كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الثلاثاء 30/9/ 2008

النجف إرث حضاري النجف الأشرف مهد العباقرة والمناضلين وحضن المشاخيط والمجانين عبد الاله الصائغ assalam94@gmail.com اللهم ياحنان يامنان إجعل هذا العيد مباركاً ! وارحم بوسع رحمتك العراقيين بحق حرمة عيد الفطر وأسراره ارحمهم مما هم فيه وبه وعليه من العناء والمكابدة والعطش والعوز رغم مليارات النفط وأمواه الفراتين ( !! ) وليتحرر العراق يارب من دياجير العتمة التي جاءت بها المحاصصة والطائفية والعشائرية والشوفينية في غفلة من الحضارة والديموقراطية ! ستكون صلاتنا نحن العراقيين في المنفيين : الداخلي والخارجي : ربنا انقذنا مما حم علينا من الظلم والظلام ربنا وانزل عقابك العاجل باللصوص والكذابين ! ربنا شاف مخابيل البرلمان العراقي ومشاخيطه من وباء الدجل ووبيل الولاءات المزدوجة ربنا آمين . عبد الاله الصائغ استاذ كرسي عطال بطال في عهد الحفيان والكحيان الذي طال مشيغن المحروسة assalam94@gmail.com التاسع والعشرون /من ايلول سبت / 2008   ذو العقل يشقى في النعيم بعقله                   وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً               تجاهلتُ حتى ظُنَّ أني جاهل                                                                          المتنبي العظيم   البوم الصور الحاج عباس سميسم والشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتوري ود. فاضل عواد وأ .منذر الجبوري وأ .امير الحلو وأ. ذياب آل غلام ود.حسن حلبوص ود. محمد الصائغ والصورة المشتركة خلال مناقشة الماجستير المشار اليها ثمة ثلاثة : د. الصيد ابو ديب في الوسط وهو مدير الدراسات العليا وعن يمينه د.عبد المقصود الطبولي وعن يساره عبد الاله الصائغ والصورة المشتركة ثمة ثمانية خلال مناقشة الدكتور الطاهر محمد الطاهر وكنت رئيس اللجنة الواقفون د. محمد الطاهر وعبد الاله الصائغ د. نوفل نيوف د. الطاهر محمد الطاهر د. المهدي مبيرش مشرفا ( وزير التعليم العالي والبحث العلمي في ليبيا والجالسون العلامة الطاهر الكبير مفتي ليبيا السابق ود. محمد مصطفى بن الحاج في الوسط ثم الروائي الليبي خال الطاهر . فلاش : نكتة من منذر الجبوري رحمه الله ! الفقيد الغالي الشاعر والاكاديمي منذر الجبوري ونكتة من فمه عن مخبل حمام ابو جحرين : حمام قديم شهد ايام مجده وضمن معاميله ورواده علية القوم مثل عبود الكرخي وعلي الشرقي ومحمد رضا الشبيبي ومحمد الصدر وفي شيخوخته بدا الناس البسطاء والظرفاء يستجمون فيه! وكان الحبيب الاروع منذر الجبوري يستجم فيه ويستحم ايضا ! ذات يوم غافل الحممجي احد المخابيل وجمع القباقيب ليرمي بها المستحمين ! وكانت ضرباته لاتخطيء وتترك جراحا عميقة وربما مميتة فهرب اكثر المستحمين بالوزرات الى الشارع فما كان من منذر الجبوري الا ان جمع الحجارات السود التي تستعمل لحك كعب القدم للتخلص من الوسخ ! وهي نوع من حجر الجرانيت الصلب مثل الحديد يقول منذر جمعت الحجرات ووضعتها داخل وزرة كبيرة ولففتها وحملت الوزرة ذات الحجرات الثقيلة والصلدة واخذت افرها باتجاه عقارب الساعة كأنها معجال ! قابلت المخبل هو يصيح ها وانا اصيح ها ! هو يصيح ها وانة اصيح ها ! الى ان استطعت ان اسدد له ضربة بالحجرات تحت ابطه على ضلوعه مباشرة فكاني بأضلاعه تضررت جدا وربما تكسرت فصاح المخبل اويلاخ وسددت له ثانية وثالثة فهرب المخبل لى الشارع وحين سئل من قبل العراة الخائفين شنو السالفة شبيك ؟ فقال لهم المخبل : اكو مخبل بالحمام اخبل مني لحد يطب للحمام ترة يموته وعلي الفحل ! ضوء : عزيزي عبودي تحياتي واشواقي اقترح البدء بسلسلة عن مخابيل او مشاخيط النجف ، وهناك حصيلة جيدة ، فاذا اقتنعت بالفكرة يمكن ان(اتفلسف بمفهوم المجنون والمخبل والمشخوط) وارسل نموذج (حمد عصه) وهناك نماذج اخرى مثل (شكوري) يمكنني الكتابة عنه . ونحن معكم وارجو من الاخوة النجفيين ان يقدروا مشروعك التوثيقي الرائع والفريد والجميل. مع محبتي 16 سبتمبر, 2008 03:06 أمير الحلو اولا : التاريخ مناهج ! واختلاف المناهج سبيل الباحث الوحيد لمعرفة الصح من خلال المقايسة والموازنة والترميم .. الخ ! ولعل ابرز المناهج التاريخية هما المنهج الكلي والمنهج الانتقائي ! لكن وسائل المؤرخين في التوصيل لايمكن تعدادها لكثرتها الكاثرة وحالات التوازي والتضاد والتماهي وهي حالات عصية على الحصر ! ويتفق جميع الباحثين على ان المؤرخ العربي وقع فريسة رخيصة قبالة إغراء مكرمات السلطة او فوبيا مدلهماتها ! فجعل السلطان محورا للتاريخ ! وحتى مؤرخي السنوات مثل الطبري فقد حرصوا على محورية السلطان اما الشعوب فهي اما كورس او اكسسوارات ! ومازالت كلمات العلامة الكبير المغفور له عبد الحميد العلوجي ( ماكان ضر الطبري لو نقل الينا هدهدة ام لرضيعها ! او هوسة فلاحة ! او اغاني الباعة .. !! ) كان المؤرخ المرزباني مثلا يقطن في غرفة تابعة لمخزن الخدم داخل القصر السلطاني تشرف على طعامه وشرابه ومنامه ومساجه اجمل الجواري وكان يقول مفاخرا : انني اكتب للسلطان بين قارورتي حبر وخمر ! هذه مقدمة تحيلنا الى ان التاريخ البنيوي الوصفي لايصغِّر حدثا ولا يكبره ! ولا يفضل موضوعا ليحجب آخر ! ولن تجد مؤرخا وصفيا يقول لك لقد اخطأ زيد او اصاب عمرو ! فهذا سلوك معياري سلفي ! توضع كل المادة الخام قبالة الباحث او القاريء وهم الذين يحكمون