| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

أ.د. عبد الاله الصائغ
assalam94@gmail.com
 

 

 

الأربعاء 16/6/ 2010



الملا سلمان الدلال نجومية حضارية تقدمية
الفرزة الأولى

عبد الاله الصائغ

 

   
الملا سلمان ابو داوود والسيدة حرمه ام داوود وابنتهما الصغرى وئام


أعلام عززوا موضوعتي في عملي هذا وهم الحاج عباس سميسم والاستاذ ذياب آل غلام والبروف جعفر عبد المهدي والدكتور حسن حلبوص والدكتور محمد الصائغ


بورد الاتحاد الديموقراطي العراقي في امريكا وزيارة للصائغ الصديقان عامر جميل ونبيل رومايا
كانا وراء دعوة الشاعرة التقدمية وئام ملا سلمان


الشاعرة وئام ملا سلمان تزور امريكا بدعوة من الاتحاد الديموقراطي العراقي خلال نقاهتي من عملية العنق الصورة الاولى في 25/ 2 / 2006 وهي تنشد شعرها لجمهور مشيغن والثانية تقف بين صفوة من المثقفين والمفكرين بينهم الراحل الكبير الدكتور محمد عمارة والاستاذ القاص عقيل القفطان مدير مؤسسة الحالم بغد افضل والاستاذ داوود يلدا والاستاذ الفنان الفوتوغرافي السينمائي أبو شوقي والشاعرة زمان عبد الاله الصائغ تنشد شعرها تحية لوئام رفيقة ابيها الصائغ


مقطع أول /
لواعج إلى الوطن .. للشاعرة وئام ملا سلمان

ما نال من شجني الغياب
أني بوجهك يا عراق
عين بها وجع السنين
ترى الخراب
ما ينطوي ليل من العمر المعتق بالهموم
حتى يجيء الصبح أثقله الضباب
والظهر أقواساً من العطش الذي ابتلع الصهيل
هذي أنا ! فوق الخريطة بين نهري عـِذاب
غرقى لهاثي لا أطول من الدروب سوى السراب
شرف بحبك يا عراق لي الشتيمة والسباب
أنسيتَ أني من بنيك ؟من صلب إبراهيم ؟ من وطن النخيل ؟
من التراب ؟!!
وشائج العطش الذي أكل اليباب
وشائجي بك يا عراق
فزعي كهاجر وهي تركض
صخرة الأثداء في الرمضاء
لا ماء ولا كلأ ولا حتى حبيب
تسعى بوحدتها ولا من سامع شكوى ومصغ للعتاب
من للغريب ؟ ونحن لا زلنا حقول الاغتراب
جاع الوليد وكيف ينبجس الحنين من اليباس
أين السماء ؟
إن تغلقوا الأبواب في وجه العراق
سأكون غابات من الحب المدون في مزامير الضياع
استل مني فأس حطاب واشرع ألف باب

وئام ملا سلمان / السويد

مقطع ثان /
عروستا بابل .. زمان عبد الاله الصائغ

..... هبني سرك يا عراق
كيف جعلت من في المنافي والسجون
يعشقونك حد الموت
ومن يسرقون أحلامنا ونخيلنا والفراتين
يكرهونك حد الموت
إن كان دمي سيروي ظمأك
إن كان جسدي سيجلو صدأك
فهذه وئام , وهذه زمان
عروستا بابل

