| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

أ.د. عبد الاله الصائغ
assalam94@gmail.com
 

 

 

الأحد 3/10/ 2010



موت النبي الضال بهاء الدين البطاح في مشيغن 

عبد الاله الصائغ

الشاعر العراقي المغترب بهاء الدين البطاح في ذمة الله

لقطات مجلس التأبين للراحل الكبير  السيد  بهاء الدين البطاح

 

 
الشيخ جعفر الحائري امام صورة الفقيد
 

هذه الصورة كانت بعدسة الصائغ يوم اجرى لقاء مع بهاء لصالح موقعي النور والنخلة والجيران

 


 

الاستاذ خيون التميمي كان يتلقى التعازي


الاعلامي والشاعر  سعيد الوائلي والخبير الاقتصادي الدكتور صفاء المياحي ووجوم الغياب


اصدقاء الفقيد الاستاذ  عباس الوطان رئيس منظمة السلام  والسيد الاستاذ صالح محنة رئيس المنتدى العراقي الامريكي واحد ابرز وجوه الجالية العراقية ثم الاستاذ المسرحي والاعلامي قاسم ماضي تحمل العبء مع الشيخ الحائري ثم المهندس والناشط ابو سماح

 

إنا لله وإنا اليه راجعون


الشيخ كامل البغدادي يصغي الى الشيخ عقيل الكعبي في حديث عن الراحل الكبير

 

 

الحزن اكبر  المعزين برحيل بهاء الدين البطاح

  

 

كتب قاسم ماضي :


غيّب الموت صباح هذا اليوم الثلاثين من شهر أيلول سبتمبر الشاعر العراقي المغترب بهاء الدين البطاح ، في مدينة ديترويت الأمريكية ، حيث وُجد جالسا ً على جهاز كبيوتر، في اللحظة التي أسلم فيها الروح لبارئها ، والشاعر المذكور  ،  خاض في في موضوعات عدة حيث صدرت للمؤلف العديد من الدواوين الشعرية والكتب النقدية منها الطلسم / الوصايا  /  الظهورالمقدس / الإستقراء / نبي ضال  / الفكر الإرهابي / الإسقاطات في المبادئ والديانات / إشارات / المرأة / يذكر أن الشاعر البطاح كان قد شارك في الأمسية الشعرية التي نظمها المركز الثقافي العراقي في واشنطن الى جانب عدد من الشعراء العراقيين وذلك في مستهل تدشين فعاليات المركز ، كما أنه يتمتع بخبرة كبيرة في مجال الكومبيوتر حيث صمم العديد من المواقع الألكترونية وله موقع خاص به على شبكة ( النت ) بعنوان أنكيدو  ، ولعل وجوده وحيدا ً في صالة غسل الأموات في منطقة ( الساوثفيلد ) بإستثناء رفيقة دربه وأم طفله الوحيد ورفيق غربته الفنان التشكيلي سلام القلعاوي جعلني أدرك أن الراحل اعتزل الناس منذ مدة وانصرف إلى عالم آخر وكأنه ينعي نفسه قبل أن ينعيه الأصدقاء والذين ترك لهم بعض ملامح من شخصية إنسان ، لقد فاجأني خبر رحيله في هذا الصباح الخريفي الذي ما فتأت صفرة أوراقه تخيم على المكان كمن يمهد لتساقط هادئ ، أستهل بسقوط ورقة شاعرنا الراحل ، فلم يمض سوى بضعة أيام عن آخر زيارة قمت بها له بصحبة الشاعر صادق العلي حيث كنا نتحدث عن مشاريع مستقبلية ، فما عساي أن أقول في رثاء قمر سقط على حين غرة ، وجسد نحيل إمتصت رحيقه سنوات الغربة وهو يتنقل من منفى لمنفى حتى أصبح في آخر وهلة لا يقوى على الوقوف إلا بوجود عكازه ، وروح مضت إلى بارئها .
 

لم يدر بخلدي يوما ً أن أسطر كلمات عن حالة رثاء ، بيد أن النهايات المفاجئة التي حلت بأحبابنا في العراق وهم يُلتهمون بعربات الموت ورصاص الدخلاء ، فتحت أمامي قاموس الرثاء حتى تأملت معانيه ، وأني حينما أنعي شاعرنا الراحل في لحظة الوداع الأخير ، إنما أنعي ذلك الإنسان النبيل المعتزل الرافض في رمقه الزمني الأخير لوجوه الناس أو الإختلاط بهم في نزعة نفسية هي أقرب للإحتجاج منها إلى الجحود وللتأمل أكثر منها للجفاء في نزعة أخذت آخرين غيره إلى إقفال باب العزلة على أنفسهم والمضي في عالمهم الخاص في إعلان كبير صامت أو لنقول إحتجاج معلن بالتوقف قبل الإستسلام الذي لا مفر منه للنهايات الأكيدة ، وهو بذلك شأنه شأن الكثير من مبدعينا العراقيين الذين غيبهم الموت وهم في أوج حالات التوق لرؤية وطنهم معافى من أدران السياسيين الذين بأنانيتهم وفسادهم قاد البلاد والعباد للموت ، فكانت الحسرة هي آخر ما يلفظ به العراقي أنفاسه وهو يغادر إلى ملكوت السماء بعد أن قتلوا فيه ربيع الحياة وخنفقوا في داخله أنفاس الفجر .

 

كتابات - قاسم ماضي
الصائغ يرثي نفسه ويبكيها
هل كان موتك موتنا نحن الذين احببناك لكننا تركناك في برية الكمد وحيدا ؟  من يعرف احزانك الجوانية سواي وسوى ولدي سماحة جعفر الحائري !  كنت تتلاشى امامنا  ولا نستطيع ان نفعل شيئا من اجلك ! لأن ضياع الوطن جعلنا نتلاشى  جميعا حسرة حسرة دمعة دمعة  قصيدة قصيدة ! خابرني ولدي سماحة الشيخ الحائري فنظرت اسمه في الهاتف فشق علي والله ان اجيبه فقلبي الملعون يعرف كل شيء ولايخبرني ! قال الحائري في الرسالة الصوتية : استاذي الصائغ سامحني لا استطيع ان اخبيء عنك الخبر ! سيدنا ماذا اقول لك ؟  اقول لك كلمتين مات بهاء !  سمعت نشيج الحائري وسمع الجيران صراخي : لا يابهاء الدين البطاح ممنوع ان تموت في هذا الوقت تحديدا ! ثم ضحكت على سذاجتي فانفجرت باكيا !  اسمع الصديق قاسم ماضي  والصديق فرزدق زاهد  يقولان لي كلا على انفراد  ياصائغ نحن نريد ان ندفن ابا حكيم هل ننتظرك ؟  من حقهما السؤال ولكن شق علي ان اشهق واموت واكلف الجالية العراقية الوفية ثمن قبرين ! فلبثت في شقتي اهذي شعرا ونثرا ودموعا ! علمت ان الفنان سلام القلعاوي  خرج عن صمته المعهود  وقال ياناس بهاء البطاح مات قبل ان نفعل له شيئا  فلنتشبث بالصائغ فهو مرشح للموت ! الهي ما الطفك وما ارحمك لقد انقذت البطاح من عذاب فوق طاقته ! حين اغترب  وولى وجهه شطر ايران  وكان بين المراهقة والفتاء اشتغل بالتجارة فبات خلال عام من الاثرياء وفتح محلات كثيرة لكي يوفر عملا  للعراقيين ثم شاء طالعه ان يتزوج من عراقية  وتنجب له بنين وبنات واغرته بالعيش في سوريا واستجاب بطيبته لها ولم تمض عليه شهور حتى فقد ثروته واولاده !  بسبب سوء الاختيار حين تزوج ! وكان كل شيء ممكن لهذا المبدع الفذ سوى ان يرى اولاده  لقد غيبتهم ابنة الحلال وجاء الى امريكا  ونزيفه يكلفه صحته ! وتزوج من فاضلة سورية  صغيرة السن فانجبت له حكيم وكانت في منتهى الرقة معه وربما  مات بهاء ولم يبح لهذه السيدة الفاضلة  بندوب او ثقوب في قلبه بسبب جهله المطبق عن مكان وجود اولاده ! كانت ام حكيم الزوجة والممرضة  والصديقة وكنا حين نزوره  لايخفي امتنانه لتضحيات ام حكيم ! بهاء درويش كامل الاهلية لايختلط  بالناس ولا يشجعهم على مخالطته ! يقول قاسم ماضي في رثائه ان عزلته لم تكن زهدا بالناس ولكنها كانت احتجاجا صامتا ! يقول ولدنا الشيخ الحائري وهو  الاقرب الى بهاء روحيا ! ان ام حكيم خابرتني قائلة ان ابا حكيم شخر شخرتين ونام  فهل اوقظه ام ادعه نائما ! فما كان من الشيخ الجليل الا ان هرع والسيدة زوجته الى بيت بهاء ! قال دخلت فقالت لي ام حكيم ارجوك شيخي لاتوقظه فنومته عزيزة جدا ! قال الشيخ من النظرة الاولى  عرفت انه فارق الدنيا ! ثم امسكت معصمه لقياس نبضه فلا نبض ولا شيء آخر ! فوضعت اذني على موضع القلب منه فليس ثمة ضربات ! فاحتجت ام حكيم وقالت شيخي انك توقظه بحركاتك هذه اتركه !  ثم  قالت لي اهو مريض ؟  قلت لها دعينا نخابر الاسعاف فالاطباء يعالجونه فقالت لا  لماذا اسعاف لاسمح الله  نتركه قليلا  حتى يستيقظ بنفسه ! يقول الشيخ عندها بكيت ! فاستغربت السيدة وقالت لماذا تبكي وانا دائما اراه على هذه الحالة فاغطيه ليستيقظ  بعدي ويغطيني !  وبعد  يابهاء هبني من لدنك كلمات كي ارثينا بها  :
خفف الخطو فالمصاب جليل       ليس يجدي فيه البكا والعويل
هكذا الأمر كل يوم رحيل        انجم الارض قد عداها الأفول
لحبيبي ابي الحكيم  عتابي      لم عجلت والسبيل الطويل
انت مازلت مثل نبع صفاء        وحواليك صحبة وقبيل
الظما قاتل فرو العطاشى   يا ابن طه وماؤك السلسبيل
يابهاء حاشاك تخلف وعدا         وببرديك  ان يضيع الخليل
نحن اصحابك الذين اصطفاهم     قلبك النفل والليالي شكول
لم نمضي لمن نبوح  ومن ذا    سوف يصغي لحزننا اذا يقول
فامض للجنة التي انت كفء       لمداها  ونحن بعد قفول
انتظرني ابا الحكيم  قريبا   فلنا موعد على ثراها جميل
وطني منهك   ونحن اغتراب    غادرتنا فروعه  والاصول
نهبته الأغراب من كل حدب    وعلينا نحن الرضا والقبول
فاذا غبت يا بهاء فقل لي    دولة الادعياء كيف تدول
ايها القبر الذي يحمل في المنفى رفاته
نبني هل نعلن اليوم وفاته
نبني هل كان في الغربة والكربة قد ذاق حياته
يابهاء الدين  اشباح الغباءات شماته
لم تكن حيا لأرثيك ولا ميتاً لأبكيك 
سلاما من صديق مبهظ  العمر ومن غيرك يستقري صفاته
يابهاء اترى ارثيك ام ارثي بلادا  وعبادا
اترى ارثيك في الحفل  فادعوه  حدادا  وسوادا
انت ياويلي غريب وحريب جاب اصقاع المنافي
ومضى يلهث من منفى لمنفى 
حاملا  بين الملايين شتاته
من ترى يبكيك يا ابن الوطن المجروح  يا ابن الجرح
حتى يعلن المنفى هباته
ياحبيبي
اتنا لم آت لأرثيك ولكن جئت كي ارثي حياتي
انني اعلن ما بين الاحباء مماتي
تركتنا رفقة الامس ولاذت بالسبات
انه  الكرسي يابطاح اغراهم لينسوا
آية الكرسي  ! في عزِّ الصلاة
ايها العاتب ذرني
صار موت الحر احلى الأمنيات
فوداعا  دمث  الترب سآتيك بمسك الأغنيات
 