ولايجوز للمؤرخ ان يحكم فيصادر حرية المتلقي في الحكم للشيء او عليه ! لذلك ليس من النصف في شيء اعتداد الكتابة عن مخابيل النجف ضربا من التخابل ! فالبعرة على ضآلتها تدل على البعير . ثانيا : سياحة في مملكة المخابيل : الجنون فنون ! قول رائع لايقوله إلا المجرب ! والفنون جنون ! مذهب متقبل ! ربما يكون ذلك مسوغاً وجيها جعل سيجموند فرويد يضع الفنانين والمجانين في ردهة واحدة اسمها ردهة الشواذ ! ربما كلمة شاذ مؤذية يمكنني استبدالها بكلمة منحرف لعلها اقل أذى ! فنحن نقول ان الشعر لغة منحرفة عن اللغة الاصلية ! وان رؤية العبقري منحرفة عن رؤية النسق ! يقول ابن منظور مادة ( جنن ) الجِن : الاستتار وجن عليه الليل اي ستره وسمي الجن جنا لاستتارهم واختفائهم عن الابصار ! وسمي الجنين جنينا لاستتاره في بطن امه وجنون الليل وجنانه شدة ظلمته وادلهمامه ! قال دريد بن الصمة :         ولولا جنون الليل أدرك خيلُنا        بذي الرمث والأرطى عياضَ بن ناشب والجن : القبر لانه يستر الميت قال الاعشى الكبير جاهلي :          وهالكِ أهلٍ يجنونه            كآخر في أهله لم يُجَنْ والمجنون هو من اعتورت الجن عقله ! او من طاش عقله كمن داخله الجن ! وكانت قريش تتهم النبي محمد ص بأنه مجنون : وما صاحبكم بمجنون (التكوير 22) وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون (الحجر6)  وفي تاريخنا الادبي ثمة مجانين العشاق مثل مجنون ليلى ومجنون عزة ! اما الخبل ( خبل ) فهو الفساد ! والخبل الجنون يقال به خبال اي به مس ورجل مخبول وبه خبل فهو مخبل ! قال زهير بن ابي سلمى المزني :        وإذا دعونك عمهنَّ فإنه              نسبٌ يزيدك بينهم خبالا وجاء في لسان العرب ( نوك ) الأنوك الأحمق وجمعه النوكى وقال ابو سعيد الاصمعي الأنوك العاجز الجاهل العيي إ. هـ وفي تقدمة الجاحظ لكتابه النوكى مايفهم ان النوك ضرب من السلوك يكارب الجنون ! :              عش بجد ولا يضرك نوك إنما   عيش من ترى بالجدود              عش بجد وكن هبنقة القيسى    أو مثل شيبة بن الوليد              رب ذى إربة مقل من المال      وذى عنجهية مجدود اما الحمق وقانا الله واياكم شره رديف الجنون ولكن يمكننا ان نحترز فنقول كل مجنون احمق ولايصح العكس ! والحمق في العاقل معلول بلا علة ! فدواؤه صعب يكارب المستحيل قال الشاعر :             لكلِّ داءٍ دواء يُستطبُّ به          إلا الحماقة اعيت من يداويها وفي مجمع الامثال للميداني صيغة أفعل يمكننا ان نعلق التالي للمثال فقط : أحمق من هبنقة : وهبنقة ! ذو الودعات واللخف وهو يزيد بن ثروان من بنى قيس بن ثعلبة وكان جعل في عنقه قلادة من ودع حصى ولخاف عظم فسئل في ذلك فقال حتى أعرف بها نفسى ! فالناس يتشابهون ومرة سرق أخوه قلادته فتقلدها وحين شاهد هبنقة اخاه متقلدا قلادته هتف به : يا أخى إن كنتَ أنتَ أنا فمن أنا إذن !؟. وتقول العرب : احمق من دغَّة !! وهي دغة بنت معنج السلولي تزوجت صبية غرة فحملت ووضعت مولودا وحين شاهدت عرقا في راسه ينبض ظنت ان ذلك حشرة فأعملت السكين واستخرجت العرق من راس رضيعها ! وحملت ثانية واسقطت مولودها في المرحاض وسمعت بكاء فسألت امها هل للجعر ( الغائط ) فم يفتحه ويبكي ! . وثمة الغفلة وهي الشرود او ما يسمى السكتة العقلية ! وقد تجني من المغفل ما تجنيه من الاحمق والجاهل ! وفي مجمع الميداني للامثال رقم المثل 2029 أشغل من ذات النحيين وهي امرأة تبيع السمن في الجاهلية فجاءها خوات بن جبير وهو زير نساء ليبتاع منها سمنا فلم ير عندها احد ! وساومها على السمن في النحي ( القربة ) فحلت نحيا فنظر اليه وقال لها امسكيه يابنت تيم الله بن ثعلبة حتى انظر الى غيره فقالت حل نحيا آخر ففعل فنظر اليه فقال اريد غيره فامسكيه ففعلت فلما شغل يديها ساورها ( راودها ) فلم تقدر على دفعه حتى قضى وطره وهرب ! وصارت مثلا في الغفلة حتى قال شاعر يهجو قوما :                أناسٌ ربةُ النحيين منهم    فعدّوها إذا عدَّ الصميم قال الشاعر :           إذا عيَّر الطائيَّ بالبخل مادرُ               وعيَّرَ قُسْاً بالفهاهةِ باقل           وطاولتِ الأرضُ السماءَ سفاهةً           وفاخرتِ الشُّهْبَ الحصى والجنادل           وقال السهى للشمس أنت كسيفة          وقال الدجى للبدر وجهك حائل           فيا موت زر إن الحياة ذميمة              ويا نفس جدي إن دهرك هازل وباقل جاهلي لايعقل اي طرفيه اليمين او الشمال ! يضحك دون سبب ! مرة شوهد يحمل ارنبين لكل يد أرنب ! فسأله الصبيان ياباقل كم اصبعا في يديك فاطلق الارنبين ليحسب اصابعه ! ومثل هذه الصفات تجدر بالبوهة اي جاهل عقل كاهل جسم قال الشاعر الجاهلي :          ايا هند لا تنكحي بوهة ً      عليه عقيقتهُ أعسما ثالثا : يقول المؤرخ العراقي الكبير البروف جواد علي في مفصله 6/ 708 الجن Demons يرى نولدكة ان فكرة الجن استوردها العرب من الخارج بدايل قولهم ان الجنة من عمل الجن ومن تلبس الجن بالانسان وهي في نظره عقيدة قديمة دخلت العرب من جيرانهم الشماليين فقد كان الايرانيون يطلقون على المجنون لفظة ديوانه اي Daiva اي الذي به ديو Dev من الاصل ديوه Daiva ومعناها Demon اي جان ومن هذه الفكرة دخلت العهد الجديد من الكتاب المقدس ! إ. هــ ولقد كثر المخابيل والمجانين في الجاهلية بحيث استدعت الحاجة الى طب السحرة ! يقول صاحب المفصل من الجزء نفسه ص 740 : وقد