| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

أ.د. عبد الاله الصائغ
assalam94@gmail.com
 

 

 

الجمعة 28/5/ 2010



نخلة تمر موصلية أعذقت في النجف

عبد الاله الصائغ

 
قال عبد الرحمن الداخل :

يا نخلَ، أنت غريبةٌ مثْلي في الأرضِ نائيَةٌ عن الأهْلِ
لو أنها تبكي إذا لبكت ماء الفرات ومنبت النخل

وقال ايضا :

تبدت لنا وسط الرصافة نخلة تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى وطول التنائي عن بنيّ وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي

إ . هـــ
صورة قلمية :
خالدة مصطفى اعلامية عراقية معروفة تمتلك كارزما مدهشة فهي لم تظهر على الشاشة ولم تقدم برنامجا ولكنها اختصت بادارة الصالات البالتاكية التقدمية حصريا ! فهي مثقفة موسوعية علمانية تكن للاديان احتراما كبيرا كما تكن للمعتقدات الفلسفية والوطنية والفكرية مثل ذلك الاحترام ! خالدة مصطفى اختارت اسما اعلاميا محببا لها هو – نخلة تمر - وهيهات ان يجهلها رواد البالتاك وقد حضرت غرفة ظلامية فوجدت محور الحديث هو نخلة تمر وكيف يمكن كتم صوتها او انفاسها ان امكن ! وحين هاتفتها حيث تقيم في لندن ومزحت معها وقلت لها خلود راح ايقتلونكي الظلاميون هيكذ اسمعتو !! فضحكت بل قهقهت وقالت طيب تعال لندن اعملك كبي قبل مايقتلوني المجرمين واستمرت في الضحك ! يعرفها التقدميون ويستطيبون طريقتها في الادارة حيث ترحب ترحيب بنات البيوت بالزائرين وبلثغة مصلاوية يالها من رائعة ! ويعرفها المراهقون والمتصابون ! فصوتها يشكل حضورا جميلا عبقا بالايحاءات وهي صبورة صبر القديسات فتارة ومن خلال البرايفت يوصلون اليها قلة ادبهم وظلامية افكارهم بل ثمة من خطبها لنفسه عارضا عليها ثروته وشبابه ! وهي تنادي مثل اولئك بولدي وماما ! خالدة ظاهرة اعلامية تستحق الدراسة بله التكريم ! وحتى اكتب عن هذه العراقية الموهوبة استعنت بعدد من اصدقائي الذين رافقوها او رافقوا زوجها ومع مرور سنين الا ان مساعداتهم لي لم تكن بالكم والنوع المطلوبين ! فقد سألت حبيبي الدكتور احمد النعمان الفنان التشكيلي والروائي المعروف فارسل لي هاتفها وقال لي اطلب منها المعلومة مباشرة ! والحق انني احتاج الى شهادات بحق الاستاذة خالدة مصطفى ! ولنطلع على رسالة المؤرخ الاستاذ حامد الحمداني :
أخي الأكرم ابو وجدان الدكتور عبد الاله الصائغ
تحية معطرة بإريج ازهار أم الربيعين
عزيزي لم استلم منكم عنوانكم البريدي لكي ارسل لكم الكتب ، كما اتصلتْ بي يوم أمس عبر الهاتف الأخت الفاضلة أم نسيم [ نخلة تمر] وقد طلبتُ منها أن تزودكم بالمعلومات الكافية عن حياتها وعائتها الكريمة التي يعرفها كل موصلي بكل تأكيد فهي عائلة مشهورة جداً .أما عنوان الموقع الذي حدثتكم عنه فهو التالي :
www.iraqmemory.org
لكن يبقى الاتصال الشخصي بالاخت أم نسيم افضل للحصول على المعلومات الكافية.
تحيتي الحارة للأخت أم وجدان ، مع وافر احترامي واعتزازي.

