأت بالفتيات اللواتي صدحت حناجرهن ببعض المقطوعات الغنائية ، تفاجأت بالشباب المبدعين الذين حملوا على عاتقهم تنظيف البصرة ضمن حملة من اجل بصرة انظف ، تفاجأت بالمشهد التمثيلي الرائع الذي قدمته ثلة من الشباب المثقف ...
كل شيء بسيط هناك وكل شيء هناك له قيمة اعيدت لنا عشتار من جديد ونهضت عشتار من سباتها العميق بعد ان غيبت قسراً ارادت مؤسسة الهام ان تحي هكذا نشاطات بطريقتها الخاصة ارادت (تمارا العطية) هذه الفتاة صاحبة الهدف الانساني والطموحات التي لا تنتهي بالرغم من التزاماتها الجامعية والامور الاخرى لكنها صممت على الاستمرار بهذا المهرجان الذي سيكون خير انطلاقة للفتاة المبدعة واسمحوا لي ايها القراء الاعزاء بأني سأمنح لقب (عشتار البصرة) لهذه الفتاة التي ارى بعينها سمو الحياة من جديد لا تريد منا شيء سوى هذا الدعم المعنوي كي يشكل لها حافز قوي لأقامه المهرجان كل سنة ولا تريد من الجهات الحكومية سوى الدعم الذي يديم نجاحه حيث اليد الواحدة لا تصفق ومن المفروض من الجهات التي تدعم الثقافة (اذا كانت هناك جهات تريد حقيقة ، احياء الثقافة من جديد عبر بوابة المرأة)..
سأقف مع هكذا إمرأة ارى بتفكيرها وآرائها الامور الصحيحة والتي تريد النهوض بقوة ، شكرا من اعماق قلبي لعشتار البصرة الجديدة ، شكرا لكل من حضر ، شكرا لكل من ساهم في انجاح المهرجان ، شكرا لمن قدم دعمه المعنوي والذي لا ينتهي ان شاء الله ، شكرا للبيت الثقافي الذي فتح ابوابه من الصباح الباكر ، شكرا لكل من أشاد بدور النساء المبدعات ، شكرا لكم جميعاً.. والله من وراء القصد .