كان اكثر السحرة في الجاهلية من اليهود يقصدهم المصابون من انحاء بعيدة لاعتقادهم بسعة علمهم وباختصاصهم فيه ! وكان اليهود يسندون علمهم الى بابل ولهذا نجد الاحاديث والاخبار العربية ترجع علم السحر الى بابل واليهود . إ . هـ ويستطرد جواد علي في وسائل طرد الجن او الخبال ولعل ضرب المريض بالخيزران او كيه بميسم هي طرق معالجة الميئوس منهم ! رابعا : وللنكته فقط قال لي مدير الدراسات العليا في جامعة الفاتح بليبيا البروف الصيد ابو ديب ان هناك طالبا من مدينة مصراته التي تحبها ! كان الاول على جامعة الفاتح بالدرجات والخلق الكريم وانه يرغب ان تكون ياصائغ مشرفا عليه ! فقلت له بكل سرور وما هي المشكلة ! فقال المشكلة بسيطة وهي ان فتاة مغربية احبته لجماله فهو ازهر اشقر بعينين زرقاوين صافيتين ولما لم يتعاطف معها سحرته وادخلت فيه جنيا عملاقا وخبيثا اسمه غروم فلون ! اي خبز للجميع ! فقلت له ياصيد ياصديقي هاته فانا لا اخاف الجن واشك جدا في حكايات زراعة الجن ! وهكذا صدر امري مشرفا عليه وكان الموضوع الذي اتفقنا عليه للماجستير ههو الزمن الافريقي في شعر محمد مفتاح الفيتوري وبفضله توطدت صداقتي بهذا الشاعر الكبير ! اكتشفت ان الطالب صديقي وهكذا كنا نلتقي مرة في مكتبي بالجامعة او في مقهى او في بيت صديقي وتلميذي الدكتور الطاهر محمد الطاهر بمصراتة وذات يوم طرق هذا الطالب علي الباب في العاشرة مساء ودون موعد مسبق وكنت وحيدا في البيت وخائفا فقد زارني قبله صديقي وزميلي الدكتور فاضل عواد وزرع الهلع في نفسي قبل ان يغادر بيتي ! دخل الطالب وجلس في غرفة الاستقبال ونسيت حكاية الجني ففرحت بوجوده معي وكدت ان اخابر الشاعر الفيتوري وكان في اجازة ويقيم في الفندق الكبير فهو وقتها كان سفير ليبيا في المغرب وتذكرت ان خادمته سحرته ولذلك حديث مضحك اعد بالتطرق اليه ! المهم كنت ادخن فاخرجت سيجارة للضيف وسيجارة لي فاعتذر تلميذي وصديقي وقال اعتذر فقد منعني غروم من التدخين ! فقلت له وقد نسيت هذا الاسم ومن هي غروم هل صديقتك ؟ فقال وقد صارت عيناه قطعتي جمر وبدأ ينفث مثل انسان نفاث قال الجني الذي في داخلي منعني من التدخين ومنعني من ازعاجه بدخان السجارة وها انك ازعجته ولا ادري ماذا سيفعل بك وبي ! وهنا ساورني الخوف وقلت له حبيبي يحفظك الله ترة آني غريب ويتيم وما عندي احد معقولة يخرج منك غروم ويدخل في جسمي ؟ قال لي احيانا يزور اصدقائي ولكنه يعود لي ! عندها تلبسني الخوف وقلت له ارجوك دعني وحيدا فانا بدأت اخشى عليَّ وهنا تمدد صاحبي وتيبس وتدهدى على الكنبة وهو ينفث كما الطائرة وبقيت على هذا الحال المزري حتى رجع لي فاضل عواد وقد نسي مسبحته عندي وأخذه معه وقال سوف اشفيه فانا مجاز من شيخ ( نسيت اسمه والله فمازلت اقول ماذا لو كان جنيه حقا قد دخلني وانا لا ادري ! . خامسا : وعندنا في النجف نقولها بالفصحى وبالدارجة بالتصريح وبالتلميح فنقول : مخبل خبلات خِبل ومجنون وطكَة ونص ! دوينه وابو جنية و طباكَات وترللي ومسودن ومسودنة وبيذنجان ويرات وسجينة وملح ! وطبيخ ماش ! كَايم عنده اسطاب اكسن ونكَره سلف !!وقد كتب العرب القدامى في الجنون والمجانين والحمقى والنوكى ولم يتحفظ العقل العربي عهد ذاك على طرق اي موضوع يتصل بالمجتمع والادب والتاريخ ! ولعل الأطرف فيما قرأت هو عقلاء المجانين او جنون العقلاء ! وهو موضوع طريف حقا ! من يطلع عليه سيجد اننا في لحظة هزل او غضب او شبق نتصرف كما المجانين ! وقلما يعترف لنا عقلنا الباطن بمثل هذه الحالات فهو يتستر عليها ويعتم ! سادسا : أستاذنا العزيز الكريم الصائغ تحية لك وللأخت السماوية دجلة : من جديد تعود على يديك للنجف ذكرى الأيام التي لاتمر مرةً أخرى اليوم نتحدث عن مجانين النجف وهم كـثـر لابأس ,,, ومجانين هذه المدينة يختلفون عن مجانين المدن الأخرى كما هي النجف في تميزها وخصوصيتها , أذكر لك هنا بعض من عاصرت منهم أو للإختصار سأذكر محسن علي بيج ومجيد چرك : الشيخ محسن علي بيج هكذا يسمى هو شاعر شعبي يغلب على شعره الطابع الحسيني كما إنه رادود في بعض الأحيان يتكلم الفارسية والتركية بطلاقة طبعاًالى جانب العربية كان مختلفاً في جنونه فهو يجن في الشتاء ويعقل في الصيف وهذا خلاف العادة كما هو معروف ؛كان في نوبات جنونه تلك يجوب الصحن الحيدري ويتكلم بأعلى صوته بأمور فقهية وإجتماعية وباللغات التي يجيدها وكان يركز على قضية إصلاح ذات البين بين روسيا وأمريكا وأعتقد لو قدرله أن يمضي بمشروعه قدماً لما إنهار الإتحاد السوفيتي ولما نشبت الأزمة الجورجية؛ أستولى مرةً على قطعة أرض شاسعة على طريق كربلا ءبجوار مقبرة المرحوم مصطفى جواد وسيجها وحفر بها بئراً وشيد كوخاً ولم تنفع كل توسلات بلدية النجف بزحزحته عنها وبعدم قانونية الإستيلاء عليها حيث كان ا ليطغان وهو آلة حادة شبيهة بالقامة هو الحكم في حل نزاعاته .لم يكن مظهره الخارجي يوحي بإنه مجنون ... الشخصية الأخرى والغريبة حقاً هو مجيد چرك ومجيد من عائلة نجفية عريقة ومعروفة كان يسكن في فضوة المشراق مع إخوته رشيد والذي عذب لحد الموت في أقبية أمن النجف على أثر إنتفاضة خان النص وميري الملقب بأمير الجان والذي كان يقرأ الطالع ويتنبأ بأحداث كثيرة لن تأتي ولن تقع , مجيد يدعي أن معركة حدثت بينه وبين الجن قطعوا له على أثرها عروگ اللوتية وربطوه بحيث لايستطيع القيام بأي عمل ، أعتلى مرة نخلة بطلب من أحد أصدقاءه ولكنه حين وصل للعذق لم يقطف ولاتمرة واحدة بحجة إنه مربوط .