 صورتان ام بهاء انيسة وشقيقها خال بهاء
وقد اشترط الفقيد على الصائغ ان لا ينشر صورة والدته الا بعد  موته
وام بهاء كانت مضرب الامثال في الجمال
 
 

 


صورتان والد بهاء وزوجته التايلندية
وهي ملكة جمال في تايوان
احبته بكل جوارحها  الصورة الاولى  في الطائرة
والصورة الثانية تفصيلية  وقد امرني بهاء ان لا انشر هذه الصورة الا بعد موته
!



محنة ان يشقى المبدع بابداعه والمفكر بفكره ومحنة ايضا ان ينعم المتخلف بتخلفه ويسعد اللص بسرقته
! محنة كما قال الشاعر الامازيغي :

محنة يا شعراء

ان نرى القاتل فحلا لنساء الشهداء

يبدو انها نواميس حياة الشعوب الشرقاوسطية التي تزعم انها اسست اولى الحضارات وسندت اقدم الشريعات ! وما لنا وهذا الصداع الذي اريد لنا فلندخل لب الموضوع مباشرة فكثيرا ما تشغلنا القشور عن اللباب ! فما هي صورة النبي الضال الذي اتخذ له اسما حركيا هو بهاء الدين البطاح   ؟سؤال وجيه لاريب ! ولد بهاء الدين البطاح  عام 1957 في محلة المعقل بالبصرة واكمل الابتدائية في مدرسة البحتري ! ثم عرفته بعدها متوسطة القبلة والاعدادية ! في البصرة ! وغادر العراق سنة 1980 هربا من النظام القمعي  ! وتوجه الى تركيا واقام فيها عاما كاملا ثم دخل الى ايران 1981 وعمل في المجالات الثقافية والفنية بل  وعمل في القسم العربي في الاذاعة والتلفاز الايراني وحرر في عدد من الصحف الايرانية والعربية ! ثم انتقل من ايران الى سوريا ومن هناك طلب اللجوء فمنح الدخول الى الولايات المتحدة وفي يوم   السبت 5 مايس مي 2007 وفي تمام الواحدة وثلاثين دقيقة بعد الظهر دخلت عمارة تومبسن تور المطلة بطوابقها العشرة على شارع مشيغن  افنيو بولاية انكستر ! شقته المرقمة 609 الطابق السادس تضم الشاعر بهاء الدين البطاح وزوجته السورية وولده حكيم ! جلسنا معا البطاح والصائغ في صومعته التي يمضي فيها اغلب ساعات الليل والنهار ! غرفة صغيرة فيها جهازا كمبيوتر وتلفاز ومكيتبة قوامها كتب وسيديات وارشيف ! يمكنني القول ان بهاء لم يكن مرتاحا لزيارتي رغم محبته لي وثقته بي فهو لايشجع ايا كان لهتك سرانيته ! ولولا حياؤه مني لهرب او تملص عن اللقاء ! بهاء درويش بكل مافي معنى الدروشة من دلالات الدروشة عنده رياضة الروح وقهرها !! وما يميزه عن الدراويش انه تقدمي جدا ! وما يميزه عن التقدميين انه متدين جدا ! وما يميزه عن المتدينين انه متمرد ومشاكس وفضاءات تفكيره لاتحدها الجهات الست ! ليس ثمة ممنوعات على الفكر الاسلامي ذلك ما يراه ! لاتوجد تابوات ! يمكنك ان ترتب التاريخ من جديد ! يمكنك ان تفسر النصوص من جديد ! يمكنك ان تتناول بالدرس والتفكيك اي موضوع من نحو الله والقدر والنبوة والامامة ! انه نجمة في مجرات ولكنها لاتدور في سوى فلكها وقناعاتها ! من اجل ذلك اعتزل الناس واعتكف في بيته ! لكن اعتزاله لايعني القطيعة فثمة عالمان دينيان تنويريان معروفان على صعيد اميركا وسوريا وايران فضلا عن العراق وهما الشيخان حسن الحائري وجعفر الحائري لم تنقطع صلته القديمة بهما ومعهما ! يكتب القصائد الطوال ويطبع الدواوين الشعرية ويكتب في الظواهر الخلافية مثل حرية المرأة   ومثل الإرهاب ! ومثل اشكالية الثقافة المعاصرة ! ومن خطل الرأي تماما الظن بان بهاء يفكر كما الآخرون ! ان له عينين نفادتين تخترقان القشور والستائر لكي تصلا الى اللب ! جاورته خمس سنوات بتمامها في العمارة ذاتها والطابق ذاته فما زارني الا لكي يصلح لي عطبا في الكمبيوتر ! ولم ازره الا لماما ! رجل لايستريح للرجال ولا للنساء ! درويش يحمل على كتفه اعباء السنين ! حياته دهاليز ودياميس ومعتقلات وعبور حدود الدول باوراق رسمية او مزورة او بدونهما ! في كل مشوار من حياته يخسر شيئا مهما ! كل هذه المشاعر انتابتني وانا اجلس قبالته بقامته النحيلة بل النحيفة  ووجهه الملتحي الوسيم وبعينيه الخجولتين اللتين لاتحدقان في عيني احد ! حتى حين اردت ان التقط له صورة عانيت تماما من اجل ان ينظر الى الكاميرا عيناه تنخفضان الى الارض ! اما انني اقنعه ان يتبسم فدون ذلك خرط المحيطات ! كيف يبتسم وفيم ولماذا ؟ اضطررت خلال التقاط الصورة له ان احكي له نكتة فابتسم فقط واضطررت ان اضحك بدلا منه حتى لا اشعر بان نكتتي بايخة ! بهاء البطاح ؟ قال نعم ! قلت له يابهاء اصدقني القول هل انت منزعج من وجودي يمكنني ان الغي الفكرة اكراما لمشاعرك ! فانتبه الى نفسه وغير سحنته وملامحه وبدا مقبولا بعض الشيء بالنسبة لي ! ففرحت حقا ولكنه سرعان ما اكفهر وجهه ونادى السيدة زوجته ياام حكيم دخيل الله تعالي واخذي حكيم حتى اركز مع الدكتور فالصغير يشتت افكاري ! جاءت زوجته واخرجت الطفل دون ان تنبس ببنت شفة فهي تعرف مشاعره بدقة متناهية ! والآن يابهاء ؟ دكتور تفضل ! اسألك ولا تعترض ؟ قال كيف يعني ؟ سوف ادس انفي في خصوصياتك فلا تتأفف! ان شاء الله اجيبك كما تريد! هذه المقدمة التي تشهد لي بانني اكتب عن مثقف عراقي مهم بطريقتي المشافهة والأمالي ! وحين قلت له ان موسوعتي غير مختصة بالعظماء والنجوم اللوامع والمجرات السواطع ! موسوعتي مهتمة بالإنسان داخل الإنسان ! يعني قبل ان تحدثني عن انجازاتك حدثني عن خيباتك ! وقبل ان تحدثني عن كهولتك حدثني عن طفولتك ! ويعنيني جدا التفاصيل الصغيرة الوالدة الوالد البيت .. واضح ؟! اجابني بهاء كأنه يهمس دكتور من قال لك انني ارى نفسي عظيما حتى تخبرني بهذه المعلومة فاعتذرت له واخبرته ان قولي موجه للقراء وليس لك ! اذن هو بهاء الدين البطاح ! ووالده يدعى تحسين علي وهم  سادة ينتسبون  الى الإمام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام  ! هذا العراقي الصعب جدا اطلق  صرخته الاولى في بيت  ابيه  الفسيح بالبصرة محلة المشراق ! كان ذلك فجر 26 فبروري شباط 1957 ! طفولته فادحة طاعنة في الحزن ! طفولته  ليست سعيدة ابدا رغم انه  مفرط الحساسية وحياته مفرطة السوء ! يتذكر انه  دخل  مدرسة البحتري الابتدائية في محلة المشراق واستمتع    باللعب مع الاطفال وكان المعلم كريم يدرسهم  العربية فحبب اليه   العربية رغم قسوته على الطلاب وبهاء  منهم ! كان بهاء يحب معلم كريم رغم قسوته عليه ! يحبه ويكره معلم الحساب الذي قال فيه بهاء ( وكان مجرما في قسوته على الأطفال)  .
 

