| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

أ.د. عبد الآله الصائغ
assalam94@gmail.com
 

 

 

 

 

الثلاثاء 24/3/ 2009



يوسف ذنون الموصلي إبداع بلا حدود

عبد الاله الصائغ


صورة يوسف ذنون وصورة كبير عمالقة الخط العربي حامد إيتاش الآمدي التركي* التلميذ والاستاذ


هاشم الخطاط ويوسف ذنون قمتان


إجازة يوسف ذنون بخط يد حامد الآمدي يجيز يوسف ذنون


توقيع الآمدي وتوقيع ذنون


نماذج من الخط العربي

 

مدخل

ذو النون الموصلي ( يوسف ذنون )

عبد الاله الصائغ

ذات شروقٍ ، إمتاز الكونُ فكوِّرتِ الأشياء
وانثالت من آصرة الجوزاء
قطرةُ ماء
نزلتْ في رحمِ امرأةٍ .. حتى
طلعتْ زهرةُ بيبون
ذات صباح امتاز الكونُ فَسُمِّيَتِ الألوان
وتَمَلْمَلَتِ القممُ الحبلى ، .. و
تنفستِ القيعان
فكان البحر
وكان المدّْ
وكان الجَزْرْ
ألقى الموجُ الى الرملِ محاراً أبيض
فاندلقَ الدُّرُّ المكنون
ذاتَ ضحىً ، امتاز الكونُ ، إرْ
تجفتْ
ارتجفت زوبعةُ الأسماءْ
صوتٌ مقرورُ النبراتْ ... نادى
يا أسماءَ يا أشياءْ
ظمأُ الطوفان سيمرَ على تلِّ الرحمةْ
وعْداً للأفعى الآتونْ
حَجَرَاً للنصلِ المسنونْ
ياعشاقَ الوطنِ اتحدوا
من فيض الفيض ستندون
ذاتَ غروبٍ نسمتْ اشذاء الفجرْ
فرأيتُ الشمسَ بلون الشذرْ
تنبغُ من قارورةِ تِبْرْ
ياكلماتُ ارتجليْ شيئاً مثل الشعر
الليلةَ يوسف ذو النون
يسقيكِ نبيذ َ العُمْرْ
من سورةِ حِبْرْ


انظر ديواننا . سنابل بابل ص 63 بتصرف طبعة دار الشروق عمان رام الله 1997

عرض
الموصل الحدباء او الفيحاء او ذات الربيعين ! طبيعة خلابة وأم ولود انجبت للعالم العربي والشرقاوسطي اساطين الفن والمعرفة فهي موئل ابو تمام وبلد ابو عثمان بن جني ومشغل ابناء الأثير وحاضنة اسحق الموصلي وذلك دابها وحسبها ! فليس غريبا ان تنجب في زماننا هذا واحدا من اكبر عباقرة الخط العربي ومفكري التراث العربسلامي ! انه يوسف ذنون الموصلي الذي نزل الى أرض الموصل عام 1932 من اسرة دينية عريقة ! وقد بانت مخايل سموه الابداعي في سن مبكرة فهو يخط او يرسم على الارض والورق والقماش فيتماهى مع لحظات الخلق غائبا عن الزمكان الحسي ذائبا في اثير الوجد ! ذلك دابه منذ نعومة اظفاره ! يلعب مع الاطفال حين يفيض عليه الوقت ويعتزلهم حين يبهظه حلم الكينونة ! ولقد تخرج في دار المعلمين عام 1951 ليدرِّس الفنون الاسلامية ويطور في الوقت ذاته قدراته الدربوية وفضاءاته المعرفية ! ولم تكن المدارس لتسد حاجة نفسه للسطوع والمجد فبدأ المشوار بحوارات معمقة مع العلماء وذوي الاختصاص حتى طبقت شهرته الآفاق كما يقال بحيث استحق الاجازة العليا من شيخ خطاطي العالم الاسلامي احمد الآمدي عام 1966 ! .

