|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  19  / 4 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الدكتور محمد مكيّة أسطورة الفن المعماري

عبدالجبار نوري

شاءت ألأقدار أنْ يعيش معظم مثقفو علماء العراق بعيداً عن وطنهم ومن هؤلاء الدكتور محمد مكيه ، والذي حفزني أن أكتب عن هذهِ القامة العراقية ألفنية الرائعة هو أطلاعي على أحتفالية يوم ألأحد 6-4 ألمئوية للمعماري العراقي الدكتور محمد مكية الذي أنعقد في بغداد يوم السبت 5-4 تكريماً وأحتفاءً بشيخ ألمعماريين ألذي هو أليوم بعمر 98 سنة وبعطاء معماري فني ثر بشكل سيلٍ متدفق مستمر لم تخدش منهُ السنون بل زادتهُ ألقاً ورقياً في ترك بصماتهِ ألأسلامية والعربية في هذا ألمضمار ألمعماري ألفني ألصعب ، وأثار أعجاب الحضور حين أفتتح عريف الحفل بقراءة وصيتهِ ألى ألعراقيين ألتي نصّها :
{ألأعزاء وألأحياء في بغداد الروح والوجدان والمعاني ألكبيرة --- بغداد أيها ألأحبة جوهرة من جواهر ألعصر --- ربما تمرض--- ربما تتعب--- تئن ، لكنها لا تشيخ فزمن ألمدن ألعظيمة مغايّر لتفسيرنا للزمن ---- بغداد عزيزة وغالية عندنا غادرناها مضطرين ، عرفنا أنّ شيئاً من ذراتنا علق هناك على ضفاف دجله ---في ألأزقة --- في ألمقاهي --- والشناشيل ---- والساحات، من ألمؤسف إنّ بغداد تتعرض ألى ىتشويه لذاتها وصفاتها منذ عقود ---- من ألمؤسف أنّ العمايرة لم تكن تفشي ألى تلك ألعلاقة ألأصيلة مع ألنهر والضفة والروح ألساكنة بينها---أوصيكم ببغداد ---- أستمعوا أليها --- أصغوا ألى صوتها كثيراً ستكتشفون في حركة ألشجروالنخيل --- وفي دفق ماء ألنهر --- في الضحكات ألصافية --- تأملوا لونها تجدونهُ في الطابوق في ألخشب--- في زرقة ألماء --- في سمرة ألأهل ، ديوان ألكوفة ينتمي ألى بغداد بكل أرثهِ وتراثهِ ألتأريخي لذلك أطالب ألى أعادتهِ ألى مكانهِ ألطبيعي في بغداد ، أيها ألأصدقاء وألأبناء وألأحفاد لكم مني كل ألمحبة والعرفان ---- أعتنوا ببغداد لتعتني بكم ، أعتنوا بألعراق ألذي منحنا ألكثير رغم ألأوجاع}

سيرة حياته
الدكتور محمد صالح مكية من مواليد بغداد 4 نيسان 1914 وهو ألمعماري ألأول في العراق ، أكمل دراستهُ ألأولية في بغداد وتفوّق في الهندسة ألمعمارية أعتبر ألمهندس ألمعماري ألأول في العراق ، ومؤسس القسم ألمعماري في كلية الهندسة بجامعة بغداد عام 1959 ،وحصل على شهادة ألبكلوريوس عام 1941 في ألهندسة ألمعمارية من جامعة ليفربول / بريطانيا ، ودبلوم في ألتصميم ألمدني من ألجامعة نفسها ، وحصل على ألدكتوراه عام 1946 من كلية (كينفز/ جامعة كامبرج / بريطانيا) وكان موضوع أطروحتهِ ( تأثير ألمناخ في تطّوّر العمارة في منطقة ألبحر ألمتوسط) وعاد ألى بغداد في ألعام نفسه ، وأنشأ ( شركاء مكيه للأستشارات ألمعمارية والتخطيط) وبعدها أقيمت شركات مكيه في كل من البحرين ، وعُمان، ولندن ، والكويت ، والدوحه ، وأبو ظبي ، ودبي ، أنتخب عام 1952 خبيراً في ألأمم ألمتحدة، وأنتخب رئيساً لجمعية ألتشكيليين العراقيين في بغداد عام 1955 ، وأنتخب عام 1967 عضواً للمجلس ألدولي للنصب ألتذكاريّة في روما ، وفي 2003 حصل على جائزة أفضل أنجاز مدى ألحياةفي مدينة دبي ، وهو الذي وأسس ديوان ألكوفة في لندن عام 1987، وشارك في فعاليات مؤتمر بغداد عاصمة ألثقافة العربية عام 2013 برعاية جامعة بعداد والمعهد الفرنسي للشرق ألأدنى ومكتب منظمة اليونسكو في العراق ، ولا يزال الدكتور مكيه رغم بلوغهِ ألثامنة والتسعين متوقّد ألذهن متابعاً جيداً للأحداث ولا يزال يطمح للأستفادة من منجزاتهِ الأبداعيّة (موقع/archnet.org)