زمان عبد الاله الصائغ

مقطع ثالث /
ما اجمل ان تعاصر القمم بوصفها سانحة تاريخية لا تسنح لأي منا بيسر فضلا عن انها لا تتكرر ! القمم التي تحيا في عصرنا ولا نلتفت اليها الا فضولا ! ان تعاصر القمم فتقترب منهم وتصغي اليهم وتتعلم منهم ! ذلك حسن حظي ان يدرسني في مدرسة نجفية واحدة هي الغري الأهلية المسائية ثلاثة نماذج عالية في التربية والتفكير والسعة المعرفية ! اولهم بامتياز هو معلمي وشيخي العلامة الاديب الشيخ عبد الله الشرقي رحمه الله حيا بيننا او رفيقا مع القديسين ,علمني الادب والطموح وغرس شجرة عشق اللغة في روحي ! ثم درسني الفتى الوسيم التقدمي المربي الفنان هادي مواشي ! يا للزمن المجيد كم انت محظوظ ايها الصائغ واخير جاء دوري لاتحدث عن معلمي وابي وصديق والدي ووالدتي الشيخ الاروع ملا سلمان ! هذا الرجل مضاف اليه رفيقة عمره وسميرة حياته هما شجرتان مباركتان اثمرتا عائلة تقدمية مناضلة حفظت السجون ملامحهم جيدا لكنهم وهبوا عشق النجفيين والنجفيات والعراقيين والعراقيات الاول هو داوود الوسيم حد الاعجاز والمهذب الحيي والمناضل الصلب ومدرس اعدادية النجف ! كان خجولا مهذبا حتى اننا كنا ونحن طلبة اذا نظرنا في عينيه ارتبك واغضى حياء ! والثاني العامل والقائد النقابي ومن تلقيت على يديه ابجدية عشق الوطن والمعرفة انه رضا وكفى ! وقد كتبت عنه قبل سنين مقالتين بعنوان المناضل الاسطوري وهو لكذلك حقا ثم المأسوف على شبابه المرح حاضر البديهة المجامل ذو الظل الخفيف صديقي وتربي صاحب بعدها تجيء ابنة النجف عفوا اعني ابنة العراق المناضلة المربية المشرقة الجميلة كوسامة داوود وهي صديقتي وتربي , مدرسة الثانوية سعاد وهل ادريك من سعاد هي بعمري ولكنها معلمتي بجدارة ! بعدها يضيع علي الترتيب فثمة المناضلة البيشمركة المضحية الجميلة سلام ! ونضالها رواية طويلة فقد ذهبت الى موسكو بعد التي واللتيا لكي تدرس الطب وكانت متفوقة في الدراسة مقبلة على الحياة مرحة وحين عرفت ان وطنها يستنجد بها تركت الطب ومقعدها الدراسي والتحقت بفرق الانصار في جبال كوردستان مقاتلة صلبة ! هل ازيدكم ؟ ثمة صديقتي وشقيقتي الصغرى الشاعرة اللغوية الفنانة المناضلة العنيدة وئام والقراء يعرفون وئام ازيد مني ولسوف اتلبث عند هذا النموذج العراقي الراقي طويلا في قابل فرزاتي ! ثم الشقيقة الرقيقة الخجولة المناضلة الميالة الى التفكير والتأمل اكثر من القول وداد ! هل عيب على مثلي ان يقول مثلا ان سعاد وسلام ونهاد ووئام ووداد جميلات بشكل غير مالوف في مدينتنا ! ولم يكن الرجل في حضرتهن سوى فتاة مثلهن او انه يستشعر انهن رجال مثله ! ليس ثمة تابو في الحديث معهن ! سوى قلتي الذوق والادب فذلك تابو في حضرتهن ! ونسيتك يا ماما يا ام داوود يا والدة النجفيين يا قلبا كبيرا وعقلا منيرا يا وجها اجمل منه ما رأيت ولن ارى يا صوتا يطربني فاضيع في دنياها ! ادري ان الكتابة عن الملا سلمان مستحيلة تماما تماما دون الحديث عن زوجه الفضيلة ام داوود ! فو الذي نفسي بيده ان حظ ملا سلمان طالع من ام داوود ! ان شخصية ملا سلمان ونجوميته مدينتان للحبيبة ام داوود ! اتريدون الصراحة ام اختها ؟؟ الشيخ الملا سلمان حاد المزاج كثير الارتياب ولكنه عقل كبير وديموقراطي متميز وقلب نابض بالخير وحب الناس ولولا ام داوود ادام الله عمرها لأكلت عصبية الملا كل حسناته ! لقد استوعبته هذه الجميلة وهي اصغر سنا منه بما لا يقاس ! استوعبته لانها احبته اعني عشقته اعني تتيمت بعشقه فكانت المضحية في زمن ضاقت الحياة بالملا من عسر الرزق الى سجن اولاده ! ان جيلي وتحديدا المولودين في مطلع اربعينات القرن العشرين يعرف من هي عائلة ملا سلمان ! الفضل الكبير لصديقتي الاستاذة سعاد في انقاذ المحروس علي نجل الشهيد الخالد حسين الرضي او سلام عادل ! انا اعرف ذلك فقد هربته من بغداد الى النجف ! وقد اتحدث عن ذلك لاحقا ! وبعد كم يتعين علي ان اكتب من فرزات لكي افي هذه العائلة حقها وافي هذه الشخصية حقها من النصف ! فمن هو الملا سلمان ؟ الحق ان شقيقتي الصغرى الاستاذة وئام ارسلت الي ببليوغرافيا موسعة عن ابيها كما ان شقيقي الصغير الدكتور محمد الصائغ ارسل لي ما يكفي وزيادة ! وثمة كثير من اصدقائي امدني بما احتاج لكنني ولمسوغات الاعتراف بالفضل سوف اقدم ترجمة البروف الدكتور جعفر مهدي الحسناوي استاذ الدراسات العليا في جامعة الزاوية في الجماهيرية الليبية وهذا نص ما ارسله الي :
الأستاذ ملا سلمان ولد في بغداد عام 1881م . لأب يشغل أحدى الوظائف الحكومية في الأدارة العثمانيه في بغداد. لعدم توفر المدارس أنذاك فقد تعلم القراءه والكتابة في أحدى الكتاتيب الموجودة أنذاك وكذلك كان شأن أخوته الثلاث.قضى طفولته وبعض حياته في بغداد قبل أن تنتقل العائله الى النجف الأشرف بناء على نقل والده ليشغل وظيفه أمين صندوق في الأداره (وعلى ذلك عرف بلقب صندوق أميني ). أدى الخدمه العسكرية في النجف وكان يشغل عملا كتابيا في قلم الوحدة. ألتحق بجماعة المجاهدين بقيادة العلامة الحبوبي ألذي أتجه ألى جنوب العراق لمقاومة الأنكليز ألذين دخلوا البصره لأحتلال العراق وبعد وفاة القائد المجاهد في الناصرية عاد الى النجف.
ساهم مع كثير من أخوانه الشباب النجفي الذين جندوا أنفسهم لتنفيذ المخططات ألوطنيه التي تضعها قيادة ألحركه الوطنيه ((
كما يذكر حسن الأسدي في كتاب ثورة النجف ص 369)) للتهيئه للثورة. وقد أتجه في شبابه للدراسه الحوزيه الأ أنه قاطعها على أثر ترشيحه من قبل بعض اخوانه من العاملين في الحقل الثقافي للتعليم في مدرسة الغري الأهليه التي تأسست بجهود نخبه خيره من أبناء النجف الكرام حيث كان الغرض من تاسيسها إذكاء الروح الوطنيه في نفوس الناشئه والقضاء على الأمية وقد استمر بالتعليم حتى 1963م وفي بداية 1964م لبى نداء ربه رحمه الله. يعد الأستاذ الملا سلمان معلم مدرسة الغري الأهليه في النجف الأشرف من أوائل المربين الذين كرسوا كل جهودهم لتربيه وتعليم الناشئه في النجف في اوائل العشرينات من القرن الماضي وكانت المدرسة التي يعمل بها مدرسة أهليه حديثة التأسيس وكان الغرض من تأسيسها علاوة على التعليم ومكافحة الميه هو بث الروح الوطنيه قي الناشئه . كان مربيا حقا مع أنه لم يتخرج من مؤسسه رسميه للتربية الأ انه بدراسته الخاصه وجهوده المثابره ومتابعته للدرس والتحصيل وملاحقته للأطلاع على الكتب التربويه والنفسيه التي جعلت منه من المربين الذين يشار لهم بالبنان.كانت علاقته بتلاميذه علاقه أبويه عطوفه سيما وأنه كان يدرس المراحل الأولى من الدراسه الأبتدائية مما يستلزم أن يكون المعلم مربيا قبل أن يكون معلمآ. كان يتابع ابناءه من التلاميذ من خلال علاقته بأولياء أمورهم وكان يعتبرونه الأب الثاني لأبنائهم أول من أسس مدرسة صيفية ((summer school)) وذلك في العطله الصيفية فقد جعل من بيته مدرسة لأستيعاب التلاميذ الذين يرغب أولياء أمورهم في أستمرارهم في الدراسة في العطلة الصيفية بدلاً من أرسالهم الى الكتاتيب كما كانت العادة السائده عند الكثير من الناس .