كان يقول أن معركته مع الجن مستمرة ويخوضها نيابة عنه ثلاثة من الجن الذين يعملون معه وهم : عسكر ومزرجري وچبكبك؛وفي إحدى الليالي والناس نيام فوق سطوح منازلهم إستيقظ مجيد وهو يصرخ بأن الجن هجموا عليه وبأسلحة مختلفة كالقطط الميتة والمسامير المعوجة ونوى التمر والتنك المخسّف... الى جانب هذاكان ينظم الشعر ويغنيه أحياناً وعنده بيت أبوذية مشهور يبدأ : بالشقاوة عيب أبطلها ولاجوز ، وأغنية تقول : هذا مومن خوش مومن روزخون وهاي فته من أبوجاسم عربون وحبل گنب نشبگ المومن شبگ بس يجي يوم الطبگ وأغنية أخرى فيها مقاطع فارسية : طگ طگه طگ نه مشه والتكملة لاتصلح للنشر؛ يبدو مجيد حين تتحدث إليه إنساناً سوياً لكن ماأن يمضي بك الحديث معه حتى يأخذك الى ملاحمه مع الجن ويصف لك المعركة وكأنك تراها وقد جن إبن خالته محمد چمة لتأثره بفوبيا تلك المعارك . سألته مرة عن أخيه ميري لماذا لايحاول أن يجد له عملاً فأجابني أن ميري ملتف عليه دمبگ عگيب الزمان لذلك لايمكنه العمل فتظاهرت بمعرفتي بما قال خوفاً من ردود فعله ...بعد سقوط الأصنام حاولت أن أعثر عليه فلم أفلح وربما يكون قد توفى.. . واخيراً .... مالذة العيش إلاّ للمجانين ِ.... أما حديثك عن السادة فأترك تكملته لك ولليسد السند أمير الحلو مع تحياتي وتمنياتي لك بدوام الصحة والعطاء. عباس سمـيـسـم / السويد سابعا : لا ادري من اين اكتسب حمد لقب " عصه" الذي يعني عصا فبدنه القوي العريض لا يوحي بلقبه خصوصا ان احدا لا يعرف له عائلة ينتسب اليها او ترعاه ، فمنذ صغري وانا ارى هذا الرجل الضخم يفترش زاوية في احد الازقة الضيقة في مدينة النجف حيث اعتبرها مقره وكان يعتاش مما يقدمه له اهل المحلة من طعام ولباس ، اما نحن الصبية فقد كنا نعتبره جزءاً من حينا نداعبه في ذهابنا الى المدرسة وايابنا وقد يتجرأ البعض على رميه بحصاة صغيرة ، ولكني لا اتذكر انه رد على احدنا برغم أن بمقدوره ان يلحق الهزيمة بنا بمجرد قيامه من مكانه نظراً لضخامة جسمه ، كما لا اتذكر بانه تحدث مع احد ولم نسمع صوته اطلاقا ، فقد كان يكتفي بالنظر حزينا الى الاخرين ، وعندما ترسل له احدى العوائل طعاما بيد احد اولادها ، كان يتقدم بحذر ويقرب منه صحن الطعام ولا يبدو أي رد فعل على حمد وكأنه يعتبر ذلك واجباً على اهل الحي فينتظر حتى يبتعد الصبي ليمد يده الى الطعام فيلتهمه ثم يدفع الصحن بعيدا عنه، ولم يصرح يوما عن رايه في نوعية الطعام الذي يقدم اليه فهو يتناول كل ما يقدم له ، ومرت سنوات على حمد وهو على هذه الحالة حتى افتقدناه يوما وقلقنا عليه ولم نعرف سبب مغادرته المفاجئة لحينا وتساءلنا اذا ما كان قد ازعجه احد او قصر في " واجباتنا" حياله ولكننا سرعان ما اكتشفنا مكانه الجديد اذ وجدناه وقد اتخذ من احد اواوين الصحن الحيدري مأوى له ، فذهبنا لمشاهدته ولا ادري ما هي مشاعره وهو يرانا اذ اكتفى بالنظر الينا قليلا ثم حول نظره الى لاشيء كما هي عادته ، وعبثا حاولنا الاستفسار عن سبب زعله ومغادرته لحينا لذ بقي على صمته الابدي كما لم تحرك مشاعره دعوتنا له للعودة . ومضت الايام ونحن نفتقد حمد ولم يكن بامكاننا ان " نزوره" الا في فترات متباعدة وكنا نراه على حالته الدائمة من الصمت ، وتقديراً لقدسية المكان وخوفاً من زعله فقد تجنبنا " التحرش" به وكان بعضنا يرمي له حبات " الملبس " او قطع " الجكليت" فيسارع الى وضعها في فمه ولا ندري كيف كان يتدبر طعامه اليومي في مكانه الجديد ولكن يبدو أنه اكتسب " اصدقاء جدداً فقد كانت صحون الطعام الفارغة حوله باستمرار كما ان ملابسه كانت تتغير بين أونة واونة . ذكر لنا اباؤنا الذين يشاهدون حمد في مكانه المعتاد في الصحن الحيدري اثناء تواجدهم هناك لاداء الصلاة ، ان شخصا معروفا في المدينة يتردد على حمد ويجلس بالقرب منه ويتحدث معه ويساعده وان هناك استجابة من حمد للتجاوب مع هذا الشخص الذي كان بائعا متجولا يملك عربة خشبية طويلة وعريضة يدفعها بيديه القويتين وهي مملؤة بالخضار والفواكه يمر بها بين الاحياء والازقة ليبيعها على الناس وكان الجميع يعرف هذا البائع الجوال " جبار" لانه يغطي بنشاطاته احياء واسعة من المدينة وكان بحكم عدم امتلاكه لدكان ثابت يبيع بضاعته باسعار اقل من الاخرين وبعد فترة ظهرت معالم " الصفقة" التي عقدها مع حمد اذ شاهد الناس هذا الجسم الضخم المترهل بالكسل وهو يقوم من مكانه ويسير خلف جبار حيث العربة الخشبية الكبيرة ويمد يديه القويتين الى مقبضها ويقوم بدفعا بنشاط ويتبع خطى جبار ، اما كيف اقنعه بالعمل معه وباية لغة تحدث معه وما هي إجابة حمد فلا احد يعرف سر ذلك ، ولكن النتيجة ان جبار اصبح يمتلك " قوة عمل" حمد وان حمد اصبح عاملا يعتمد في معيشته على طاقته وكان منظرا طريفا ثم اصبح اعتياديا ان نشاهد الموكب اليومي يتقدمه جبار ثم العربة المثقلة بأحماله ثم حمد الصامت المطيع لخطى جبار واشارته بالتوقف او المسير وقد " حالفنا الحظ" ان يمر هذا الموكب في حينا كنا نتجمع حول"صديقنا القديم" ونحن لا نصدق انه يعمل ويسير على قدميه فما ان تطلب احدى الامهات من جبار ان يتوقف لتشتري من بضاعته حتى يطلب من حمد ان يتوقف عن الدفع فيطيع صامتا وينشغل جبار في عمليات البيع حيث تتجمع الامهات حول العربة في حين يبقى حمد صامتا محايدا لا يتدخل في اي شيء ولا ينظر الى احد بالذات ويتقبل " حرشتنا" به