| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبد الاله الصائغ
assalam94@gmail.com
 

 

 

 

الخميس 5/3/ 2009



معلمو النجف الاشرف في اربعينات القرن العشرين وخمسيناته
الفرزة الثالثة

عبد الاله الصائغ

الباحث الموسوعي عباس سميسم مع رسالة من النجف ونداء الصائغ لأهالي النجف
إستأنف ديوان آل سميسم نشاطه الثقافي لهذا العام بندوة حوارية مع سماحة السيد مضر الحلو والذي قدم من لندن في زيارة خاصة للنجف الأشرف وقد كانت بعنوان علاقة المثقف برجل الدين تناول خلالها السيد المحاضر إشكالية تلك العلاقة من خلال الأحكام الجاهزة والمواقف المسبقة والتي تراكمت خلال فترات زمنية ليست بالقصيرة حيث باعدت مابين رجل الدين ورجل الثقافة مخلفة زمناً غائم الرؤى مشوه المعالم فاسحاً في المجال للأوهام والخزعبلات أن تنمو وتكبر حتى أصبحت وكأنها هي الحقيقة المطلقة ,مايوجب على كل غيور على نقاء الدين وقيمه المعرفية أن يقرب من وجهات النظر ويدعو لتنشيط الحوار الحر الهادف ,من أجل الخروج بنتائج تخدم توجهات الدين والثقافة خدمة للإنسانوبشكل عام ووضع حد لقلقه المخيف من مستقبل مبهم ... أدار الندوة بإقتدار كما هي عادته الدكتور باقر الكرباسي وكان للمداخلات الثرية والمهمة للسادة الحضور أثرها الكبير في إغناء الأمسية ونجاحها وكان من أبرز المساهمين في النقاش الدكتور حسن الحكيم رئيس جامعة الكوفة السابق والدكتور حسن الخفاجي والدكتور صادق المخزومي والأستاذ الحقوقي محمد عنوز والباحث الأستاذ جعفر الشرقي والأستاذ حسن زيني والأستاذ الشاعر عبد الزهرة الشرقي والأستاذ عباس البراقي والسيد عبد الزهرة الحكيم والأستاذ محمد كيوان والأستاذ إحسان سميسم كما وجهت إدارة الديوان تحية خاصة لأبناء النجف في المهجر على أهتمامهم بإحياء تراث مدينتهم والتعريف به والمحافظة عليه وقد وجهت تحية خاصة لإين النجف البار ولسانها البليغ وقلمها الباشط البروفسور عبد الإله الصائغ لما قام به من جهد مثابربإحياء تراث النجف الأدبي والفكري والإجتماعي ....

 1 شباط 2009
عباس سميسم
s6750@hotmail.com
الاول من مارج 2009

نداء الى ابناء النجف الكرام
كثيرا ما اتلقى مهاتفات وايميلات من نجفيين يثنون فيها على فرزات النجف التي تثابر على إحياء تراث النجف الأدبي والفكري والإجتماعي وهذا شيء حسن ومشجع لي ولرفاقي ممن استكتبهم فيلبون متفضلين ! ولكن الشيء الأحسن من الحسن هو ان يتعهد نجفي بتقديم الدعم للفرزات النجفية مثل تصوير مدرسة غازي الإبتدائية (النضال ) ومدرسة الغري والغفاري ومتوسطة الخورنق ومقهى ابو المسامير والسيباط وخان عطية ابو كلل مقابل مبنى المحافظة وبيت السباع الذي كان يسكنه الشهيد حسين الرضي ( سلام عادل ) وبعض السراديب المشهورة مثل سرداب بيت شيخ سلمان الخاقاني ! واي صورة او وثيقة تحفظ تراث هذه المدينة الباسلة وامور كهذي تشجع على العمل فضلا عن اقتراح مواضيع تخص النجف مثل الحمامات والافراح والخميسات التي يذهب فيها الشباب النجفي بسيارة كبيرة الى الحلة لمشاهدة الافلام السينمائية واغاني المطر والعاب الاطفال والمآتم وعاشوراء وعزاء العمارة وانتفاضة النجف في 1956 ... الخ .

عودة ثانية واخيرة
! ياعبد الله
ستزور الطفل المخبوء بمدرسة الحي
غازي!
سيزور خريفُ العمر
ربيعا ماكان
ستراك وانت ابن الست او السبع
ويراك الطفل وانت تدبُّ الى السبعين
ياعبد الله
استودعك الله
سأنام الليلةَ فاحرسني
استحلفك الله
سينام معي الهرم النسيان
وينام السبي
فوق فراش الجمر
للزائر يغرقني قبلا وجلا
أثثتُ جروحاً يابسةً
ونثرت زهورا ميتة
وشموع الشذر
احكمت ستائر شباكي الصفر
احرسني بالله عليك
لاتغف قليلا لاتغفل
استودعتُ الروحَ لديك
... حلم ثرّْ حلم مَرّْ
....!!!....
أمي تمخضني ثانية
فتهلهل خادمة البيت والصبيان النزقون
يعدون
يعدون حفاة ليبثوا البشرى للسيد
في سوق الصياغ
عن مولود ذكر
سيهرول السيد حيث البيت والرزق نذور
وسيحملني ثملا ويظل يدور
ساعيش دهور
لن اغفو لن اهفو لن ارجع للبور
باسم الله اسميتك ياعبد الله سرور
لن يحرقك اليتم
لن يغرقك السم
لن تبكي ثانية في العيد الموشور
لن تبكي الزرقاء ارملة لن يخذلها الرب

............................. !!!

.... ينهض عبد الله صبيا

ياكلَّ الأطفال بغازي جئتكمو الساعة يحرسني الأب
وانا اتواثب في الدرب
لن يأكلني الذئب
ياكل الاصحاب بغازي غنوا
كي ارقص بينكمو فأنا
لن أخشى الجب
هي ذه مدرستي اعرفها هذا صفي
هذي الرحلة تعرفني
معطي مازال مراقبنا العذب
ها اني اسمع قرع الجرس البرونزي
والطلاب هرعوا لبيوتهمو وانا بينهمو
اهرع للبيت احمل فوق الكتف الغض
حقيبة جلد صفراء
اطرق باب البيت ماما جيت
فتحضنني ام نشوى
حانية هانية احلى من نسوان محلتنا
دافئة الصدر وهادية ينضجها العطر
تعتم بتاج الريحان
وترقص للالوان
ودخلت البيت
قبلت العتبة صليت وشميم الحرمل والموقد والحناء

وانفرط الحلم السحر
ناديت الليل وقد ناء
ثانية اغرق في الجب
ثانية يأكلني الذئب

عبد الاله الصائغ سنابل بابل ص 22 طبعة دار الشروق عمان 1997

وبعد فهذه هي الفرزة الثالثة واحسبها الاخيرة فقليل دائم خير من كثير زائل ! واسعدني حقا ان حديثي المكرس في معلمي اربعينات القرن العشرين وخمسيناته وستيناته هذا الموضوع كما علمت نوقش في عدد من مجالس النجف الثقافية والادبية ومجالس بغداد والكاظمية ! الحديث عن المعلم الابتدائي هو الحديث عن الزمان والمكان والقيم والتاريخ ! ونحن العراقيين نتأثر بمعلمينا اولا واخيرا وقلما تلبث في الذاكرة عهود الثانوية والكلية ! وكان المعلم ومازال مهمشا مهملا كأنه رقم فائض عن حاجة نهضتنا ! فالرواتب قليلة والمحفزات ضئيلة وسوانح تحديث التجربة وتطويرها في دول الغرب شبه معدومة ! ولن يكون للاجيال رسوخ وقيم حين يشعر المعلم ان المجتمع لايصغي لحاجاته ! ان المعلمين قادة مؤثرون في مجتمعاتهم ! والمجتمع النجفي يوفر للمعلم قدره ويحفظ للمعلم جهده وهذه مزية اخرى من مزايا هذه المدينة الحالمة ! واذا قال الكسائي شيخي النحوي الكوفي ورئيس مدرسة النحو الكوفي قال يموت الكسائي وفي نفسه شيء من حتى فانا اقول يموت الصائغ وفي نفسه شيء من مدرسة غازي الابتدائية في النجف الاشرف واشياء من المدارس الابتدائية الأخرى التي شهدتني طفلا مرتبكا ! وترتيب المدارس الابتدائية التي درست فيها طفولتي هي : مدرسة غازي في النجف ومدرسة ابن حيان في الكوفة والمدرسة المركزية في الناصرية ومدرسة الامير عبد الاله في الكاظمية واخيرا مدرسة الغري المسائية التي تخرجت فيها !
دخلت مدرسة غازي الأبتدائية التي يتاخم قفاها بيتنا مباشرة عام 1947 واستقبلني مديرها المرحوم رؤوف الجواهري وهو كما اتذكر طويل القامة نحيلها له انف كبير ودقيق بحيث يجعل جل حروف العربية حروف غنة بين قوسين كان يتكلم بأنفه ! ولعل اكثر كلمة يستعملها حين يزعل او حين يمزح ( لا يا كَحف ) وهو معروف بسدارته واناقته فلن تجده يوما الا وهو مرتد الجاكيت الا وربطة العنق ! دخلت الادارة فسألني وهو يتصنع الابتسامة والتلقائية هل انت اخو عبد الامير الصائغ ففرحت وظننت ان المدير يرتاح الى اخي عبد الامير ولذلك فهو مرتاح لوجودي في مدرسة غازي ! هتفت نعم استاذ عبد الامير اخويه الكبير ! فصرخ في وجهي وقد اختفت ابتسامته: يعني انت اخو التنكة يعني انت اخو الكَحف ؟؟ طيح الله حظك وحظ عبد الامير طلعت روحي لما تخرج عبد الامير وفوق ذلك يريد زرعك مكانه ! اطلع بره عاب شكلك ! يبدو ان اخي الكبير السيد عبدالأمير الصائغ نور الله ثراه وهو خريج مدرسة غازي كان مكروها جدا جدا من قبل هذا المدير ومعظم المعلمين والطلبة!! لكن ودائما ثمة لكن لقد منحتني الصدف او شخصيتي الفضولية سوانح عرفت من خلالها معلمين عظماء مثل محمد حسن حموزي وهادي المواشي ورحيم عجينة وشيخ عبد الله الشرقي والملا سلمان وحسين السبع ! كما عرفت من خلالها معلمين مستبدين لم يرعوا للطفولة نأمة حرمة اتذكر منهم حميد الدسبولي الذي درسني الحساب في مدرسة غازي الابتدائية وكان يكرهني كرها عجائبيا لم اعرف مغزاه حتى اليوم ! وكثيرا ما يعبر عن كراهيته بتكسير العصى بين يدي الصغيرتين !! فحين عدت من مدرسة الامير عبد الاله في الكاظمية الى النجف سمع حميد الدسبولي انني عدت الى النجف فذهب الى مدير مدرسة غازي المرحوم رؤوف الجواهري وقال له مهددا اذا عاد الطالب عبد الاله الى هذه المدرسة فإنني سأنتقل منها ! فقال له رؤوف الجواهري : ليش حميد ؟ فقال له اختر بيني وبين هذا الطالب ! فقال له لم تفتح المدارس إلا لتكون في خدمة الطالب وليس العكس فإذا اردت ان تنتقل من مدرسة غازي فمع السلامة وانا اساعدك لكي تنتقل منها ! وحين علمت بموقف حميد الدسبولي مني وانا طفل يتيم بكيت وصرفت النظر عن مدرسة غازي بسبب هذا الدسبولي ودخلت مدرسة الغري الاهلية المسائية حيث عرفت دفء العلاقة بين الطلاب الصغار والمعلمين ! فمدير المدرسة كان قلبا كبيرا يشعرك بابوة حقيقية ! وهادي مواشي كان معلما وحبيبا وصديقا وللمرة الاولى يدخل معلم قلبي فاشعر نحوه بحب جارف حتى انني كنت اكره ايام الجمع لانها تحرمني من حنان هادي مواشي ! وثمة المعلم العظيم بكل المقاييس الشيخ عبد الله الشرقي ومازلت احفظ اشعارا كان ينتقيها لنا من نحو :
 
فلا تجعلي بيني وبينك ثالثا         فكل حديث جاوز اثنين شائع

ومن نحو :

وتجتنب الأسود ولوغ ماء        إذا كان الكلابُ ولغن فيه
 
ومن نحو :

اذا ما المرأ لم يحفظ ثلاثا         فبعه ولو بكف من رماد
ودادا للصديق وبذل مالٍ          وكتمان السرائر في الفؤاد

ومن نحو :

لم اضع كفي للسلام بصدري      حين حيت بطرفها المقرون
إنما قد وضعت كفي لأدري        أين حلت سهام تلك العيون

ومن نحو :

أشارت بطرف العين خيفة أهلها      أشارة مظلوم ولم تتكلمِ
فأيقنت ان الطرفً قد قال مرحباً      واهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم

والمعلم الرائع الملا سلمان والمعلم الاروع رحيم عجينة الذي تبرع ان ياتي الى محل الحاج حمودي منى في شارع الكوفة الصناعي حيث كنت اشتغل صانعا مختصا ببيع قطع غيار السيارات ! كان يجيء الى المحل فيدرسني الانجليزي وكان الأب والاخ والقدوة الحاج حمودي منى استادي وصاحب المحل يبيع قطع الغيار بنفسه نيابة عني لكي يدعني ادرس وكنت ارسب فيه او أكمل ! وثمة المعلم التقدمي الحبيب حسن حموزي الذي اسبغ عليَّ افضالا لم يتح لي الزمان سانحة رد الجميل اليه ! وحسن حموزي شقيق زميلي المناضل الشيوعي في متوسطة الخورنق واحد الطلاب الناشطين في احداث العدوان الثلاثي على مصر 1956 وهو الدكتور عباس حموزي وبيت حموزري جيراننا بمعنى ان بيتهم في نفس امتداد شارعنا باتجاه منطقة البحر او الجدول ! فحين عرف المعلم العظيم حسن حموزي انني يتيم ومعقد جدا جدا من مادتي الحساب بسبب غلظة قلب حميد الدسبولي ومعقد ايضا من الانجيزي بسبب قسوة المعلم عبد الامير الوائلي الذي تقترن صورتاهما في ذهني بالعصى الغليظة والكلمات القاسية التي تدمر ثقة الطفل بنفسه ! وتبرع حسن حموزي ان يدرسني الحساب والانجليزي وكنت مكملا فيهما وحتى لايقال ان هذا المعلم يصادق الاطفال او الصبيان من صغار السن وهي تهمة محرقة في المجتمع النجفي فقال لي سوف اجيء الى بيتكم قرب بيت دلول المضمد الذي يعمل مع الدكتور محمود صفوت وامك تعرفني واخوك عبد الامير صديقي وحدد لي الساعة التي يجيء فيها الى بيتي لكي يدرسني ومازلت اتذكر الميقات وهو الساعة الثالثة ظهرا في صيف نجفي حارق ! وحين اخبرت امي فرحت ودعت لحموزي في صلاتها ! والمفاجأة هي موقف اخي الكبير عبد الامير فقد صرخ بوجهي هل انت مجنون ؟ كيف يدخل بيتنا حسن حموزي وهو مسلول ؟ فقلت له هو ليس مسلولا فكيف عرفت انه مسلول ؟ فغير نبرة حديثة وقال : انت طفل قاصر كيف يتفق معك المعلم ولايتفق معنا ؟ ثم هل يعقل ان المعلم يدرسك الحساب والانجليزي دروسا خصوصية مجانا ؟! هل يدرسك في سبيل الله ؟ هل يدرسك لسواد عيونك ! كان عبد الامير يصرخ بهستيريا ! وتشاء الصدف الدرامية ان يسمع المعلم حسن كل ما قاله اخي عبد الامير ! وكان خلف باب بيتنا ! ياللهول ! ومن صراخ عبد الامير صحا دلول المضمد من قيلولته وطرق الباب على بيتنا وعاتب اخي بكلمات خشنة وقال له سوف يدرس عبد الاله المسكين ومعلمه الشهم في بيتي ! بعدين اذا ىنه بيه سل ممكن لكن المعلم حسن حموزي صدره نظيف وانا مطلع على وضعه الصحي ! فخجل عبد الامير مما حصل وعادة اخي عبد الامير نور الله ثراه حين يشعر بالذنب يهرب الى الامام ويرتكب ما هو اسوأ ! فطرد جارنا الجميل الحميم المضمد دلول وقال له إنته شنو دخلك ؟؟ المهم وافق عبد الامير ان يدرسني حموزي فوق سطح بيتنا ! الساعة الثالثة ظهيرة صيف نجفي فكيف سيكون السطح ؟ وفوجئت ان المعلم حموزي موافق على تدريسي في السطح وصعدنا الى السطح المشمس نلوذ ببعض ظلال التشاريف واعطتنا الزرقاء حصيرة جلسنا عليها وكأن تحتنا جمر يسعر ! وعلى يدي هذا المعلم التقدمي الرحيم الحنون نجحت من الصف السادس في الحساب وفي الانجليزي وتخلصت من عقدة انني لن احصل على بكالوريا الابتدائية ! وكان فرح المعلم حسن حموزي بنجاحي فرحا عظيما! كذلك عمل استادي الحاج حمودي منى حفلا في محله وزع فيه الكولا والشوكولاته سقيا لهذه الكوكبة من المعلمين التاريخيين واولئك الناس ! اعود الى الفرزة الثالثة بعد هذه الشقشقة ! وفي هذه الفرزة بلغتني رسائل مهمة كثيرة بعض المرسلين صبر – كما هو تقليد فرزاتي حتى تتجمع مادة مكتنزة عملا بروح الفريق او العائلة !! والآخر طفر ونشر رسالته قبل صدور الفرزة عملاً بروح الحرية ! وفي الحالين يكون هذا جميلا لانه يعني شيئا جليلا واحدا وهو ان حساسية الكتابة عن تراث النجف المغاير قد استجدت وذلك ما اسعى اليه حقا ! وبعض المرسلين رجاني بالايميل ثم بالهاتف ان اغيب اسمه لدواع هو حر في تقديرها لكنه وافق ان اذكر اسمه حين تطبع موسوعة اعلام الصائغ بالورق فاجبته الى رجائه لكنني لا استطيع الآن نشر معلومة لايتبناها صاحبها او يوقع عليها و برغم ذلك يتضاعف ثنائي لهولاء وتقديري لظروفهم ودعائي من اجلهم ! اما ترتيب اسماء الكتاب الأفاضل الذين رفدوا هذه الفرزة بمساهماتهم الفضيلة فسيخضع لتاريخ ارسال المساهمة فاقتضت الاشارة او الاعتذار :


اولا : الباحث الاستاذ ذياب مهدي آل غلام
صورة المعلم الخطاط المربي التقدمي هادي مواشي


ثانيا : المعلم الأستاذ السيد جواد الحلو وولده الأستاذ امير سيد جواد الحلو


ثالثا : انا و شقيقي الصغير د. محمد علي الصائغ واشياء اخرى
الصائغان محمد وعبد الاله في خمسينات القرن العشرين


رابعا : الفنان الرائد الاستاذ سعدي الكعبي

 
العلامة الفيلسوف ابو طريف البروف كامل مصطفى الشيبي والى يمينه ام طريف
والى يساره الصائغ ! التقطت هذه الصورة في مدينة طرابلس 11 مارج 1995 بمناسبة عيد ميلادي .
خامسا : المفكر أ .د. جعفر عبد المهدي صاحب الحسناوي


سادسا : البروف الخليلي : والصائغ افترقا 1948 والتقيا 2004

سابعا : غازي كسار ووهاب ابو شبع معلمان كوفيان فاضلان وظريفان


ثامناً : المعلم العلَّامة كَاصد الزيدي درسني في المركزية الابتدائية بالناصرية 1954 وزاملته في جامعة الموصل1984

تاسعاً : لماذا احتج المعلم النجفي الظريف شاكر البرمكي حين عين مديرا


عاشراً : الشيخ صادق الشيخ سلمان الخاقاني زميلي في الصف الأول الإبتدائي بمدرسة غازي وصديقي حتى الساعة

احد عشر : تحية تقدير كبيرة للمعلم الرياضي علوان السفير


اولا: عن الباحث الاستاذ ذياب مهدي آل غلام
الباحث الشاعر والفنان التشكيلي الاستاذ ذياب من الصفوة النادرة التي تحفظ في ذاكرتها كل تفاصيل الوجوه والازمنة والامكنة بحيث يدعك دون مبالغة تشم رائحة المكان ووتلمس بيديك شواخصه ! والاستاذ ذياب مناضل تقدمي ماركسي مع ان عمه الجنرال حسون محسن غلام من القادة القوميين المشهود لهم بالاعتدال ! ومازال الاستاذ ذياب يرفد الصحافتين الارضية والانترنيتية بمقالات متميزة تثير جدلا كبيرا ! وهذا الذياب دون ممالأة مثقف موسوعي عميق الغور وفيه حب للتآلف والتسامح ! وذياب آل غلام اسم دخل موسوعة الصائغ عن جدارة كاملة ! ولذلك أسميته ابن الجنية ورضي بتسميتي ! وهو يصغرني بدزينة سنوات فأنا جئت الدنيا 1941 عجلان ذا زاد وغير مزود ! بينا كان ذياب غير عجل فوصل الدنيا متمهلا في 1953 وجعلته ابنا لي فوافق ايضا !وسأدع ذياب يتحدث عن المعلمين وغازي واشياء اخرى بتصرف مني ضئيل لايكاد يرى ! يقول الاستاذ ذياب :

واحب ان ابتديء بنص للشاعر السوفيتي الشيوعي حيث قال  :
.......يكفينا من الجمل الرنانة
فعند الانطلاقة ستصبح الساحات
لوحاتنا، والحدائق ريشتنا.....

وماتدونه تاريخ للأجيال اجيالنا بوركت وبارك العراق يراعك قلمك (ينكَط) حب ووفاء أنت الصائغ عبد الاله ! حين ندون لأيام خلت كانت زاهية بعبق تقاليدها الأنسانية الجميلة وقيمها الأخلاقية في حينها... يتجلى لنا شموخ أنسانية العصر الذي كانت فيه؟ هذه القيم وأخلاقها كانت المدرسة ثم البيت؟ واقصد بها التربية والتعليم تحديدا؟ ولذلك كان المعلم يحمل ويتحمل العبء الكبير في التربية داخل المدرسة وخارجها؟ ان التاريخ ذكر ان ارسطو وسقراط كانا معلما وكنفوشيوس كذلك والسيد المسيح كان المعلم والفارابي وغيرهم لكن لمحمد لقب اخر وهو المتعلم(الأمي؟؟؟) فلم يكن معلما لكنه حض اسراه وطلب منهم ان يكونوا معلمين؟ مفارقه تاريخيه؟ مما تقدم هو مدخل الى الكتابة عن ذاكرتي لمدينة لها تطيب الانفس والارواح وبها تشمخ الأنوف مدينة الأنفه العراقية هذه (خد العذراء..ارض الغري) النجف في العراق الاشرف....ابتديء لاقول ان مدرستي (غازي) قبل ثورة تموز الخالدة وبعد العهد الجمهوري تغير اسمها الى مدرسة(النضال) وعليه سوف اذكرها كمدرسة النضال وهي كذلك ربما يشاطرني القول بالنعم القطب عبد الاله؟ لقد ذكرها ابو الوجدان تفصيلا دقيقا وهو كذلك كما مرسوم في ذاكرتي ... لكن غرفة المرسم كانت محاذية لجدار بيت كامل الاعسم الذي اصبح لاحقا(منزل عام لورثته؟) كمضيف للزائرين وللتاريخ افتتحه (ابو الثلج عزت الدوري ) في حينه ! (وهذه العشيرة ) اعرفها واعرف مشايخها ولكون (البو علي ...أخوالي) هم رؤساؤها الحقيقيون لكن لاسباب عشائرية تركوا الدور وسكنوا الحله فهم اجدانا( البو حربه) وهذه يعرفها اهل الحله واهل الدور ولا نفتخر او نتفاخر ؟ بهذا الكلام لكونه ليس فخرا لكن للتاريخ نذكره (هكذا أظن) وكذلك ان السياج الحديد طلي بأللون الاسود وبعد الحادثه التي ذكرها الصائغ بدل بالطابوق الجمهوري واتذكر كان البناء(غانم الجمالي) لكون ابنه رشيد معنا في المدرسة وهو من سكنة السور؟ هذا من جانب شارع الرسول(الكص) ثم أغلقت ووسعت الباب الثانية المقابل الى بيت محيي الدين الركن؟ وبيت الكيشوان (وسهر الشوق في العيون الجميلة؟ وبيت سيد سلمان ثم بيت الشيخ نوري مشكور؟ بالفرع الثاني من الجديدة لكون الفرع الاول أسمه شارع الرابطة الادبية وذكرته بأسهاب كبير في احد الفرزات الصائغية؟
مدراء مدرسة النضال وحسب ذاكرتي جعفر البرمكي، صاحب فليح، وبعده محمد رضا الحلو... المعاونون يحيى المله وعبد الرزاق العمار، المعلمون : الشيخ موسى الشرقي عم المعلم مصطفى الشرقي ،أحمد مطوك وسدارته البغدادية وقاطه ثلاث قطع يشبه بدلة الباشا؟ وسبحته الكهرب؟ وشواربه الهتلرية؟ عبد الرزاق الحبوبي والذي اصبح بعد ان انهى دراسته المسائية في المستنصريه بغداد القانون ! قائمقام النجف وكنا نقول عنه(قائمقام الفواتح) هذا عبد الرزاق الحبوبي لاينحب ولا ينسب(مثل الجفل ظليت لانحب ولاانسب) وبعدها عين سفيراً للعراق في الخليج (أظن)في عمان او قطر !؟مجيد البغدادي، حامد الكهربائي هكذا نلقبه لكونه يشتغل بعد الدوم في محله الصغير في شارع الرسول لبيع وتأسيس الكهرباء؟ اسعد الملكي هذا المناضل الكبير هذا المعلم الذي زرع في قلبي طريق المحبة واول من جعلني اوزع مناشير الحزب الشيوعي في النجف...( فالحزب الشيوعي مدرسة للتربية الوطنية وللتعليم ؟ والشيوعيون معلمون وهم كما قالها شوقي قولا وفعلا) فبعد خروجهم من الموت البعثي للحرس القومي؟( ولي ذاكره لفرزة يحددها القطب عبد الاله عن ايام شباط 1963الدموي في النجف؟؟؟)فكل المناضلين واغلب الموقوفين والمعلمين الشيوعيين كانوا في حكم الأعدام البعثي؟ فتم الافرج عنهم من سرداب المقر؟ بالعفو الذي أعقب انقلاب تشرين؟ والمعلم اسعد الملكي وبيتهم في محلة قديمة(البراق) سمي العكد الذي يسكنونه بأسمهم (عكد بيت الملك)و مدخله من شارع الصادق ثم يلتقي بعكَد بيت الرشدي حيث يمينا الى شارع الرسول ويسارا الى بيت الرشدي، نعمه رجيب ابو سلام ،باقر السلامي معلم الرياضة، وفي ايام المهرجان السنوي للرياضه المدرسيه كانوا يأتون الى مدرستنا النضال( المشرفون الرياضيون عليها في قضاء النجف منهم (عبد النبي الصائغ)ليس له علاقة مع عبد الاله الصائغ سوى باللقب لكونهم اصحاب بيت يمتهنون الصياغة؟
أيها الأروع بين العالمين لحد النخاع لحد دمعة العين فرحا لي ذاكرة هي منك يا أبي ولي زهوا بك كما ازهو بمهدي غلام لقد ذكرتك ولكن انت على مايبدو للعشق زمانه وظروفه حين كتبت عن شارع الرابطة في احدى فرزاتنا فرزاتك ذكرت حسون عمي(محمد حسن)وذكرت جبوري..جابر(جبار)وكذلك قلت هم اربعة حسون وحامد ابو ذياب وشاكر وجبوري وقلت هناك شاب لازلت اتذكره ولقد نوهت لك في بعض رسألي بأنني اتذكرك واحيانا تثيرنا فلانة؟(وحتى لهذه الحظة انت لم تنتبه حين ذكرت(الكيشوانيه)وسهر الليل في العيون الجميله لا انا اتذكر جيدا قصر بيت الصائغ وانت كتبت عنه وانا اتكرك جيدا وذاك شعرك الهفهاف ذو الشقرة الجذابة وعيونك النرجسية التي تظم فيها غزل الناس والاحساس اتذكرك جيدا ياعبد الاله الصائغ من بين الناس اتذكرك كيف كنت تنافسني في ملاحقة بنت الناس؟؟؟ دع لومك يا ابي فلنا ذكريات لايسعها الليل ولحد قطع الانفاس احبك كما اتذكرك واتذكر الرائع محمد الصائغ اخي لكن هذه(دواليب الوكت)اشكرك ابي اشكرك ابي اعرف ابنة العجمي وانت لاتطيقها ولا تعبر التشريفة (كنت للغرور اكثر من حب ابنة العجمي (خانم) حبيبي هذه عجالتي ردي الى ابي شرفا لي ابي ازيده على اوسمتك التي منحتها لي اشكرك اشكرك اشكرك وانتظرني