والده  تحسين علي البطاح  رجل ناجح جدا ! شخصية منفتحة على الحياة رغم عدد من اخوته وابنائه الحبيبين الى روحه قد أعدموا دون ذنب جنوه سوى اتهامهم بالانتماء الى حزب الدعوة العراقي ! كان والده تحسين  موظفا رفيعا في الموانيء العراقية ! فلديه شهادة اختصاص من احدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية في مكننة الرادار ! لكننه واحسرتاه لم يلتق والده ولم يره  منذ ان كان عمره تسع سنوات ! وها هو بهاء يعيش  الخمسينات من عمره المضطرب! والده  يكره البعثيين ويكرهه البعثيون ! وحين ابتدع البعثيون مؤامرة في البصرة وزعموا ان صديق الوالد واسمه زكي زيتو كان يخاطب من خلال الرادار الموضوع على سطيحة ابرز الكنائس في البصرة فتم اعدامه واعدام الحاج حسين جيته دون ذنب وكانا من اثرى اثرياء العراق ! واغلب الظن ان البعثيين اتهموهم ظلما وهم ابرياء  لمصادرة كنوزهم ولأنهم يهود دخلوا في الاسلام وتمذهبوا على مذهب الجعفرية ( نسبة الى الامام جعفر بن محمد بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام ) ! وادرك والده ان البعثيين اذا قبضوا عليه فلن يقبلوا عندها بأقل من تعليقه على حبل المشنقة الذي كان شغالا ذلك الوقت  ! فاختفى في مكان لايرقى اليه الشك ! ثم خرج من العراق بجواز سفر مزور ووصل الى بريطانيا ! وهناك رغم ظروفه الصعبة طور خبرته في علوم  الصوتيات والبصريات ! وبات خبيرا نادرا ذا خبرة مطلوبة ومرغوبة في اي مكان من الدنيا  ! فجاب الدول العربية شغيلا مرة وزائرا اخرى حتى استقر به المطاف في الامارات العربية  المتحدة! والتلفازيون والاذاعيون في دولة الامارت يعدون والده المهندس   تحسين احد  مؤسسي هذه المؤسسات في دولة الإمارات العربية ! تجاوز الثمانين وهو يعمل بعزيمة الشباب!! احيانا يتخابران كما يفعل الاصدقاء وربما الغرباء  كل عدد من الشهور ! انه قدر ان يكون في كل موضع من ذاكرة هذا المبدع جرح وجرح عميق ! اما الوالده فحين يتذكرها يتعب بل يصبح بهيرا كما لو انه صعد سلما طويلا راكضا ! هي حية ترزق تقيم  في سوريا ! اسمها  تحرج كثيرا قبل ان يصرح لي به اسمها انيسة وكانت من اجمل نساء البصرة وهي اليوم اجمل عجائز البصرة ! وجهها مشرق وحميم ومعبر  رغم العمر ومازالت ملامحها توحي رغم الوسامة بمسلسل العذاب  ! اقول هي جميلة جدا ليس لانها ام  بهاء ولكن هذا رأي كل من يراها  بل وهذا ما تقوله صورتها التي اعطانيها كأنه يعطيني خصلة من شعر شاربه ! عمرها الآن سبعون سنة وقد اوجعتها السنون حين اعدم ولدها شقيق بهاء  وعدد من عائلتها ! والده جميل ايضا ومعي  صوره وصور والدة بهاء  ويمكن للقاريء الكريم   مقارنة قولي ! والدته اذن  انيسة انجبت ستة اثنان ذكور وهما اخوه الكبير علاء الدين ثم  بهاء الدين ! اخوه الكبير اعدمه البعثيون بدعوى انه منتم لحزب الدعوة ! اعدم سنة 1980 ! وكان بهاء صغيرا   وفرضت عليه اقدار العراق ان  يتغرب  عن اهله وعن بلده ! اما  شقيقاته  فثمة من انيسة اربع بنات الأولى ثائرة مواليد 1959 ثم احلام  ولديها ثلاث شهادات في القانون ثم شقيقتي اوهام مواليد 1960 وهي استاذة تدرس البرمجة في هولندة !والأخيرة هي صباح مواليد 1961 ولديها بكالوريوس من دولة الامارات وهي مقيمة الآن في كندا ! تحسين والد بهاء الرجل الطموح الوسيم فيقول عنه بهاء ( لوالدي صديقات كثيرات لم يختر للزواج منهن سوى شابة تايلندية ومعك صورتها ! وقد انجبت له هذه التايوانية بنتين واحدة منهما تدرس في امريكا ولكنني  لم التق بها  بعد ! وهناك محاولات منها ومن امها ومني ومن ابي لكي التقي اختي التي لم ارها ولا اعرف اسمها !  ) معلومة طريفة حقا وجريئة يضعها بهاء بين يدي قاريء الموسوعة ! فماذا عن غربة بهاء التي وسمت حياته وطباعه وشعره وتفكيره ! يقول بهاء وقد تفتحت قريحته للبوح ( اولا ينبغي ان اقدم لك معلومة مهمة لعلها تضيء شيئا من حياتي المعتمة ! نعم ! بيتنا في البصرة كان بالتعبير البعثي مشبوها اي محسوبا على اعداء البعث ! والدي هارب وشقيقي معدوم ! وانا القي القصائد الحماسية واشترك في مسرحيات هادفة وانتقي معارفي من المغضوب عليهم بعثيا ! كلفني ذلك ثلاثة اعتقالات في معتقلات البعث ! المرة الأولى بتهمة ترويج افكار معادية ! والمرة الثانية ترويج افكار الحزب الشيوعي والمرة الأخيرة احتاروا في تهمتي فقالوا لي نعتقلك اعتقالا احترازيا ! وعلمت انهم لن يتركوني بسلام فجاءت فكرة الهرب من العراق وقررتها حال خروجي من المعتقل ! وفعلا حين خرجت وقعني البعثيون على تعهد مشؤوم اسمه تعهد رقم 200 وكل تصرف مني يؤدي الى اعدامي دون انذار ! وهكذا في ليلة معتمة من شهر ديسمبر كانون اول 1980 خرجت من العراق بجواز سفر اشتريته من مصري وتوجهت الى تركيا ! واقمت في استانبول ثم تحولت الى   انقره وكان كل هدفي هو الحصول على فرصة للذهاب الى بلغراد فهناك صديق لي قال لي في الهاتف تعال يابهاء والباقي علي ! كل مشكلاتك سوف تجد حلها عندي ! وانا اصدقه فلي معه تجربة جميلة وهو سيد ايضا اي هاشمي واسمه اياد عزيز الصوافي !كانت حياتي في تركيا اكثر من صعبة فقد عضني الجوع وشق علي السكن ! فإذا اضفت الى ذلك ان وجودي غير قانوني وان السجون التركية زنزانات للموت ! ومع ذلك رضيت ولدي مبلغ ادخره يكفيني للوصول الى بلغراد ! وجاء يوم اغبر مكفهر ! اكتشفت ان احدا سرق نقودي كلها ! كنت اقتر على طعامي وملبسي ومنامي كي احتفظ بمبلغ عبوري الى بلغراد ! اذن فما بعد سرقة نقودي ذرة امل للوصول الى بلغراد وتعين علي ان اغير برنامجي ووجهة عبوري ! ليس هناك في مثل حالي سوى ايران ! لم تكن ايران في حسباني ولم اكن راغبا للاقامة في ايران ! لكن للضرورة احكامها ! الحياة لمثلي في تركيا فوق طاقة الاحتمال فمن لايمتلك نقودا يمت جوعا او ينم في العراء ! تخيل بعت ساعتي وبعدها بعت حذائي ! هل يمكنك العيش وانت المثقف دون معرفة الوقت ودون حذاء ! نعم مضطر للقول انني عشت حياة المترد في تركيا ! مرة جلست في كازينو مرمرة وهي كازينو جميلة يرتادها الغرباء ! فتعرفت هناك الى شاب عراقي ! جنتلمان ! تفهم محنتي وتعاطف معي ولكنه كان مفلسا ايضا ! فساعدني بالنصح وقال لي الغ فكرة بلغراد فهي اولا تكلف مبلغا باهظا ثانيا العملية غير مضمونة ومحفوفة بالمخاطر ! نصحني باللجوء الى ايران ! فقدمت طلبا الى السفارة الايرانية في طهران من اجل قبولي لاجئا في ايران !وكتابنا وكتابكم واستفسارات ووثائق ثبوتية ! فنفد صبري عندها قدحت في راسي فكرة جهنمية ويقال الحاجة ام الاختراع ! قررت الاعتصام في السفارة والاضراب عن الطعام ! اضراب عن الطعام فكرة مضحكة هو اين الطعام لكي امتنع عنه ! ويبدو ان السفارة اضطربت لان فكرة الاعتصام بالسفارة تضر بسمعة السفارة ! حاولوا اخراجي من السفارة فما افلحوا ليس لدي اي اختيار بعد ان سرقت نقودي وليس لدي شيء ابيعه ! لبثت من اول الدوام الرسمي وخرجت في السادسة مساء فقد اتصل بي ممثلون عنى منظمة انجمن اسلامي اي جمعية شباب جامعيون في تركيا واخذوني الى بيتهم واطعموني ووفروا لي السكن والملابس والطمأنينة ! وبقيت اقرا حتى وصلت موافقة الحكومة الايرانية على لجوئي الى ايران ! كانت الفرحة فوق طاقتي ! وودعني الشباب وداعا حارا ورافقوني الى المحطة العالمية للنقل البري واستقليت سيارة ركاب كبيرة متوجهة الى طهران ! وتشاء ظروفي ان اقيم في ايران اربع عشرة سنة !اربعا منها في طهران وعشرا في مدينة قم المقدسة !يمكنني القول انني نجحت في التجارة فامتلكت ثلاثة محلات تجارية في مناطق تجارية مهمة والمحلات تبيع المواد الغذائية وانواعا من المنزليات بما يقربها من مشروع السوبرماركت ! وكنت تاجرا في السيارات بيعا وشراء وصار عندي رصيد ممتاز ! ولعلك تسألني هل شغلتك التجارة عن الشعر والمسرح ؟ الجواب غير متوقع ! فالرفاه الاقتصادي يجعلك قادرا على ممارسة مواهبك دون قلق الحاجة والبطالة فكنت اكتب الشعر وانشره والقيه وكنت اعمل في الاذاعة والتلفزيون وكونت فرقة شبابية مسرحية جادة ومعك صوري في ايران مرة شاعرا واخرى ممثلا وثالثا مستمتعا بالسفر على الدراجة البخارية حيث الجبل والشلال والخضرة والطبيعة الخلابة ! وتعلمت اللغة الفارسية قراءة وكتابة فانا اكتب واقرأ وافهم مثل اي فارسي ! وهناك ايضا انتسبت الى الحوزة العلمية وحضرت المقدمات ! كانت حياتي طيبة في ايران!   الشعب الايراني طيب جدا ولن تجد العنصرية الا عند الحكومة فقط ! كانت لدي علاقات عاطفية بريئة فانا ملتزم دينيا واتوجس من العلاقات التي يندفع فيها العشاق فيصلون الى المحظور ثم يندبون حظهم ! وقصيدتي معصومة الشك تتحدث عن علاقتي العاطفية ! ومعصومة اسم حبيبتي الحقيقي ! وذات صبيحة تعرفت على عراقية كوردية مقيمة في ايران كان ذلك في خريف مختلف   وزوجتي الكوردية الجميلة واسمها فضيلة هي ام اولادي الاربعة : احمد 1985 وبتول 1986 ومهدي 1963 ثم معروف 1995   ) !! هل يعقل ان يكتب القدر هذا السيناريو المتقطع المؤلم !! كانت حياته الناجحة في ايران لاترضي طموحه ولا تمثل منتهى حلمه ! يتابع بهاء الدين البطاح بطريقة الهمس مما تجعلني اكثف اصغائي وسمعي يقول ( ... ثم جاء اليوم الذي قررت فيه مغادرة ايران باتجاه سوريا فغادرتها منتصف سنة 1984 وزوجتي السيدة  فضيلة رافقتني الى سوريا وهناك .. وهناك .. اعني ..  تحديدا شتاء 1979 تصاعدت الخلافات بيننا  من كان يظن ذلك بحق السماء ؟ وطالت الخلافات وتعمقت وتشعبت !! فلم يكن من حل سوى الطلاق والانفصال ! اسمه الطلاق لكن ثمنه العمر كل العمر ! وطليقتي  الآن تقيم في هولاندة ومعها اولادي.. اولادي .. ما اقسى ان يكون لك اولاد ولا تراهم ولاتسمعهم ...  ! كان الانفصال عن زوجتي واحتفاظها باولادي تجربة محزنة جدا ! محزنة تعبير بسيط   والادق تجربة مدمرة حطمتني  وقد طالت غربتي فوق ما احتمل ! وقررت ان لا اتعجل في اي تجربة زواج قادمة ! وصمدت وكل شيء بميقاته ! لكن الزمن حين يكتب السيناريو يجعل فيه فواصل لالتقاط الانفاس ! فتعرفت الى شابة مهذبة سورية من مدينة درعا هي السيدة التي تعيش معي وام ولدي !  سميرة من عائلة النجار المعروفة وجلبتها الى امريكا وقد انجبت لي ولدي حكيم عام 2005   !! ادري لانك سوف تسالني عن اسم حكيم وهل ثمة صلة بين هذا السم وعائلة الحكيم ؟  !