بطيبة كما عودنا ولكن لا احد منا يزعم انه حظي بابتسامة او كلمة او اشارة او اي فعل منه وما ان " يأمره" صاحبه بالتحرك حتى يستجيب من دون ان يبدو عليه اي تأثير او شكوى من ثقل العربة او المسافات التي يقطعها يوميا ويبدو انه كان مقتنعا بعمله ورزقه ، اما ما هي اجوره او فائدته من هذا العمل فلا احد يدري ماذا يعطيه جبار ، ولا اتوقع انه يحصل على مردود مالي لانه لا يعرف النقود ولم يتعامل بها في حياته وبالتالي فانه لا يحتاجها ، وقد يكون اجره هو الطعام واللباس والايواء ، اذ ترك حمد مكانه المعتاد ووجد له مأوى مع جبار . وفي احد المعارض الرسم قام احدج الرسامين بعمل لوحة فنية تصور حمد في جلسته التقليدية ولا اتوقع انه قد راها برغم ان اكثر الناس كانوا يتحلقون حولها الى صديقهم الصامت . تركت المدينة وحمد على هذه الحالة وانقطعت اخباره عني ولا ادري ماذا حل به ! مرينه بيكم حمد ..ولا ادري اين ذهب "هودر هواكم " هل هو تحت السنابل كطه كما كتب مظفر النواب لامثالك من المعذبين في الارض ؟ امير الحلو ثامنا : ايها القطب بالاولين وبالمجددين سلام سلاما من حومة الدراويش ذياب مهدي آل غلآم حمد عصه شكوري قاسم الملقب جاجمو سيد هادي اخو سيد عماد مجيد جرك بركان اربدي عنيق اخو بتول نهر بطه سيد كاظم ابو الجرايد كل بدعة ظلالة وأذا أستفحلت وتكررت تحولت الى عادة فأذا لازمت الشخص ونتقلت الى المجموع كانت عرف وتصبح تجانب القانون او تكون كذلك قانون وربما تنسب الى الله او الى أحد الاديان او لقيم شعب،قبيلة، عشيرة، حمولة ،فخذ ،عائلة.....ألخ منها لا حصرا يقولون (عند كل سيد خيط)وأهل الفرات الأوسط في العراق الاشرف يصغرون (خويط) ونقصد ان السيد عنده عصبية (دمه حار؟) وهذه هي من الجنون (أخبالات الساده) او عرك هاشمي لكونهم ينفعلون وينفلتون من غير(ليه) بدع تتحول بسبب تجذرها في قيم التربية العائلية والحياة الاجتماعية ومأخذها البعد القانوني وتؤطر بمسحة دينية وحتى لو رفضها العقل ونبذها الشرع تكون كالفرض مثالا(التطبير وأخواته) هذا خبال نعم مخابيل من يفعلها...ارجع لقولي عن المجانين ومخابيل النجف بيت القصيد هذه مدينة القيم الحضاريةوالتاريخ وفي صفائحه توثيق لزهورها وحدائقها وانسامها ومن اجمل اللوان الورد(شقائق النعمان) وفيها ثلاثة أطيبها العتيق الخل والخمرة والصديق...حكمة سمعتها من فيلسوفها شيخنا (علي قربان) النجف مرتع التنوير وقبس النور دليل الحائرين الامام علي ع وفي نفس الوقت عندنا مجانين ومخابيل متميزين عن غيرهم وكأن صخب الابداع ينتج صخب (الخبال والسوادين والجنون) ولقد دونا مع البروف عبد الأله الصائغ جلهم والقائمة تطول لكثرتهم لكن نموذجا من طريق مسلكهم ومجاميعهم(العملاق والصعلوك المبدع والشاعر المطبوع) الراحل عبد الامير الحصيري من طائفة (المجانين) والفرق بين المخبل والمجنون وحسب ما سمعته من (بيبيتي.. حبوبتي) قالت بيبي ذيبان المخبول يعني مكطوع خيط براسه؟ والمجنون هو الذي تسكنه الجن.....من هذا القول وعندي صحيح لذلك يلقبون (الحصيري) بالمجنون وهو كذلك (من مجانين وادي عبقر الذي ينتمي له المتنبي والعظيم الجواهري وكل شعراء العراق ) نعم هكذا عندنا في النجف مجانين واتذكر اخر وكان معمم ومن بيت نجفي اصيل وعريق بالأدب والشعر والفقه لكنه مصاب بلوثة وخلل عقلي ولادي(شيخ باقر) عنده تصرفات (اطباكات) غير منطقيه وهلوسه لكنها تعبق باللطافة والمزحة انا وصحبي كنا نلتقيه ونتمازح معه كثيرا وهو يحب على ذلك لكوننا غير عدوانيين معه وهو يحبنا بثقه...احد شعراء النجف نظم عليه قصيدة شعبيه كنا نحفظها مطلعها :          شيخ باقر اللذينه              لافله عمامه حظينه فينفتح علينا قاموس فمه بالسباب والفشار وبكلام ماأنزل به سلطان..... طريفة يوما كان مسرعا وآذان الظهر يصدح في فضاء النجف تقصدنا حين رأيناه مسرعا كنا اربعة لففناه وسطنا شكلنا حلقة عليه مشدودة بأيدينا وهو في وسطها يدفع ويشد ويتراجع ويتأفف ويتعوذ يريد الافلات لكننا شددنا اكثر قلت: له ابروح ابوك فد سؤال.انا مستعجل دوده دوده قال؟ لم نفهم ماذا يقصد (دوده)قلت: شيخنا هل حلال شرب الخمرام حرام في شوال؟ وهو يتدافع معنا وعلى البديهية وسجيته أجاب وهو يريد ان يخلص نفسه منا (مستعجل كلش دوده) قلنا نريد الجواب على سؤالنا قال(ضرب الفروخ على الاحوط حلال في شوال) ضحكنا على جوابه لكن شيخنا ماذا تقصد (دوده) وبصوت عالي حلوووا عني يمعودين الخاطر علي الفحل دوده...شيخنا شنو؟ ولكم صلاة الجماعة دوده اريد اللحك عليها هاي الدوده(ونحن في النجف نعرف للدودة معنى آخر ؟؟) حلوووا عني تركناه ذهب مسرعا بعد ان رفع (مداسه) بيده وهرول باتجاه جامع البهبهاني حيث يصلي جماعة ... كنت مدرسا في متوسطة السدير للتربية الفنية تدريس الرسم... كان احد طلابها لديه (خبالات) وسرعة البديهيه والنكته وعلى فكره كان اسم جده (كروز) وأنحداره من الارياف القريبة للنجف وكم هي المصادفة حين يقصف العراق بصواريخ(كروز) اسمها في العراق مدون قبل مئة سنه في سجلات النفوس (كروز) وهذا من احفاده والمثل يقول حجاية عاقل من راس مجنون ثانيا : مصطلحات نجفية قريبة من الموضوع : طرن دثو ططووو سليمه التكرفك عمه بعينك شحاطه جمجه توتي دفره اغاتي تاج راسي شلولو دوشك لنكه خلاء مخطانه ,خنينه ماصوله قندرجي خر بروح اهلك جفجير زقنبوت بلوعه ادبسز دماغ سز لوكي لوتي لواته مطيرجي ابو الدروب دعبله جر اطفر اشلع