اشارة ارجو الدخول عبر هذه اللنكات للاهمية :

الأستاذ فلاح صبار تعرفه جيدا ابن صبار في العماره؟رياضي يكتب الان عن ذكريات رياضيه جميله

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=162778 
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=163237 
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=162495

ذياب مهدي آل غلام

ولدكم ابن الجنية (وهذه عندي عليها حكاية طريفه ) جدا ابن الجنية ساكتبها اليك وهي واقعيه وحقيقية وابنكم ذياب علي الصائغ(اموافج اموافج اموافج)أبن غلام ذياب الصائغ

ثانيا : عن الأستاذ الكاتب امير الحلو والمعلمين ومدرسة غازي
امير الحلو هو الابن الصغير للمعلم المعروف سيد جواد الحلو اما الابن الكبير فهو الفنان التشكيلي سمير الحلو الذي مات وا اسفاه سنة 1962 في حادث سير قرب المحمودية وهو في عز شبابه وعطائه ! فبقى والده حزيناً جداً وطلب إحالته على التقاعد.. وكان امير قبل هذه قد فداه بنفسه حين تعرض سمير لمحاولة اغتيال بالقامة فوقف امير بين القاتل وبين سمير فوقعت القامة على رقبته وتركت اثرا بينا حتى اليوم ( هذه المعلومة نقلها لي صديق مشترك بيني وبين امير كان زميلي في مدرسة ابن حيان الابتدائية !! ) وفي هذه الفرزة سيكون التلبث عند المعلم السيد جواد الحلو احد ابرز وجوه التعليم في النجف آناء الأربعينات والخمسينات ! اما امير الحلو فهو كاتب معروف وشخصية سياسية معتدلة ودؤوبة وتربطه صداقات حميمة مع اصدقائي ومازلت اتذكره وقد اطل بعد انقلاب 8 شباط الاسود 1963 اطل من الشاشة الفضية التلفازية ووجهه لايكاد يبين من التعذيب وقد وصف كتاب المشوهون الذي صدر بعد سقوط 8 شباط لتوثيق الجرائم وصف كيف اشرفت على تعذيبه القيادة البعثية وفي الصميم ابن مدينته محسن شيخ راضي ! وقد اسر لي امير الحلو ان زميله في مدرسة غازي الابتدائية عبد الامير معلة كان حريصا على تعذيب امير بنفسه ! وفي موسوعتي مبحث حول شخصية امير الحلو المثيرة للجدل وقد ريشت السهام نحوه بعد سقوط النظام ابريل 2003 على انه من رجالات الحكم السابق وكنت انتظر من الادباء الذين رعاهم وعمل على سحبهم من جبهة القتال المميتة ووفر لهم اشغالا في جريدة القادسية ومجلة حراس الوطن ! لكنهم احجموا عن قول كلمة حق ولهؤلاء حديث آخر ليس هذا مقامه ! وحين كان مديرا للاذاعة العراقية قبل ان يغتصب البعثيون السلطة كانت دار الاذاعة ملاذا لكثير من المثقفين والادباء ! وكذلك فعل حين تسنم رئاسة تحرير مجلة الف باء !

المعلم سيد جواد الحلو

ولد السيد جواد عبد الحسين محمد رضا الحلو في النجف عام 1910 من والد معمم مناهض للانجليز وكان احد الذين وقعوا عريضة الاحتجاج على الحصار الانجليزي للنجف عام 1920 والعريضة محفوظة في المتاحف الوطني للوثائق ببغداد وقد وضع اسمه تحت العبارة المألوفة لدى رجال الدين الاحقر القل محمد رضا الحلو.أما جده لأمه فهو أية الله السيد عبد الرزاق الحلو الذي ذكر د. علي الوردي في الجزء الثالث من كتاب (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق المعاصر) وكان احد ثلاثة معتمدين لدى السيد محمد سعيد الحبوبي عند اعلانه الثورة ضد احتلال الانجليزي لجنوب العراق عام 1915 وهم السيد محسن الحكيم والسيد محمد رضا الحلو والشيخ علي الشرقي .
وقد تمرد السيد جواد على تقاليد مجتمعه النجفي بعامة وعائلة الحلو بخاصة فالمجتمع النجفي عهد ذاك لا يسوغ العمل في دوائر الحكومة لكن السيد جواد دخل دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية عام 1934 وكان من أساتذته كما ذكر لولدة امير : الدكتور محمد فاضل الجمالي والدكتور خالد الهاشمي ، وبعد تخرجه وحسب التعليمات بالعمل في الأرياف عين معلماً في قصبة عين التمر التابعة للواء كربلاء ثم انتقل بعدها الى المجر الكبير في العمارة حيث يوجد فرع للعائلة هناك كما أن علاقات والده وشقيقه السيد يوسف مع قبيلة ألبو محمد وخصوصاً الشيخ محمد العريبي وثيقة جداً ، وقد دفن الشيخ عريبي رحمه الله في سرداب جد السيد جواد الحلو بمنطقة العمارة في النجف ! وفي هذا المضمار يتذكر امير الحلو وهلات من ذاكرة السرداب المقبرة ( ... وكانت جدتي تهددنا بالقائنا في السرداب (السن) العميق والاظلم إذا إرتكبنا حماقات ! فارتبط إسم الشيخ عريبي في ذاكرتي منذ الطفولة) .
بقي السيد جواد فترة طويلة في المجر الكبير ثم انتقل الى مدينة العمارة نفسها وارسل في طلب عائلته فالتحقت به حيثضى امير سنتي الدراسة في الصفين الثالث والرابع بمدرسة السلام في العمارة ، وبعدها انتقل الى النجف عام 1953 حيث مارس التعليم ثم اختير مديراً لمدرسة المحمدية في منطقة الحويش بالقرب من مساكن آل شربة.
كان السيد جواد الحلو دمث الاخلاق نشطا في ملاحقة الواجبات الاجتماعية وقد ربطتني به علاقة خفيفة لم تتطور بسبب فارق السن وربما كوني صديقا لولديه سمير وامير ! كان هذا المعلم الوجيه يكتب الشعر وينشره في جريدة لواء الاستقلال التي يصدرها حزب الاستقلال ويرأس تحريرها المرحوم قاسم حمودي ، كما ان لديه محاولات غير مكتملة في كتابة القصة وقدعثر امير على دفتر سميك بخط والده فيه مشروع رواية لم تكتمل وما زال هذا الدفتر بحوزة امير بعد ان اطلق موت والدة امير رحمها الله سراح هذا الدفتر فقد كانت تعتز به كثيرا ! .
كان في سنواته الاولى على عادة الافندية يرتدي السدارة الفيصيلية فأصبح معظم اشقائه معلمين منهم السيد يوسف الحلو والسيد شاكر الحلو و السيد محمد الحلو الذي اصبح مفتشاً للتربية في كربلاء ومن الجدير بالاشارة ان اقرب اصدقاء السيد جواد الى نفسه هو الاستاذ خلف والد الصديق الراحل الشاعر منذر الجبوري ! وخلال سكنه في بغداد كان يقضي يومه بالذهاب الى مقهى البرلمان في الحيدر خانة ليلتقي بأصدقائه ومنهم المرحوم خلف الجبوري ليلعبوا الطاولي ويقرأون جميع الصحف بعشرة فلوس وهي طريقة تسمى العشت وعمل بعد التقاعد مع الدكتور مالك دوهان الحسن نقيب المعلمين وكان يقضي وقته الصباحي في مبنى النقابة في امور ادارية ومالية .تدهورت صحته عام 1982 وكان يشكو من الكلى مما اضطره للدخول الى مدينة الطب ! وكان امير يزوره صباح مساء وفي واحدة من زياراته الصباحية لتفقد اوضاع والده الصحية قالت لي احدى الممرضات: لقد توفي والدك فجر اليوم ......
ومن المضحك المبكي انقل هذه العبارة لامير ( دفن والدي في مقبرة آل الحلو في النجف ولكن أحداث عام 1990 حوّلت مقبرتنا التي تضم رفات أبي وأخي وجدي لامي وخالي وغيرهم الى شارع مبلط تسير عليه السيارات وسط وادي السلام ! مما جعل المرحومة والدتي تنقطع عن زيارة المقبرة وتقول لي: هل تريدني ان اجلس على الاسفلت وسط الشارع لأبكي على أهلي ؟ ) . إ ، هــ
امير الحلو يكتب عن مدرسة غازي:
كانت السن القانونية لدخول المرحلة الابتدائية سبعة سنوات لذلك فقد (انتميت) الى مدرسة غازي الابتدائية عام 1948 ،ولا زلت أذكر أن معلمنا تحدث في الدرس الاول عن فلسطين واحتلال الصهاينة لها وضرورة مساعدة شعبها،فأثار أول أحاسيسنا العربية والانسانية واتذكر أنني عرضت الموضوع على والدتي فأعطتني عشرة فلوس سلمتها للمعلم في اليوم التالي تبرعاً للحملة الشاملة للفلسطينيين المهجرين الذين وصل قسم منهم الى النجف.
كان اختيار غازي مدرسة لي بسبب قربها من دارنا التي تقع في محلة البراق (عقد الطريحي)المجاور لجبر الليباوي،وكنت أتمشى الى المدرسة في الدوامين الصباحي وبعد الظهر ويصاحبني أكثر ا جيراني ومنهم عبد الامير معلة ،ومن زملائي في البداية حميد زوين وحسن الطريحي ومحمد حسن غلام وعلي حسين الحبوبي وشمسي الحبوبي،وكانت المدرسة كما(صور)شكلها الهندسي أخي عبد الاله الصائغ جميلة جداً تتوسطها حديقة فيها شجرة(سدرة)تحمل النبق وكالعادة فقد أشعرنا بأن لا يجوز قطعها لأنها(تشوّر)ولكن يجوز أكل ثمرها،وأذكر أنني كنت أحصل على الكتب والقرطاسية مجاناً لأنني ابن معلم وهذا ما ينص عليه نظام وزارة المعارف في حين يحصل عليها الفقراء مجانا أيضا مع معونة الشتاء التي كنا نجمعها لزملائنا المحتاجين .
من أشهر مدرائنا كما ذكر الصائغ المرحوم رؤوف الجواهري بقامته المديدة وسدارته وعصاه(عند الحاجة)وهو رجل صارم ومحترم ومن عائلة نجفية خرجت العديد من المعلمين والاطباء،وكنا نخشى غضبه مع مجموعة من المعلمين (القساة)وأشهرهم عبد الامير الوائلي معلم اللغة الانجليزية وكان شقيقاه عدنان ونزار معنا في المدرسة،وقد أصبح من(اصدقائي)بعد أن كبرت وانتميت الى منظمة الشباب القومي العربي التي كان في قيادتها مع المرحومين الشيخ احمد عبد الكريم الجزائري ومحسن البهادلي والسيد احمد الحبوبي.
ومن المعلمين الشديدين القساة(حسن بانيه)معلم الرياضة الذي كان يفرض علينا أن نخرج الى ساحة المدرسة لاداء التمارين الرياضية بملابسنا الداخلية وكان البعض يستحي من أن يخرج بهذا المنظر فيضربه بالعصا التي تلازمه ،كما كان من الصعوبة على الجميع أن تكون ملابسهم من(لباس وفانيلة)نظيفة دائما وتصلح للعرض الخارجي.
ومن طقوس المدرسة الاصطفاف الصباحي وترديد الاغاني الوطنية(الملكية)وكذلك قيام المعلم(الخفر)ذلك اليوم بتفتيش التلاميذ ونحن نقف على شكل ثلاثة صفوف ونمد أيدينا للتفتيش عن مدى النظافة وطول الاظافر وقد يقوم المعلم بضرب التلميذ (الوسخ)بالعصا ثم نذهب بشكل منتظم الى الصفوف.وكان مستوصف المعارف في النجف نشيطاً جداً ويقوم فريق العمل بقيادة طبيب لبناني لقبه(العيد)ويسكن في دار كبير قرب بيت (سنبه)في الجديدة ويصحبه المخيف صادق (زارق الابر)من بيت(ربيع)بزيارة المدرسة بشكل دوري ويقوم بفحص التلاميذ بفتح الجفن والفم ويشخص الاغلبية بأصابتهم بفقر الدم والتراخوما.ويطلب من التلميذ جلب زجاجة لملئها بشراب(زيت كبد الحوت)الذي كنا نكره طعمه ورائحته قبل أن يتطور الى كبسول كريستالي عديم الطعم ،كما يقوم الفريق بتطعيم الجميع ضد التيفوئيد بواسطة (أبر غليظة)يجري احماؤها على موقد نار يوضع عليه قدر ماء يضم الابر لتعقيمها قبل زرقها. أذكر أن لافتات محفوظة بعبارات منتقاة كانت تملأ جدران المدرسة منها(الدار التي لا تدخلها الشمس يدخلها الطبيب) وكان يشرف عليها المعلم السيد مهدي الرفيعي الذي قام بضربي بشدة يوما لمخالفة (وكاحة)وعندما شكوته لعمي (أبو احلام)وهو من أصدقائه جداً قال لي (حسب الميانة)،كما ضربني مرة المعلم حميد الدسفولي لأنني نسيت دفتر الحساب في البيت ولم أقدم الواجب المدرسي.كان المعلم عبد الامير الوائلي يستعمل وسائل إيضاح في تعليمه اللغة الانجليزية لنا وأذكر أنه جاء بصحن (قيمر)مع الخبز وطبق علينا درساً في مفردات الطعام وتناوله،وقد أعجبتنا التجربة ولكنه لم يكررها كثيراً.كنا في بداية الدوام أو نهايته نتردد بالرغم من وجود حانوت المدرسة الذي يبيع (حامض حلو)على دكان صغير مقابل باب المدرسة وكنت أحب أن اشتري منه خلطة تضم السكر مع (الليمون دوزي)أو السماق مع الملح.
كما كنا ونحن صغار نعجب بجمال جارات المدرسة من بنات(سنجر) وقد أكتسب صاحب الدار الكبيرة هذا اللقب بصفته وكيل مكائن سنجر للخياطة ولكننا نحترم الجيرة ولا نتحارش بل نكتفي بالبصبصة .
غبت عن مدرسة غازي في الصفين الثالث والرابع بسبب التحاقنا بوالدي الذي كان معلما في مدينة العمارة،ثم عدنا الى النجف ودخلت في الصف الخامس ثم السادس حيث تخرجت منها.
الاشياء الكبيرة في صغرنا ،تبدو صغيرة في كبرنا ،فعندما ذهبت قبل سنتين الى النجف لحضور مجلس فاتحة على أحد أقاربي،كان مكان المجلس في(مسجد أو حسينية الاعسم)وهي بنيت حديثا الى جانب مدرسة غازي فمررت على المدرسة وقطعت المسافة بأقل من دقيقة ووجدت البناء(الضخم)في تصوري بسيطا ومساحته صغيرة،وهذا (قانون طبيعي) ينطبق على البيوت التي سكناها.
ومن عمليات الاعمار التي جرت في النجف جرى فتح شارع ...من باب القبلة وينتهي الى الشارع الذي تقع فيه مدرسة غازي محاذياً(سوق الحويش)...