ويوسف ذنون الهاديء كما سطح البحر المكتنز كما اعماق البحر مجد نشيط فقد شارك في مؤتمرات تتصل باهتمامه عراقيا وعربيا وعالميا وهو لم يتجنب الحواضن التي تحتاج الى خبراته فكان ان درَّس الخط العربي في المعاهد والجامعات العراقية والعربية والأجنبية! لكن الجانب الجدير باهتمام دارسي يوسف ذنون هو ابتكاراته في اساليب صناعة الخط العربي بما يميز اساليبه عن القدامى والمحدثين وليس في قولنا هذا نأمة مبالغة فالكتب التي وضعتها المؤسسات العلمية في السعودية والعراق وتركيا عن تفرد يوسف ذنون في فن الخط تقول الذي قلناه بل قالته وصار تاريخا موثقا ! ! ولقد كتبت الصحافة الفنية الفرنسية مقالات عن لوحات ذنون الخطية حين زار باريس مدعوا في مهرجان السحر الكوني سنة 1989 ! نعم الغربيون لايعرفون الخط العربي باستثناء المستشرقين لكن حساسيتهم عالية في التعامل مع الخط كعمل تشكيلي ! وذلك ما الفناه مثلا في تنافس المؤسسات الفنية الغربية على شراء لوحات يوسف واقتنائها ! والحديث عن ابداعات يوسف ذنون قد ينسينا جوانبه الانسانية والمعرفية الأخرى ! يوسف ذو النون خطاط نعم ! فنان نعم ! عاشق مدمن نعم ! وماذا بعد ؟ يوسف ذنون ظاهرة كبرى في عددمن الفنون العصية الجميلة !وماذا بعد ؟ يوسف ذنون فنان باتساع هذه الكلمة وعمقها وطهرها وإعجازها ! وماذا وماذا ؟؟ يوسف ذنون عاشق أدمن عشق الله وعشق عباد الله وعشق آلاء الله فكان آيةً في السمو الصوفي والزهد القدسي !يوسف ذنون ليس مدرسة بل هو أكاديمية يتخرج فيها الطلبة مبهظين بشهادة الأخلاق العليا والمعرفة المثلى !
 
كيف التقيت هذا الطود ؟ وسعدت بصداقته التي لا تشبه اي صداقة ؟؟
سنة 1984 حللت الموصل العظيمة ولي فيها اصدقاء مهمون جدا كما تشكلت لي صداقات مع اعلام كبار من امثال معد الجبوري وسعيد الديوجي وبهنام ابو الصوف و هاشم الملاح وامجد محمد سعيد وعمرمحمد الطالب وراكان دبدوب وفرج عبو وحسن العمري و شفاء العمري ومزاحم علاوي وبتول البستاني و ذنون يونس الاطرقجي و بشرى البستاني ومحمد نايف الدليمي .. وسوف انسى اسماء كثيرة مهمة بحكم عمري وغربتي وطول المسافات الزمكانية فمعذرة ! باشرت عملي مدرسا في قسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة الموصل العريقة ! كنت اعشق عملي وما زلت ! الطلاب والطالبات اولادي وبناتي لا اميز بين الطالب النجفي او الموصلي الكوردي او العربي العراقي او الليبي او المغربي او اليمني او الامريكي وهذا وجيز عشقي لعملي وطلبتي في رحلتي الاكاديمية الطويلة ! كان طلبة الموصل يستشعرون معي الصداقة والحميمية بحيث شكاني رئيس القسم الدكتور عبد الوهاب العدواني الى العميد الدكتور صلاح الدين امين وقال ان الصائغ يبالغ في علاقاته مع الطلاب ! كانت غرفتي في القسم تشهد شكاوى الطلاب ودموعهم حين يشعرون بالظلم ! لفتت نظري طالبة جميلة كميلة مهذبة – نسين اسمها - كانت تكتب محاضراتي بخط مدهش مدهش ! بشيء من الفضول قلت لها هل تجيدين فن الخط ؟ قالت وقد استغرقها الحياء : نعم انا مهتمة بالخط ومعي اختي الكبرى فهي خطاطة متمرسة ونحن اختي وأنا نحمل اجازة من الاستاذ الكبير يوسف ذنون !! قلت لها وقد رَنَّ اسم يوسف ذنون في روحي : اذن يمكنك ان تعقدي معرفة بين استاذك في الخط يوسف ذنون واستاذك في تحليل النص عبد الاله الصائغ ! قالت بثقة الفتاة الموصلية اعطني وقتا استاذي كي اتدبر ماذا افعل ! فشكرتها وتركتها لما سوف تتدبره ! وحقا بعد أييام قالت لي : يمكنك يا استاذ حضور مجلس آبيه حسن العمري ففي هذا المجلس نخبة الاساتذة الكبار في الشعر والرسم والثقافة بعامة ! هناك سوف تلتقي الاستاذ يوسف ذنون واعلمتني انها وشقيقتها ممن يواضبون على حضور مجلس السيد العمري !