  اسم حكيم اسم غريب فهو اولا اسم من اسماء الله.. ولم يدر شيء من ذلك في بالي حين اسميته وكنت في سوريا وينتظرون مني اسما ! ففتحت القرآن الكريم ووقعت عيناي على قوله تعالى ( وهو الحكيم العليم )   ! فقلت سموه حكيما ) من وجهة نظر الشاعر بهاء الدين ان  اي بلد عربي افضل من ايران او الغرب بالنسبة لمثله  ! في البلد العربي تعثر على شبيه لك في الهم او الحلم ! نعم في سوريا لم يكن وضعه الاقتصادي جيدا بل كان مربكا ومرتبكا ! فمارس  شيئا من نشاطاته الثقافية والمسرحية وتوفرت  له الفرصة لقراءة عدد من الكتب القريبة من همه او من رغباته فقد قرأ كتب التاريخ والفكر وقرأ روايات عربية وغربية بيد ان عمله المرهق وغير المجزي  وأعني تصحيح الكتاب والقاريء يعرف ان بعض الكتب يحتاحج الى توليف جديد فانت تراجع اللغة والمصادر والاسلوب والتوصلات ! ولكن الجميل هو ان بهاء الدين لم يستسلم لليأس فكان قراره الحاسم  بتكملة دروسه الحوزوية من اجل انيعبر  جسرا لابد من عبوره بالنسبة لمثله  ! ومع الأيام الثقيلة المملة   فقد شعر ان الحياة محدودة في الشام  ومحدودة جدا ! ولكننه صبر  وتصابر  ! وفي الشام التقى الآنسة سميرة النجار ابنة درعا وكنان  متهيئا تماما للزواج  بعد زمن من التردد والتمرد على الزواج ! وما إن ايقن  انها تتوفر على اشتراطات الزوجة الصالحة حتى خطبها وتمت الموافقات والإجراءات فتزوجا ! وربتما استطاعت هذه الانسانة ان تنسيه او تطبب له شيئا من جروحه ! الشام كانت محطة صعبة في حياته فهو يخبرني هكذا. !