12 تموز 2008
أخوكم
أبو ناهض حامد الحمداني

اما الاكاديمي المرموق الاستاذ الدكتور وليد الحيالي وكان المسؤول الحزبي عن زوجها الشهيد فقد افاض في صفات الشهيد وصفات خالدة ومنحني معلومات طريفة عن زواجهما ! وقد اخبرتني خالدة مصطفى ان الاستاذ وليد الحيالي سوف يتحدث في امسيتها بوصفه كان مسؤولا حزبيا عن زوجها الشهيد ! وكنت قد اقترحت على غرفة ينابيع تخصيص امسية لنخلة تمر لكن اقتراحي رفض فصرفت النظر ! وتظل خالدة مصطفى ابنة الموصل ظاهرة حميمة كما تظل الاسئلة عن حياتها الغامضة كثيرة وهي في الاغلب الاعم مقولات رجالية في المرأة العراقية وقليلة هي المقولات النسائية في الرجل العراقي ! وبي ظن ان الذين يتكلمون عن حقوق المرأة كثيرا من الرجال انهم بالمقابل لايقدمون لها عمليا شيئا يناسب خطابهم الكلامي ! كل صح يمكن ان يكون بعضه غلطاً وكل غلط يمكن ان يكون بعضه صحا. اطلاق العموم على الخصوص كاطلاق الخصوص على العموم ! شيء من العنت ان اترك شقيقتي السيدة خالدة مصطفى منتظرة بينما تأخذني عني وعنها رغبات التنظير ! أنا لم ارها بعيني ولكنني سمعتها كثيرا وكثيرا جدا ! ورأيت صورها وعرفت القليل عنها ! اعرف انها مثقفة عراقية ملتزمة مولودة في الموصل وانها تزوجت من رفيقها النجفي وانجبت منه ولدا اسمه بسيم ! واعرف ان زوجها الشاب استشهد بسبب انه شيوعي وانها صبرت وتصابرت ولم تتزوج غيره وكسرت عود شبابها على ركبتيها ! ولم تأسف ولم تشكك ولم تتظلم ! عرفها العراقيون من خلال نشاطها المتميز الجذاب في روم الديوان العراقي الشهير وكانت بجدارة الآدمن الأول في ذلك الروم الذي سجل في زمانها ارقاما قياسية من الحضور ثم فجاة تركتهم دون ان تقول فيهم شيئا او يقولوا فيها شيئا ! تخابرني احيانا فاسالها لماذا تركت الديوان وقد اصبح صالونا كبيرا وشهيرا ؟ فتقول لي : عبد الاله اقلب صفحة ارجوك فاحترم فيها خصوصيتها ! ثم تابعها العراقيون البالتاكيون عبر إقامتها في موقع البرلمان العراقي الذي يديره الاعلامي المعروف الاستاذ انور عبد الرحمن ولبثت طويلا وقد جذبت بخلقها المتميز ولهجتها الموصلية المحببة وتلقائيتها المنتجبة جذبت الكثير نوعا والخطير كما ويمكن القول ان روم البرلمان العراقي خسر بمغادرتها شخصية جذابة لايسد مسدها رجل ولا امرأة ! واتذكر الصديق الاستاذ انور عبد الرحمن وهو يقول لي بربك ياصائغ الا تستحق نخلة تمر مركزا اعلاميا متميزا بعد سقوط وثن ساحة الفردوس ؟ فهو اي ابو علي يحترم ام بسيم ويحفظ لها مقامها ولكنهما اختلفا !! ثم تعاونت مع مقهى المثقف العراقي الذي اداره عبد الاله الصائغ مع رفاقه الاساتذة الكبار جاسم المطير واحمد النعمان وراهبة الخميسي واسامة العقيلي وقاسم حسن وهادي الحسيني وكمال سبتي لكنها لم تكن يوما ما ضمن شغيلة مقهانا وذلك لم يمنعها من الاقتراحات الجميلة ! ثم وبعد جولة مضنية وجدت نخلة تمر نفسها في صالة ينابيع العراق التي يديرها الانصار الشيوعيون وهم رفاقها ورفاق زوجها الانصار الشيوعيون واصدقاؤهم ! وهي ماتزال تفيض حنانا على الجميع وتشكل حضورا جاذبا في وجدانات مدمني ينابيع العراق فهي للفتيان والدة وللرجال والنساء شقيقة وهي لمن لايدخل ضمن تلك التقسيمات المزعجة صديقة وشفيقة ! سمعتها تقول اكثر من مرة ومن باب زرع البسمة انني اول من يدخل غرفة ينابيع العراق لان مفاتيحها معي لذلك انا اكنس الغرفة ارشها وابخرها واصفف الورد في زواياها وحين تخرجون ابقى لوحدي اكنس الغرفة وارشها وافتح الشبابيك لكي يتبدل الهواء وافرغ نفاضات السجائر من الاعقاب ياه كم تدخنون انتم ولا تفكرون بان الهواء قسمة مشتركة بيننا فلماذا تعكرون صفو الهواء وتواصل قولها ثم اطفي الكهرباء واقفل الغرفة واذهب الى بيتي ثم تضحك كأنها تبكي ! وليتني اعرف ماذا تبقى من هذه العراقية النبيلة لبيتها ؟ وهل بيتها سوى قلوب محبيها ! نعم هي محبوبة بشكل مبالغ فيه لانها قلب كبير لاينبض الا بالحب كنت احيانا ازعل عليها او على بعض ادمنية ينابيع مع ان لي منزلة في نفوس هيئة ينابيع اغبط عليها ! المهم تخابرني من لندن الى مشيغن وتتودد الي ازيد من شقيقاتي الثلاث ( بدرية وحورية وحياة ) ولا تقفل الهاتف الا بعد ان تأخذ مني وعدا لزيارة ينابيع وحق لها ذلك فهي تتصرف ان الينابيع بيتها ومن يزعل على الينابيع يزعل عليها ! يا الهي كيف افرغ نخلة تمر من كل التمر والسعف والليف والكرب دون ان أؤذيها او أحرجها ؟ اريد منها ان تقول لي كل شيء حتى افخر مع نفسي انني خرجت في لقائي معها بحصيلة مجزية وانا الذي لا اجري مقابلات مع غيري بسبب غرور ركبني منذ حين بانني انا من يجب ان تجرى معه المقابلات ولست الذي يجري مع الآخرين المقابلات ! ولكن العقل يقول ان الضرورات تبيح المحظورات ! ولن تنجح مهمتي ما لم تجبني على اسئلتي بمنتهى الجرأة والدقة والتطويل ايضا ! ابتداء بميلادها ووالدتها اسما ورسما وشخصية وعلاقاتها مع والديها وطلبة الابتدائية واولاد الحارة وكيف كان صباها وشبابها في ظل ابويها وما الذي كان محببا اليها من طعام وفاكهة وكتب ووجوه ! المعلمون كيف تعاملوا معها وكيف تعاملت وكم من مدن العراق زارت ؟ دراستها الاعدادية والجامعية بالازمنة والامكنة والاسماء والاحداث ؟ وظيفتها وامكنة عملها ! متى التقت بزوجها ؟ هل التقت بفكر الحزب قبل لقائها بزوجها ام انها التقت بزوجها اولا ثم التقت بفكر الحزب ثانيا ؟ من هم اصدقاء طفولتها واصدقاء شبابها ومن هم اصدقاؤها الآن ؟ مسرد طويل عن الخطوبة والزفاف واشياء اخرى مسرد طويل عن اعدام زوجها ؟ كيف غادرت العراق والى اين ؟ انطباعاتها عن الموصل ثم عن النجف ثم عن بغداد ! واريد صورا فوتوغرافية لام بسيم كثيرة كما انني اريدها ان تساعدني فتدعو اصدقاءها واصدقاء زوجها للحديث عنها واشياء اخرى
واخرى
واخرى