ولى مرغلنى مال الثول غلس خايس مصخم ملطم بومة الخرايب مال الهبري اثول مطفي بياع حجي قز القرط جاملغ جكمجه سبانه اويييييييييييييي طربكه طاك سوده عليه صخام الصخمك مكمُل خبل فرهود سم سقطلي أكلب شيشة مالك عيشة طُبك مرض حبنتري فرخ كيكي جعونقه بربوك باجي دبنك مُطي قجغجي زُبان حييييز سُرتُك حنقباز مزيوَن دَنغوزز آفَه الكومَدي اللي يم راسي تَــرَس رَمبه حيزبون جقلمبه لكستك دوندرمه - جعموص الملك قيطان خُنجه زعطوووط بزر نستله يضرب دقله رَكي مرَعبل مطييز مفلكح دودكي جلابتين عفطي ملكجه قابرغه قاورمه طراك خرنكعي زربه بتتنك قلايج محشكن مجكنم مطوبز غفلاوي عمياوي خمط قاصه خاشوكه جطل سرمهر مبرطخ مخنشر ينغبش يتنعوص يتمقلج يعنفص يجوعر يتعنقر إمقر ماصوله يتخرفج يذب لكط يتعيقل يتمصرن يستصرم صرم يستنيج مخترع مشخطن جعنكي مطشر مخلكن صرمباره يتدحس مكعبر معكرف معقج مطعوج مفعوص مشنتر معنفص مزركن ساطر وجعان ممطول متروس بلكها مطوط مشعفر محزقلها مخلمه باجه طكوك متزوهر معلاك إشطح منكع مطربس مسنح تناحه مجعمر وكيح سرسري صرافه بايع و مخلص خرطي ناكته الفكر مشخوط كلاوجي مضروب بوري بانكه ميز سكملي قنفه كنتور قريولة كاشي جلافيط لبلبي جاجيك يجلفط بالحجي يتنكرز مسودن خَبَصَه طحج قنوجه أطوز أتبده عل جربايه خايب خنياب صيهود جاسبي صليلكع حراره اتلفك اصقاو زوزنك شاعول الطمة ديسه سادسا : الاخ العزيز أ.د. عبد الاله الصائغ تحياتي و احتراماتي ! تقاعست عن الكتابة اليك لسبب انه اني لم أعد اتذكر اسماء المخابيل وطلبت من بعض الاخوة و الاصدقاء في النجف تزويدي بها ومع الاسف الشديد لم يصلني لحد الآن اي جواب وحين وصولها سوف ارسلها اليك بسرعة البرق مع نسيم النجف المعطر بورود المانيا مع مودتي واعتزازي حسن حلبوص المانيا 20 ايلول 2008 Hassan@dr-halboos.de تاسعا : عزيزي ابا وجدان : تحياتي ! كثيرون هم مخابيل النجف ولكن سأتطرق الى واحد منهم لاني اعرفه وتحادثت معه ويدعوه الناس (نبي أثول) ويدمجون الكلمتين لتصبحا (نَبَثوَل) وقد كان هذا المجنون يدعي النبوه ومعجزته انه يستطيع ان يعمل من الباذنجان كل شيء,وكان يريني راحتي يديه ويقول انظرالى هذا الاسوداد انه من الباذنجان. ان مظهر وطريقة كلام نبثول لا يدلان على انه مجنون فهو يعتمر العقال والكوفيه ويرتدي العباءه ويمشي باتزان ! ولله في خلقه شؤون الموضوع طريف وتراثي اتمنى ان تواصل جمع المعلومات عنه وشكرا د.محمد الصائغ . لندن 19 سبتمبر 2008 عاشرا : انا عبد الاله الصائغ عايشت ورايت المجانين الرجال حمد عصه وهوبي ابو العرباين كما عايشت ورايت المجنونات مثل بشة ومخطة وكَرجيه وطجونة وعليَّه أليف : لكنني أحن لمجنون رائع كان يدعي النبوة ولذلك اسميناه نبي أثول ! وكان مهبط الوحي عنده مغيسل مهجور فسي الجدول منطقة البحر ! ولو كنت بعقلي هذا لكتبت الكثير من آياته ! واتذكر ان المعلم الرياضي وهو اكبر سنا منا ! سأل نبي أثول : مولانا صلى الله عليك وعلى اهلك اريد منك جوابا : موسى معجزته عصاه السحرية وعيسى معجزته إحياء الموتى ومحمد معجزته هداية الجرابيع البدو طيب انته شنو معجزتك ؟ فضحك النبي الاثول وامسك بطنه النحيل من الضحك وقابل يامجنون معجزتي البيذنجان وكل الآيات فيه لا أقسم بالبيتنجان فيه بيوت الجان يحبه الإنسان والحيوان ويكرهه المعدان وهرب لايلوي على شيء ! وانا ازعم انه كان يتنبأ بأمور كثيرة مثلا نوري سعيد يتزوج من بيت عجينة ! وعباية يصير آية ! باء : واعرف بشة وهي جارتنا الرائعة بيضاء زهراء جميلة وشعرها احمر في الرابعة عشرة من ربيعها المأسوف عليه ! سجنها اهلها وهم من خيرة بيوتات النجف في غرفة ولم يسمحوا لها بالخروج منها الا في الضرورات ! كانت تطل علينا من الشباك المتوَّر وتنادي علينا وحين نتجمع تحت الشباك تقول لنا وهي تردد : ماهو ماهو بعده ما إجه واقسم انني طيلة سنين لم اسمع منها ولاغيري سوى ماهو ماهو بعده ما اجه ! وحين بعنا بيتنا اشتقت الى وجهها المليح فقيل لي لقد ماتت بشة ! فليرحم الله شبابها وجمالها الباذخين . ! تاء : اما طجونة فهو اسم الدلع واسمها غنية وهي بنت فراش مدرستنا مفرطة السمنة كأنها فيل بحيث ان عينيها غائرتان يكاد يغطيهما انتفاخ خدودها وكانت ابنة السادسة عشرة محرومة من الجمال جدا جدا ! اشتغلت خادمة عندنا وكانت اختي الكبرى بدرية تعلمها قراءة القرآن ! ووالدتي الزرقاء كانت مجلسية لها قبولات يحضرها ام رسمية بيت كبة وام صباح بيت شلاش وام منعم بيت الاعسم ( ألفية ) وملة تقية الصاغرجي وملة شكرية الصغيرة ... الخ وطجونة كانت انس المجلس وفاكهته فلها رقصة تضحك الموتى ! وتشقلب عيونها ويديها ! وقد وضعت عينها عليَّ لأن والدتي لم تكن تعبأ بي فأنا الوسطاني زائد عن الحاجة فهي تقول لها اذا ركَصتِ زين انطيج عبد الاله وكان عمري ست سنوات ولدي فكرة طفولية مروعة جدا عن الزواج ! ذات مرة حلمت انها سحبتني بصورة كابوسية وهي تقول لي تعال اتزوجك وانا اصرخ ونامت على صدري ورغلتني وانا مختنق اصرخ وما من احد ينقذني وهي تصرخ اذا متتزوجني اشبعك نعل ! واستيقظت من الكابوس فوجدتها في الحقيقة نائمة على صدري كما ينام الفيل على صدر ارنب ! . ! ثاء : في شارع الطوسي خمسينات القرن العشرين وانت منطلق من باب الطوسي باتجاه المقبرة وقبل ان يقطع شارع السلام شارع الطوسي على يدك اليمنى قبيل الزقاق المرتفع الموصل لمحلة المشراق ثمة رجل بعمة بيضاء طويل