(..  طلبت اللجوء وانتظرت حتى جاءني اللجوء  الى الولايات المتحدة ! دخلتها وحيدا وليس لدي فكرة عن الحياة فيها بالنسبة لأأمثالي ! لم اجد عراقيا او عربيا او حتى مسلما واحدا يمد يدا نحوي لينتشلني من دوامة الحيرة ! يمكنك القول انني وفي الاشهر الأولى عانيت اهولا   كارثية ! المنظمة التي تعهدت بنا ولنا لم توفر لنا المتطلبات اللائقة بالبشر مع الاسف ! سكنت في الميل الثامن من مشيغن  وكنت اسمع في الليل اطلاق رصاص وشجارا بشكل يومي مما جعلني اخشى على نفسي فقد علمت ان المنطقة غير آمنة بالمرة ! يصعب علي ان اضيع وقتك بعذاباتي داخل مشيغن ولكنني صبرت وجاء الوقت الذي اغادر فيه تلك المنطقة غير آسف! ) ويبقى ان يخبرني الشاعر بهاء الدين البطاح كيف اصبح خبيرا معروفا للكمبيوتر في مشيغن وكيف درس فن الدزاينر ( تصميم مواقع الانترنت ) فلم يحدثني عن الجامعة التي تلقى فيها علوم الكمبيوتر بينما اخبرني عن دراسات ابيه السيد تحسين في علوم البصريات !!  والغريب انني كلما وجهت اليه مثل هذا السؤال اراه يغالب ضحكة ندت على وجهه فيضع كفه اليمين على فمه! لعل القاريء الكريم لا يعلم ان لديه ثلاثة مواقع كبيرة وهي انكيدو والشاعر بهاء الدين البطاح ومجلة انكيدو ! بل القاريء ربما لايعلم ان لديك اذاعة انكيدو وان فضائية البشير التي ادارها الصديق رفعت الواسطي قامت اول وهلة بجهود البطاح الفنية وجهود الاستاذ رفعت الواسطي الادارية !! ويبدو ان بهاء قرر ان يرضي فضولي   وبخاصة وجدت عنده عراقيا يزعم انه يحمل دكتوراه في امريكا بالكمبيوتر ! وكان يجلس ذلك الدكتور بالاشاعة مجلس الطالب وبهاء يعطيه توجيهات في كيف يحدث موقعه او يضيف اليه ابوابا جديدة   قال بهاء الدين البطاح (.. نفسيا انا مرتبط بالكمبيوتر حتى قبل ان المسه او اعرف عنه شيئا !سنة 2001 وكنت في امريكا طلبت من صديقي الشيخ حسن الحائري ( ابو منتظر ) ان يجلب لي كمبيوتر فصادف ان لديهم في البيت جهاز كمبيوتر ومر عليه زمن دون ان يستعمله احد فجلبه لي حالا ! واتصلت بالصديق الشاعر   ناصر الحجاج وطلبت اليه ان يربطني بشبكة الانترنت ففعل ! وبقيت اجرب واحاول دون مساعدة احد حتى شعرت ان خبرتي اكتملت في الكمبيوتر سنة الفين وثلاث يعني صرت اعالج مشاكل جهازي بنفسي ويعني ايضا صرت اصلح اجهزة الاصدقاء والمعارف ويعني ايضا صرت دزاينر اصمم الوبسايتات وفق الذوق والطلب ومازلت اطور خبراتي في الكمبيوتر ووالدي كما قلت لك خبير في مكننة الرادار وضليع في الصوتيات والبصريات ) انه مخلوق صبور وصبره استثنائي ! وإذا كان الامام الزروق يقول كم حاجة لنا قضيناها بتركها فإن بهاء الدين البطاح ولسان حاله يقول كم حاجة لنا قضيناها بصبرنا ! يقول بهاء (الصبر كلمة واحدة حكمتي ورفيقتي في حلي وترحالي ! لولا الصبر لانفجرت لجننت ! هل تعلم لم يتبق لنا غير الصبر وهو سهم كاف ونصيب واف

 

شعر : بهـــاء الديـــن البطـــاح

قراءة : أ. د. عبدالإلـه الصائــغ

منحت نفسي وقتا مناسبا لكي تنجز حوارها مع مكابدة البطاح ! فمكابدة البطاح كما تهيأ لي انكسارات فادحة بهيئة كبرياء وانهيارات فاجعة بدعوى ثبات !!

النواح اسماء ووجوه والجراح غناء وذكريات ! فأين بؤرة النص ؟ بل أين هماه : الدلالي والجمالي ؟؟ أفحقا ان منتج النص واجه المستهلكين ( المتلقين من القراء ) وهو يرتدي القناع MASK ( التلبيس بوجهين ) على الطريقة الصوفية وإضمار المشبه وإظهار المشبه به على طريقة المسرح اليوناني المتخيل ؟؟ الأسئلة اكثر عددا مما طرحت والإتيان بها ليس حصرا وإنما مثلا ...

وها انا ذا اقدم االمدخل الأول من خلال إصراري على ملاحظة الوهج الصوفي وذلك أدعى لمعرفة مجهريات القصيدة والخبيء من معانيها ! وعندها ستنفتح بنية القصيدة على معان غير مقصودة لذاتها !! ومعان متفاوتة المستويات !! من خلال مجازات توصلنا الى مجازات !! نهضت بأعباء الوجع الشعري القاتم وحاولت الإرتقاء به مراقي حكمة ( أتون آبشتم ) !! ومن سوى النبي الضال يصلح قناعا لقول الخيبة في أتون الهيبة !! والنقمة بقناع الرحمة ؟ وينبغي عليَّ القول ان القصيدة وهي مزيج فني بين حالات النغم الثلاث : الكلاسك ( العمودي ) والمودرن ( الشعر الحر ) والبوست مودرن ( قصيدة النثر ) !! وكنت اتمنى وما زلت لو ان قصيدة( نبي ضال )اعتمدت بنية القصيدة المنثورة لأن مكابداتها الصوفية بعيدة عن رتابة الإيقاع وصورها الفنية الكثيرة قريبة من طبائع الحركة والسرعة ! وميكانزمها يعتمد الفلاش باك والمنولوجين الخارجي والداخلي وخبرات اخرى نعرض لها لاحقا حين تعرض لنا !! والإلتزام بالتفعيلة المكررة مفض الى بحر وهو في حال كهذه لزوم ما لا يلزم !!. وقد احصيت اسطر القصيدة استنادا الى تسمية صديقنا الشاعر والباحث اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح ( الشعر السطري ) فوجدتها مئة واربعين سطرا ويتوفر السطر على فئتين من عدد الكلمات : الأولى سبع عشرة والأخرى ثنتان !! تبدأ القصيدة على طريقة الملاحم القديمة وأعني الإيحاء بأن خرماً ما سبق فاتحة القصيدة والقصيدة تبدأ من حيث انتهى الخرم او المسح !! أو ان حوارا سابقا جرى قبل لحظة التنصيص اللاحقة فكأن النص يوصل ما انقطع !! إقرأ معي :

لا تدعني كنبي دون معجزة ووجودي يرمز لوجودك ! أنت قد أبدعت خلقي من سناءات الغرام ! ثم واعدتني سراً !

ان معجزي آت وشيكاً بعد عام ! دون عام ! لا تدعني دون دين وكتاب أو كلام ! أنت أرسلتني شمساً ! أو بشيراً أو نذيراً في فضاي ! أبحث عن آيتي الكبرى وعصاي .

وتلبثت قراءتي عند التعامل مع القناع الى محمول النبي موسى عليه السلام أبحث عن آيتي وعصاي إذن ثمة آية وعصا وهما معادلان دلاليان مفضيان الى النبي موسى عليه السلام !! والنبي موسى في موروثنا هو كليم الله !! أفهل جاء بمحض الصدفة اسم الحبيبة المركز موافقا لمحمولات كليم الله ؟؟ إقرأ معي : ذبت في شوق لرؤياي القديمة ! عندما طلَّت كليــمة ! فبصرت روحها ! هذا تأويل رؤاي ! جئت كلمتها شوقاً أنتِ أنت من اريد !! قد بلغت مبتغاي !! .

والغريب حقا ان النص اخفى اسم كليمة بعد ان غلفها بعشرات التمويهات فكأنه خائف عليها منه ! وخائف على نفسه منها !! ودليل زعمي ان ظهور كليمة جاء بعد ان مضى من القصيدة السطرية مئة واربعة عشر سطرا !!! وجاء ظهورها وفق طريقة الشطح الصوفي المفضي الى الهتك او كشف الحجب !! ويدخل ذلك وفق تصميم القصيدة الواعي !!

ان مجرى النص يهييء للمتلقي ان الحالة الصوفية قد تلبست النص او الضمائر العائدة الى الضمير المحور اي المتكلم فقد يكون الهو مندغما بأنا وفق توزيع الأدوار الذي يتطلبه القناع !! والحالة الصوفية تعتمد الهذيان والشطح للتعبير عن انغلاق الأفق في عيني محور النص !! ولكن الوعي كان سيد المجرى مما افقد النص احيانا تلقائية الخطاب الصوفي وهذه التلقائية المحذوفة تضيف احيانا الى النص من جهة ادارة دفة المجرى بحيث لا تتشتت الرؤيا او تنفلت الكوابح !! ولقد تصرَّف النص بالإنية الصوفية تصرف مقتدر !! فهو جزء من المحبوب !! والمحبوب جزء منه !! ولحظة اتحاد العاشق بالمعشوق هي لحظة الغاء الإنِّيَّة واتحاد الكونين : كون العاشق وكون المعشوق !! قارن :

قل لها إنكِ جزئي ! وانا جزؤكِ أنت ! قل لها هاكِ وجودي ! ارجِعِي كلِّي إليّ ! قل لها كَوْنُكِ كَوْنِي ! قل لها انك كوني ! وانا كونك انت ! هاك اكوانك انت ! ردي أكواني عليَّ ! قل لها انك كلي !وانا كلك انت ! فاعطني كلي اليك ! وخذي كلي إليَّ ! قل لها إنك إني ! وانا انك انت ! فخذي اني لإنك ! وامنحي انك اني ! هات ما بين يديك وخذي ما في يدي ....

