| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان الصائغ

 

 

 

                                                                                    الأثنين  21 / 7 / 2014

 

من ديوانها الجديد الصادر حديثاً: (Jenny Lewis- Taking Mesopotamia) – اكسفورد. أبريل 2014:
 

أمُّ الرَّبيعَين؛ الموصل؛ في قصيدة للشاعرة البريطانية جني لويس

مُلاحظاتٌ من المَنفى
Notes from Exile

للشاعرة البريطانية جني لويس Jenny Lewis
(أستاذة الشعر في جامعة اكسفورد)

ترجمة: غسـان نامق
مراجعة: ع. الصائغ *

إلى رامز غزول

1. قِثَّاء

في جَنّةِ عَدن هذه حيث جنكيز
والإسكندر تركا أَثَرَهما، وحيث قابيل
قتل هابيل: في تلك الجنة، تلك
الجنة ذاتها، إعتنيتُ بتربةِ أرضي الصغيرةِ
فزرعتُها بالشمّامِ ذي الأزهارِ الصفراء المبهرةِ
بوقيّةِ الشكلِ، وبالقِثَّاءِ الذي يَحتجزُ الماءَ،
أنابيبُ بُرودةٍ تلتمعُ في الصحراء
قَبلَ الطوفان وقَبلَ قائمة الملوكِ:
عرفه الأكراد والعرب والتركمان
والمسلمون والمسيحيون واليهود والكلدانيون
والأرمن والإيزيديون والملحدون: أبناءُ
بلادِ ما بين النهرين الذين ربما انطلقوا
مع الضياء الأول لقَطْفِ أفضَلِه وهم يقولون،
مثلما كنتُ أقولُ: أبتاه؛ زَرَعتُ هذا، لك

* * *

2. أمُّ الرَّبيعَين

في المـَوصِل، حيث أكثرُ الساعاتِ سُخونة
تَجعلُ العملَ والدراسةَ لا يُحتملان،
كنا نَرقُدُ على بطانياتٍ خفيفةٍ في القاعة
الكبيرة، أرضيّتُها الرخاميةُ المساميةُ مرشوشةٌ
بالماء، بينما في الخارج، في حديقتنا
المكتظّةِ، تفرُّ الطيورُ إلى الظلِّ الـمُعَرَّقِ
لأشجار الفُستُق هَرَباً من شمسٍ
تَسْفَعُ الأعشابَ التي نلهو عليها
وتُسَخِّنُ الصنابيرَ التي
تتدلّى منها رَقائقُ الثلجِ في الشتاء؛ ولا يعتدلُ الطقسُ
إلّا في فصلي الربيعِ والخريفِ
حين تتنزهُ أسرتي في الحقول
خارجَ مدينتنا التي تُدعى غالباً
أمّ الربيعَيْن.


* * *

3. إحتلال

فَجْوةٌ في أَحجارٍ، إناءٌ من هواءٍ، وسماءٌ
مُنَقّطَة مثلَ جِلدِ السلمون الـمُرَقَّطِ، وترسمُ السُحابةُ فيها
خطوطاً كجَناح طائر الحَجَل: ذلك الجَذَلُ
حَلّقَ فينا، ذلك الأمانُ والحريةُ،
جابا معنا الأطلالَ الأثرية لـمُدنِ
– خُرساباد والحَضَر والنمرود –
بينما كان النحلُ على الشَّوكِ القرمزي مثل
الحُلي على وسادة الدبابيس، والفراشاتُ
تندفعُ بسرعةٍ فتُطرِّزُ نقوشاً شَبكيّة وترشفُ
النداوةَ من الدربِ الطينيِّ الذي نسلكُهُ
حتى نُجَرجِرَ أنفُسَنا في آخرِ اليوم
إلى الأسِرّة في البيت، تاركينَ الماضي
الـمُقَوَّضَ وراءنا، والصقرَ؛ صيادَ الأعالي، فوقنا
تسوقه الرياحُ قبل المذبحةِ القادمة
 

* شاعر من العراق مقيم في لندن

 

 

free web counter