كان متنورآ وذو وفكر حر ومتتبع للأمور السياسية في البلد والعالم وكان شديد الكره للأستعمار البريطاني ومع ذلك كان يدرك مدى مساؤى النازية ومعاداتها للشعوب لذا كان مناوئآ للفكر النازي وكان يتمنى خسارة المحور في حين كان الكثير من الناس يتمنون أندحار الحلفاء وأنتصار المحور وهذا يدل على مدى أدراكه لمصالح الشعوب..

جعفر مهدي الحسناوي
بروف دكتور/ جامعة الزاوية في ليبيا

مقطع رابع /
الملائكة تبكي ايضا : مرة ارسلني الملا سلمان في شأن ما الى ام داوود فصعدت الدرجات كأني ارقص على السلالم ووصلت الى حيث عرين الفاضلة الصابرة ام داوود فشممت روائح الطبخ العطرة فدخت والله وسقسقت عصافير بطني ولعلها السيدة كانت تحوك أو ترتق فطلبت باشارة من يدها ان اجلس فامتثلت للسيدة التي كنت وما ازال شغوفا بها وبأناقتها وجمالها الباذخ وقوة شخصيتها وسألتني عن امي وشقيقاتي ثم ضحكتْ وقدرتُ ان الملة قد روى لها الكثير من شطحاتي واستغلت حاستي التاريخية ضحكتَها !! نسيت القول ان السيدة ام داوود لا تضحك لكنها تبتسم مثل الأميرات!! قلت لها ليش الشرطة دائما اتدوس بيتكم وتفتشه وتاخذ وياها اولادك داوود ورضا ؟؟!! فقالت وقد ضايقها السؤال : مو الوطن ايريد من اولاده تضحية . فقلت لها : جا ليش اولاد الجيران ما عليهم شي بس ويلادك ؟؟ فنهرتني بأدب وكان عليَّ ان الاحظ اضطرابها وأسكت ولكنني حاصرتها بالأسئلة فانفجرت باكية مثل الأميرات في قصص الأطفال ووضعت كفيها على وجهها الشريف كأنها خجلى من دموعها ثم وامام حيرتي ودهشتي وانا اقول لها هل كلامي ابكاك ؟ فضمتني الى صدرها فشممت رائحة وطني وعبثت بشعر اليتيم وكأنها تقول ستفهم كل هذه المعاناة ذات يوم !! ومنذ تلك اللحظات التاريخية التقطت ذاكرة الطفل فيَّ مئات الصور لهذه الأم المناضلة وبدأ ابطال بيت الملا سلمان ينمون في مخيالي كما ينمو ابطال الروايات ذات النفس الملحمي !! وحين غادرت العراق سنة 1991 وأقمت في المغرب كتبت مسرحية شعرية في شقة متواضعة لصديقتي الأمازيغية مطلة على مياه المحيط الأطلسي مباشرة بمدينة الرباط واسم المسرحية : الملائكة تبكي أيضا مهداة الى ام المناضلين السيدة ام داوود الدلال واذكر انني رقصت طربا حين أنجزتها وهتفت مثل ارشميدس : الآن فقط وجدتها . الآن فقط مسحت دموعك يا سيدتي وأميرتي أم داوود وحكيت لصاحبتي حكاية هذه السيدة الأسطورة فبكت معي وسعدنا بالبكاء !! وهاتفني صديقي الشاعر العراقي أمجد ناصر رئيس تحرير مجلة دفاتر الأدبية المقيم في كازابلانكا مع زوجه المغربية منذ ثلاثين عاما وقال لي ان الروائي المغربي المعروف محمد الصوفي يريد ان يتعرف علي ويجري معي حوارا لعدد من الصحف فوافقت واخبرته انني انجزت مسرحيتي الشعرية الملائكة تبكي ايضا ففرح وطلب الي ان اجلبها معي !! وحصل اللقاء الطويل جدا بيني وبين صوفي واندغمت عواطفنا ببعضها وقرأ بشغف واضح الملائكة تبكي ايضا واعجب بها واقترح علي الموافقة على مغربتها وكتابة سيناريو لها واخبرني ان لديه مخرجا مبدعا يبحث عن مثل هذه اللقطات والحالات الإنسانية ووعدني أن سوف يصورها ويعيدها الي في اليوم التالي ومعه المخرج المسرحي وافترقنا لأعلم في اليوم التالي انه فقد أي أثر واي امل لمسرحيتي الشعرية الملائكة تبكي أيضا !! فكأنه كسر ظهري وجرح عنفواني !ياللهول !!العزيزة وئآم : قبلي عني يد أمنا المشتركة العظيمة السيدة أم داوود وقولي لها أن شعب العراق العظيم لن ينسى كبار المناضلين والمناضلات وليمتد عمرك المبارك لتري حلمك وحلم أولادك وبناتك وقد تحقق في وطن حر وشعب بلا أحزان .