وذلك هو الذي يمتلك مرجعية الإنية الصوفية !! قارن مكابدة الشهيد الحسين بن منصور الحلاج ت 309 هـ :
 

أأنتَ أم انا هذا في إلهين حاشاك حاشاك من اثبات إثنين

هويتي لك في لا ئيَّـتي أبدا كلي الى الكل تلبيس ٌ بوجهين

فأين ذاتُكَ عني حيث كنت ارى فقد تبين ذاتي حيث لا أيـني

وأين وجهك مقصوداً بناظرتي في باطن القلب أم في ناظر العين

بيني وبينك إنِّيٌّ ينازعني فارفعْ بلطفك إنِّيِّ من البين
 

وقد تسهم الموسيقا في صناعة حالة من الوهج والتطريب فتتوالى فاعلاتن حادة ومتميزة بما يهيء لك انك تسمع ضربات صنج !! هذه عينة من العبارات النغمية :

ماؤها من - تم ت تم تم = 0101101 - فاعلاتن

بحرها - تم ت تم = 01101 - فاعلن

بحرها من - تم ت تم تم = 0101101 - فاعلا تن

نهرها - تم ت تم = 01101 - فاعلن

نهرها من - تم ت تم تم = 0101101 - فاعلاتن

نبعها - تم ت تم = 01101 - فاعلن

فيضها من - تم ت تم تم = 0101101 - فاعلاتن

لحظها - تم ت تم = 01101 - فاعلن

نطقها في - تم ت تم تم = 0101101 - فاعلاتن

سررها - تم ت تم = 01101 - فاعلن

سررها في - تم ت تم تم = 0101101 - فاعلاتن

نطقها - تم ت تم = 01101 - فاعلن

سررها ما - تم ت تم تم = 0101101 - فاعلاتن

سررها - تم ت تم = 01101 - فاعلن

لقد وزعت القصيدة جسمها في ايقاعين : ألأول سمعي نهض به شعر التفعيلة والآخر إيقاع بصري نهض به الثر الشعري وهو توزيع أو سلوك استدعته التجربة المتناقضة للقصيدة !!! فالصوفية الحديثة تغنم شعريتها من النثر المركّز ( تعبير حسين مردان ) بينا صوفية ( الميتا / حسية ) تغنم شعريتها من تواتر التفعيلات او التفعيلة المكررة !! نحن قبالة زهد الدراويش المتلبس بشهوة الجسد وهنا مكمن التماهي بين الصور والمعاني والإشارات !! والمتلقي له سلطان على النص الشعري !! بمعنى ثان ان المتلقي لا يحبذ ازدواجية الخطاب كأن يكون كالذي بين ايدينا !! تطرفا في الزهد وتطرفا في الشهوة !! وبحسب زعمي ان هذا التناقض يمنح مركزية الهم والتشكيل وهجا جميلا غير معتاد !! فالتصافح حالة سكونية !! والرضا حالة غير شعرية !! والرؤية الثابتة الناضجة تصلح للحكمة واللغة غير الإنفعالية على رأي آ. آ . ريتشاردز !! قارن :

سبحان من اسرى بعبد بين افلاك النجوم ! بين كل الراقصات !من سديم الحب للفكر ! من العشق ! وللطهر موطن النهى والصالحات ! صاعدا فيه ومن ثم دنا ! فتدلى قاب صمام قلوب الزاكيات ! قلت لي : انت ولي ّ فاستقم ! ثم لتذهب ! قد جعلناك وليا للغرام كي تهذب ! فاهدها نحو وداد فيك مذهب ! واهدها جنة عشق ووداد وهيام ! فيك ان شاءت لتذهب ! قلت لي قد خلقناك قديما منك لك !! كوكبين دائمين دائرين في فلك ! قلت لي انتما كل لبعض قد ملك !قد جعلناكم بامرنا ملك ........... لبيك !!

ولقد يكتشف المتلقي ان النص مشغول بالإقتباسات القرآنية غير المباشرة اي صياغة المعنى القرآني بأسلوب النص الشعري وهو ما ادخله علماء الشعر في باب الإقتباس !! والمقترب من الأقتباسات مضطر الى اعتماد آليات التناص التي اسستها (جوليانا كرستيفا) في ستينات القرن العشرين حين خرجت بنتيجة مهمة مؤداها ان التناص اغناء للنص وليس سرقا شعريا !! وهي نتيجة تغاير ما ذهب إليه صاحب العمدة ! زد على ذلك ان الإقتباس قائم على المعنى الشعري حصرا بينا يقوم الإقتباس عند بعض الشعراء على المعنى الأخلاقي او الوعظي !! ولعل فيما اوردنا من نصوص وما سنورد تعزيزا لفرضية قراءتنا !! ويكتشف المتلقي (والمتلقي على نحو ما مستهلك للنص ! ومستهلك صعب وملول ! ) اتحاد الهمين الموضوعي والذاتي مع طغيان الذاتي على الموضوعي لأسباب تتصل بالتجربة ذاتها !! وغائية النص تكمن في ارضاء الفيض الداخلي لتجربة الشاعر دون التفريط بمزاج المتلقي !! شريطة ان لايخسر الشاعر فيضه في مغامرة ارضاء المتلقي وهي معادلة غاية في الصعوبة ! وما احسبه كما اشرت ان نبي ضال جعلت وكدها في التعامل مع فيض الشاعر اولا !! فجرح النص فاغر بما يهييء لي ان هناك محاولة خبيئة لتوثيق الوجع والتجربة !! بعبارة اخرى انني اظن من خلال اشارات موزعة داخل النص ان الجرح ساع الى كتابة مذكرات العناء بطريقة شعرية رمزية !! وآية ذلك وجود بانورامات او مقاطع وفيرة العدد تنبيء ان تلك ( البانورامات والمقاطع ) تمتلك حلم توثيق حالة ليست عابرة في الزمكان !! ومهمة النص على رأي ( ارشيبالد مكليش ) هي جعل المعنى في قفص الشكل !! وجعل الزمان في حدود المكان ! لقد قال النص اشياء كثيرة وربما اندلقت اشياء فاضت عن حاجة المعنى اليها بله النص ! ولذلك نهض التكرار بعبء التسويغ ! وهو اسلوب اعتادته الملاحم البابلية القديمة :

إنني اذكر عندما كنت اصلي ذات يوم ! اسجد السجدة دهرا ! واناجي في الدعاء ! كنت لا ادري مصيري ! خالطا صبحي مساي ! كنت بردا في شتاءات شعوري ! إنني ادري بأني كنت مخلوقا مريبا ! بيد أني كنت من طين وماي!! لم اكن يوما شتاءا !!! لم اكن يوما جليدا ! يجمد الحب بقلبي ! يجمد العز وامجاد السماء ! يجمد التاريخ من دون عطاء ! يجمد الإيمان من غير بناء ! تحت إنِّـيَّة ذاتي ودناي ! يفجر العشق بروحي برذيل مدعاي ! لم اكن يوما كذلك ! إنما الثلج عداي ! غير اني لم اجد خلا وقلبا يفهم العشق سواي ! يلهم العشق كروح يستذيب في هواي ! يحتسي الحب رحيقا للوجود وصلاة للكمال في غيابي وشهودي ! ووفاءا وسلاما في سؤالاتي اذا حان التلاقي وردودي ذوبانا في حدودي ! واتصالا في ركوعي وسجودي ! ونبيا ينثر الحق ليمتص جحودي وفي كل مداي !!........

النص يبتعد عن الإنِّيَّة ليقترب منها ويشاكس التوقع ليلتقيه ! في نزوع فني اتخذ البنية الملحمية سبيلا لقول عذابات جمالية !! وتلبس الوجع الصوفي حتى التبس به ! من اجل أن لا يقودنا الشطح الصوفي المجازي الى الشطح اليومي الواقعي ! فالنبي الضال وهو قناع ضمير النص الذي لم يكشف طلاسمه بيسر ! هو إعادة درامية للضياع في قرارة الكون !! وتجديد لا حق تمارسه الذاكرة لضياع موسى في التيه ! على ان التيه الساعة متعدد والتائه ملتبس به وإن بدا مشاكسا لقدره !! فالكليم الملتبس وهو موسى عصر النص لم يجد حواريه ! فكان كل اللحظات وخارجها ! وكل كتب السماء وداخلها ! ولن يجد ضالته في واقع الأشياء ! لن يجد الحبيبة المغيبة ! فاصطنع من كينونته كينونتها ! ليحاور الحبيبة المتخيلة ويرسم حولها دائرة حتى لا تغادرحاضرالنص وقابله كما غادرت ماضيه في ذات عذاب أو ذات مساء أو ذات مكان !! فهما الساعة وكل ساعة روح طيرين على بعض تحط اجتمعا في النص المتخيل بعد ان افترقا في الواقع المتحقق !! قارن

ونبيا ينثر الحق ليمتص جحودي ! وفي كل مداي ! ونبيذا من طهور في حضوري وشرودي ! وعيونا في ينابيع عيوني ! ونهودا بنهودي ! وبريقا في رعودي ! والتحاما بوجودي ! يرتمي في محتواي ! نور عشق تختلط ! روح طيرين على بعض تحط ! ونسيمين اذا ما تمتزج ! ومياهين فراتين لكبدين بفاه واحد حين تلج ! وفؤادا عمق صدرين اذا ما يختلج ! لم اجد روحا سواي ! لم اجد صنوا شبيهي ! هذا ما كان شتاي ! ضعت في التيه قديما ! في القرى وترا وحيدا ! لم اجد موسى معاي ! انني آمنت توا ان ربي في قراي ونداء هزني ارقب علاي ! هاك قرآن هداي ! هاك إنجيلي وتوراة هواي !! .

وبعد فالقصيدة كما بدت لقراءتي مكابدة حدثت ومضت بيد انها احتفظت بحرائقها واصواتها لزمن طويل ثم انفجرت لتجعل الوجع الواقعي فعلا شعريا .........
 