ذكريات داعبت فكري وظني
لست أدري أيها أقرب مني
سلاماً على ذكريات مدرسة غازي وعلى كل زملائي من ذهب ومن بقي وعذراً لعدم تذكري أسماء جميع المعلمين والزملاء.
معلم الرياضة (حسن بانيه) واكتسب اللقب لطوله ؟
عباس فضل الحبوبي معنا في مدرسة غازي
وعم والده الشاعر الكبير محمد سعيد الحبوبي.
أمير الحلو
بغداد

ثالثا : عن شقيقي الصغير الدكتور محمد الصائغ وغازي
محمد جاء الدنيا بعدي بسنتين ! مات ابونا السيد علي الصائغ بالسكتة القلبية ومحمد ابن اشهر فكنت حين اغاضبه اقول له انت كَصتك جسحت ابويه اي ان جبينك كسح ابي اي مرة ثانية انك فأل غير حميد وكان يغيضه قولي وربتما حتى هذه الساعة ! وتقول الزرقاء ان محمد بدأ المشي وهو ابن سبعة شهور فكانت الملا تقية تويج صديقة الوالدة تسميه محمد الجني لانه صغير وقصير ويمشي ! وانا دخلت مدرسة غازي قبله ولكن كثرة رسوبي جعله يكون معي في الصف ذاته ثم تخرج من غازي قبلي الم نقل انه جني ! واعترف انه كان ومازال اشطر مني وأهدأ وقد جاب البلدان قبلي مختارا ! زار فرنسا وايطاليا والمانيا وهو في عز شبابه وانا لم ار هذه البلدان حتى الساعة وانا في عز شيخوختي ! وحصل محمد على الدكتوراه قبلي فكان الصغير قدوة للكبير ! وكنا في الابتدائية نبتكر العابا طفولية لا اظن غيرنا يفكر بها الا لماما مثلا : كنا نتبادل دواليبنا وممتلكاتنا الطفولية بالكامل فهو يكتشف عالمي المدهش وانا اكتشف عالمه المدهش بحساب ذلك الزمان ! وكنا نعمل مفاضلة في الرسم والاعمال اليدوية فنعلق اعمالنا على الجدار ونستدعي طرفا محايدا ليقدر الفوز اهو لي ام لاخي محمد وكنا لانعترض على الحكم ! وجدير بالذكر ان معطي جبر حكم مرة احد المعارض الطفولية المشتركة بين محمد وأنا ! وكنا نعمل سينما خيال الظل وندعو اصدقاءنا فينبهرون ونشعر بالفرح لاننا نثير اهتمام اصدقائنا رغم ان عملنا يتم في الظلمة ! وكنا ابتكرنا عملة نقدية قوامها اوراق الشوكولاتا وقبغات قناني المياه الغازية ولكل سنخ من الورق او القبغ سعره فاشتري منه بتلك العملة وكذلك يفعل محمد ! وكنا نثور على شيوخ المحلة من الاطفال بطريقة مبتكرة وهي ان امسك الشيخ الطفل من يديه ويمسكه محمد من رجليه ونبهذله امام اطفال المحلة فيرتعب الشيخ الطفل ! بل كنا نعمل المقالب على جدتنا ام سعد وشقيقنا الكبير عبد الامير رحمهما الله وذكرت ذلك في مذكراتي عودة الطيور المهاجرة ! وكنت احبه واحب رفقته ولكنه كان وما زال لايعلن حبه بل يدع تصرفاته هي التي تعلن ! امي واخي عبد الامير كانا يخافان عليه لصغر سنه ولغضاضة عوده فهو بزر الكَعدة وبزر الشيب واخي عبد الامير الكبير كان فتشة عين الزرقاء فيترتب عليَّ اذن انا الابن الوسطاني المسكين ان اشتري لوحدي الخبز والقيمر او الكاهي صباحا ! او يرسلانني الى السوق لاشتري شيئا ما ! واحيانا اجد رغبة في ان اتمشى فاطلب اليه في كل ذلك مرافقتي فيجيبني بحرفين فقط هما : ما ويعني لو تطلع نخلة براسك ما ارافقك ! فابتكرنا طريقة تجعلنا نترافق دون ( ما الجازمة ) ودون جدال وهي ان احمله على ظهري حمال باشي او اجعله على كتفي ويمدد رجليه وساما على صدري ! تخيلوا حالنا ! وحين اتعب وارجوه ان استريح والتقط انفاسي لا ينزل عن مطيته حتى اجعله على دكة عالية فينزل وهو يهددني بعدم الخروج معي ثانية ! اي انه يستعمل معي ما الجازمة ! هذا غيض من فيض ! ولسوف ادع القاريء الكريم مع شقيقي محمد الصائغ وهو يقول :
في خمسينات القرن الماضي كان ارتداء البنطلون في النجف مقتصرا على موظفي الدوله وبعض المثقفين والمهنيين من خريجي الكليات اما عامة الناس فتتنوع ازيائهم بين العقال والعمامه والكشيده والعرقجين او حاسري الرأس وتشكل الدشداشه القاسم المشترك لتلك الازياء. كنا طلاب مدرسة غازي الابتدائيه نرتدي الدشداشه ونحتذي النعال ,عندما عاد اخونا الكبير عبد الامير من بغداد كان مأخوذا بازياء البغداديين فاشترى لي ولاخي الاوسط عبدالاله بنطلونين وحذائين(قندرتين)وارغمنا على ارتداء زي (الافنديه)عند ذهابنا الى المدرسه رغم اعتراضنا لان ذلك ليس مألوفا.عند ذهابنا في اليوم التالي للمدرسه(وعينك لتشوف) استقبلتنا جموع الطلبه بما يشبه المظاهره وهم يسخرون منا ويهزجون(افندينا الزغيرون لابس ستره وبنطرون ,هذا الولد عنجوكي وحزامه نايلون ,وغيرها لا اتذكرها) ولم يتورعوا بقذفنا بما تلتقطه اياديهم من الارض من حجاره او اوساخ حتى اصبحنا (سينما) ,ولم ينفع توسلنا وبكائنا لدى اخينا الكبير الشديد والقاسي بالعدول عن ذلك وشرحنا له معاناتنا حتى اني كنت في فترة الاستراحه بين الدروس(الفرصه) أختبأ بين الحائط ومنضدة كرة الطاوله التي يصل ارتفاعها الى اعلى صدري كي احجب مظهري عن الطلبه ! واستمرت معاناتنا عدة ايام قبل ان يضع لها حدا اخي عبدالاله حينما طرح فكرة التخلص من احذيتنا برميها فوق سطوح احد البيوت وعدنا الى بيتنا المحاذي للمدرسه ونحن افنديه حفاة الاقدام فاستقبلنا عبد الامير بالتأنيب والتعزير فقلنا له ونحن نتباكى بأن الطلاب ضربونا وانتزعوا الاحذيه من اقدامنا. لقد علمت ان حاله مماثله لحالتنا في نفس الفتره مر بها الدكتور مالك المطلبي حينما شاهدته من على شاشة الحره عراق في برنامج سيرة مبدع ,فقد طلب مدير مدرسته في احد اقضية لواء(محافظة) العماره ان يرتدي البنطلون فقام الطلبه بحمله على اكتافهم يجولون به في انحاء المدرسه ساخرين ومزقوا ثيابه !