عبد الاله الصائغ
مشيغن
7 july 2008

من هي خالدة مصطفى هي فتاة موصلية ملتزمة ابصرت النور في ربيع 1950 لأبوين كادحين ! وقد التقت مرة الرفيق الوسيم يوسف الخطيب وهو نجفي ابصر النور قبلها بثلاث سنين ! فاحبته حب اعجاب وحب الاعجاب ينبع من العقل ! وبمرور الايام اكتشفت فيه الانسان الذي يكفي طموحها كحبيب فاحبته بكل ما تمتلك الموصلية المحافظة من قوة وبادلها الحب بعد تردد لم يطل كثيرا ! تزوجا وتعرضا لمخاطر لها اول وليس لها آخر ! وحين حزم زوجها حقائبه للسفر الى هنغاريا لمواصلة طموحه الدراسي ! وقد رحب به اصدقاؤه في هنغاريا ويسروا امر سكنه وعمله بيد انهم حذروه من اخطبوط السفارة العراقية في هنغاريا وقد وصلتهم معلومات من بغداد والنجف عن يوسف الخطيب وان عليه ان يحذر !! وان هي الا اسابيع حيث تعرض لمحاولة اغتيال على ايدي اخطبوط المخابرات في السفارة العراقية في هنغاريا وقد نجا من الموت بمعجزة فقد كانت الخطة محكمة ! ثم تقرر في شتاء 1979 سفره المفاجيء الى بغداد وبشكل سري ، ومرة اخرى تقع معلومات تحركاته بين يدي المخابرات العراقية ! وتشكلت فرقة امنية للبحث عنه والقاء القبض عليه باسرع وقت ممكن ! الفرقة اكتشفت مكان اختبائه واعتقلته بعد جهد وتنقيب ستة أشهر وأختفى واختفت اخباره ولم يعد احد ليعرف عنه شيئا ! خالدة كانت قلقة اشد القلق على زوجها وحبيبها ورفيقها ووالد ابنها الوحيد بسيم يوسف الخطيب ! اختفى يوسف وخالدة مازالت في ريعان الزفاف رغم ان ابنها بسيم بلغ حين اختفاء ابيه تسعة أشهر (حفر بسيم صورة أبيه الذي لم يره على ساعده ) !!.
وخالدة مصطفى مازالت عاتبة على ابو بسيم وتناجيه في سرها : اذا كنت نويت السفر الى العراق لماذا لم تخبرني كي اودعك ! نعم تتذكر انه مبكراً استيقظ لم يودع خالدة .. عانقها وبكى ! هذا كل ما حصل وغادر البيت ولم يعد حتى هذه الساعة ! مر على سفره ثلاثة اشهر فوصلتني معايدة منه بخط يده ! عبارات مختصرة ولكن معانيها واسعة ! ربما اعتقله المجرمون بعد شهر او ازيد قليلا على ارسال المعايدة ! اين اخذوا ابو بسيم ؟ ربما ذوبوه بالتيزاب ربما قتلوه شلوا شلوا ربما حشروه في المقابر الجماعية .. ! مؤلم ان اجهل كل شيء عن اختفائه ومصيره وموضع قبره ! بسيم لا يتذكر اباه فهو يحدق بصورة ابيه ! وبعد المعايدة وصلتني رسالة عاطفية منه لكن قلبي اغتم فهو يوصيني ببسيم ! لماذا يوصيني وانا ام بسيم وانا احب بسيم لانه ثمرة حب عظيم !
ام بسيم تقهقه في الصالة البالتاكية وتحكي النكت ولكنها مجروحة ومجروحة ! مازالت تتخيل رنين هاتفها صباحا وحين رفعت السماعة ثمة صوت مهيب يقول لها هل تسمحين لنا بزيارتك وتناول الافطار معك ومع بسيم ؟ رحبت بهم وانا ذاهلة ! لماذا الصباح ؟ لماذا الافطار معي ومع بسيم ؟ كان بيتي جميلا يطل على الشاطيء الوادع في منطقة هانئة هي باتانتيل ! جاء الاصدقاء ومعهم جريدة طريق الشعب وفيها ان السلطات البعثية احتجزت عددا من الرفاق وغيبتهم اي ليس ثمة معلومات عن مقار حجزهم ! فتجلدت واخفيت صرخة كبرى في روحي وتناولنا الافطار والشاي العراقي ثم ودعتهم وكانت نظراتهم لي مكتنزة بالمحبة والتعاطف ! انا فخورة بزوجي الذي فضل الوطن على شبابه وولده وحبيبته وابويه ! مزهوة انني تزوجت نجفيا لنكسر الجدار الطائفي القذر حتى يعرف الظلاميون من هم العراقيون ؟ وكيف يتصرفون ؟ في صبيحة 12 ابريل نيسان 2010 جاءني هاتف فرفعته وكانت الشقيقة الصغرى خالدة مصطفى نخلة تمر هي المتكلمة قالت انها قلقة على صحة الصائغ واقترحت علي صناعة مقهى بالتاكي يتوفر على صفوة المثقفين وذكرت الاسماء فقلت لها رغم انني لم اعد بالتاكيا ولدي انشغالاتي بموسوعة الصائغ الثقافية لكن الصائغ يعزز اي مقترح للمناضلة والاعلامية العراقية نخلة تمر ام بسيم خالدة مصطفى زوجة الشهيد الخالد يوسف الخطيب .

عبد الاله الصائغ
مشيغن المحروسة
الثامن والعشرون من مي 2010
 

free web counter