عبد الإله الصائغ / مشيغن المحروسة

24 ديسمبر كانون اول 2003

 

رسالة تضامنية مع رسالة  الاستاذ عبد الاله الصائغ

 

( الشاعر بهاء الدين البطاح )  B_battah@msn.com

الوطن هو حق لجميع مواطنيه ، وعلى الوطن واجبات ازاء مواطنيه  ، والمواطن له حق على وطنه وكذلك فان عليه واجبات ازاء الوطن والمواطنين  ان اهدار حق اي مواطن هو اهدار لركن من اركان الوطن التي تمثل قوته الحقيقية  التي بها ينهض وبها يتقدم  كل مواطن يعتبر عنصرا من عناصر القوة تلك ، وهدر حقوقه يعني اضعاف الوطن باضعاف مواطنيه ..من هنا تأتي اهمية مطالب الدكتور عبد الاله الصائغ ..ان تلك المطالب بكل نقاطها تشكل مطلبا مشروعا دينا واخلاقا وقانونا وليس من الحق اهمالها والتغاضي عنها ، حيث ان التغاضي عنها يعتبر تغاضيا عن حق الوطن والمواطنين ، بغض النظر عن تواجد هذا المواطن سواء كان في الداخل او الخارج  ولا يسحق ويهضم  حق المواطنة بالتغرب عن الوطن .. وهذا منطق لا يرفضه منطق ولا دين ولا قانون يقول الدكتور عبد الاله الصائغ بألم شديد معبرا عن آلامنا جميعا ما يلي : (وبعد فقد أكل الصمت لساني وحصاني مات في الخان كسولا!! وادري ويا للفجيعة ان لا احد منكم وفيكم يقرأ الأنترنت وآية ذلك صمتكم المرعب!! فلا احد منكم نشر بيانا او صحح معلومة او قدم معلومة!! ونحن الملايين الخمسة مازلنا نتلقى اخبار عراقنا الذبيح من قنوات غير عراقية!! وادري ان رسالتي هذه حجر آخر  في الريح الصماء!! فقبلها كتبت لكم عددا من الأسئلة وطلبت اليكم الجواب لكي يعرف شعبنا حقيقة دوركم وطبيعة مشكلات عملكم في ظل الحلفاء وآليات تعاملكم مع قوى الأمر الواقع الذي فرض علينا مع احترامنا لتلك القوى مثل قوة الدكتور احمد الجلبي وقوة السيد عماد الخرسان وانا اجهل تماما كيف تفكران لمنع عملاء صدام من اتمام برنامجهم الإرهابي وما هو دورهما لإيقاف الفلتان الأمني!! ولم اكن انا المقلق الوحيد لأحلامكم السعيدة سادتي اعضاء المجلس الحاكم فقد سبقني زملاء وزامنني اخرون وأعقبني غيرهم!! ووضعت المواقع العراقية عرائض تطالبكم بتحقيق كذا وكيت ووقع على هذه العرائض مئات الزعماء والمثقفين العراقيين الشرفاء ولم يكلف مجلسكم الموقر نفسه للرد على تلك العرائض ولو على سبيل المجاملة وسبيل إحم إحم نحن هنا نرى ونسمع!! وقد وقف الموقعون على تلك العرائض ومازالوا بوجوه القومجيين العرب والعفالقة التائبين الذين عادوا الى عادتهم القديمة بعد ان امنوا العقاب وعايشوا الفلتان الأمني!!! )  اليس في هذا حق مشروع  ؟ .. ان صوتا واحدا يطالب بحق من حقوقه ، يحملكم المسئولية كاملة .. فكيف والحال ان هذا الصوت هو صوت الملايين كما ذكر الاستاذ اعلاه ان تجاهل كل هذه الاصوات المتعبة ..الحريصة على وطنها ومستقبله وابناء وطنها ومستقبلهم  تحملكم مسئولية جسيمة ، يجب ان تجد مبررا .. ان احد مقومات بل ضرورات القيادة هو استيعاب  هموم الرعية .. وان لاتهمل امرا من امورها .. وبغير ذلك فانها ستفتقد اهم مقوماتها القيادية  مما يؤدي الى فقدان مصداقيتها .. وبالتالي فقدان شرعيتها .. ولافرق ان تكون تلك القيادة مرحلية مؤقتة او  انتقالية او حكومة قائمة بانتخابات مشروعة و ذات سيادة ودستور .. ان التصدي لامر الرعية هو التصدي مهما اختلفت العناوين وتحمل مسئوليات الرعية مؤقتا او على الدوام  يضعها امام مسئولياتها التي يجب ان تقوم بها لكي تضمن شرعيتها ومصداقيتها ..لا يوجد هناك فرق بين ان تكون تلك محدودة الصلاحيات والخيارات والقرارات او مطلقتة فان الواجب يعين عليها القيام بما تيسر لها من الصلاحية اما الباقي فانه يتعين عليها ان تسعى من اجل تحقيقه ، وان الاقتدار مع الاصرار مع الصدق والحرص هو الكفيل على تحقيق هذا الغرض .. ولا يمكن لاي كان ان يؤتى الاقتدار إلا اذا التف الناس حوله بما التمسوه فيه من صدق وحرص على تحقيق اهدافهم واحقاق حقوقهم .. ولا اعتقد ان هذه الملايين التي تكلم عنها الاستاذ عبد الاله الصائغ لاتشكل قوة تمثل سلاحا ذا حدين اما ان يقتلك ، اذا أسأت التصرف معه ،  واما ان يحميك ويمدك بالقوة  ، اذا راعيت موجباته .

لقد قرأت رسالة الاخ داود الحسيني في تأييده رسالة ومطالب الاستاذ الصايغ .. وقد اعادتني هذه الرسالة ثلاثين سنة للخلف عندما عانيت انا وامثالي ما عناه هو وامثالنا من ملايين افراد الشعب العراقي .. لقد اهدرت حقوقهم على مدى ثلاثين سنة طويلة منهكة وقاسية  تصوروا مواطنا حُرم حق المواطنة مدة ثلاثين سنة .. كيف يكون المه .. وما هي نوع المسئولية التي يحملها للقادة او المسئولين .. ربما يقال لي : ان الامر لا زال في باكورته .. ولا زال العراق غير مستقر ولم يزل العراق بدون حكومة لكي ترجع حقوق الناس ..

سادتي   هل في الرد على اسئلة الناس كتبيا او باي طريق آخر تحتاج الى استقرار كامل  وحكومة دائمة .. ام انه يكفي ان يكون هناك من يقوم مقام الحكومة ، اليس هنالك مسئولية  تُفرض عليه بتصديه لهذا الموقع او ذاك المنصب ..ان اهمال مثل هذا الامر وتحت اي حجة هو اهمال للمواطنين .. واهدار لابسط حقوقهم  وبالتالي فهو اهمال للوطن وتقصير بامتثال فروضه

ترى متى يقوم فينا من يسمع لنا باذن منصفة حريصة مخلصة ، ويكلمنا عن همومنا وهموم شعبنا .. وبسعة صدر واخلاص ..

 

احترامي سيدي

 

*******

 

سيدي الكريم الدكتور الصائغ المحترم

ودي بين يديك

ارجو من الله ان يديمك خيمة ود وحب نلجأ اليها من قيظ تردي العلاقات الاجتماعية في حفرة المنافع الشخصية.

سيدي الكريم لعله وصلتك رسالة تلقائية بنشر موضوعكم ادناه.

والآن فإني بعد غد ( 10-1-2008 ) سوف يتم اجراء عملية لي في المستشفى فيما يتعلق بانتفاخ الرئتين وضيق بل انقطاع التنفس، لذا ارجو منك شخصياً ومن حرمكم الكريمة الدعاء لي ليس بالنجاة من الموت وانما بنجاح العملية.

( لا يعلم بهذا سواك وزوجتي ) لا احب ان اخبر احداً سوى من اعرف انه يحبني.

 

كل تقديري وحبي

ابن عمك الذي يرجو ان يكون مخلصاً لك : بهاء البطاح.

 

نماذج من كتابات بهاء

1 - http://ankido.net/n/modules.php?name=News&file=article&sid=1926

2 -  http://www.alhalem.net/indexfolders/taqdesalmelook.htm

3 -  http://www.alhalem.net/maqalat/rsalatadamen.htm

 

نماذج من قصائد بهاء :

الواحدُ المتعدِّد

( 1 )

ثُلُثي ميِّتْ

ثُلُثي الثَّاني مَشْلولْ

ثُلُثي الثَّالثُ عَـيْنٌ تبكي العالَم .

( 2 )

لي عَيْنان

عينٌ تَرْمي الناسَ شَرارْ

والاُخرى تبكيهم

ليلَ نهارْ

( 3 )

ما مِن ويلاتٍ في العالَم

إلاّ منِّي

لي ذاتٌ من نارْ

لي قلْبٌ بارّ

سَبَقَتْ ناري بِرِّي في الأقدارْ .

( 4 )

لَمْ يَقتلْ ( هابيلَ ) سِواي

والطُّوفانُ أنا ..

إنِّي مَسْكونٌ بِهَواي .

( 5 )

صَرَخَ الحائطُ مثلَ الْجانّ

!! يا حائطُ مَن أنْطَقَكَ ؟ !

قال الحائطُ :

ظُلْمُكَ يَعْكسُ في الأحجارِ لِسانْ .

( 6 )

لي في الأحداثِ يَدانْ

واحدةٌ تبطشُ بالعالَم

والاُخرى تحفرُ قَبْري .

( 7 )

مَوْتي يومياً يَحضرُني

يَصْحَبُني نِصْفَ اليوم

والنصفُ الآخرُ في حزْني .

( 8 )

شَكٌّ يَعْتَريني

كما يَعتريكَ

يَتْلوهُ همسٌ :

إنَّ اللهَ فيكَ .

( 9 )

دِيني ما يَنفعُ الناس

وإلاّ

فَلِمَ القمامة !!

( 10 )

إنَّ العالَمَ نارْ

وأنا النَّارْ .

( 11 )

وَجْهي يَجْمَعُهُ نِصْفانْ

نصفٌ مثل البُوُمْ

والثاني مَسْـتُورٌ بالنُّورْ

أبَدَاً لا يُبْصرهُ الإنسانْ !!