د.محمد الصائغِ

رابعا : عن الفنان الرائد الاستاذ سعدي الكعبي وغازي
سعدي الكعبي فنان شاهق استطاع بصبر القديسين وذكاء المتميزين وعصامية الموهوبين حفر مجرى عميق لتجربته في جرانيت العقوق الشرقأوسطي للابداع ! ولا احسب ان مثقفا عربيا يجهل مقدار هذا الفنان الرائد ولسوف انقل عن صحيفة الشرق الاوسط الصادرة يوم الاحـد 15 شـوال 1422 هـ 30 ديسمبر 2001 العدد 8433 نقلا حرفيا : «حوار مع الذات» للفنان العراقي سعدي الكعبي برموز جلجامش وحمورابي وعشتار : أقيم في جاليري 4 جدران بفندق شيراتون عمان معرض «حوار مع الذات» للفنان العراقي سعدي الكعبي أحد ابرز رموز الفن التشكيلي العربي، بحضور شخصيات أردنية سياسية وثقافية وأعضاء هيئات دبلوماسية وفنانين ونقاد. وتناول المعرض عبر 28 لوحة حضارة وادي الرافدين وملحمة جلجامش وحمورابي ومسلته الشهيرة وعشتار الهة الخصب والحب والحرب. والفنان سعدي الكعبي ولد في النجف العراق عام 1937 واقام العديد من المعارض الشخصية والمشتركة في بغداد وباريس وروما ونيويورك وموسكو وستوكهولم وبرلين ولندن وبراغ وبكين وانقرة ووارسو وكافة العواصم العربية. وقالت ماجدة المعشر مديرة جاليري 4 جدران لـ«الشرق الأوسط» ان العرض يشكل خاتمة فعاليات هذه السنة فيما سيشهد الربع الأول من العام المقبل معرضا للفنانة الأردنية نوال العبد الله ومسرحية «حكي جرايد» للفنان رشيد ملحس ومعرضا لاعمال الفنان الفرنسي دومنيك ليه ماروا. يستمر المعرض حتى منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل. انتهى الاقتباس الحرفي من جريدة الشرق الاوسط ! .
اذن الفنان الكبير سعدي الكعبي من مواليد 1937 اي انني اصغره باربع سنوات ومع ذلك يمازحني فيقول ايها الشايب النشيط وانا راض !
الحق اقول انني استنجدت به في معرفة امور خفيت عني مثل وفاة صديق العمر الفنان معطي جبر الذي تحدثت عنه في الفرزتين السابقتين ويبدو ان صداقة مناسبة كانت تربطه بشقيقي دكتور محمد بيد انني كما يبدو لم اسعد بتوطيد الصداقة معه مع انني اعرفه ومع انه يعرفني ! لكن اصدقاءه اصدقائي قارن رسالة رقيقة منه يجيب على عتب امير الحلو بان الكعبي يتجاهل ذكر الفنان التشكيلي سمير الحلو :
اخي الاعلامي المبدع امير الحلوين تحية طيبة
ان العواطف جميلة ورائعة انها ملاذ للجسد وسكينة للروح ومنطلق صادق وخطير للرغبات ! . ليس غريبا ان يعاتبني اخي امير حول عدم ذكر اخي سمير الحلو في حواراتي الفنية ان اخي سمير كان وما زال معي فهو صديق الصبا
وفي لقاء مع تلفزين المستقبل اللبناني برنامج نهارك سعيد عام 1997 وخلال تطرقي الى نشاْتي في مدينة النجف والى الفنانين الذين كانوا معي فكان اخي سمير في مقدمتهم حيث كنا اربعة رسامين سمير الحلو ومعطي جبر وعلاء البرمكي وانا في متوسطة الخورنق وكان استاذ الرسم عبد الوهاب شمسة ومن المشجعين لنا كان الاستاذ عبد الرزاق رجيب مدير المتوسطة والاستاذ محسن البهادلي مدرس العربي
ولاازال اشم رائحة مرسمنا علما باني لست ناقادا ولا صحفيا وانا اليوم اتهيب من كلمة فنان ان توضع بجوار اسمي حيث اشترط حذفها. اما في الحوارات التلفزيونية عندما يصرالمحاور على تسميتي فنان ابادره
فورا باني هاوي وحتى على اغلفة الكتب التي الفت عن تجربتي الفنية احذف كلمة فنان ابعث عنوانك البريدي وسارسل لك احد الكتب المؤلفة عن تجربتي الفنية للناقد والفنان الكبير جميل حمودي ولو ان الكتاب امامك
في الويب سايت www.saadialkaabi.com واعتقد انك قراْته ولم يثير انتباهك ْاولم تقراْه . ليس مهما لان الكلام عن الغلاف وليس عن الجوهر .
اخي الصائغ
اما الحديث عن ذكريات مدرسة غازي وزملائنا فهو شيق ومشروط باْن تتنازل عن دعواك ضدنا في محاكمكم الامريكية وبعدها ستاْتيك اجمل الذكريات مع تقديري وامنياتي لك بالصحة
سعدي الكعبي
ولان الكعبي يكره حقا الحديث عن نفسه فانني اضطررته للكتابة من خلال اسئلة وجهتها له مبطنة بتهديدات مملحة كما يقول الجواهري العظيم ! بينها انني اقيم عليه وعلى امير الحلو دعوى اتهامي بالشيخوخة وما يترتب عليها ! مما سبب لي خسائر مادية ومعنوية وعاطفية يعاقب عليها القانون الامريكي فاستجاب بعد لأي ! القراء الاحبة معكم الحبيب سعدي الكعبي :
الاخ العزيز الدكتور عبد الاله الصائغ
تحية طيبة وامنيات بالصحة
ارجو ان تكون بخير وصحة جيدة وقد تعديت الوعكة الصحية التي المت بك وان شاء الله انها وعكة ليس الا وتعود الى اخوانك واصدقائك ومحبيك بحواراتك الموسوعية ايها الشايب النشيط ! مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل
انتم يا اخواني يا معشر الكتاب والادب والفلسفة الكتابة لديكم سهلة اما انا فلاتتصورونها كذلك انها تتعبني وعندما تراني اقدم عليها او على غيرها فانا هارب من المرسم لعدم قناعتي بما اعمل . عزيزي عبد الاله هل تعلم انني لا عرف شكلي ودائما اتفاجأ حين ارى وجهي في المراة فكيف ارسم لك صورتي ؟
اما الاجابة على اسئلتك الكثيرة والصعبة فالله يعيننا عليها .
دخلت مدرسة غازي عام 48 - 49 19 وتخرجت عام 52 - 1953 وكنت الاول على طلبة مدرسة غازي في البكلورية ! .
اما السادة المعلمون فاذكر منهم معلم الرسم سيد جواد الموسوي و معلم الحساب حميد الدسبولي ومعلم الانكليزي عبد الامير الوائلي ومعلم امان ومعلم كَزكَز ومعلم زاير ومعلم محمد رضا وحسن بانية اختصاصه الكشافة ومعلم الرياضة حسن عذاب ومعلم الرياضة مجيد سعيد غايب وعذرا للذين لم اتذكرهم .
اما زملائي في الصف اتذكر منهم زامل مطرود الكعبي ونوري ( الشريفي ) جعـ............. وباقر الموسوي والاخوين محمد الحداد وسعيد الحداد وراجح عبود الكعبي وهلال معلة وكثيرامنهم تحضرني صورتهم فقط. اما تذكركم في زمن الطفولة فاراكم طيفا تمر من خلاله الاسماء واشخاص يصعب قراءة ملامحهم ولما التقينا ونحن كبار انا والمرحوم عبد الاميرمعلة والاخ اميرالحلو وشاهدت صورتك اكتملت الصورة ! وان اول التاثيرات الفنية كانت من الاستاذ وهاب شمسة في متوسطة الخورنق وبتشجيع من اخي الاكبر سلمان ابو صباح .. ! ان معطي جبر يكبرني بثلاث سنين وانا دخلت المدرسة وعمري احد ىعشرة سنة ..
اما بخصوص رؤيتي للمسقبل وانا في الابتدائية فلم تتبلور لي أي فكرة عن المستقبل .
اما عن كوني متميزا في الرسم في الابتدائية نعم كنت اشعر انني رسام عظيم وبدأت هذه العظمة تتناقص وتصغر حتى اختفت والحمدلله .
وعلى ذكر الشعور بالعظمة اليك هذه الحادثة 1985
في الثمانينيات زاد نشاطي الفني واقمت معارض متميزة وحصلت على جوائز عالمية مهمة واصبحت مادة اعلامية جبدة للجرائد والمجلات والتلفزيون وماتجمع من السيرة الذاية كانت زوجتي تجمع هذه الصحف والمقالات وتبوبها وتسلسلها و قد اصابني الغرور وشعرت بالعظمة حتى صرت مترددا اخاف ان ارسم شيئا دون مستوى عظمتي . وفي ليلة شتائية وكنت جالسا امام موقد النار في مرسمي في الوزيرية وقد اكملت ربع الزجاجة شعرت بصحوة رائعة وعدت الى حقيقة نفسي فناديت ابني الكبير مهند تعال واجلب كل ما موجد في هذه المكتبة من جرائد ومجلات وارميها في الفايربليس في النار استغرب ولكن لم يستطع ان يخالف امري وماقصر مهند شال كل الارشيف وكل ما وقعت عليه يده الكريمة حتى صرخت ام مهند ماظل بس اني تذبني بالنار . لم اعلم انها جالسة خلفي تتدفأ فقلت لها لا يا ام مهند انت عزيزة ولكن هذه الخزعبلات قيدتني وجعلتني اعتقد باني عظيم وانا اعرف نفسي انسان عادي فمالي بها . وبعدها عدت الى نشاطي الفني بكل ثقة . وقد رويت هذه القصة الى الاخ المخرج والممثل سعدون العبيدي فعملها مسرحية ميلو دراما . www.saadialkaabi.com
عزيزي الدكتور عبد الاله
بصدد سؤالك عن المرحم معطي جبر فهو فعلا توفى منذ سبع سنوات.
وهو ابن عمتي وزوج اختي وصديقي واسمه الكامل هو معطي جبر ادريس الكَرعاوي .وبصدد تنازلك عن محاكمتنا اهدي اليك اول طرفة من متوسطة الخورنق الزمن 1955 وحضور جميع طلاب الاستاذ وهاب شمسة مدرس الرسم ونحن الطلاب نعرف عبارته العتيدة وهي : ارسم < بصيغة الامر > ذيابه ثنين تعاركو واحد اكل الثاني ما ظلت غير الذيولة ! ونحن جميعا نحفظ السؤال والجواب يعني حضروا كتبكم ستخرجون الى البيت .
سعدي الكعبي