وهكذا التقيت هذا البحر العبق في مجلس العمري رحمه الله بل منتدى السيد حسن العمري الشاعر والباحث والمترجم ! أعود الى يوسف ذنون حين التقيته للوهلة الاولى انطبعت صورته في ذاكرتي : كان نحيلا وسيما غضيض الطرف خفيض الصوت فيه حياء الأولياء بحيث لاينظر اليك في عينيك بل يرسل طرفه الى يديك غالبا ! وحين تثني عليه يحمر وجهه ارتباكا ويتصفد عرق جبينه حياءً وتواضعا ! فأي سنخ من الرجال الاسطوريين هذا العيلم ؟ بسرعة البرق بتنا اصدقاء يزورني في الكلية وفي بيتي ويريني افانين من معجزاته في الخط ! وحين كلفته بعمل خطوط لكتابي الزمن عند الشعراء العرب قبل الاسلام وكتابي الصورة الفنية معيارا نقديا وهما اطروحتا الماجستير والدكتوراه وافق بحميمية وجاءني بعد قرابة الشهر ومعه نماذج من خطوط العنوان والخطوط الداخلية وكانت خطوطه لكتابي شيئا مفرحا بحيث اثنيت عليه ثناءً كبيرا ! لكن مطبعة كويت تايمس في دولة الكويت لم تضع خطوط الاستاذ يوسف ذنون حين طبعت كتابي الزمن عند الشعراء العرب قبل الاسلام فحزنت كثيرا ! ثم علمت ان دار الشؤون الثقافية وافقت على طبع كتابي الصورة الفنية معيارا نقديا فسافرت من الموصل الى بغداد وفذهبت الى الاستاذ مدير النشر واسمه عمران الموسوي واكدت عليه ضرورة وضع خطوط الاستاذ يوسف ذنون ولوحات الاستاذ نزار الهنداوي فقال لي عمران الموسوي اطمئن سوف يخرج كتابك بخطوط يوسف ذنون ولوحات نزار الهنداوي ولكن كتابي صدر وليس فيه شيء من خطوط ذنون ولا لوحات الهنداوي ! فكان حزني شديدا وحصل لي موقف مشهود مع عمران الموسوي امام مدير مؤسسته وقريبه الصديق الدكتور محسن الموسوي الذي عاتبه وغاضبه ! وكانت الشكاوى قد كثرت ضد عمران الموسوي ! لكنني احتفظت بخطوط يوسف ذنون ولوحات نزار الهنداوي في ارشيفي – وحكاية ارشيفي حكاية طويلة - واعود ثانية الى الاستاذ يوسف ذنون وجوانبه المعرفية ومواهبه الربانية فاقول انني فوجئت – وايمن الله– ان يوسف ذنون مثقف كبير بسعة عمالقتنا طه باقر ومصطفى جواد وفؤاد عباس وحسين امين وعبد الرزاق محي الدين ! عالم بكل المعنى دون نقصان يحدثك عن تشريح الفن فتصعق ويشرح لك دلالات التماثيل في الحضر وآشور فتقول في نفسك وكيف حصل على هذا الكم والنوع المعرفيين دون ان ينوء به او يداخله خيلاء الزهو ؟ وهو يحفظ نصوصا كثيرة وطويلة من الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة واخبار الخلفاء الراشدين والصحابة والشعراء والمؤرخين بما يتصل بفن الخط ! فإذا حدثك عن تاريخ الخط العربي اذهلك استيعابه للرقم الطينية المكتشفة في العراق واليمن والاردن وبلاد الشام ! وتتبعه التاريخي المنهجي مع نقدات بنيوية لتراثنا الخطي فلا تمل الاصغاء اليه فهو لا يسمعك ما في الكتب بل يجعلك في مكتشفاته وابتكاراته ونقداته وهذه سمة معروفة عنه !

وبعد : فهل تكفي مقالة كهذه لتوفي الكبير حقا الاستاذ يوسف ذنون الموصلي بعضا من بعض حقه ؟! شهادة لله ان الفنان العظيم يوسف ذنون كنز عراقي لايقدر بثمن وقلما يجود الزمان بأمثاله ! فليبقك الرب سيدي الاستاذ يوسف ذنون معافى مبتهجا مضيئا مغدقا كما نشتهي .