( 12 )

إنني اليومَ متُّ

وفي قَبْري دُفنتُ

وإذا قَبري كبير !

وبه شَعبٌ عظيمٌ وأنا فيه أميرْ

وإذا في جانبي عَرْشٌ ووزيرْ

قلتُ : قالوا إنَّ قَبري ضَـيِّقٌ

به ثُعْبانٌ خَطيرْ

ثم مُنْكرْ ونكيرْ

وعذابٌ وسعيرْ !!

قالوا : كلاّ ، فاستَقِمْ .

-----

المُناجاة
أما لهذا القلبِ أنْ يخفقا


وفي سناءِ النورِ أن يُشرقا


فكم يطولُ الصدُّ في مهلةٍ


متى تُغاثُ الرُّوحُ إنْ يَعشقا


ومن بحارِ  العشقِ لن ترتوي


إلاّ الى الأعماقِ أن يغرقا
متى يهيمُ القلبُ في حبِّه
متى ببابِ الحبِّ أن يطرقا
فكم تمادى الصدُّ في طولهِ
ألآ فليتَ الصدَّ أنْ يُخنَقَا
وكم سقاني الكاسَ من حنظلٍ
خصمٌ غليظُ القلبِ لن يشفقا
وكم سقاني الهونَ كيدُ الغوى
وكم على الآثامِ أنْ أطفقا
يدنو خليلُ الرُّوحِ من مُهجتي
مالي كأنِّي الصَّبُّ لن يُخلَقا
ياربُّ هل يُرضيكَ منِّي الجفا
فاسلبْ صدودَ القلبِ كي يُعْتَقَا
إنِّي حَبيسُ النَّفسِ في غَيِّها
ضاعتْ بهذا الدَّربِ ، لا مُلتقى
تمضي مع الأهوالِ في غفلةٍ
تَلظي رياضَ الرُّوحِ كي تُحرَقا
تقفو سقيمَ الدَّربِ لا ترعوي
سَبَّاقةٌ للسُّوءِ لن تُسْبَقَا
هبني إلهَ الكونِ من مِحنتي
هبني من الأهواءِ أو أخفقا
صارعتُها بالزَّجرِ ما قد تَرى
إن اُسمعَ الأحجارَ أو اُنطِقَا
خذني إليكَ ، الرُّوحُ كم ترتقي
شوقاً كما الأجبالِ في الْمُرتقى
لكنَّما الأرجاسُ قد سمَّرتْ
جِسمي فما يقوى بأن يسمقا .
---

هاتِ اسقِهِ
 
ضِـلِّـي طـريقَ الـصَدِّ لا تَـتَغَيَّبي
مـا  الـصَّدُّ إلاّ مِـنْ سِماتِ المُورِبِ
 
جـودي بِـوَصْلٍ فـالوِصالُ سَـجِيَّةٌ
مـا لـلمعنّى ، دونَـها مِـنْ مَـذْهَبِ
 
هــذا الـتواصلُ لـم يَـزَلْ مُـتَآلِفاً
كـالرِّتْقِ  فـي أصْلِ الهوى أو كَوْكَبِ
 
إنْ  شِـئْتِ هَـجْري فـي الوِدادِ فَخِلَّةٌ
تُحْصى  عليكِ ، في الهوى، أوْ تَقْربي
 
إنــي  أراكِ فــي هَـوايَ وَفِـيَّةً
هـلْ شِئْتِ ، عن هذا الوفا، أنْ تُطْنِبي
 
مُـنْذُ  الْـتَقَيْنا فـي الضُّحى ، وبِلَهْفَةٍ
، أقْـسَمْتِ مـا مِنْ بَعْضِنا مِنْ مَهْرَبِ
 
عَـيْناكِ  قـالتْ ، والدموعُ سَواكِـبٌ
إنْ غِبْتَ ، عُدْ لي، في النَّوى لا تُسْهِبِ
 
قُـلْتِ  : فُـؤادي ظـامئٌ لكَ يضْرَعُ
هـاتِ  اسْـقِهِ عِـشْقاً، وَمَهْما يَشْرَبِ
 
مـا لـي أراكِ اليومَ في سُبُلِ النَّوى-
تَـمضينَ-  إلاّ ً فـي الهوى لَمْ تَرْقبي
 
هـل كُـنْتِ في عَهْدِ الوِصالِ صَدوقَةً
أقْـسَمْتِ  أنْ ، في ذا الْجَوى لم تكْذبي
 
إنْ كُـنْتِ قَدْ صُنْتِ العُهودَ ، لِمَ النَّوى
كَـمْ  مِـنْكِ أدْنـو لَـهْفَةً كَـمْ تَهْربي
 
قَـدْ  كُـنْتِ فـي تِـلْكَ الدُّموعِ كذوبَةً
لَـمْ تَـصْدُقي المَحبوبَ ، أوْ لَمْ تُحْبِبي

 

كتاب قوموا تجربة بهاء :

1-  http://ankido.net/n/modules.php?name=News&file=article&sid=2854

2- http://forum.ansaralhusain.net/showthread.php?t=1603996

3- (( الثاني : الدكتور عبدالله الغذامي الذي يقول بأن أدونيس مع أنه يزعم لنفسه الحداثة إلا أنه سلفي جدا فهو رجل هاضم للتراث العربي وملم بكل أنواع الشعر العربي ومتذوق لكل نصوص الشعر العربي فعمله في كتابة القصيدة الجديدة ينتج جمالا ولكن أفكاره في النسق الفكري الثقافي تمثل النسق العربي القديم ولعل ذلك ما يجعل لنصوصه الشعرية " قصائد النثر " تمتلك حيوية وجمالا كما في ديوانه " أغاني مهيار الديلمي " .
ولكن شعراء الحداثة في أغلبهم لم يكونوا من هذا النوع بل ينتجون سفاسف إلا ندرة كالشاعر رعد عبدالقادر أو بهاء الدين البطاح أو غيرهما من نماذج رائعة .

http://ankido.net/n/modules.php?name=News&file=article&sid=2

4- http://www.hdrmut.net/vb/showthread.php?t=209212

بهاء الدين البطاح شاعر عراقي حداثوي  مبدع  ودارس اجتماعي متأنٍ  وإعلامي تنويري مثابر فقد عمل وما زال في الصحافة والتلفاز والاذاعة فضلا عن اختصاصه دزاينر ( مصمم مواقع انترنيتية ) ! ولقد كانت حياته بسبب مبدئيته واستقلاليته سلسلة متصلة الحلقات من  الاحزان والتغرب بيد انه لم يخاصم موهبته الابداعية او الفنية او الاعلامية مهما احلولكت ظروفه ! تعرفت اليه حين جمعنا القدر في اميركا ومشيغن وانكستر وعمارة واحدة ! فكنا اصدقاء ربطتنا الكلمة برباطها المقدس ولد بهاء الدين البطاح  عام 1957 في محلة المعقل بالبصرة واكمل الابتدائية في مدرسة البحتري ! ومتوسطة القبلة والاعدادية ! في البصرة ! وغادر العراق سنة 1980 هربا من النظام البائد  ! وتوجه الى تركيا واقام فيها عاما كاملا ثم دخل الى ايران 1981 وعمل في المجالات الثقافية والفنية وعمل في القسم العربي للاذاعة والتلفاز الايراني وحرر في عدد من الصحف الايرانية والعربية ! ثم انتقل من ايران الى سوريا ومن هناك طلب اللجوء فمنح  حق الدخول الى الولايات المتحدة
 

ملامح ثقافية

- عمل في الفرق المدرسية مسرح وكتابات جدارية وخطابية

- المشاركة في المؤتمرات الشعرية والثثقافية

- وفي سوريا اتيحت له سانحة الانتساب الى جامعة دمشق  كلية الآداب قسم اللغة العربية 1998  واتم فيها الدراسة الى السنة الرابعة ولم يكملها بسبب الموافقة على قبول لجوئه سنة 2001 .

 -وكان يواصل الدراسة في الحوزة العلمية حيث روضة  السيدة زينب بدمشق وقد درس علوم اللغة العربية من فقه ونحو وبلاغة وصرف كما درس  المنطق والفقه والفلسفة والعقائد

 -عمل في مجلة النبأ محررا رئيسا وعضوا في هيئة تحريرها

 -يشرف الان على موقع اعلامي ثقافي مشهور هو ( موقع انكيدو ) كما انه يعمل في بيته بصفة مصمم دزاينر .

 -اصدر الكتب التالية :

*  نظرات في المسرح الحديث .طبعة دار انتشارات فيروزابادي    طهران  1990 .   

 * نبي ضال قصائد ونصوص طبعة دار الاهالي دمشق 1996

*  الإستقراء قصائد ونصوص شعرية طبعة مؤسسة البلاغ بيروت 2006

 * المرأة بين التحرير والاسترقاق طبعة مؤسسة البلاغ سنة 2006

*  الفكر الاإرهابي ومعضلة الأجيال المقبلة . مؤسسة البلاغ سنة 2006

*  الإسقاطات . قراءة سوسيولوجية لمشكلات الثقافة المعاصرة منشورات  دار العلوم للطباعة والنشر بيروت 2007 .
 

كتاب قوموا تجربة بهاء الدين البطاح

 - 1أ .د. عبد الاله الصائغ نبي ضال قصيدة بنفس ملحمي)  .

 - 2أ . فهد العيسى  (دراسة في قصيدة ضلاليات وظلاليات) .

 - 3ا. د. عبد الله الغذامي  (مواجهة النص)

 

 

 


 

free web counter