| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

العيداني مصطفى

 

 

                                                                                الأحد 15/4/ 2012

 

البصرة منجم الرياضات .. لكن كرة القدم أخذت حصة الاسد

العيداني مصطفى

نعم أنها البصرة التي عرفها الجميع ، بصرة كل من ينادونه (كابتن) كونه مارس احدى الرياضات التي انتشرت في البصرة آنذاك ، بكل تأكيد ازقة وشوارع كثيرة تجد فيها من يمارس رياضته المفضلة انطلاقاً من الالعاب الشعبية القديمة والمتوارثة عن أهلنا ، ولو انها درست حاليا ، لتجد انها تحتوي على الكثير من الجهد البدني وعلى حد علمنا في بعض كليات التربية الرياضية في بلدان عربية اخرى قد ادخلت مادة الالعاب الشعبية القديمة كونها جزء مكمل للألعاب الرياضية ..

عرف عن البصرة رياضيا منذ ان كانت تحت سيطرة الاحتلال البريطاني بدايات القرن الماضي ، فمن خلال جنودهم باتوا يدخلون الالعاب الرياضية الى العراق عن طريق البصرة فالكرة الطائرة العراقية ، للبصرة حصة رئيسية في تعريفها للناس اضافة الى العاب متميزة .

فلا تستطيع ان تمر مرور الكرام عند ذكر رياضة عراقية دون المرور بقافلة البصرة الرياضية التي أبت ان لا تبهر الجميع وثبتت نفسها بقوة من بين مثيلاتها من بقية المحافظة وفي بعض الالعاب . فحصة البصرة كانت وجبة دسمة لا يستهان بها فقبل ان يدخل (البيسبول) الى العراق ، شهدت البصرة  هذه اللعبة في ملعب الرميلة بحسب بعض المعلومات وكان لاعبون كثيرون يحضرون الى الملعب للمشاركة بينما جماهير غير قليلة تحضر لتتابع هذه اللعبة الجديدة..

كرة السلة وكرة اليد وكرة الطائرة والساحة والميدان والمصارعة والاثقال والكيك بوكسنغ والمواي تاي وما يقارب الثلاثين لعبة تمارس في البصرة حاليا ناهيك عن وجود اسماء وضعت بصمتها في الخريطة الرياضية العراقية فهناك أبطال استطاعوا ان يحجزوا مكانهم وسط المنتخبات الوطنية بفضل مدربين أفذاذ عرفوا كيف يسطروا افضل البرامج التدريبية في سبيل الارتقاء بواقع الرياضة التي يمارسونها فعند ذكر رياضة معينة وعدد ميداليتها يجب ان ترسل للبصرة برونزية او فضية فيما اذا لم تكن ذهبية ..

تعاني البصرة اليوم من اهمال شديد لمختلف الرياضات التي طرزت صورة المحافظة بشكل بهي .. الا ان ابرز الرياضات المحبوبة (كرة القدم) تمكنت بالرغم من الاهمال لمجمل الرياضة ، من الاستحواذ على محبة الناس ولفت الانظار حولها على خلاف بقية الرياضات التي مثلت البلد في المحافل الدولية اكثر بكثير من كرة القدم لكنها بقيت في حال من الاهمال الشديد وعدم تسليط الضوء عليها وبالشكل الذي تستحقه ..

ما هو السبب في ذلك ؟؟ أكيد ان للأعلام دور هام في تسليط الضوء على الالعاب الرياضية الاخرى من خلال اجراء الحوارات وتغطية النشاطات للألعاب المذكورة وكتابة المقالات التي تشيد بها اضافة الى انتقاد الحالات السلبية كي يستطيع الرياضي من تصحيح مساره في التقدم نحو انجاز حقيقي يحسب للبلد قبل ان يحسب للبصرة ..

فما ان غابت هذه التغطية المصورة والمؤرشفة بالعناوين الرنانة ، فالنتيجة غياب تام ستشهده الرياضة . فأبطال الالعاب الفردية باتوا اليوم يتواجدون في كل بعثة تغادر البلد ، فالساحة والميدان أخذت حجماً كبيراً من خلال تعدد اللاعبين الذين يمثلون العراق .. فرامي القرص (مصطفى كاظم) الذي كسر الرقم العراقي من حقه ان يعرفه الناس و(عادل جواد) صاحب ذهبية المواي تاي ايضا من حقه ان يلاقي حب ومتابعة الجماهير من خلال اعلامنا الذي عرف عن حياديته ...

لكن (كرة القدم) حطمتهم وجعلتهم يتحطمون قهراً بسبب عدم معرفة الجماهير بهم ... المسؤولية كبيرة وهي ملقاة على عاتق الجميع من مسؤولين رياضيين وجماهير وإعلام والرياضيين أنفسهم ، عليهم الاهتمام بأنفسهم أكثر لكن الطامة الكبرى التي يلاقونها في أنديتهم ، فاللاعبين الذين يمثلون العاصمة بغداد وبقية المحافظات لربما يجدون بعض الاهتمام لكن الذين يمثلون الاندية البصرية فهم يعيشون سطوة كبيرة من خلال طغيان كرة القدم عليهم جماهيريا وماديا وكل شيء حيث يتم استقطاع نصف الرواتب ويخصصونها لكرة القدم متجاهلين ما تحققه هذه الرياضات من نتائج متميزة ، فعلى سبيل المثال اوصل لنا لاعبي الساحة والميدان برسالة خصصوا بها صحيفة "القارئ" بأنهم يعانون كثيرا من عدم الاهتمام بهم مدعين بأن كرة القدم هي السائدة والمسؤولين لا يعترفون سوى بكرة القدم وحتى نفط الجنوب الذي يحتوي على ابطال مميزين في الالعاب الفردية وله لاعبين كبار يعانون ايضا من قلة التخصيصات المالية وتحويلها لميزانية فريق كرة القدم ...

ان مسألة طغيان كرة القدم على بقية الالعاب مسألة استشرت في الاروقة الرياضية البصرية كثيراً حتى بدت ملامح التذمر على محيا الرياضيين الذين نلتقي بهم من اجل معرفة اخبارهم او لأجراء بعض الحوارات فيكون جوابهم بديهي (يمعود هي الطوبة خلت علينة شي) نعم من حقهم ان يعترضوا فمثلما أخذت كرة القدم هذا الحيز الكبير من الاهتمام علينا الالتفات للبقية فمن حقهم ان يحجزوا تذكرة الانتقال من دائرة معجبي كرة القدم وحجز مقاعدهم المخصصة لرياضاتهم ..



 

free web counter