خامسا : مع المفكر أ . د. جعفر عبد المهدي صاحب الحسناوي
عزيزنا الدكتور الصائغ المحترم
بعد التحية
اتصل بي هاتفيا صباح هذا اليوم الدكتور محسن المظفر
ويبدو ان ذاكرته نشطت في الصباح بعدما عجزت من التذكر ليلا
فاخبرني بان معلم الرياضيات في مدرسة غازي اسمه حميد الدسبولي
اما المعلم المختص بتلاميذ السنة الاولى اسمه أمان وذلك عام 1943
حبيبنا البروف الدكتور الصائغ اذا وجدت هناك اهمية لهذه الاضافة
الرجاء الحاقها برسالتي السابقة
مع خالص الود
المخلص/ جعفر
تعرفت على هذا العراقي التقدمي اليساري والباحث المتعمق يوم قضيت في ليبيا ثماني سنوات وقد قربني منه الكبيران البروف كامل مصطفى الشيبي ( ابو طريف ) الفيلسوف ذو السمعة العالمية والشاعر المجدد الرائد الأستاذ مظفر النواب ! جمعني والبروف الحسناوي حبنا المشترك لهذين العلمين المشرفين ! وكنت ازوره رفقة استاذي وصديقي وحبيبي البروف الشيبي فاتطلع الى مكتبته العامرة والتظيم الدقيق الذي يفرضه على حياته بخاصة والبيت بعامة ! ولهذا العالم الموسوعي جهود مرموقة منها مثلا :
- عضو جمعية الصداقة العربية اليوغسلافية.
- عضو جمعية الصداقة العراقية الصربية.
- كان الشخص العربي الوحيد الذي تم اختياره في لجنة الدفاع عن الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش أمام المحكمة الدولية الخاصة في لاهاي ( اللجنة تضمنت 50 شخصية من يوغسلافيا ومختلف من قارات العالم)،إلا أن الرئيس الراحل فضل الدفاع عن نفسه بنفسه. في حين أن المطالعة التي رفعها أ.د. جعفر صاحب إلى المحكمة المذكورة تم تعميمها من قبل أعضاء البرلمان اليوغسلافي من الحزب الاشتراكي الصربي على كافة الممثليات الدبلوماسية العاملة في بلغراد وباللغتين العربية واليوغسلافية.
- عضو المؤتمر العالمي لمناهضة العدوان الاطلسي على يوغسلافيا.
- عمل بقسم الفلسفة بجامعة السابع من ابريل- ليبيا عام 1990محاضرا للمواد السياسية( الفلسفة السياسية،العلاقات الدولية ، ظاهرة الاستعمار).
- عمل رئيسا رئيسا لقسم الدراسات الفلسفية والعقائدية بجامعة السابع من ابريل –ليبيا( 1993-1999).
- حاضر في قسم العلوم السياسية بجامعات( الفاتح - النقاط الخمس –جامعة أفريقيا المتحدة)وكليات(المعلمين أبو عيسى-المعلمين الزاوية-الآداب زوارة-الاقتصاد العجيلات-الاقتصاد صرمان).
- يعمل حاليا بجامعة السابع من ابريل بدرجة أستاذ كرسي.
- يعد من الباحثين العرب القلائل في شؤون منطقة البلقان حتى وصفه المستشرق البروفسور رادا بوجوفيتش في مقدمة كتاب راشكا " بأنه يعد باحثا عربيا واسع الإطلاع بدرجة لا مثيل له في معرفة ومتابعة متغيرات الشؤون البلقانية".
والمكتبة العربية عبقة بمؤلفاته العلمية المتانية ! اذكر بعض مؤلفاته التي ترجمت لعدد من اللغات :
الصرب الارثدوكس الطائفة المفترى عليها( طرابلس: دار النخلة، 1997).
الفلسفة السياسية من العصور القديمة حتى الثورة الفرنسية( طرابلس: دار النخلة، 1997). صدرت منه الطبعة الثانية 2007.
مشكلة كوسوفو( طرابلس:دار النخلة، 1998).
الأفكار والمعتقدات الدينية في الشرق القديم( طرابلس:دار النخلة 2000).
راشكا سنجق ما بعد كوسوفو( طرابلس:دار النخلة 2000).
اتفاقية دايتون، دراسة تحليلية قانونية-سياسية(الزاوية-ليبيا:دار شموع الثقافة 2002).
خطاب العرش لإمبراطور جزيرة الطراطير-قصة أطفال للكبار(الزاوية:دار شموع الثقافة 2002).
صدام حضارات أم تفجير لبؤر الصراع (الزاوية: دار شموع الثقافة 2003).
الرئيس السجين سلوبودان ميلوشيفيتش ( الزاوية:دار شموع الثقافة 2003).
الايكولوجيا أيدلوجية أنصار البيئة ( طرابلس: المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر 2004).
ألبان مقدونيا( طرابلس:دار النخلة 2005).
مدينة الزاوية الليبية كما عرفتها( النجف الأشرف : مطبعة دار المواهب 2007).
اتفاقية دايتون وأخلاقيات العولمة.( قسم النشر بجامعة السابع من ابريل).
ترجمة كتاب كوسوفو- فلسطين –نظام الأزمات لدايان ميروفيتش( تم التعاقد على ترجمته من الصربية مع المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر).
وقد تواصلت صلتي به من خلال الانترنت فهو يتابع جهدي وانا اتابع جهده بل واسهم في الكثير من فرزاتي النجفية اسهامة العالم والاريحي معا ! وهذه قبسة من مساهمته التي جاءت استجابة لدعوتي رغم ازدحام برنامجه هذا الشهر ! وانقل الى حضرات القراء شتلات من جنائن هذا الصديق :
سيدي ونبراسي في التنقيب والبحث
المحبوب بلا تكلف وصاحب فرزات الشهد النجفي الصافي
البروفسور دكتور عبد الإله الصائغ
في ذات يوم شتوي من عام 1998 كنت جالسا في بيتي بمدينة الزاوية الليبية وبمعيتي الأستاذ الراحل الدكتور كامل مصطفى الشيبي رحمه الله ونحن ننتظر وصول الشاعر مظفر النواب لتناول العشاء سوية . في ذلك اليوم خرج من المطبعة كتابي البلقاني الرابع (مشكلة سنجق) فسألت البروفسور آبا طريف : ماذا اكتب من عبارات إهداء لشخصية مثل النواب؟ هذا شاعر وأنا متخصص بالعلوم السياسية. فأجابني بابتسامته المعهودة : اكتب لأرى ماذا ستكتب دون نجدتك في مثل هذا الموقف. بعد سماعي جوابه أصبحت في زاوية حادة غير الزاوية الغربية التي اقطن فيها، فاستللت قلمي وكتب العبارات التالية:
إلى معلمنا لمادة الصبر في مدرسة الغربة
الذي أصبحت أشعاره نشيدا وطنيا يردد
في مشارق العالم العربي ومغاربه
إلى الشاعر مظفر النواب ...مع خالص تقديري . المؤلف.
فعندما قرأ الشيبي ما كتبت نهض من مكانه وقبلني مع كلمة الله ثلاث مرات.
هذا ما قلته للنواب فماذا عساني أن أقول فيك يا الصائغ وأنت تلعب دور (الداينمو) في تحريك ذاكرات الأحباب ونفض أتربة النسيان عنها لتخليد المنسيين من النجفيين. إن عملا موسوعيا كهذا لا غير يراع الصائغ أهل له.
سيدي العزيز : في عام 1961 تم قبولي في الصف الأول بمدرسة الغفاري الابتدائية. أعجبني في الغفاري إنها أول مدرسة حكومية تم افتتاحها في النجف وذلك عام 1919 وما صاحب الافتتاح من معارضة رجال الدين. وكانت المعارضة اشد بعد بضع سنين عندما فتحت مدرسة الزهراء الابتدائية للبنات والتي استبدل اسمها باسم ( مدرسة بنات الموظفين) لامتصاص غضب المعممين. هكذا سمعنا من أهلنا. وبعد استقلال العراق من الناحية الرسمية استمر موقف المؤسسة الدينية تجاه التعليم الرسمي كما كان عليه في السابق. روى لي الدكتور محمد حسين الزبيدي حادثة وقعت إبان افتتاح كلية الحقوق ببغداد في ثلاثينيات القرن المنصرم ، إذ أن رئيس الديوان الملكي رستم حيدر قد لاحظ أن جميع طلاب الدفعة الأولى المرشحين للقبول في الكلية المذكورة من السنة وذلك لا بسبب احتكار السنة بل لعدم وجود خريجي ثانوية من الشيعة فبادر رئيس الديوان إلى تقديم ثمانية أسماء من خريجي مدرسة الشيخ قمر ( كمر) وتم إصدار إرادة ملكية تنص على معادلة شهاداتهم بالشهادة الثانوية. ويقال عندما عرف الوزير (السويدي) في الأمر لم يقوى على التعليق سوى انه أمر بقبول ثمانية يهود مقابل الشيعة الثمانية المقبولين. ويقال أن وزير المالية العراقي الأسبق حسقيل ساسون واحد من أولئك الثمانية. واقصد من ذكر هذه القصة ، أن في ذلك الوقت لا يوجد خريج ثانوية شيعي قدم إلى كلية الحقوق رغم أننا لا نحب حتى يومنا هذا الولوج في المستنقع الطائفي وبذلك المستوى الهابط الذي سلكه الوزير السويدي الذي كان التفكير فيه قائما منذ الأيام الأولى لقيام الدولة العراقية.
المدرسة كانت شمال إعدادية النجف أمامها الطبابة الطلابية التابع وخلفها بيت الميسور عبد علي ناجي وكان ابنه عدنان معي بنفس الصف. بناية المدرسة عبارة عن بيت فخم على الطراز المعماري النجفي موقع الإدارة في مقدمة البناية متكون من طابقين وسرداب ومنها الى ساحة الطابق الأرضي المكشوفة والتي تحيط بها صفوف المدرسة . الساحة نظيفة ومبلطة بالطابوق الفرشي مع مستطيل متباعد من أشجار النارنج الجميلة. لا زلت أتذكر فراش المدرسة مسلم النويني أبو عدنان بشخصيته التي لا تعادلها شخصية مدراء المدارس في هذا الزمان. نحن أطفال وقد سمعنا نبأ موته لأنه شيوعي. لقد أعدمه العبثيون الشباطيون حاله حال الآلاف الرجال والنساء التي أعدمت وبمساعدة فتوى محسن الحكيم عام 1963.
مدير المدرسة كان السيد حسن زوين أبو الأساتذة عدنان وفائق الأول أصبح مدير ثانوية النجف التي دخلتها عام 1970 والثاني درسني مادة الكيمياء بنفس الثانوية. أما معاون مدير الغفاري كان الأستاذ عبد الرحيم عدوه ومن المعلمين أبو غفار معلم القراءة المحبوب وحسين الرفيعي بالحساب وعبد الرؤوف مرزة بالعلوم ومحمد الخليلي بسدارته الجميلة ورجل كبير معمم من بيت الشرقي اعتقد اسمه عبد الله الشرقي ومن المعلمين أيضا عبد الواحد شومان الذي كنا نخاف منه لشدته وارشد الملكي من محلة البراق ومعلم الرياضة أبو العلا عبد الأمير الساعدي ثم جاء بعده مدرس ظريف وخفيف الظل هو مهدي شلاش ومعلم قومي اسمه محمود اللبان ومعلم الفنية عز الدين المانع وبعده معلم الفنية الناشط المحبوب هادي المواشي.
من طلاب المدرسة الذين لا أنساهم الممثل عزيز خيون ابن الشرطي أبو قيس الذي يقف بباب الصحن دائما لأداء واجبه. ولا اعلم لماذا يكنى بابي قيس وعزيز اكبر من قيس وكلاهما معنا في المدرسة. طبعا عزيز خيون ليس من جيلي فانا في الأول وهو في الخامس الابتدائي ولكنه يخرج في الاصطفاف والمناسبات في تجويد القرآن الكريم وكان ذا صوت رخيم. أما زملائي من الطلاب بنفس العمر أتذكر محمد محي التلال ، عرفت مؤخرا بأنه أكمل الطبية وهو مدير المستشفى المركزي في النجف حاليا. وأتذكر أخاه علي محي التلال – لا اعلم أين الآن – ومنهم نافع الخطيب الذي هو الآن برفسور دكتور في الفن التشكيلي يعمل حاليا بجامعة الفاتح الليبية وتربطني معه علاقة طيبة.وعلي عبد الأمير الحار وهو حاليا بروفسور دكتور بالكيمياء بجامعة الديوانية. وهناك أسماء لا اعرف ماذا حل بهم الدهر مثل يحيى صالح حلبوص وشقيقه سعد حلبوص وإحسان الشامي ورعد الخرسان وحمودي عبد محسن والأخوين رعد وسعد راضي الشمرتي . وبالمناسبة عندما وصلنا إلى السادس الابتدائي نقلت المدرسة إلى بناية قريبة كانت مقرا للاتحاد العام لطلبة العراق إذ لا زلت أتذكر الشعارات الشيوعية التي كانت منقوشة على جدران الصفوف والبناية في الأصل تعود لراضي الشمرتي ورغم أن الرجل ملاك البناية إلا أن ولديه كانا في غاية الغباء في الدراسة.ومن زملائي عبد الحسين رشاد مرزه وصلال لوتي وهو من بادية النجف وتلميذ معنا في الغفاري من الاردن اسمه نايف ختلان و ومحمد حسين بلديه ومضر الكيشوان وعلي عباس جريو ومحمد جريو وابن فاضل بلال لا أتذكر اسمه وجبوري محمد وسعد كنو وغيرهم كثر تخونني الذاكرة لإدراج أسمائهم. وفي هذا اليوم الخميس 25/2/2009 زارني الزميل( العم ) الأستاذ الدكتور محسن عبد الصاحب المظفر وهو يحمل هديته لي، كتاب من تأليفه والموسوم ( مقبرة النجف الكبرى – دراسة تحليلية زمانية-مكانية لظاهرة الدفن في المدينة)والكتاب ضخم (370 صفحة) من منشورات دار صفاء الأردنية وسوف اكتب لكم عرضا له في رسالة قادمة ان شاء الله.
وعندما شاهدني منهمكا بطبع هذه الرسالة لك سألته عن دراسته الابتدائية فقال : في مدرسة غازي حيث قبل في الصف الأول عام 1943 وسألته عن المعلمين فقال لا أتذكر سوى معلم الانجليزي واسمه عبد الأمير وواحد أستاذ العربية لأنه طويل القامة وضعيف البنية فقد كنا نطلق عليه الباميا ولا يتذكر اسمه ويعتقد انه من بيت الحكيم يتذكر اسمه من آل الجواهري ومعلم آخر لا. وعندما سألته عن زملائه الطلاب فقال لا أتذكر منهم إلا عز الدين المانع. واستفسرت منه عن عبد الإله الصائغ فقال بالتأكيد هو واحد من تلاميذي ويتذكر أن الدكتور محمد حسين الاعرجي كان احد تلاميذه وكذلك المطرب حميد منصور بالإضافة إلى آخر كان سرسريا ولكنه سجل بالمدرسة وأصبح فيما بعد محاميا ناجحا هو خليل شيحان . وذكر لي بان شيحان كان يقف له بالشارع ويأخذ منه النقود عنوة بحجة التبرع للحسين، ففي ذات مرة اخذ شيحان فتة كاملة منه كان أهله قد أرسلوه لشراء اللحم بتلك الفتة (الفتة 20 فلسا من فلوس ذلك الزمان). فقال وإذا بشيحان أراه يوما تلميذ عندي فلما انتهت الحصة قلت له تعال إلى الإدارة فجاء فقلت له يجب أن ترجع لي كل الفلوس التي سلبتها مني أيام زمان فضحك وقال :أستاذ أخذتها منك للحسين ،فضحكنا وانصرف. فعندما طالبت الدكتور المظفر بالمزيد من الحديث اعتذر فأعذرته لضعف ذاكرته. فكما أعطيت أنا العذر للمظفر أرجو ان تشملنا بعفوكم من تقصيرنا.
سيدي الصائغ هذه هي حدود ذاكرتي أرجو أن ترضى بها كمساهمة سريعة تلبية لندائكم الطيب.
مع خالص الود
أ.د. جعفر عبد المهدي صاحب الحسناوي
الزاوية – ليبيا

سادسا : شكر لزميلي في ابن حيان الابتدائية أ. د. عبد الهادي الخليلي
الاستاذ الخليلي سليل اسرة علمية ادبية مشهورة بالطب اليوناني ! يقول كبير العلماء البروفسور دكتور حسين علي محفوظ نور الله ثراه :
الحديث عن عبدالهادي الخليلي وفاء للعبقرية والاريحية، وفاء للفضل والنبل، وفاء للعراق، وفاء للرائد، وفاء للأستاذ، وفاء للطبيب.. التقت في الخليلي صفات وحالات، قل ان تجمع في واحد، بيت عريق، ومثبت معرق، وعلم جم، وتواضع رفيع، وادب فائق، وخلق عظيم، الى ذكاء متوقد، وفطنة براقة!
استطاع عبد الهادي الخليلي ـ وقد لازم الجراحة، وصاحب التشريح مدة أن يرى كثيرا من الحقائق والدقائق، في هذا الجرم الصغير، الذي انطوى فيه العالم الاكبر، ينحني في زواياه، ويغوص في اعماقه، ويطوف في حناياه. انتهى قول العلامة محفوظ . وجميل ان تكون جسور المودة ممتدة بين الحلو والخليلي والكعبي والصائغ للمثال :
عزيزي عبودي
سلامات
هل تعلم ان ان عبد الهادي الخليلي كان ابن صفي في الرابع الثانوي في ثانوية النجف ثم ترك سنة لاجل التحول الى الفرع العلمي وتفوق فيه؟ وهل تعلم انه تخرج طبيبا للعيون ثم تحول الى الجملة العصبية. وهل تعلم اننا لم ننقطع في محبتنا في بغداد ومراسلاتنا الان؟
امير الحلو
وقد تزاملنا معا الخليلي والصائغ في مدرسة ابن حيان الابتدائية في الكوفة فهو مواليد 1943 وكان مديرنا الاستاذ راضي الاعسم وحين نشرت الفرزتين لم تسمح له مسؤلياته قراءتهما وحين اوجزت له ما يخص ابن حيان نبهني الى سهو وقعت فيه اوجزه هكذا : ان المعلم المحبوب الذي صنع في حديقة مدرسة ابن حيان مجسما للعراق عجيبا وجعل فيه الفراتين يجريان ووضع المدن التي تقع عليهما ليس احمد الحبوبي بل هو ضياء احمد ربيع . وان استاذ الدين الذي ضربني واغمي علي رغم انه يدخل بيتنا كصديق لاخي عبد الامير هو المعلم هادي عليوي الصباغ كما ذكرني بمعلم الرياضة الرائع الحبيب حسين السبع وذكرني امورا اخرى لم تسعها حافظتي فقد اوصل الي ذلك من خلال الهاتف فجزاه الله عني خيرا .