نحيل له محل يبيع فيه السجاير وكنا نحن الصبيان نقول له فقط : آ آ فيصرخ كما لو جاءته لذعة كهرباء ويقول سبع مرات : آستدعي آستدعي آستدعي آستدعي آستدعي آستدعي آستدعي ! وكانت المنطقة تسميه شيخ استدعي وهو ظريف غير عدواني متأدب . جيم : حين تخرج من باب الصحن باب العمارة ستجتاز الدورة ثم يواجهك سلم عريض باربع درجات مفض الى سوق العمارة تمشي خطوات فتجد على يمينك محل عطارية وادوية نباتية واعشاب وسجاير وفي داخله رجل طويل سمين في الخمسين من عمره يضع على راسه كشيدة واسمه عبد الرزاق البغدادي ! وهو متكلم لبق ومتأدب ويبدو انه كان سياسيا قبل ان تشخط اسطوانته فهو يزعم انه صديق هتلر وهو مقتنع ان هتلر حي يرزق ولسوف يخرج من مخبئه في جبال بافاريا وينسق مع البغدادي لانقاذ العالم من اليهود ! كنا نسلم عليه فيكون جوابه ان يمد يده اليمنى بطريقة نازية ويصرخ هايل هتلر ! وقد حدثني جيرانه انه رفض ان يمشي وراء جنازة امه لأنها فارسية . حاء : قطار المربد المنسرح من بغداد الى البصرة ومجموعة من ادباء العرب والعراقيين ومجموعة موسى كريدي عبد الامير معلة رزاق ابراهيم حسن وقد سكر الجميع فاخرج حميد المطبعي من جيبه عشرة دنانير عراقية وتساوي وقتها ثلاثة وثلاثين دولارا امريكيا وقال هذه هدية لكل من يلطع قرعة رزاق ابراهيم ولم يفلح احد في صنع ذلك رغم محاولات المفاليس ! . خاء : سكر عبد الرزاق عبد الواحد وانهار من الضحك وهو ينظر الى السيد مصطفى جمال الدين والسيد مسلم الجابري بعمتيهما السوداوين وكيف كانا مثل الغريبين بين ولئك السكارى ! ثم نهض عبد الواحد وخاطب السيدين : مولاي من علائم القيامة عمامة تركبها عمامة دال : رياض حمزة شير علي وجه من وجوه النجف تربطه علاقات صداقة بالشيخ شخبوط والملك فيصل الثاني والملك حسين فضلا عن صلاته المضطربة مع المرجعية وكان يصدر صحيفة اسبوعية مهمة اسمها الحوزة ! مرة ذهب للسباحة مع اصدقائه في شط الكوفة وبيت في نفسه امرا وهو ان يلقي صخرة في الماء ويصرح الحقوني غرقت ويكتب وصية يتركها مع ملابسه بينما هو يرتدي ملابس احتياط جلبها معه ثم نفذ خطته وهكذا باتت النجف على خبر غرق ابنها المعروف رياض حمزة شير علي وهكذا اقيمت الفاتحة على روحه من لدو اهله واقاربه في مسجد الطوسي وكانت صورته تتوسط المأتم ! اما رياض فقد اختفى عند احد اصدقائه لكي يلاحظ كم تعزه عائلته وعشيرته ومدينته ! وفي اليوم الثالث من الفاتحة دخل رياض مسجد الطوسي وسلم على اصحاب العزاء بعضهم اغمي عليه وبعضهم هرب وبعد ان عرفوا انه لعب عليهم اجتمع حوله خيرة شباب شير علي وبسطوه بسطة كادت تميته حقا ! . ذال : هوبي المخبل كان نحيلا معتدل الطول شعره نكَرو واحسبه من اصول زنجية لكن وجهه اعتيادي وفيه شيء من الملاحة يميزه انه وسخ جدا جدا وتنبعث عفونة منه اذا مر ! يعمل مجانا في الكَارو اي العرباين التي تسير على سكة الحديد وتجرها الخيول ويبدو ان هناك من يجلب له الطعام ممن يبحثون عن الخير ! وكان يبيت في خان العرباين ومكانه قبالة كراج بغداد الكبير على الشارع الرابط بين الميدان والكوفة وآية جنون هوبي هو ان الاطفال كانوا يسمعونه عبارة : لكَـ لكَـ لكَـ لكَـ زعرر زعرر ( وهذه عبارة تستفز الحمير في النجف ) فيجيبهم هوبي : ها ها ها كما لو انه ينهق واحيانا يفشر على الاطفال واحيانا ينتقم فيصفع اي رجل يمر قريبا من امامه ويجر عباءة اقرب امرأة الى يده ! عاشرا : ولسوف اعرض للقاريء خبالات حدثت للصائغ عبد الاله لعلي اجرؤ على سردها ! كنت معلما ابتدائيا اعزب في العشرينات من عمري اسكن بغرفة في حي الحويزة لدى عائلة كريمة دون مقابل وذلك لأنني سيد وابن رسول الله ويعرفون احدى الملايات من بيت البحراني صديقة والدتي الزرقاء وكانت العائلة الكبيرة تطالبني فقط بالدعاء ! وكنت اشعر بالاضطهاد فانا اعزب وهذه عائلة محافظة فقررت التخلص من وضعي والتفكير الجاد باستئجار بيت لوحدي كي أكون حرا في التعبير عن عواطفي وغير مراقب ! ولكن ثمة مشكلتين تقفان عائقا امامي اولها ان المحلة اي محلة في سوق الشيوخ لن تقبل بأن يكون المستأجر لأي بيت فيها أعزب مهما كان شرفه ومحتده هذا عرف اجتماعي صارم في السوق ! ثانياً ايجار البيت لايقل عن سبعة دنانير وهو مبلغ مكلف بالنسبة الى راتبي المكون من اثنين وثلاثين دينارا هي ايجار وطعام وكساء وسفر ومساعدة الوالدة والشقيقات وكما يقول بيرم التونس كم للعيال وكم للمجلس البلدي ! المشكلة الأولى حلت لوحدها بفضل من الله حين رغبت جدتي العظيمة لوالدتي العلوية جلوة السيد حمد البو يوسف ( أم سعد ) في السكن معي بسوق الشيوخ وهي التي ربتني وكانت تحرص علي كما تحرص على بؤبؤ عينها ! فجاءت وسكنت معي في الغرفة وسكنها مسوغ ممتاز للترك الغرفة ! والمشكلة الثانية حلت بفضل الله فقد اتصل بي هاشم ابو البايسكلات وهو رجل كبير السن محترم متزوج من فتاة صغيرة محترمة ! قال لي سيد ابو هاشم آني عندي بيت كبير من طابقين ولا احد يستأجره ولا احد يشتريه ! وانا اعرض عليك السكن انت والعلوية جدتك فيه دون مقابل ( !! ) دون مقابل ؟ كيف يكون هذا ! قال لي تعال شوف البيت انت والعجوز وهناك نتفاهم ! فوافقت فدخلنا البيت نحن الاربعة هاشم وزوجته وجدتي وانا ! ياه البيت كبير ثلاث غرف كبيرة في الطابق الاول ومثلهن في الطابق الثاني وسطيحة دون شرفات ! ولكنه بيت عتيق جدا طابوقه مهتريء وخشب ابوابه متآكل ! يبدو انه متروك لفترة طويلة ! الحق سررت وجدتي بالبيت فهو فسيح بالنسبة لنا ! وبقيت المشكلة هي لماذا يريدني ان اسكن بيته دون مقابل وانا تربية الزرقاء فبي فوبيا الاحتمالات الهتشكوكية ! قلت له هاشم ليش بلاش هذا البيت ؟! فضحك بمكر فاضح بريء قال سيدنا دخيل جدك نريد نتبرك بيك ! وساورني شك من ضحكته وهنا تدخلت زوجته الصغيرة وهي مؤمنة طاهرة فنهرت زوجها وقالت له هاشم احجي صدكَـ مع الرجَّال لا تضم عليه شي ! فتثاقل هاشم عن الاجابة فانبرت السيدة وقالت بصراحة البيت عليه دعاية موحلوة ! واستطردت الناس يكَولون البيت مسكون بالجن ! والناس ايكَولون انو كلمن يسكن بالبيت لو يموت لو يتخبل ! فنظرت مشفقا الى جدتي ام سعد متوقعا ان تقول في نفسها شوف روحي من الشوربه هاربه واجي للسوكَـ والكاهه شوربه !! فهالني انها جذلى وقالت لهم وهي تغمز لي : ميخالف عيوني انتو ميخالف عندي شوية ادعية وشوية خرز تطرد اكبر الجنون وتطرد الشر وابوكم والله يرحمه ! انطونا المفتاح حتى نكنس البيت ونغسله فقالت لها المرأة الفاضلة لا علوية تنظيف البيت وغسله علينا آني وهاشم والله اخدمكم بعيوني بس تعالو ! كنت مثل شعرة في مهب الرياح فانا شجاع في الضوء جبان في الظلمة ! الليل كان يفزعني فتحدث لطفولتي تهيؤات عجيبة ! لكن فكرة استقلالي بيت جعلتني انسى كل شيء ! وهكذا اصبحنا في بيت كبير امرأة عجوز كارب عمرها القرن الكامل لكنها لم تفقد سمعها ولابصرها ولم ينحن ظهرها ! وسبطها شاب نحيل لايزيد وزنه عن الخمسة والخمسين كيلو غرام ! وكنت اعود من المدرسة الى البيت لاجد كل شيء جاهزا الطعام والملابس والبسمة الحلوة ! مرة سألت أم سعد من باب الفضول : بيبي شنون عندك ادعية تطرد الجن ؟ فهزت يدها بكل مسكنة تلك الاجيال وقالت شوف بي بي الجن قسمين جن شيطان وجن رحمن وماكو قسم ثالث ابدا ! فإذا جاء جن الشيطان فيمكنك طرده بقولك بسم الله الرحمن الرحيم فقط ودون اي مشكلة ! واذا جاءجن الرحمن فيكفي ان يرفع الرجل او المرأة ثوبه ويخرج عورته فيفر عندها جن الرحمن ولن يعود ثانية ! فقلت في نفسي هو اذا جاني الجني بالليل وخرعني اشلون وآنه خايف اعرف جن شيطان لو رحمن ؟؟! وريكَي لمن ينشف اشلون اسمي بالرحمن ! المهم مرت الايام رخية مثل ما اشتهي وكان شقيقي المفدى الصغير محمد طالبا في الكلية ببغداد ويستغل اي عطلة ويزورني قاطعا طريقا طويلا وعثرا بسيارة خشبية فيمضي معي ولو يومين ! كنا روحا واحدة مقسومة على شقيقين ! جاء محمد وتعانقنا ورقصت جلوة وهي دائما تعبر عن فرحها بالرقص ! وفي اليوم الثاني خرجنا محمد وانا من البيت وجلسنا نطل على النهر الهاديء الجميل ونستذكر طفولتنا بين النجف والكوفة والكاظمية والناصرية ! كما نستذكر مقالبنا مع شقيقنا الكبير نور الله ثراه ! وهنا خطرت لنا فكرة سخيفة وجنونية ملخصها ان نخرع جدتنا ام سعد فنتنكر بهيئة جني طنطل فانا البس عباءة سوداء ويقف فوق كتفي اخي محمد رافعا يديه وهو مغطى بعباءة سوداء فيكون ارتفاعنا تقريبا مع ارضية الطابق الثاني ! وراقت لنا الفكرة فدخلنا البيت دون علمها وراقبنا الضحية فوجدناها بالثوب الداخلي الأتق وهي تحتضن طستا كبيرا تغسل فيه ملابس محمد وملابسي وهي في غاية الفرح فهرعنا وارتدينا العباءات وصعد محمد ووقف علىى كتفي رافعا يديه زيادة في الطول وكان الوقت ليلا والمصباح الوحيد في الطرمة مخنفس فوقفنا قبالة ام سعد وصرخت بصوت الجن ام سعد آني جني ! ام سعد همزين انتي وحدك ! فنظرت هلعة الينا وهي تمسح يديها من صابون الشحم والريتا باتقها ثم تفرك عينيها كأنها لاتصدق المشهد ! ومحمد وانا نؤدي الدور الطايحظة بتقنية عالية ! فقالت ام سعد اذا انته جني شيطان بسم الله الرحمن الرحيم ونفخت علينا ! لكن الجني لبث واقفا وهذا يعني ان الجني جني رحمن فرفعت ثوبها بل خلعته المسكينة وكان ينبغي للجني هذه المرة ان يهرب ولكن الجني اي محمد وانا لبث واقفا وهو يردد العبارة نفسها فارتج على ام سعد وسمعناها تقول دخيل الله والعباس شنو انته جن انس لا انت جن رحمن ولا انته جن شيطان وارتجفت هلعا فنقرت باصابعي على قدمي محمد ان انزل قبل ما تموت المسكينة لو تتخبل ! فقفز محمد من على كتفي نحو الارض وعباءته كانها جنحان وهنا فقط اغمي على ام سعد ! ياللهول والحمق ماذا فعلنا بهذه المسكينة ابنة المئة سنة ! كانت محمومة وتهذي وترتجف فذهبنا الى بيت هاشم وايقظناه وزوجته من النوم ونحن نبكي ام سعد اتريد اتموت ! وعدنا لنجد ام سعد وقد اصفر وجهها واسودت شفتاها وجحظت عيناها ومازالت تهذي واتذكر من هذيانها : بيبي بيبي بيبي ! طنطل بيبي لارحمن ولا شيطان ! بيبي بيبي بيبي ! وكان الزبد الابيض يتراكم حول شفتيها المصكوكتين المرتعشتين ! واخذت زوجة هاشم تقرأ لها القرآن وتشربها ملاعق العرقات والكيورة وبعد لأي فتحت ام سعد عينيها وفرحنا فرحة لم تطل فقد اتضح انها فقدت الذاكرة واخذت تخربط بالكلام ولبثت ومحمد الى جانبها انا تركت مدرستي ومحمد ترك كليته فقد شعرنا بذنب عظيم ومن يومها وام سعد لم تبق في البيت وحدها فما ان اخرج حتى تذهب الى بيت هاشم او ان زوجة هاشم تاتي وتجلس اليها وكانت تستمتع بطريقة ام سعد بالكلام ! فهل تتذكر هذه الحماقة ياشقيقي الصغير الدكتور محمد ؟ اذن اقرأ الفاتحة على روح الرائعة بيبي ام سعد . مسك الجنون : لدينا الكثير الكثير عن مشاخيط النجف ومهابيلها ربتما نعود اليها في سانحة قريبة .   الأحد الثامن والعشرون من سبتمبر 2008 مشيغن المحروسة