ببليوغرافيا يوسف ذنون
زمكان ولادة يوسف ذنون الموصل - العراق 1932م .
1951 تخرج في دار المعلمين الموصل.
مجاز في الخط من الخطاط الكبير حامد الآمدي - رحمه الله - سنة 1966م وحاصل على تقدير منه بالتفوق سنة 1969م .
مشق على خطوط محمد حسني ومحمد إبراهيم وبدوي الديراني وإبراهيم الرفاعي . حصل على الاجازة في الخط العربي من الخطاط الكبير حامد الآمدي عام 1966 هـ . باحث وخطاط وخبير في العمارة والفنون الإسلامية كتب آيات قرآنية في أكثر من 180 مسجداً . من آثاره الخطية في الخط العربي تحت عنوان سلسلة الخط الجديدة في خط الرقعة والديواني .

* ولد حامد أيتاش الآمدي عام 1309هـ - 1891م في مدينة ديار بكر الواقعة جنوب الأناضول بتركيا والتي كانت تعرف قديماً باسم مدينة "آمد"، اسمه الحقيقي موسى عزمي، واشتهر بحامد أيتاش الآمدي نسبة إلى قريته، والده "ذو الفقار آغا" وقد كان قصاباً، ووالدته "منتهى"، وكان جده "آدم الآمدي" خطاطاً، وفاته يوم الأربعاء الثامن عشر من مايو 1982م، وقد دُفن حامد بناءً على وصيته في مقبرة "قرجة أحمد" إلى جوار شيخ الخطاطين "حمد الله الآماسي أفندي".

شذرات مقتبسة من آراء يوسف ذنون
المصدر : فضائية الجزيرة / حلقة في الخط العربي.. التاريخ والفن
مقدم الحلقة :  محمد كريشان
يوسف ذنون الباحث والخطاط ضيف الحلقة
تاريخ الحلقة: 10/08/1999

الشذرة # 1
إن الخط العربي بدأ قبل الإسلام وقد ابتدا بنقوش والنقوش التي وصلتنا من عهدذاك نقش (زبد) المؤرخ سنة 511م، أو نقش (حران اللجة) المؤرخ سنة 568م هي عبارة عن خطوط كوفية كما يقال
وكانوا يطلقون عليه (الجزم) والجزم لها معاني متعددة، من جملة معانيها أنه هي تسوية الحروف، ومعناه تسوية الحروف اي تنظيم الحروف فبدأ الخط قبل الإسلام بشكل فني استفاد من خطوط سابقة مثل (الخط المسند)، والخط المسند هو خط هندسي بكل ما تعنيه الكلمة ومنظم، ولا يوجد خط يضاهيه في الخطوط القديمة إطلاقاً، فهو قائم على الهندسة، وفيه أيضاً إضافات مثلما نقول تحليات.. التحلية هي الإضافات الفنية.

الشذرة # 2
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه محذرا الكتاب : شر الكلام الهزرمة وشر الكتابة المشق ! . المشق هو الكتابة السريعة
اما الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد شكل لجنة لكتابة مصاحف الأمصار جعل على رأسها زيد بن ثابت لأن هذا الرجل كان أكتب هؤلاء الكُتَّاب، وكان يمتلك من القدرات الفنيَّة والذكاء بحيث حينما كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتعلم العبرية تعلمها في خمسة عشر يوما

الشذرة # 3
خط الضفر انتشر في العالم الإسلامي فهو في تركيا (قونيا) كما في مصر في السيدة زينب كما نجده في شرق العالم الإسلامي في أغلب المدن المعروفة مثل (بخارى) و(مرو) وغيرها، فطبعاً صار عندنا كوفي جديد هو الكوفي المضفور، وهذا التطور لم يقف عند ذلك الحد، وإنما أيضاً أخذ مساره في الإبداع فكان الفنان انتقل من الضفر في الخطوط العموديَّة إلى تشكيلات بحيث شكَّل أشكالاً محرابيَّة من الكلمات، وخاصة عندنا الآية الكريمة (فسيكفيكهم الله) كتبت لوحدها بأشكال متعددة، وشكَّلت لوحات فنية، هذه اللوحات زخرف بيها أو زينت فيها العمارة الإسلامية، هذه المسيرة استغرقت قرون خمسة.

الشذرة # 4
في القرن السادس ظهر (الكوفي المربع) الذي يعتمد على الخط المستقيم بشكل كامل، ومن أروع نماذجه الكتيبة الخشبية الموجودة في تونس، هذه الكتيبة مؤرخة سنة 716، فنلاحظ أن هذا الجامع المعروف "الزيتونة" في المدخل تشاهد هذا النوع من الكتابة، تشاهدها في (ماردين)، تشاهدها في الموصل، تشاهدها في شرق العالم الإسلامي في (غزنة)، هذا النوع الآخر الذي تطور وتكاثر ! سُئل بعضهم كم نوع من الخط الكوفي؟ فأجاب:هناك سبعون نوعا..

الشذرة # 5
خط الثلث جاءت تسميته من قلمه، قلمه .. هو ثلث قلم الطومال، كان يعملوه أربعا وعشرين شعرة، ثلث الأربع وعشرين هي ثماني شعرات، فكان عرض قلم الطومال 8 مم، فالثلث الخاص به .. حوالي 2.5مم أو 3م،.

الشذرة # 6
جاء ياقوت ت 698 هـ أواخر العصر العباسي فحاول ان يحصر هذه الأنواع ال 16، فطلع ستة أقلام فقط وسموها في عصرهم الأقلام الستة، حتى الآن في المصادر التركية أو المصادر الفارسية تقرأ الأقلام الستة، والأقلام الستة هي: الثلث الذي هو على رأسها، بعدين النسخ، وبعدين المحقق، والريحان، والطواقي، والرقاع، والحقيقة الشخصية المهيمنة على هذا الستة هو الثلث، ولهذا يعتبروه أبو الخطوط.

الشذرة # 7
اللغة هي الكلام المسموع أما الخط فهو الكلام وحين دخل غير العرب في الإسلام وأخذوا يلحنون في القرآن ، يعني يغلطون في قراءته، فاستنجد الغيارى بأبي الأسود الدؤلي ت 69هـ فاستجاب الدؤلي فقام وحرك القرآن هذا التحريك الأول، حرَّكه بنقط حمراء، وهكذا انتهت مشكلة التحريك، الآن مشكلة النقط.. والتفريق بين الحروف، ويسموه الإعجام، يعني الفرق بين الباء والتاء والثاء مثلاً..
و جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي العبقري المعروف في العروض، والشعر، والأدب، واللغة، فرأى أن هذا نقط قابلة للبس وتتطلب جهدا فوضع صورا جديدة للحركات و هي نفس الحركات التي نكتبها الآن .

الشذرة # 8
يقول أحد الغربيين ( فن الخط فن لا يوجد عندنا، ونحن نستطيع أن نبدع أحسن منكم ! ).. بعض الخطاطين حاول رسم اللوحة التشكيلية لكن بخط متميز، وخط متمكن، ( اللوحة الخط ) وجدت على نطاق محدود في الوطن العربي، لكنها على نطاق غير محدود في شرق العالم الإسلامي وخاصة في إيران، الآن الاتجاه في إيران ينحو إلى الحروفية الخطيَّة! نعم هناك خطاطون مجيدون يستعملون الخط والزخرفة في لوحاتهم، وينتجون لوحات بأعداد هائلة، وكلها لوحات تشكيلية، ولكن المادة الأساسية خط جيد وزخرفة رائعة.

الشذرة # 9
أن الخطاط لا يكتب اسمه تحت ما يكتب.. ما لم يكن عنده إجازة، والإجازة هي بمثابة الشهادة ! والإجازة -عادة- تكون في خطي الثلث والنسخ، وهذه هي أصعب الخطوط، هناك إجازة ثانية في خط التعليق أو ما يسمى.. تعليق أو ما يسمى فارسي هو خط واحد، لكن المسميات حسب الأماكن،
طبعاً هذا التقليد لازال مستمرا، ولكن كثير من الخطاطين الآن يكتبون أسماءهم، وهم لا يحملون إجازة

الشذرة # 10
ظهر عندنا في فن العمارة خط (الجلي)! الجلي هي الكتابة الكبيرة لهذه الكتابات، هذه اللوحات الى اين تحولت؟ لقد تحولت إلى العمارة فصار الخطاط إما يستهدف عرض إمكانياته في الخط باللوحة الخطية، وإما في الكتابة على العماير، وكلاهما لوحات، هذا معرض دائمي، وهذا معرض مؤقت، ثم تختفي اللوحة لتعلو جدران البيوت الداخلية، وتبقى خاصة بمقتنيها، لكن الجوامع بصورة خاصة هي معارض دائمية ولكل الناس، وتعرض فعلاً تطور الخط والخطاط، فانتشر الخط بهذا الشكل، وأخذ هذه الجوانب، فالخط الآن فن اللوحة وفن العمارة. إنتهت الشذرات التي قبسناها من مقابلة الاستاذ محمد كريشان مع يوسف ذنون .


الرابع والعشرون من مارج آذار2009
assalam942gmail.com
مشيغن المحروسة



 

free web counter