سابعا : غازي كسار معلمان كوفيان فاضلان و ظريفان
اعرف هذين المعلمين الفاضلين عن قرب الاول هو معلم الرياضة المحبوب والمشهور غازي كسار ! والثاني هو المعلم المهذب وهاب شبع وكان بيتنا مقابلا لبيتهم ووالدته الفاضلة ام وهاب صديقة الزرقاء واخوه الصغير نعمان زميلي وصديقي ! والحكاية ان وهاب شبع عرف بطريقة مدهشة وسرية اسم ام غازي فأخذ يبتز غازي كلما اختلفا في شيء فيقول له تنلصم وتسد فمك لو انطق اسم امك ؟ فيرتبك غازي ويتنازل له ! وذات مرة جاءت هذه الفكرة الشيطانية في راس المعلم الحبيب غازي كسار فاستغل سفر وهاب الى بغداد فطلب من صديق له لاناقة له ولا جمل ان يرافقه ويلبس السدارة ويحمل سجلا كبيرا لا ادري من اين جاء به واشترط على صديقه ان يقول نعم فقط وهكذا قاد غازي كسار صديقه ذا السدارة وذهبا الى بيت وهاب شبع وطرقا الباب فخرجت ام وهاب الرائعة فشاهدت صديق ابنها ومعه رجل يبدو مهما فرحبت بهما وقالت ان وهاب غير موجود لانه سافر الى بغداد فقال لها غازي ماما هذا الرجال ابو سدارة مامور النفوس الكبير واليوم آخر يوم للتسجيل واذا ما سجلتم اسماءكم ستحرمون من الجنسية وانا يا ام وهاب لانني صديق ابنك اقنعت هذا الموظف واتيت به الى بيتكم لاني اعرف انك مريضة فتهلل وجه ام وهاب وقالت هلا بيكم ويلادي وادخلتهما البيت واجلستهما في البرانية او الديوانية او غرفة الاستقبال فقال لها غازي ماما نحن مستعجلون جيبي جناسيكم ولانريد ان تتعبي !! فهرعت ام وهاب وجلبت لهما صندوقا فيه الجناسي والاوراق الرسمية فنظر غازي الى دفتر نفوس ام وهاب وعرف اسمها فقال لها ام وهاب يقول مامور النفوس اسمكم موجود عنده ما كو داعي للتسجيل مرة ثانية ! تسمحين لنا بالخروج واذا جاء المحروس وهاب من بغداد قولي له ان غازي كسار جلب بنفسه مامور النفوس وكتب اسماء العائلة واولهم اسم ام وهاب ! وهكذا غلب وهاب على امره حين عاد وعلم بالخدعة فتعاقد الاثنان على كتمان اسمي اميهما !!

ثامناً : المعلم كَاصد الزيدي درسني في المركزية الابتدائية بالناصرية وزاملته في جامعة الموصل
ثامنا : لماذا احتج المعلم النجفي الظريف شاكر البرمكي حين عين مديرا ؟
ربطتني زمالة مع الجنرال فيما بعد علاء البرمكي وكان علاء البرمكي كثير الكلام على شيء من صرامة الجدية ولم اره يضحك الا نادرا ؟ واذا اراد ان يضحك فالمخاض عسير فهو يغلق عينيه ويشفط انفه ويفتح فمه لكن الضحكة لاتخرج من فمه بل من انفه وبعسر غريب وحين التقيت علاء البرمكي جنرالا في البصرة جلسنا في مقهى مطلة على شط العرب ومن غريب الصدف ان يرانا زميلنا في الخورنق عبد الامير العمية وقد اصبح مسؤولا عن مكافحة البضائع المهربة ! ومع ان علاء البرمكي قومي وعبد الامير العمية شيوعي فانهما كانا صديقين وشعرت في البصرة ان علاء البرمكي ابتعد عن التواصل مع القوميين كما شعرت ان عبد الامير العمية ابتعد عن الاخلاق الشيوعية فهو يمسك الاطفال الذين يبيعون السجائر الاجنبية ويلقي بكروصات السجائر في شط العرب وقد نكد تصرفه لقاءنا ! المهم قال لي علاء البرمكي اخ عبد الاله لابد ان نضيفك فقلت له تستطيع ان تضيفني دون عناء وشراء ! قال كيف ؟ قلت له نفسي ان اراك تضحك وتقهقه فقال لي بس اضحك ؟ قلت له بس ! فاخرج منديله الابيض وانخرط في بكاء يفطر القلب وعرفت ان ابنه مات خلال ايام زيارتي للبصرة حيث كان يعمل اخي الصغير دكتور محمد الصائغ طبيبا وعضوا في مجلس اللواء ! وندمت على طلبي فقد استمر علاء يبكي وهو بملابس الجنرال !
اما شاكر البرمكي فهو اديب وجليس ممتاز ومنكت مشهود له ! ربطتني به صداقة خفيفة لكن الصداقة لبثت خفيفة وحين بلغني نبأ رحيله حزنت كثيرا ! وحتى لانقلبها تراجيديا انقل حكاية عن لسان الصديق البروف محمد كاظم الطريحي ايام كنا زميلين ندرس الدكتوراه معا : قال لي حين سمعنا ان الاستاذ شاكر البرمكي اصبح مدير مدرسة ابتدائية قررنا زيارته وكان لنا ما اردناه ! دخلنا بيته فرحب بنا وقدم بنفسه لنا عصير البرتقال الطازج فقررنا نحن اصدقاءه ان نستعمل معه طقوس المجتمع فقلنا له لن نشرب العصير قبل ان تبختنا ! فقال وقد فوجيء بموقفنا فقال لنا انتو جايين تهنوني بالادارة لو جايين اتخطبون مرة ؟ قلنا له بل جئنا مهنئين ! فقال اشربوا عمي مبخوتين ! فسألناه لماذا لايبدو الانشراح على وجهك وقد اسند اليك منصب مدير في مدرسة ابتدائية مهمة ؟ فقال ياناس آنه مظلوم والعباس كان مفروضا ان اكون مديرا منذ عشر سنوات لكن لعن الله الوساطات والمحسوبيات ! هنا تعاطفنا معه فالحقيقة ان شاكر البرمكي جدير بالادارة لما عرف عنه من خبرة وكفاءة وكارزما ! فقلنا له انك محق المهم العاقبة على خير ! فقال لكنكم لم تعرفوا سبب زعلي الحقيقي على مديرية المعارف !! وقبل ان نجيبه واصل حديثه : شوفوا شنو هي شروط مدير المدرسة ؟ وقبل ان نجيب اتم حديثه ! حتى تكون مديرا فينبغي تتوفر فيك ثلاثة شروط مهمة وهي ان مدير المدرسة لازم يكون اصلع وعنده بطن كبيرة وما يفتهم وهذه الشروط الثلاثة متوفرة عندي منذ عشر سنوات وهذا سبب حزني ! وحين اكتشفنا النكتة ضحكنا كما لم نضحك من قبل ولم تزده هذه النكته التي فبركها على نفسه الا احتراما في اعيننا وحبا في قلوبنا .

تاسعاً : المعلم العلَّامة كَاصد الزيدي درسني في المركزية الابتدائية بالناصرية وزاملته في جامعة الموصل
أليف : تعرفت على الراحل الكبير مطلع سنة 1954 ايام فيضان الناصرية بسبب ثلمة حدثت في روف ابو جداحة وقتها ! وكنت تلميذا في المدرسة المركزية الابتدائية بالناصرية الصف السادس و يجلس الى جانبي ومعي على الرحلة نفسها شاب ممتليء نشاطا وعنفوانا اسمه عباس ياسر الزيدي شقيق معلمي كاصد ! كان عباس وسيما بحيث لم تؤثر النقطة البيضاء الصغيرة في بؤبؤ عينه اليسرى على وسامته ! وقد اصبح فيما بعد دكتورا مرموقا ! ومازلت اتذكر لحظة دخول معلم العربية علينا واسمه استاد كاصد ! كان ذا بدن رياضي معافى اقرب للنحافة منه للامتلاء ! بوجه مشرق مزدان بعينين كحيلتين وسيعتين تعبران عن مدخولاته بصدق وعفوية ! والى تحت عينه اليسرى ثمة شامة سوداء كبيرة ! وهو كث الشاربين حليق اللحية عهدها مصرا على ارتداء البدلة الرسمية حتى في الصيف ! عيناه يالله كانتا تتكلمان اكثر منه فاذا عجزتا استعانتا بحركة اليدين كل ذلك وصوته وطريقة ادائه مما يحبب اليك اللغة العربية ويجعلك تستمع الى الموسيقا! قدم نفسه وطلب منا ان نحاكيه ففعلنا وحين تكلمت عرف من لهجتي ( مدّ الحرف الاخير مثلا ) انني لست من الناصرية فتلبث عند اسمي وسبب وجودي في الناصرية ومع من ! وعرف اخي السيد عبد الامير الصائغ وكان مضمدا وقتها براتب احد عشر دينارا ! واحد عشر دينارا وقتها لم يكن راتبا ضئيلا كما يبدو لنا اليوم حين صار الدينار العراقي 1% من الفلس ! فضحك الاستاذ كاصد وقال يعني انت مشهدي مرصرص فقلت له نعم استاذ لكن شنو مرصرص ! ثم عملت المدرسة المركزية حملة اسوة بأهالي الناصرية لتعلية الروف ( السد ) وترميمه وكنا نحن الطلبة بمعية المعلم كاصد وقد كان رحمه الله قدوة عظيمة لنا فهو يحمل هزة الرمل الثقيلة ( كيس كبير من الجوت الهندي ) دون توقف ! بل كان يخفف من حمولتنا كصبيان صغار نشكو من سوء التغذية ويداعب شعرنا بحميمية لاتوصف ! كان ينظر الى جهدي ويصرخ عفية مشهدي مرصرص عفية ابني السبع ان شاء الله اذا غرقت النجف سوف نساعدكم ثم نظر في عيني فوجدهما مرتبكتين فقال لي لاتخف النجف لن تغرقفهي اعلى من المنارة كثيرا وقهقه !! ومنذ تلك اللحظات زرع الله حبه في قلبي وصورته في ذاكرتي ! كان يقرأ الشعر بطريقة الترنم ويقرأ النثر على عدد من المقامات الموائمة ويتلو القرآن متمكنا ويجودالقرآن مقلدا طريقة حبيبه الحافظ المصري القاريء محمد صديق المنشاوي ! واظنه مات وهو يمتلك شريطا بصوت المنشاوي ! معلم ابتدائية ونحن طلاب ابتدائية كانت دروس كاصد كما ازعم مما لا تحتملها ثانوياتنا في هذا الزمان ! فقد فرض علينا التكلم باللغة العربية الفصحى الميسرة وحفظ نصوص من القرآن الكريم والشعر العربي القديم وكان يثيب الحافظ منا والقادر على الاستظهار بوشاح مطرز جميل نتوشح به خلال الدوام وخارجه ! ويضع صور النشطين في لوحة شرف داخل الصف !وهو الى هذا مصغ بطريقة قلما تجدها لدى سواه ! واقسم بالله انني حفظت نصوصا مطولة مازلت اتباهى بحفظها حتى اليوم منها رسالة علي بن ابي طالب الى عامله على البصرة عثمان بن حنيف الانصاري ومنها العهد الذي صاغه عبد الله بن المقفع بين الخليفة العباسي وعمه عبد الله احفظه والله حتى هذه الساعة ومنها قصيدة السموأل بن عادياء اليهودي الكريم ! ومنها مقاطع من رسالة الغفران للمعري وعرفت من استاذي كاصد ان دانتي تاثر بها ونسج على منوالها ! ومنها حفظت عددا من لزوميات ابي العلاء المعري ! هل نجد اليوم معلما بهذه الثروة الاخلاقية والعلمية ولم يكن وقتها يحمل سوى شهادة المتوسطة ودار المعلمين الابتدائية هذا اذا لم يكن قد دخل دار المعلمين الريفية في ابي غريب وكانت تقبل من السادس الابتدائي .
باء : في عام 1986 بُعَيْد رحيل الوالدة العظيمة ( الزرقاء ) افترستني جلطة في الموصل الجميلة ورفعني الزميل الدكتور عبدالرضا علي الى المستشفى بسرعة جنونية! وبعد الفحص والتوثُّق قررت اللجنة الطبية التي شكلها الدكتور عبدالأله الخشاب رئيس جامعة الموصل برياسة عميد كلية طب الموصل وكبير اطباء القلب في الشرق الأوسط الأستاذ الدكتور عبدالإله الجوادي وآخرين بالمستوى نفسه!! واصدرت اللجنة بيانا سريا مؤداه أن عبدالأله الصائغ ميت سريريا وسيموت بشكل محقق بعد ست ساعات على اكثر تقدير! ولأن ذلك اليوم كان خميسا وسوف يتمتع الأطباء بإجازة الجمعة فقد كتبوا شهادة وفاتي وسلموها للطبيب الخفر ولعل اسمه دكتور خضر الساقي !! وقالوا للطبيب أن الأوامر تستدعي عدم تشريح جثة الصائغ !! وعليه ان يسلم جثتي للعائلة !! !وجاء يوم السبت وحضر الأطباء ليجدوني أقرأ وأكتب ! فارتبكوا وبان الإرتباك عليهم ! وحاورني الدكتور الجوادي في المعجزة! وقال لي بعد ان خضعت لفحص معمق! لا اثر للجلطة؟ أين ذهبت ؟ قلت له : قبل أن يغمى علي وينقلني الدكتور عبدالرضا علي الى مشفاكم استوقفني معلمي في المدرسة المركزية الإبتدائية في الناصرية وزميلي في جامعة الموصل العلامة الأستاذ الدكتور كاصد الزيدي على باب الجامعة وكان معي صغيرتي زمان والجو كان ساخنا لاهبا ورفع كَاصد الحميم سبابته في وجهي وقرأ لي حديثا نبويا شريفا دون مناسبة سررت به ايما سرور وتفاءلت وكأني اسمعه للمرة الأولى رغم انه من محفوظاتي! قرأ لي الحديث وكأنه يلقي خطبة ( إن روح القدس نفث في رُوعِي أن نفساً لن تموت قبل ان تستوفي رزقها وأجلها) فصرخت الله وعانقت استاذي ! قال لي ياصائغ أين مركز النص ؟ قلت له الحديث كله مركز ! فابتسم ابتسامته التي احبها وكأنه يسمع نكتة ساذجة مني ! قال ياولدي إعلم ان مركزية النص تتمحور حول تقديم الرزق على الأجل ! فداخلني فرح طفولي وربما هستيري وعانقت استاذي دكتور كاصد وأحسست ُ برغبة طفولية في البكاء واعترفت له بأني مازلت ذلك التلميذ المحتاج الى فيض استاذه كاصد ! ولبث صوت الدكتور قاصد الزيدي العرفاني يملأ روحي بعبق الحديث وكنت استعيد وجهه مع هالة تحيط به ! ودخلت المشفى وانا بين الصحو والغيبوبة وصوت الدكتور كاصد يملأ الأفق ويمنحني قوة بحيث امتلك العالم كله وليس صحتي فقط ! كلمات استاذي كاصد كانت فالا حسنا فقد شحنتني بطاقة روحية كبرى ! قلت هذا للطبيب المعالج الدكتور الجوادي وبما انه كما اكد لي لايمتلك اي تفسير علمي لنجاتي من جبروت جلطة مستبدة اسكتت قلبي ثم اختفت نهائيا كأن شيئا لم يكن !! فقد هزَّ رأسه موافقا أو انه سكت على مضض ولم يشا حرماني من روحانيتي ولكن يقينا ان شيئا ما خارقا قد حدث بحيث أخطأ الكمبيوتر وأصابت النبوءة! وكفى بالأجل حارسا