عبدالإلـه الصائغ
مشيغن المحروسة في 21 اوغست 2003

مقطع خامس /
رؤيــا ذات ساعــة في ذات يوم
أولا :
تعلمين يا أمي الزرقاء اني خائف! دوار العاصفة يمتص دمي فيصفر وجهي وأناملي!! لا اريد الذهاب الى مدرسة الشيخ!! هذا اليوم فقط إجازة , دخيلك ! يعني حتى بالعطلة الصيفية مكتوب عليّ ان ادرس؟!
ماما؟ انت تسمعينني؟ لماذا تغطين وجهك بكفيك؟ها؟ها؟ قولي شيئا!! طيب طيب أريني وجهك ولك علي ان اذهب!! دخيل الله!! عليك روح والدي السيد علي ( راويني وجهك ) ؟ كافي ماما أنا ذاهب الى مدرسة الشيخ وأمري الى الله!! شوفي انا رايح! ولكن اريد ان ابوسك قبل ان اروح !! صدقة لله اعطيني بوسة! راح الوقت علي وإذا وصلت بيت الشيخ متأخرا فسوف يسطر كفي بمسطرته النحيلة !! ربما وقَّفني قصاص وجعل الطلاب يضحكون علي أو يشمتون بي !! ماما .. ماما ؟ قابل آني كفرت ؟ وي ! وي ! لماذا تبكين ؟ من ابكاك يا امي ؟ هل في خوفي من عاصفة السموم خيب ظنك بي ؟ انا شجاع ماما ! أمس لكمني ضياء السيد هاشم الشريفي الرادود فلكمته وسقط على القاع ! هو عنده أب !! مع اني يتيم ولكنني اسقطته على الأرض وأمام أخته الحلوة غزوة !! ماما : هل اليتم عيب ! اسمعهم يقولونها ويهربون : هي هي يتيم تربية أرملة !! إذا كان اليتم عيبا واذا كانوا يعيرونني لأنني ابن ارملة !! فلماذا جعلني الله دون كل الأطفال يتيما ! ؟ ولم جعلك ارملة ومعلم الحساب حميد الدسفولي يقول لي هامسا : امك حلوة وشابة وعندها فلوس فإذا أحبت الزواج فأنا بالخدمة وسوف تأخذ أنت في الحساب عشرة من عشرة !! .
انت عنيدة كما يقول الجيران عنك وسوف لن تنفع توسلاتي معك ! أذهب لبيت الشيخ وآني الممنون . بيت الشيخ الملا سلمان الكبير يحتل ركن الشارع ويقع في الجادة الثالثة ربما وهو من طابقين !! كبيرين وحديقة كبيرة ناشز !! فلم تكن العادة زمنذاك ان يفرد صاحب البيت حديقة !والمدينة تعاني من كثرة الساكنين وشحة المساحات !! حين تدخل الى البيت تكون باب الحديقة الى يمينك والباب المؤدي الى الطابق الثاني عن يسارك وفي قبالتك مدخل البيت الفسيح الذي وزعه الشيخ بقدرة قادر الى صفوف بعد ان افرغ الحجرات من آثاثها !! ولسوف يكون الشيخ ابن الستين بانتظارك وهو يستشيط غضبا !! غضب الشيخ له معان مرعبة !! مسطرة وقصاص وكلمات موجعة تجعلك ضئيلا في عيون الطلاب الشياطين ! أنا لا احبهم ! وأتمنى ان يسلط الله عليهم غضب الشيخ لكي يعرفوا قسوة غضبه وعقابه !! ها انت معه وجها لوجه وهو يقف مثل تمثال مقدود من اللحم والأعصاب وبيده المسطرة !! هل قلت بيده؟ يبدو انني مرتبك جدا فهو في الغضب يمسك المسطرة بكلتا يديه ! ويغمض عينه اليسرى نصف إغماضة ويهتز بطريقة غريبة !! يقف على مقدم مداسه ويرفع كعبيه وينزلهما ويرفعهما وينزلهما والعقاب من جنس رقصة الغضب !! لكن الذي يخفف عنك الويل هيأته الرحيمة رغم التمظهر بالقسوة !! عمته النادرة ! فهو دونها رجل لا يمكن تخيل شكله ! فينة حمراء نظيفة محاطة من قاعدتها بقماش ابيض فاقع باصفر خافت خفي التشجير!! ولقلة ذوق البعض كانوا يشبهونها بـ ( قلم ابو المِسَّاحَة ) !! والشيخ ذو البهاء منضو في ثوب ابيض رقراق ولكنه لا يشف مشدود من الوسط بحزام قماشي ! والثوب مبروز بجبة مكلبدة !! يقولون ان ام داوود وهي زوجه وبعمر أبنته على جمال غير اعتيادي كانت تخيط له ملابسه وتغسلها كل يوم وتشرف على هيئته ولن يخرج قبل ان تتفحصه بعين لا تفوتها فائتة !! .
سلام عليكم شيخي الملا !! ماما اتسلم عليك وتقول لك عليك الحمزة ابو احزامين لا تبسط الطفل عبد الإله !! وتقول لك هذا الطفل يتيم وضعيف ولا يتحمل لا مسطرة ولا قصاص !! ها نسيت وتقول ايضا .. وقبل ان اكمل أكاذيبي وأعذاري ينفجر الشيخ الطيب بالضحك ويغيب في واحدة من الحجرات !! ولم اكن اعلم أنني كنت موضوعا للحديث بينه وبين عائلته الكبيرة ( أم داوود وأولادها داوود وعبد الرضا وصاحب وبناتها سعاد ووداد وربما نهاد وثنتان ربما كانتا توأمين فهما حباية ومقسومة!! وقد تعرضت أجملهن لعارض حريق بسيط كاد ان يؤدي بجمالها لولا رحمة الله وأشيع أنها مضروبة بعين حسود !!) ويحكي لهم اعذاري المبتكرة كأن يكرر امامهم اللازمة الشهيرة عنده وبصوته الأجش كأنه قضي الليل بطوله في الصراخ فالتهبت حنجرته : ياسبحان الله .. هذا الولد يوميا يتأخر ويوميا يحمل لي عذرا جديدا !! ولم اسمعه يوما يكرر عذرا استعمله سابقا ويضحك وتضحك معه العائلة !! ويبدو انني اصبحت نجما عند العائلة فهي تسأل الشيخ إذا نسي عن آخر أعذاري !! دخلت الفصل وهو حجرة كما قلت وجلست متربعا مثل كل الطلاب لأصغي الى درسه الطويل الممل ! تعليم الحروف الهجائية والحساب ونثلث بدرس الدين وما أيسره ! إن كان يسيرا فنردد معه بصوت واحد يرهق البيوت المجاورة هو يقول الله ونحن نكمل المبتدأ بالخبر فنقول : ربنا
محمد ؟ - نبينا . علي ؟ -إمامنا . الإسلام ؟ ديننا !! والقرآن كتابنا والكعبة قبلتنا والكوثر شرابنا ......... هذه محفوظات لن يخطيء فيها تلميذ سواي ! أف من أحلام اليقظة ! مرضي الخبيث والجميل معا ! فيبدأ حلم اليقظة من جمود نظري وكف رموشي عن الرمش والتركيز على شفتيه وهما توصلان الينا بحَّة صوته ثم يختفي صوته واحلق في زمن ومكان لا شأن للدرس به !! فأتخيله اي الشيخ سلمان ابي فيعود الى امي بلعب الأطفال ويقول لها ايقظي الصغير لكي يفرح بهداياي !! واحيانا اغير الأدوار في ثوان فأتخيل ام داوود هي امي فأنعم بنظراتها الرحيمة وطبخها اللذيذ الذي يستفزني وهو يرسل الي الروائح التي توقظ الجوع في كياني !! واتخيل ان عبد الرضا اخي يسمح لي بمرافقته الى السجن ! فهو زبون معروف لدى حراس السجن !! كل مناسبة دينية او وطنية يأتون الى بيته ويحملونه بالسيارة المسلحة! واذا نسي الشرطة فهو يذهب اليهم من تلقاء نفسه ! حكاياته عن التوقيف او السجن مغرية ودقيقة ..... كل هذه الأخيلة والشيخ سلمان يطلب الي إتمام التمارين الدينية فينبهني طالب خبيث ويقول لي الشيخ يسألك ؟ وفي شرودي اضع خبرا مكان آخر !! الكعبة؟ - كتابنا ، الإسلام ؟ - نبينا ؟ فينهال الشيخ علي بمسطرته وهو منهمك في الضحك !! وينتهي الدرس النظري ويمنحنا الشيخ مهلة أو فرصة فنهرع الى الحديقة لنتنسم الهواء الطلق ونتماطل ونلعب كعاب او دعابل أو حنجيلة الحنجيلة أو شبي ياحيدة أو مرداد !! وهي من ممنوعات الشيخ !! ينسحب الى الطابق الثاني ليصلي أو يتحدث الى عياله ولن يغفل عن مراقبتنا من الشباك المطل على الحديقة !! وتنتهي المهلة وينزل الشيخ ويندلق الى الحديقة وهو سعيد بخوفنا المفرط منه !! نترك كل شيء ونقف مثل الجنود في الإستعداد !! ثم يضرب بمسطرته على الحائط وهذا معناه ان المسطرة مثل الجرس المنبه في المدارس فمن خلال المنبه يميز الطلاب الفرصة واللهو من الدرس والجد !! هذه المرة يضع الشيخ مسطرته على كرسي خشبي في الحديقة ليلاعبنا الرياضة السويدية !! تخيل بالله عليك مشاعري وانا اشهد الشيخ العجوز يلعب الرياضة بلياقة عجيبة فهو يثني يديه ويمدهما ويثني رجليه ويمدهما ويتقافز بحركات نسقية فكأنه يطير ويحط ، يطير ويحط .. ونحن نحاكيه في حركاته التي لا تناسب هيأته وعمته ومداسه !! هو يضع عينيه بعيني محاذرا مني مرات !! فغالبا ما يفشل درس الرياضة العملية إما بسبب حماقتي فأنا لا املك زمام روحي حين تطلب الضحك الهستيري في الوقت غير المناسب وعقابي شديد لكنني معتاد عليه !! او يرفع عينيه الى فوق ليتأكد ان أحدا من عائلته لا يراقبه فكأنه لا يحبذ ان تراه زوجه مثلا !! أي شيخ هذا بحق السماء ؟ .. وينتهي الدوام ونحن مهمومون بيوم غد الذي يأتي بسرعة عجيبة لأن الشيخ حين نغادره ينبثق فينا ولا يغادرنا !! ينتهي اليوم والثاني والثالث والرابع وووو وتنتهي الأشهر الأربعة وهي قوام العطلة الصيفية ونعود الى المدرسة  .

ثانياً : أي قصة هذه !! قصة السيدة أم داوود ؟ زوج الشخصية الشهيرة ملا سلمان ؟؟ السيدة الأسطورة في النجف ؟ زوجها رجل دين وعصبي صعب المراس بيد انه غير متعصب ! وربما اغمض عيني واغامر وأقول ان هذه السيدة ربت الشيخ وغيرت حياته وخففت من وطأة تربيته القاسية !! فحين يثور تسكت ويسكت معها الجميع ! وثورة الشيخ ثورة وليست شيئا آخر !! سيعدد شروطه وتهز رأسها برحمة ملائكية !! بعدها يهدأ الشيخ ويبرد ويسلس قياده لزوجة لن يجد لها نظيرا في كل المدينة والدنيا طرا !! . سمعت امي تقول لكنتها العلوية هاشمية السيد صالح ربيع : كوني كمثل ام داوود تعمل من ربع اللحم خمسة اشكال من المروقات بقدور صغيرة فتنفتح شهية العليل !! وتضيف صفات للسيدة ام داوود غريبة حقا في ذلك الزمان !هل قلت ذلك الزمان ؟؟ بل وهذا الزمان ايضا !! أية امراة هذه تداهم الشرطة بيتها لتقبض على ولديها المدرس الثانوي داوود والعامل اليساري عبد الرضا ؟ وكان الجاسوسان حسين الشرطي وصاحب الشمس يحقدان على السيدة أمهما لأنها لم تطلب الرحمة لولديها أبدا !! فهي تقول لهما وهما يضربان امام عينيها : انتما اخترتما هذا الطريق ومن يختر الطريق بنفسه فعليه احتمال السجن والضرب والإهانة فيبتسم ولداها لها لتبقى ابتسامتهما محفورة في ذاكرة الزمكان النجفي !! .
حين يزورها الجيران للتخفيف عنها بسبب مصير ولديها المجهول تقول لهم بلسان واضح انها فخورة بهما ولو كان صاحب بعمرهما لأنظمَّ إليهما !! شكرا لكم ولديَّ زوجُ وبنات وعليَّ ان اهتم بهم !! فيفهم الزائرون رسالتها ويخرجون معتذرين فلا يضايقونها بزيارة ثانية ! لكنها لن تمنع قلوبهم من محبتها والإعجاب بها !! والإقتداء بصبرها ! !! كانت هذه السيدة نموذجا فطريا للوعي النجفي العجائبي !! فهي قليلة الكلام دائمة الإبتسام زاهدة بالصداقات !! وربما رفضت دعوات ( القبولي ) التي كانت شائعة في الطبقات المتوسطة والراقية التي تنهك اقتصادها بحفلات تشبه البارتي أو الباري التي يمارسها الأمريكيون !! أم داوود لا تقيم قبولي في بيتها ولا تقبل اية دعوة لها بحضور القبولي !! وحين سألتها علمت منها ان ليس لديها وقت لتضيعه !! كبرت ابنتها سعاد ودخلت الكلية ولم تمنعها انوثتها وجمالها من محاورة زملائها بطريقة تثير الإعجاب والتساؤل معا !! فهي ربيبة بيت تقدمي ورضيعة لبن من لبوة بهيأة أم داوود ؟ سعاد تنسى أحيانا انها شابة ! وتتحدث مع زملائها بجرأة كبيرة وكبيرة جدا !! بقدر ما تقترب من زملائها في حيواتهم ومشاغلهم وتخوض معهم اي حديث حتى لو كان في الجنس !! بقدر ذلك تنمو هيبتها في النفوس ويتأكد اصدقاؤها وزملاؤها !! أنها مهمومة بالوطن والسجناء ومستقبل الديمقراطية وأشك وقد اكون واهما !! انها تتذكر ولو مرة واحدة انها انثى مخلوقة لفحل !! .. وكانت مهوى احلام الشبان في النجف فهي جميلة جدا ومثقفة جدا وتحمل البكالوريوس !! ذلك الزمان كان الناس يفخرون بأنهم يحملون شهادة الإعدادية التي كانت عالية حقا بحيث ان الدولة كانت ترسل البعثات الى الخارج من خريجي الإعدادية !! وغالبا ما تكون حاملة الشهادة الجامعية مرشحة للزواج من وزير او مثر مفرط الثراء !! لكن سعاد سلمان الدلال اختارت رفيقها العطار !! ودكانه قريبة من بيتها في النجف !! فعقدت الدهشة ألسن المدينة !! واحسبها قدمت للناس درسا بليغا في الوعي الحضاري المبكر ! ويقينا انها تزوجته عن حب عقلي وقلبي !! وتركت الحسابات الساذجة ونجح الزواج المبارك فقد كان زوجها العطار بشهادتي يعدل بثقافته ولياقته ولباقته العشرات ممن يحملون الشهادة العليا !! ....... مرة كنت اتسكع في شارع الرشيد منطقة جديد حسن باشا فسمعت فتاة تنادي باسمي والتفت لأجد سعاد ملا سلمان بمعطف جلدي تمد يدها وتصافحني بحميمية آسرة ؟ اخبارك سعاد ؟ الحمد لله فقط أخوك رضا ونحن نسكن معا !!مسجون الآن وانقطعت اخباره عني !! فغيرت سكني ؟ اسكن الآن في منطقة فقيرة في بيت كبير أو خان متألف من طابقين وفيه قرابة عشرين غرفة وفي كل غرفة تسكن عائلة !! ثم انتبهت وسألتني وأنت أين تسكن ؟ كنت اسكن بمحلة الشيوخ بالأعظمية وفجأة اخبرني اصدقائي ان الأمن كبسوا البيت واستولوا على حاجياتي وأوراقي وكتبي !! فآواني صديقي العامل في شركة الدخان العراقية : ثابت عباس الشوك في بيته الكائن في مجمع بيوت الأمة بشارع الشيخ عمر !! هل انت مرتاح هناك ؟ لا فللسيد ثابت الشوك عائلة كبيرة وبنات !! وانا بالتأكيد أضايق عائلته !! ففهمت سعاد نيتي وهزت رأسها كأنها تسأل نفسها ؟؟ ثم أجابت نفسها : نعم إذن تعال معي فهناك الكثير من الغرف في الخان إياه تبحث عن مستأجرين !! ولن تجد منيبة ذات العين الزجاجية اليسرى صاحبة الخان من هو افضل منك !! وفي اليوم ذاته نزلت في غرفتي الجديدة وتغدينا معا ونحن نستعيد ذكريات طفولتنا غير السعيدة ! كانت مجاورتي لإبنة استاذي الصعب بشير خير !! فقد دخل علينا المناضل الرائع رضا وعانقني وشعرت ان قلبينا بدءآ ينبضان معا !! وقال لسعاد هل احسنت ضيافة اخيك سيد عبد الاله ؟ فقالت له متجاهلة سؤاله حدثنا كيف خرجت من ورطتك ؟ اجابها بشموخ الرجال التاريخيين !! ولك سعاد متعرفيني ؟ آني أخوك ياسعاد , هربت والسلام ! إنهم الساعة يبحثون عني في كل مكان يتوقعونني فيه ! فقالت سعاد بثقة عالية إلا بيت منيبة السمينة فلن يخطر لهم ببال ! فقلت له ينبغي عليك ان تستتر لفترة حتى ينساك العسس ! فقال بثقة وقهقهة كأنه استمع الى نكتة بايخة مني !! سيد بعد غد سوف اقود مظاهرة كبرى في شارع الرشيد تأييدا لموقف باتريس لومومبا زعيم الكونغو برازافيل من الفاشست الذين يقودهم الجلاد موبوتو وعضيده الدنيء إتشومبي !! اردت ان اقول له جملة فهمها واجابني قبل ان يسمعها مني : لا تفكر بمصيري كثيرا فأنا الذي اقرر وحدي !! ان امثالنا منذورون للعمل الوطني ولن نمنح أعداء الديموقراطية والإقطاعيين سانحة سرقة مكاسب الجماهير ! كأني قلت له : ان الأوجاع أوجاعك تحديدا قد انتهت بسقوط التاج الملكي 14 جولاي 1958 وكنت افنيت شبابك في سجون بهجة العطية واقبية التعذيب ! أما آن لك ان تلتقط انفاسك يا استاذ رضا ؟ أجاب برأسه ولسانه : نعم اريد ان التقط انفاسي قبل ان يلتقطها مني الفاشست وهم اخطر على العراقيين من العهد السعيدي المباد ؟ ثم هيأت له أخته سعاد الطعام دون ان اقرأ في عينيها نأمة قلق على اخيها العنيد !! بل كانت بجوارحها تصغي اليه وترسل اليه قُبَلَ التأييد والإعجاب في الهواء وكان يغمز لها فأشعر انني وسط ابطال اسطوريين وتاريخيين !! ورآني مشاركا في تظاهرة الإحتجاج وقد وضع طاقية على رأسه واخفى شخصيته تقريبا فغمز لي وفهمت انه منعني من السلام عليه فأمتثلت وانا اراقبه وهو يقود مظاهرة في شارع الرشيد بمواجهة تحديات عظيمة !! وحين ادرك مشاعري ركبه خجل محبب فقد كان هذا المناضل خجولا بكل المقاييس ولكنه مجادل لا يغلب مستند الى قراءات في المادية التاريخية وأدبيات الشهداء التاريخيين .

مسك الختام بمثابة مقطع سادس / سيدة الحكايا ( الزرقاء والدة الصائغ )

الأخ الكبير الدكتور عبد الاله الصائغ المحترم
انا اعرف ان قلمي قاصر وخجـِل امام عطائكم
ولكن هذا ما استطيعه ورجائي قبوله......

اختك الصغيره
وئام ملا سلمان

آه ابا وجدان أخي الكبير
ما عاد في العينين من دمع به تجود
قد تركت غديرها.... في مفرق الحدود
لكنني في لحظةٍ فضتُ بنهرين من الشجن
وعدت أم عاد بي الزمن
للمنزل القديم والجـِديـْده
لنبقةٍ كانت كما الشهد
لرقعة الحديقة الملئى شذا يضوع
لبابه الخشب.....
وطارقيه كـُلّهم احبتي
تركتني كقشةٍ في ذروة اللهب
ليس لها رماد
أبحث عن ابي وعن عصاه
واصبعين فوق خد من عصاه
واول الحروف في مدرسة الغـريّ
والسراي والشيلان
والحلة الفيحاء وسجنها الكبير
وبابه العالية الخضراء
تحسبها طفولتي بوابة الجنان
ادخلها لألتقي الاخوان
وامرأة تسخر من مفرزة التفتيش
تقسم بالقرآن
ها انا ذا اسمع طرق الباب
حلـّت بنا سيدة الحكايا
وضيفة الصيف التي تجيء بالرطب
وكان يا ما كان ....تسمعها النجوم
عن خزائن الذهب
لامرأةٍ كان اسمها الزرقــــــــا ء
ضحكتها السبـّوح والقدّوس
ووجهها ليلكة في باحة الفردوس
صفوحة صريحة مملوءة فـِراسه
اذكرها نعم انا اذكرها ......لمياء
تهفو لها النفوس
تصغي لها ...فيهرب الهنق
في سطحنا المرصوف بالفرشي
زهراء والضفيرة السوداء
ايزيس...افروديت...عشتروت
حضرن كي ينصتن للألق
حتى بنات نعش
تركن في السماء
ذاك الأب المحمول في تابوته الفضي
وجئن كالودق
وسبع نفخات تلت لسورة الفلق
من شهقة لجارةٍ توسع بالحدق
تقرأها امي لتنئي شر ما خلق
لكنهـــــــــــــــــا.........
طيبة امهاتنا لم تمنع المكتوب
وتوقف الحقائب المتعبة الاقدام
من سفر.....
وها انا وانت ومثلنا الكثير
قد اشترى غربته ليدرأ الخطر
عن نفسه.......
من ظالم يطحن بالبشر
ويقتل العقول والفـِكر
ويصنع السلاح.... ليذبح الاقاح
لانه الموهوب في دوامة الحروب
وأنه الجبان حين حلـّت الخطوب
لكن امر الله فوق الظـَلـَمه
فحاد عن مساره الربيب
ونيب ماكان بنا ينوب
وحل في بلادنا الغريب
ويا لها سخرية القدر
في ان يكون منقذي... عدوي
لكنها يا سيدي..... اولاً وآخرا
ارادة الشعوب من تصنع العبر
ورغم ما عاث به الغزاة
بغداد ظلـّت ومضى التتر
ولن تهن لشقة القمر

وئام ملا سلمان

إذن نلتقي ان شاء الله في الفرزة الثانية ومن لديه اضافة او تصويب فثمة ايميلي لطفا

assalam94@gmail.com


مشيغن المحروسة
السادس عشر من جون حزيران 2010
 

free web counter