نعم أنها البصرة التي عرفها الجميع بصرة كل من ينادونه (كابتن)كونه مارس احدى الرياضات التي انتشرت في البصرة أنداك بكل تأكيد ازقة وشوارع كثيرة تجد فيها من يمارس رياضته المفضلة انطلاقتاً من الالعاب الشعبية القديمة والمتوارثة عن أهلنا ولو درست حاليا لتجد انها تحتوي على الكثير من الجهد البدني وعلى حد علمنا في بعض كليات التربية الرياضية في بلدان عربية اخرى انها ادخلت مادة الالعاب الشعبية القديمة كونها جزء مكمل للألعاب الرياضية ..
عرف عن البصرة رياضيا كونها كان تحت سيطرة الاحتلال البريطاني فمن خلال جنودهم باتوا يدخلون الالعاب الرياضية الى العراق عن طريق البصرة فالكرة الطائرة العراقية للبصرة حصة رئيسية في تعريفها للناس اضافة الى العاب متميزة .
فلا تستطيع ان تمر مرور الكرام عند ذكر رياضة عراقية دون المرور بقافلة البصرة الرياضية التي أبت ان لا تستلم للجميع وثبتت نفسها بقوة من بين مثيلاتها من بقية المحافظة وفي بعض الالعاب فحصة البصرة كانت وجبة دسمة لا يستهان بها فقبل ان يدخل (البيسبول)الى العراق البصرة شهدت هذه اللعبة في ملعب الرميلة بحسب بعض المعلومات وكان لاعبون كثيرون يحضرون الى الملعب للمشاركة بينما جماهير ليست بالقليلة تحضر للتابع هذه اللعبة الجديدة..
كرة السلة وكرة اليد وكرة الطائرة والساحة والميدان والمصارعة والاثقال والكيك بوكسنغ والمواي تاي وما يقارب الثلاثون لعبة تحويها البصرة حاليا ناهيك عن وجود اسماء وضعت بصمتها في الخريطة الرياضية العراقية فهناك أبطال استطاعوا ان يحجزوا مكانهم وسط المنتخبات الوطنية بفضل مدربين أفذاذ عرفوا كيف يسطروا افضل البرامج التدريبية في سبيل الارتقاء بواقع الرياضة التي يمارسونها فعند ذكر رياضة معينة وعدد ميداليتها يجب ان ترسل للبصرة برونزية او فضية فيما اذا كانت ذهبية فهذا موجود فعلاً..
تعاني البصرة اليوم من اهمال شديد لهذه الرياضات التي طرزت صورة المحافظة بشكل بهي لكن لم تجد ما تجده ام الرياضات المجنونة (كرة القدم) فبالرغم من الرياضات البقية قد مثلت البلد في المحافل الخارجية اكثر بكثير وبكثير من كرة القدم لكنها استحوذت على الكل ولفت الانظار نحوها تاركة زميلاتها من بقية الرياضات في اهمال شديد وعدم تسليط الضوء بصور مهذبة وجميلة ..
ما هو السبب في ذلك أكيد ان للأعلام دور مهم في تسليط الضوء على الالعاب الرياضية الاخرى من خلال اجراء الحوارات وتغطية النشاطات للألعاب المذكورة وكتابات المقالات التي تشيد بها اضافة الى انتقاد الحالات السلبية كي يستطيع الرياضي من تصحيح مساره في التقدم نحو انجاز حقيقي يحسب للبلد قبل حسبانه للبصرة..
فما ان غابت هذه التغطية المصورة والمؤرشفة بالعناوين الرنانة فلذلك ستشهد غياب لرياضة معينة فأبطال الالعاب الفردية باتوا اليوم يتواجدون في كل بعثة تغادر البلد فالساحة والميدان أخذت حجم كبير من خلال تعدد اللاعبين الذين يمثلون العراق فرامي القرص مصطفى كاظم الذي كسر الرقم العراقي من حقه ان يعرفه الناس وعادل جواد صاحب ذهبية المواي تاي ايضا من حقه ان يلاقي حب ومتابعة الجماهير من خلال اعلامنا الذي عرف عن حياديته ...
لكن السيدة (الفوت بول) حطمتهم وجعلتهم يتحطمون قهراً بسبب عدم معرفة الجماهير بهم المسؤولية كبيرة وملقاة على عاتق الجميع من مسؤولين رياضيين وجماهير وأعلام ورياضيين أنفسهم عليهم الاهتمام بأنفسهم أكثر لكن الطامة الكبرى التي يلاقونها في أنديتهم فاللاعبين الذين يمثلون العاصمة بغداد وبقية المحافظات لربما يجدون بعض الاهتمام لكن الذي يمثلون الاندية البصرية فهم يعيشون سطوة كبيرة من خلال طغيان كرة القدم عليهم جماهيريا وماديا وكل شيء حيث يتم استقطاع نصف الرواتب ويخصصونها لكرة القدم متجاهلين ما تحققه هذه الرياضات من نتائج متميزة فعلى سبيل المثال اوصل لنا لاعبي الساحة والميدان برسالة خصصوا بها صحيفة " مونديال" بأنهم يعانون كثيرا من عدم الاهتمام بهم مدعين بأن كرة القدم هي السائدة والمسؤولون لا يعترفون سوى بكرة القدم وحتى نفط الجنوب الذي يحتوي على ابطال مميزين في الالعاب الفردية وله لاعبين كبار يعانون ايضا من قلة التخصيصات المالية وتحويلها لميزانية فريق كرة القدم ...
ان مسألة طغيان كرة القدم على بقية الالعاب مسألة استشرت في الاروقة الرياضية البصرية كثيراً حتى بدت ملامح التذمر على محيا الرياضيين التي نلتقي بهم من اجل معرفة اخبارهم او لأجراء بعض الحوارات فيكون جوابهم بديهي (يمعود هي الطوبة خلت علينة شي) .نعم من حقهم ان يعترضوا فمثلما أخذت كرة القدم هذا الحيز الكبير من الاهتمام علينا الالتفات للبقية فمن حقهم ان يحجزوا تذكرة الانتقال من دائرة معجبي كرة القدم وحجز مقاعدهم المخصصة لرياضاتهم ..