عاشراً : الشيخ صادق الشيخ سلمان الخاقاني صديقي في طفولتي ورفيقي في شيخوختي
بسم الله الرحمن الرحيم
النجف الاشرف في 16 حزيران 2008
دقة قلبي ... عبد الإله
الغرسة التي رويناها في طفولتنا نمت واصبحت شجرة كبيرة وارفة الظلال ، أضعتنها فترة طويلة ، شغلتني عنها مشاغل الحياة وشغلتك عنها مشاغل العلم والمعرفة ولما حاولت ان اتلمسها مواقعها ثانية وجدتها تمدُّ اغصانها عليَّ حاملة ( حباً ووفاء ) ... هناك ملايين الأشجار مثل شجرتنا ماتت .. وهذه الشجرة باقية والفضل يعود لك لأنك بقيت على عهدك معها تسقيها فضلا وذكريات .! وفاؤك هذا لفيس معي فقط بل هو مع جميع اصدقائك لابل جميع معارفك ، وهذه الملكة هي واحدة من اسباب علوك وارتفاعك على ناصية المجد ..شقيقي الصغير حميد حامل رسالتي اليك مندهش من جبل العواطف الذي تحمله تجاهنا يتحدث عنه كثيرا ... فقلت له لاتعجب فالصائغ رفيق طفولة وقرين صبا وصديق شيخوخة ، وان كان هذا وحده لايكفي لو لم يكن يحمل بين اضلاعه روحا خفاقة تسمو الى الصفاء والنقاء والحب والاخلاص .
تابعتُ قبل مدة طويلة على احدى الفضائيات لقاءً مطولاً معك ، أثار كثيراً من الكوامن في داخلي وربما استمطر بعض دموعي ، كان اللقاء ممتعاً ولذيذاً .... حتما انك لا تستغرب انني من دون سيارة ولا حاسوب ولا انترنت ... الفضيلة التي عرفتَها فيَّ وعرفتُها فيك مازالت باقية عندي كما هي باقية عندك ...... !!
رحم الله والدتك التي كانت تظللنا برقة عطفها وحزمها النبيل ، وربما كنا نخدعها ببعض الخدع الصغيرة التي هي بصغر احلامنا ، كاستيلائنا على مبلغ خمسين فلساً من حصة ( النوبة ) بعذر نختلقه وقد لا تصدقه في داخلها ولكنها تضطر للتسليم إكراماً لوجودي معكم .
طفولة جميلة ،أجمل منها أنه مازال هناك من سلامة الخلايا الدماغية ما يستعيد ذكرياتها ، ومازال سِجِلُّ تدوينها محفوظاً . لي أملٌ أن القاكَ ، واعذرني على اقتحام وقتك بهذا اللغو .
صادق الشيخ سلمان الخاقاني
النجف الأشرف 16 حزيران 2008
صادق الخاقاني ليس اسما عارضا في حياتي فقد كان صديقي وصديق شقيقي الصغير محمد الصائغ معا ! وكنا : صادق والصائغ كما يبدو علينا اضخم الطلاب اجساما بحيث كان بعض المعلمين الضعفاء يبتديء بضرب صادق او ضربي دون ايما ذنب ولكن وفق نظرية اضرب الكلب يتأدب البزون ( القط ) وكنا معا : صادق والصائغ نضحك ضحكا هستيريا في دروس المعلمين الذين نخاف من عقابهم واذا ضحكنا فلن يسكتنا ضرب بالعصى او صفع باليد !! مرة شكانا معلم دشتي ( حسن الكتبي ) الى مديرنا رؤوف الجواهري فتفتق ذهن الجواهري عن فكرة مقتبسة من مفتش المدرسة مؤداها ان الطالب كثير المشاكل كلفه بواجبات كثيرة وهيّْ له فرصة مراقبة الطلاب ! فنادى علينا صادق وانا وقال ان صادق ابن الشيخ سلمان وان الصائغ ابن الوجيه السيد علي ! لذلك سأعتمد عليكما في مراقبة الممرات الخلفية في المدرسة مع مراقبة خزان مياه الشرب واكتشاف الطالب الذي يلقي فيه فأرة ميتة او قطة ! واعتمد عليكما في مراقبة المراحيض مراقبة شديدة وعدم السماح للطالب أن يتأخر فيها كثيرا ! وكلفنا بمراقبة المراحيض وعدم السماح لاكثر من طالب واحد في دخول المرحاض الواحدة ! وفرحنا بهذه المهمة الثقيلة لكننا نسيناها معا بسبب فطاريتنا وعدم قناعتنا بمهة الحارس وانصرفنا الى اللعب والركض والمباسط بحيث اعترف رؤوف الجواهري لما علم بتمرد الصائغ والخاقاني ان علاجنا الوحيد هو العصى فالعصى لمن عصى ! قلت انني اكتشفت في عائلة الخاقاني قلوبا كبيرة وعقولا منيرة ففي بيتهم مكتبة كبيرة فيها دورات الكتب ودوريات الصحف والمجلات وها انني انحني اعجابا بالمغفور له الشيخ سلمان الخاقاني وهو مفتي عموم عربستان والمحمرة لفكره المتنور فقد كان يسمح لنا نحن الصبيان صادق وشيخ محمد وانا لكي نتصفح مجلات مثل المصور وآخر ساعة والكواكب والمختار والأديب والرسالة ! فضلا عن مجلات الاطفال المتخصصة مثل مجلة سندباد وكنت اتابع مسلسل الشخصية الظريفة زوزو في مجلة السندباد فهو اصلع ولكن لديه شعرة في نافوخه طويلة وثمة مجلة صلادينو حول العالم
ذكرت مرة في واحدة من استذكاراتي انني كنت مدمنا على سرداب بيت الشيخ سلمان الخاقاني وبخاصة في ظهيرات حمارة القيظ ! ففي هذا المكان الوادع الجميل تعرفت على الشعراء الكبار مصطفى جمال الدين وصالح الظالمي وجميل حيدر وآخرين ! ولعل صداقتي بتربي وصفيي الاستاذ صادق نجل العلامة الشيخ سلمان الخاقاني كانت بابا لفردوس الثقافة ففي هذا البيت فتحت عيني على الكتب الادبية والدينية والعلمية والمجلات المصرية آخر ساعة والكواكب وروز اليوسف والهلال بل وحتى مجلات الاطفال مثل سندباد وزوزو ! كما الفت في بيت الخاقاني المجالس الادبية التي لم تشبها سياسة ولا اية نامة شللية ! لقد عرفت صادقا الخاقاني منذ اليوم الاول لدخوله الصف الاول في مدرسة غازي الابتدائية كنت اكبر منه بسنة وربما السنتين ومسوغ وجودنا في صف واحد واعني الاول هو رسوبي في الصف الاول بسبب غبائي كما سمعت من معلم حسن الكتبي ( دشتي ) واخي الكبير عبد الامير الصائغ رحمهما الله ! واثمرت صداقتي بصادق صداقات مهمة لي مع والده العلامة والاديب ومع اخيه الشيخ محمد واخيه المأسوف على شبابه المهندس هادي فضلا عن صداقاتي بالادباء المشهورين !! طرفة جرت بيني وبين صادق الخاقاني عام 1962 وكان الشاعر عدنان الصائغ مقيما في بيتي بشارع المدينة في النجف ! والطرفة او الاخوانية بدات حين زارني صادق الخاقاني وهو ابن العشرين ونيف وشرقنا في الحديث وغربنا فسمعته يقول انه يحفظ قصيدة بغداد يابلد الرشيد للشاعر المصري والعالم اللغوي علي الجارم فقلت له ومازلنا نتعامل ونحن شباب كما لو اننا مازلنا اطفالا ! قلت له هيا انشدها امامي ! فانشدها كلها تقريبا ! وفي عينيه سيماء الفرح والنصر عليَّ ! فقلت له وكان عدنان الصائغ و موسى كريدي معنا في غرفة الاستقبال قلت له ولكنك نسيت بيتا واحدا من القصيدة ! فقال لي مستحيل فانا احفظها منذ عشر سنوات ! قلت لصادق وهذا البيت اذكرك به وهو ؟
بغداد إنا وفد مصر نفيض بالشوق الاكيد
فضحك صادق واثقا وقال مستحيل ! فقلت له اتراهنني ياصادق فقال اراهنك فقلت اذن الخاسر يدفع للرابح دينارا فقال مستعد ! ونهضت بخفة المنتصرين وجذبت ديوان علي الجارم واخرجت القصيدة والبيت ! فبهت الخاقاني واخرج من جيبه على الفور دينارا وسلمه لي ! ومطلع الستينات كان الدينار ذا صولات وجولات ويكفي ان اقول ان اجرة عامل البناء الذي يعمل من الصباح الى المساء كانت ربع دينار ! ففرحت ووضعت دينار صادق الخاقاني في جيبي وغيرت الحديث لكي ينسى ديناره ! ولكن صادقا كتب على ورقة شعرا وسلمه لي وفيه :

رحماك ديناري اعطني ديناري      فالجيب خاو والديار دياري

فكتبت تحت البيت

من أدمن الافلاس مثلي مرةً       لن يستجيب لمنطق الأشعار

فكتب صادق

يا ابن الكرام ولا اظنك مؤثرا      مال الصديق على ندى الإيثار

فكتب الصائغ

دينار صادق حط في جيبي كما       طيارة حطت بأرض مطار
ألف من الفلسات ويحك صادق       فهي الجروخ لكي يسير قطاري

صادق

قد فزت في سبق ففز بخليقة       محروسا بعين الباري
وإذا اعدت لي الفلوس فجدكم      هشم الثريد لمعشر الخطار

الصائغ

سأعيده ياصاح لو وقعت لي     اني غلبتك في رهان ضار

فما كان من صادق الا ان اخرج قلما انيقا كي يوقع لي معترفا بفوزي عليه لكن ديناره عاد اليه دون توقيع وضحكنا وتعانقنا وضحك موسى كريدي وعدنان الصائغ

احد عشر : تحية كبيرة جدا لمعلم الرياضة علوان السفير :
وكم كان بودي لو تكلمت عن النجفي المهذب معلم الرياضة الاسمر علوان السفير فقد كان والله علما ذا حضور وشخصية ممتلئة ظرفا وحبا للناس وكان يسمع النكات التي تحبك ضده واكثرها يتناول لونه فلا ينزعج فثقته بنفسه كبيرة وكبيرة واستطاع ان يجبر المدينة على احترامه وتبجيله فكان اذا دخل مجلسا نجفيا ينهض له الجميع ويخصص له صد المجلس عن جدارة هو اهل لها ! وعلمت من مقالة الاستاذ الفاضل فلاح صبار ان السفير وضع كتابا يؤرخ للرياضة في النجف وكم تمنيت الحصول على هذا الكتاب فلتكن هذه الفرزة تحية لهذا المعلم العملاق ولاخيه الكبير العصامي الأستاذ صالح السفير الذي افنى عمره معقبا أمينا ومحترما للمعاملات واستطاع ان يكون احد وجهاء النجف ووجوهها تماما كأخيه .

واخيرا اقول للقراء الكرام هذا ما قدر عليه حَوْلِي وطَوْلِي والمعذرة ان سهوت او تجنيت او تبخترت وهذه علل ترافق الباحث وتبهظ وجدانه وحمدا للباحثين الذين ساعدوا الفرزة لكي تخرج الى القراء بأبهى حلة ! وحمداً للقراء على صبرهم في التواصل مع الفرزات الثلاث .
 

مشيغن المحروسة 5 مارج آذار 2009
 

¤ الفرزة الثانية
¤ الفرزة الأولى



 

free web counter