مميزات مكيّة ألمعماريّة
أدخالهُ ألبارع للأشكال التقليدية في الهندسة المعمارية ألحديثة ألتي أطّر بها مهارتهُ الهندسية ألمرئية ألحداثوية ( جامع ألخلفاء) سنة 60-63 ثُمّ أضاف ألتوسع عام 1980 حين جسّم فيها تصميم مكيه ألمبتكر للجامع ألذي يقع في منطقة صبابيغ الآل / بغداد القديمة ووضع فيها أهم مميزات عملهُ ألفني هو: ألمحافظة ألمدنية على ألتراث، أضفاء ألطابع ألأقليمي على ألشكل ، أستمرارية ألتراث ألمعماري (الجمعية العربية للعمارة والتصميم/ مجلة بناة)

ويقول عنهُ نجلهُ ( كنعان مكيه) : أنّ ألمصدر ألأصيل ألذي أستلهم منهُ محمد مكيه فنهُ للريازة ألعباسية لم يكن يحاكي ألفن ألقديم بل أبدع في أضافات ألحداثوية في ملائمتهِ لعصرهِ ألحاضر ،

يعتبر رائد ألحداثة في العراق وواحد من أبرز رواد ألحداثة في مجال ألهندسة ألمعمارية أنْ لم يكن أبرزهم على ألأطلاق،

جاءت أعمالهُ شاهداً على قدرتهِ ألمعمارية في أستلهام ألمعالم والرموز وألدلالات ألتأريخية ألأصيلة في ألمعمار ألمعاصر.

أطلق على أعمالهِ {سومرية الوطن والبيئة والشكل والوظيفة}

وسريان ألفن ألتشكيلي والعمارة الى زها حديد في جدلية ألأنتقال من ألتراث في عمارة ألحداثة الى عمارة ما بعد ألحداثة .

قالوا عنه
محمد آركون - أستاذ تأريخ ألفكر ألأسلامي في جامعة ألسوربون : أنّ محمد مكيه قد نفخ حياة جديدة في ألعمارةألأسلامية بدمج تراثها ألفني بأفضل مافي ألثقافة والتكنلوجية ألحديثة .

المهندس شارل كوريا المخطط المعماري : أنّ محمد مكيه مهندس معماري ذو أهمية عظيمة في العالم ألسلامي ، وعملهُ يثير منافذ ذات أهتمام حيوي للمحترفين .

السير هيو كاسون الرئيس السابق لأكاديمية ألفنون ألملكية في أنكلترا : قال فيهِ --- أنّ أعمال محمد مكيه تستحق أنْ تثير أهتماماً أوسع في العالم ألأسلامي والعربي .

ألخاتمة
أعلن عن طموحاته في أعادة تصميم بغداد وتوسيعها في كتابه (تأريخ خواطر ألسنين) سيرة معماري ويوميات محلّة بغدادية/ محمد مكيه) ولكنها لم تتحقق هذه ألأحلام هو ما دفع مكية الحالم الى أن يبحث عن من يتولى بعثها في قرنٍ قادم أو حتى ألفيّة قادمة عندما ستكون بغداد {جنة ألخلد} تتعالى حتى على مجدها العباسي لذا أكد في وصيتهِ لبغداد ألحبيبة ---- ولديه أحلام بأعادة أعمار بغداد التي دمرها ألأحتلال ويتحدث بشغف عن شارع ألمتنبي والحيدرخانه والباب الشرقي وشارع الرشيد وأبونؤاس أحلامهُ نابضة وهو يتحدث عنها بواقعيّة تجعلنا نتأمل في ظاهرة هذا ألرجل والذي حباهُ الله ُقدرة أستثنائية في ألنشاط ألدهني والعطاء ستبقى آثارهُ شاهدة على مفكر معماري صاحب مدرسة " آمن بأنّ ألمعمورة قطعة واحدة مترابطة ، وكان سباقاً الى الدعوة الى حماية ألبيئة من خطر ألتلوّث ألذي يحيق بالعالم اليوم ( حوارمع مكيه / المنتدى العربي – الشرق ألأوسط) ---

 

السويد
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter