| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبد الآله الصائغ
assalam94@gmail.com
 

 

 

 

الثلاثاء 13/1/ 2009



تنعى اسرتا آل عبد الرسول والصائغ الفقيد الشاعر الشيخ احمد نجل الشيخ محمد السماوي وقد مضى الى جوار ربه صبيحة السبت العاشر من جنوري كانون الثاني الحالي 2009 في السماوة والفقيد الكبير هو والد الباحثة والشاعرة دجلة السماوي والاستاذ فرات السماوي وشقيق المحامي عبد الصاحب السماوي وجد الدكتورة وجدان الصائغ وقد وري جثمانه الثرى في وادي السلام انا لله وانا اليه راجعون.

دجلة احمد السماوي
عبد الاله الصائغ
assalam94@gmail.com


الشيخ احمد محمد عبود السماوي شاعراً ومؤرخا

عبد الاله الصائغ
assalam94@gmail.com

اولا :

         إليك أكتبُ للتاريخِ ياولدي              مذكراتي من امس مضى لغد
         فإن وجدت سطوراً في صحائفها       فقد لمست شعورا كله كبدي
         فلا تكن لعنةً تفري بمعولها             قبري وتنهش في اظفارها جسدي
         إن لم اجد بك مدحاً استريحُ             به فليتَ أمك لم تولد ولم تلد

                                                                                                   احمد السماوي 1962

ثانيا :
مضى الشاعر احمد السماوي الى جوار ربه صبيحة السبت العاشر من جنوري 2009 في ببيته في السماوة وكنت اتهيأ لإصدار فرزات عن هذا العبقري الصامت الصائت والعالم الحالم الذي غادرنا ولما يحقق بعضا من بعض! وكنت انتظر ترجمة للشاعر الشيخ احمد السماوي ينجزها المؤرخ والصحفي القدير الاستاذ عبد الرضا النجم فدرجت على مقولة اصنع الجل حين تخفق عن الكل !

اعماله :
له مخطوطات تزيد على العشرين مخطوطة شاهدتها بنفسي خلال لقائي به في مدينة دمشق ربيع عام 2000 ولا ادري ان كان قد سلمها لواحدة من دور النشر هناك ! فلقد غطت انباء كبوته الصحية التي لم ينهض منها حتى اسلم الروح وننتظر من اولاده ومن السيدة دجلة احمد السماوي الشاعرة والباحثة التحقق من اعمال ابيها المخطوطة اذكر منها :
أثباج الطبيعة بين ايليا ابي ماضي والشيخ حميد السماوي :
وفيها توريخ الاديب المعروف عبد الله الحوماني صاحب جريدة العروبة
وكتاب دين وتمدين حول اعجاب ايليا ابو ماضي بحميد السماوي والمراسلات بينهما وكان الحوماني مبعوث ابي ماضي الى السماوي لمرافقته الى نيويورك !
تحقيق ديوان الشاعر عبد حميد السماوي الذي صدر في الكويت سنة 1971
الأعمال الشعرية الكاملة للشيخ احمد السماوي

اما كتبه المطبوعة فهي :

حكم الصنعة في لغة العشاق

ثالثا :

احمد السماوي شاعر معاصر ولد ونشا ومضى في مدينة السماوة وقد كتب الشعر العمودي محاكيا فيه تجربة شعراء المهجر فاذا كان جرح المهجريين اغترابهم خارج الوطن فان جرح السماوي احمد اغترابه داخل الوطن ! ولد الشاعر احمد محمد السماوي عام 1916 من اب ينتمي الى قبيلة عبس العربية وام تقية تدعى ( الحاجة هدية ) والسماوي منذ تعرفت عليه يمتلك مشروعا نهضويا يتسع لمفردات الواقع كافة ! يجيء الشعر في ابجديته ! وتتصل به الرؤيتان الماضيوية والآنية وقد انصرف مبكرا لذلك ا الى دراسة قصة الحضارة باجزائه الخمسة والثلاثين التي صنعها ول ديورنت ودرس العهدين الاموي والعباسي وفق الاجيال الادبية فلم يفته كتاب الاغاني لابي الفرج الاصبهاني وصبح الاعشى للقلقشندي وكان معجبا ايما اعجاب بطروحات ابن خلدون في مقدمته رغم اعتراضات كثيرة دونها على صفحاته ! وكتب هوامش نفيسة حول الاحداث والاسماء والامكنة ! بيد انه كصاحبه العلامة فؤاد عباس في شيء ومخالفه في آخر : يشبهه في كونه غير ميال للنشر ومختلف عنه في زهده غير المسوغ بالشهرة ! وكانت تربطه بالشعراء الكبار صداقات متينة ومقطوعات اخوانية مع محمد مهدي الجواهري والشيخ محمد علي اليعقوبي وبدر شاكر السياب ومصطفى جمال الدين وجميل حيدر وعبد الرزاق عبد الواحد والشيخ حميد السماوي كما يرتبط بعلاقات متينة مع كبار المفكرين الاسلاميين وكان حريصا على صناعة صداقة بيني وبينهم : اذكر منهم السيد ابو القاسم الخوئي و الشيخ اسد حيدر والسيد عبد الزهرة الحسيني والدكتور عبد الرزاق محي الدين والشهيد الشيخ محمد حيدر ! انجبت له شكرية علي الخفاجي اولادا وبنات وهم فرات وملاك وسراج و باسم وسامر وبنات هن عواطف ودجلة وشعور و سندس وفاطمة ومن الاشقاء هم المحامي عبد الصاحب السماوي والشيخ عبد الواحد السماوي والشيخ عبد المطلب السماوي والشيخ جعفر السماوي والشيخ حسن السماوي والشيخ عباس السماوي عبد المطلب وعبد الصاحب وعبد الواحد !

رابعا :
تتصل الصداقة بين اسرتي آل عبد الرسول وآل الصائغ منذ ان اقترن عبد الاله الصائغ بابنة الشاعر الشيخ احمد السماوي 14 آب 1964 بدجلة السماوي فكتب والدها الشاعر الشيخ احمد السماوي رسالة مودة الى عبد الاله الصائغ تتضمن هذه القصيدة :

ما القلب عنك باي يوم سالي          كلا ولا طرأ السلوُّ ببالي
فحديثكم فوق الشفاه وحبكم            في القلب ينبض ياخليلي الغالي
انا لا اطيق بعادكم ولو انني            اسطيع في حال من الاحوال
ان الرجال اذا وفوا بعهودهم           صدقوا وليس سواهمو برجال
فالام تحلم في شكوك جمة               بالقرب مني وهي صنع خيال
وتدير سمعك لا اقول مصدقا           تصغي الى اسطورة الاقوال
انا لا اريد دنوكم من اجل ان           القي على اكتافكم اثقالي
فشددت حبلي فيك للا متهورا           لما قطعت من القريب حبالي
اعلى حياتك تختشي وهي التي         اضحت تقومني براس المال
ايليق بي ان ارتضي لك موردا         فيه زلال الماء غير زلال
فتشت اعماق القلوب فلم اجد          غير الرماد بها ولا من قال
فهمو قد اعترفوا الي بذنبهم            وتراجعوا بندامة وكلال
وتقشعت سحب الجهالة وانطوت       اعلامها بددا لغير مآل
فلقد كبحت جماحهم ببرودتي            ورغمت منهم كل انف عال
ورفعت كف مسلط عن عاتقي          وجرحت مقتله بغير نصال
وبسطت بين المنصفين قضيتي        وشرحت مالهمو علي ومالي
وقبعت في داري الى ان اصحرت      شمس وآذن ليلُها بزوال
وانصاع كل مقاتل مستسلما            للحق لا متحمسا لقتال
فحمدت للصبر الجميل عواقبا          اذ نلت منه اليوم كل منال
فسيكتب التاريخ في صفحاته           ما راعه مني الى الاجيال
عبد الاله وحق شوقك انني             لولاك لم اعف عن العذال
قلبي كقلبك لايريد غضاضة            وكلاهما من كل حقد خالي
إن شئت قربي في يديك وان تشا      بعدي فلا تقض على آمالي .

خامسا :
الشاعر الشيخ احمد السماوي يخرج عن صمته ضمن حوار مجلة الوركاء الذي اجراه الأستاذ حسن حلاوة ّ! جاء فيه : لم يثنه ثقل السنين بادراج روحية الشباب والعزيمة في كل خطوة يخطوها وفي كل كلمة يتفوه بها , ان حياته التي تشرف على الثمانين واكثر ! حياته مليئة بالمفارقات والابداع والجدية ملتزم صبور وئيد في اختيار طموحاته قال عنه دكتور عبد الاله الصائغ ( احمد محمد السماوي شاعر رافق الشعر منذ نعومة اظفاره فهو مغتبط بالخيال مفعم بالمعاني مثل روضة مثقلة بالثمر .. القصيدة عنده حالة استثنائية تلثم اهتمام المتلقي بشفتين الفتا التسبيح لله ) !.
حسن حلاوة : حدثنا عن بداياتك ؟
الشيخ احمد : بدأت بكتابة الشعر منذ الاربعينات في عقد ندوات ادبية في المناسبات كافة وكان لي الدور البارز في عقدها مع نخبة من الشعراء المتطلعين للرفعة وسمو الانسان .
حسن حلاوة : بمن تاثرت ؟
الشيخ احمد : تأثرت بالشاعر علي الشرقي والشاعر محمد مهدي الصير ومحمد رضا الشبيبي .
حسن حلاوة :ما مستقبل الشعر في عالم التحولات والتغيرات العلمية ؟
الشيخ احمد : يبقى مشتقبل الشعر خالدا وهو مستقبل الاجيلال الحاضرة التي ترسم في بيانها خطا متوازيا من الابداع مع اسلافهم الشعراء .
حسن حلاوة :السماوة ماذا اضافت لك
الشيخ احمد : اضافت الى الحياة الادبية بكل مقوماتها وهي التي تربيت بين احضانها كأم جسور ولا انسى ايام الصبا عندما كنت اذهب الى المدارس والكتاتيب .
حسن حلاوة :ماذا اضافت المسيرة الشعرية للشيخ الشاعر ابو فرات بعد هذه السنوات الطويلة ؟
الشيخ احمد : اضافت الي حب الناس والتطلع الى المعرفة وغرف منائر الابداع والاصالة وتحقيق الذات .
حسن حلاوة :لماذا العزلة ؟
الشيخ احمد : انا غير منعزل مع جميع الاوساط الادبية بمختلف اجيالها ونزعاتها وفي خطواحد معها .
حسن حلاوة :ماذا تمثل المراة لك بعد هذه السنوات ؟
الشيخ احمد : المرأة ؟! تمثل لي الام والاخت والزوجة الصالحة والقدوة الحسنة وهي نصف المجتمع وسكن الرجل .
حسن حلاوة :ما هي مشاريعك المقبلة ؟
الشيخ احمد : مشاريع مكبوتة ( !! ) .
حسن حلاوة :ما رأيك بالمسيرة الشعرية في محافظة السماوة ؟
الشيخ احمد : تحتاج الى من يبلورها ويعززمكانتها الادبية لان هذه المحافظة تاريخ طويل في الادب العربي وبروز الكثير من الشعراء اللامعين فيها .
حسن حلاوة :ماهو طموحك كشاعر وكإنسان ؟
الشيخ احمد : ارجو من جميع طلائع الادب في المحافظة ان تنتهج الخط العربي في الشعر ليكون انجازا متواصلا في الشعر ليكون انجازا متواصلا ومبدعا ومد يد العون للمسيرة الادبية في المحافظة كما ارجو من جميع اخوانير الالتفاف مع بعضهم البعض بروح الاخوة والتسامح والمحبة ! .
حسن حلاوة :لماذا فقدت المجالس الادبية في محافظة المثنى ؟
الشيخ احمد : كما يعلم الجميع في اكثر من مرة كان بيتي يحتضن هذه المجالس وبحضور المسؤولين والمثقفين حتى وقت قريب فكانت باكورة ناضجة في خلقر تقليد ثقافي مهم .
حسن حلاوة :ما رأيك بالحداثة ؟ يقال انك الد اعداء قصيدة النثر والشعر الحر ؟
الشيخ احمد : ارى في كل شعر لم يحتفظ بوزن وقافية ليس شعرا ولو كرس هذا الابداع الى العودة الى تاريخهم الشعري المقفى لكان اجمل واوقع في النفوس .
حسن حلاوة :هل اشتركت في مهرجانات خارج القطر ؟
الشيخ احمد : نعم اشتركت في مهرجان منتدى الاربعاء في سوريا واشتركت في القسم الاسباني في الجامعة الاردنية لاحياء ذكرى الشاعر الاسباني لوركا ونشر لي الكثير في الصحف العربية والعراقية من القصائد والمقالات والنقد الادبي .
حسن حلاوة :البطاقة الشخصية ؟
الشيخ احمد : احمد محمد السماوي مولدي 1916 في السماوة.
حسن حلاوة :كلمة اخيرة ؟
الشيخ احمد : اشكرك ياحسن ومبروك للوركاء جهدها المتميز وحلتها القشيبة .

حكم الصنعة في لغة العشاق طبعة مزيدة ومنقحة في ثلاثة اجزاء

الشعر النثري والنثر الشعري دراسات نقدية

اما مؤلفاته المطبوعة فهي :

ديوان الشيخ احمد السماوي

في رحاب الحسين
يتضمن قصائد احمد السماوي الحسينية كما يتوفر على ميميتي قدمت وعفوك بين عبد الرزاق عبد الواحد واحمد السماوي .

حكم الصنعة في لغة العشاق

سادسا :
في رحاب الحسين كتاب يتضمن قصائد احمد السماوي الحسينية كما يتوفر على ميميتي قدمت وعفوك من مقدمي للسماوي وعبد الواحد !! نعم كثيرة هي القصائد التي تمحورت حول سيد الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب البكائية منها والوعظية والفلسفية والصوفية ولكن ثمة قصائد في الحسين لبثت في الذاكرة الحديثة كاعمق ما يكون اللبوث منها عينية الشاعر محمد مهدي الجواهري وميمية عبد الرزاق عبد الواحد وميمية الشيخ احمد السماوي وميمية الشاعر المسيحي خالد المقدسي !!

قال محمد مهدي الجواهري :

فداء لمثواك من مضجعي
فداء لمثواك من مضجع تنور بالأبلج الاروع
بأعبق من نفحات الجنان روحا ومن مسكه أضوع
ورعيا ليومك يوم الطفوف وسقيا لأرضك من مصرع
وحزنا عليك بحبس النفوس على نهجك النير المهيع
وصوتا لمجدك من أن يذالبما أنت تأباه من مبدع
فيا أيها الوتر في الخالدين فذا الى الآن لم يشفع
ويا عظة الطامحين العظام للاهين عن غدهم قنع
تعليت من مفزع للحتوف وبورك قبرك من مفزع
تلوذ الدهو فمن سجد على جانبيه ومن ركع
شممت ثراك فهب النسيم نسيم الكرامة من بلقع
وعفرت خدي بحيث استراح خد تفرى ولم يضرع
وحيث سنابك خيل الطغاة جالت عليه ولم يخشع
وخلت وقد طارت الذكريات بروحي الى عالم أرفع
وطفت بقبرك طوف الخيال بصومعة الملهم المبدع
كأن يدا من وراء الضريح حمراء مبتورة الاصبع
تمد الى عالم بالخنوع والضيم في شرق مترع
تخبط في غابة أطبقت على مذئب منه أو مسبع
لتبدل منه جديب الضمير بآخر معشوشب ممرع
وتدفع هذي النفوس الصغار خوفا الى حرم أمنع
تعليت من صاعق يبتظي فان تدج داجية يلمع
تأرم حقدا على الصاعقات لم تنء ضيرا ولم تنفع
ولم تبذر الحب اثر الهشيم وقد حرقته ولم تزرع
ولم تخل أبراجها في السماء ولم تأت أرضا ولم تدقع
ولم تقطع الشر من جذمه وغل الضمائر لم تنزع
ولم تصدم الناس فيما هم عليه من الخلق الاوضع
تعاليت من فلك قطره يدور على المحور الاوسع
فيابن(البتول) وحسبي بها بيانا على كل ما أدعي
ويابن التي لم يضع مثله كمثلك حملا ولم ترضع
ويابن البطين بلا بطنة ويابن الفتى الحاسر الانزع
ويا غصن هاشم لم ينفتح بأزهر منه ولم يفرع
ويا واصلا من نشيد الخلود ختام القصيدة بالمطلع

وقصيدة الشاعر المسيحي خالد المقدسي :
اما قصيدة عبد الرزاق عبد الواحد فهي :

قَدمتُ .. وعَفْوَكَ عن مَقدَمي
حسيراً ، أسيراً ، كسيراً ، ظَمي
قدِمتُ لأ ُحرِمَ في رَحْبَتيْك
سلامٌ لِمَثواكَ من مَحرَم ِ
فَمُذْ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسين
مَناراً إلى ضوئهِ أنتَمي
ومُذْ كنتُ طفلا ًوجَدتُ الحسين
مَلاذاً بأسوارِهِ أحتَمي
وَمُذْ كنتُ طفلاً عرفتُ الحسين
رِضاعاً.. وللآن لم أفطَمِ!
سلامٌ عليكَ فأنتَ السَّلام
وإنْ كنتَ مُخْتَضِباً بالدَّمِ
وأنتَ الدَّليلُ إلى الكبرياء
وإنْ كنتَ مُختَضباً بالدَّمِ
وإنَّكَ مُعْتَصَمُ الخائفين
يا مَن مِن الذَّبح ِ لم يُعصمِ
لقد قلتَ للنفسِ هذا طريقُكِ
لاقِي بِهِ الموتَ كي تَسلَمي
وخُضْتَ وقد ضُفِرَ الموتُ ضَفْراً
فَما فيهِ للرّوحِ مِن مَخْرَمِ
وَما دارَ حَولَكَ بَل أنتَ دُرتَ
على الموتِ في زَرَدٍ مُحكَمِ
من الرَّفْضِ ، والكبرياءِ العظيمةِ
حتى بَصُرتَ ، وحتى عَمِي
فَمَسَّكَ من دونِ قَصدٍ فَمات
وأبقاكَ نجماً من الأنْجُمِ!
ليومِ القيامةِ يَبقى السؤال
هل الموتُ في شَكلِهِ المُبْهَمِ
هوَ القَدَرُ المُبْرَمُ اللايُرَدُّ
أم خادمُ القَدَرِ المُبْرَمِ ؟!
سَلامٌ عليكَ حَبيبَ النَّبيِّ
وَبُرْعُمَهُ..طِبْتَ من بُرعُمِ
حَمَلتَ أعَزَّ صفاتِ النَّبيِّ
وفُزْتَ بمعيارِهِ الأقوَمِ
دِلالَةَ أنَّهُمو خَيَّروك
كما خَيَّروهُ ، فَلَم تُثْلَمِ
بل اختَرتَ موتَكَ صَلْتَ الجبين
ولم تَتلَفَّتْ ، ولم تَندَمِ
وما دارت الأرضُ إلا وأنتَ
لِلألائِها كالأخِ التَّوأمِ!
سلامٌ على آلكَ الحوَّمِ
حَوالَيكَ في ذلك المَضرَم
وَهُم يَدفعونَ بِعُري الصدور
عن صدرِكَ الطاهرِ الأرحَمِ
ويَحتضنونَ بكِبْرِ النَّبِّيين
ما غاصَ فيهم من الأسهُمِ
سلامٌ عليهم..على راحَتَين
كَشَمسَين في فَلَكٍ أقْتَمِ
تَشعُّ بطونُهُما بالضياء
وتَجري الدِّماءُ من المِعصَمِ
سلامٌ على هالَةٍ تَرتَقي
بلألائِها مُرتَقى مريَمِ
طَهورٍ مُتَوَّجةٍ بالجلال
مُخَضَّبَةٍ بالدَّمِ العَندَمِ
تَهاوَت فَصاحةُ كلِّ الرجال
أمامَ تَفَجُّعِها المُلهَمِ
فَراحَت تُزَعزِعُ عَرشَ الضَّلال
بصوتٍ بأوجاعِهِ مُفعَمِ
ولو كان للأرضِ بعضُ الحياء
لَمادَت بأحرُفِها اليُتَّمِ
سلامٌ على الحُرِّ في ساحَتَيك
ومَقحَمِهِ جَلَّ من مَقحَمِ
سلامٌ عليهِ بحَجمِ العَذاب
وحَجمِ تَمَزُّقِهِ الأشْهَم
سلامٌ عليهِ..وعَتْبٌ
عَتْبَ الشَّغوفِ بهِ المُغرَمِ
فَكيفَ ، وفي ألفِ سَيفٍ لُجِمتَ
وعُمرَكَ يا حُرُّ لم تُلجَمِ ؟
وأحجَمتَ كيف، وفي ألفِ سيف؟
ولو كنتُ وَحديَ لم أُحجِمِ
ولم أنتظرْهُم إلى أن تَدور
عليكَ دوائرُهُم يا دمي
لَكنتُ انتَزَعتُ حدودَ العراق
ولو أنَّ أرسانَهُم في فَمي
لَغَيَّرتُ تاريخَ هذا التُّراب
فما نالَ منهُ بَنو مُلجَمِ
سلامٌ على الحرِّ وَعْياً أضاء
وزرقاء من ليلها المُظلِمِ
أطَلَّت على ألفِ جيلٍ يجيء
وغاصَت إلى الأقدَمِ الأقدَمِ
فأدرَكَت الصّوت..صوتَ النّبوّةِ
وهو على موتِهِ يَرتَمي
فما ساوَمَت نفسَها في الخَسار
وَلا ساوَمَتْها على المَغنَمِ
ولكنْ جثَتْ وجفونُ الحسين
تَرفُّ على ذلك المَجثَمِ
ويا سيّدي يا أعَزَّ الرجال
يا مُشرَعاً قَطُّ لم يُعجَمِ
ويابنَ الذي سيفُهُ ما يَزا ل
إذا قيلَ يا ذا الفَقارِ احسِمِ
تُحِسُّ مروءَ ةَ مليونِ سيفٍ
سَرَتْ بين كَفِّكَ والمَحْزَمِ
وتُوشِكُ أن..ثمَّ تُرخي يَدَيك
وتُنكرُ زَعمَكَ من مَزْعَمِ
فأينَ سيوفُكَ من ذي الفَقار
وأينَكَ من ذلكَ الضَّيغَمِ ؟
عليٌّ..عليَّ الهُدى والجهاد
عَظُمتَ لدى اللهِ من مُسلمِ
وَيا أكرَمَ الناسِ بَعدَ النَّبي
وَجهاًّ...وأغنى امرىءٍ معدمِ
مَلَكتَ الحياتَين دُنيا وأ ُخرى
وليسَ بِبَيتِكَ من درهمِ
فِدىً لِخشوعِكَ من ناطقٍ
فِداءٌ لِجوعِكَ من أبْكَمِ!
قَدِمتُ ، وعفوَكَ عن مَقدَمي
مَزيجاً من الدّمِ والعَلقَمِ
وَبي غَضَبٌ جَلَّ أن أدَّريه
ونَفسٌ أبَتْ أن أقولَ اكظِمي
كأنَّكَ أيقَظتَ جرحَ العراق
فَتَيَّارُهُ كلُّهُ في دَمي
ألَستَ الذي قالَ للباترات
خُذيني..وللنَّفسِ لا تُهزَمي؟
وطافَ بأولادِهِ والسيوف
عليهم سوارٌ على مِعصَمِ
فَضَجَّتْ بأضْلُعِهِ الكبرياء
وصاحَ على موتِهِ : أقدِمِ
كذا نحنُ يا سيّدي يا حُسَين
شِدادٌ على القَهرِ لم نُشكَمِ
كذا نحنُ يا آيةَ الرافدَين
سَواتِرُنا قَطّ ُ لم تُهْدَمِ
لَئِن ضَجَّ من حولكَ الظالمون
فإنّا وُكِلنا إلى الأظلَمِ
وإن خانَكَ الصَّحبُ والأصفياء
فقد خانَنا مَن لهُ نَنتَمي
بَنو عَمِّنا..أهلُنا الأقرَبون
واحِدُهُم صارَ كالأرْقَمِ
تَدورُ علينا عيونُ الذِّئاب
فَنَحتارُ من أيِّها نَحتَمي

وقال الشيخ احمد السماوي:

قدمت وحسبك من مقدمي       تساميت فيه باسمى فم
ورحت تحلق في الخافقين      الى الله للواحد الملهم
رايت الحقيقة عين اليقين      بوعي وغيرك عنها عمي
فما قيمة العقل ان لم يكن       يريك المضيء من المظلم
عقول الرجال موازينها         ومعيار تفكيرك الاقوم
وان التباين بين العقول        كبيراذا قيس بالاعلم
عرفت الحسين وكم عارف     تلجم حقدا ولم تلجم
فيا صحوة الفكر من غفوة     تلذ رؤاها الى النوم
وياصيحة الحق لما يزل        يرن صداها ولم يكتم
قدمت الى عالم نير             وعذرا اذا قلت من مبهم
ستلقى الحسين وجد الحسين     بيوم عسير بهم تحتمي
سقيت قوافيك ماء الحياة       فكانت كآي من المحكم
وبين يديك حسان القريض       فمن شاردات ومن حوم
فبيت تطاول فيه السماء        علوا ولست بمستعظم
وبيت تؤبن فيه الحسين        كأنك تخطب في مأتم
رميت بسهم وما قد رميت     ولكن من الله سهم رمي
رويت وقائع ال النبي          وما حل من مشهد مؤلم
اكنت بركب سبايا الحسين     حسيرا اسيرا كسيرا ظمي
وكان السؤال لماذا الحسين     اتى للعراق ولم يرغم


وقال الشاعر الكبير خالد المقدسي :

أمن تذكُّر ركبان بذي سلم               اهال دمعي اسقاما على سقمي
أم مضني قرح الاجفان حاق بها        من وحشة النفس طاغوت من الألم
في فتية آمنوا بالحق ليس له            من فدية تفتديه دون بذل دم
هي الشهادة ياسبط الرسول فم          يشق للدهر فجر الحق في الظلم
حر يدوي على الارضون يسمعها      صوت العقيدة يصلي الظلم بالحمم
نام الذين علت بالغدر رايتهم           قرار عين وعين الله لم تنم
حتى اذا جد وعد حان موعده           وأن يوم قصاص ساعرالضرم
تناثرت في الفلا اشلاؤهم جيفا          كما تناثر عهن الشاة بالجلم
يا إبن بنت رسول الله قد تركت         بنا الرزايا عقابيلا من السقم
اسباط بيت رسول الله محتدهم           فخر البرايا وصرح العز والعظم
العيس تمضي بهم نشوى بحوزتها     خبا الى كربلاء الكرب والشجم
فما لروحي قد ضاقت بها كبدي         حرى تهيم على الافلاك والسدم
وما لقلبي قد اودى به شجني           وهو العصي على الاشجان والغمم
يا ابن بنت رسول الله ما نضبت        بي الفصاحة او عزت على قلمي
ولا تلكأ حرف انت مطلبه               ولا بذكرك اكدى بالقريض فمي
لكن هول مصاب الطف صيرني        اكاد من خرس اغتص بالكلم
مازال شعب عراق الخير في نكد       وارضه نهبة للطامع النهم
وأهله بين مسحوق ومرتحل            وهائم في اقاصي الارض والتخم
وواصب لانصيب في الدواء له         وساغب من طواه غص باللقم
ينوء ما بين سندان ومطرقة            وصرح قهر بغير السوط لم يدم
له حصاران عبر البحر مجتلب         وآخر من نتاج الدار والرحم
متى متى يا ابا الاحرار يغمرنا          فجر المروءات بالخيرات والنعم
وينجلي ليل حقد لا قرار له              ولا تواصل فيه دون سفك دم


واخيرا : ثمة بيت قاله شاعر اهل البيت وهو

هتف البشير فقبل ابنك ياعلي       بالمعنيين مقبل ومقبل

فقال الشاعر أركان السيد عباس الحسيني في قصيدة طويلة جدا

هتف البشير فقبل ابنك ياعلي
وسقاه ربك من صفاء المنهل
قبلة ذو نور لنور يعتلي
نور النبي وصلبه في الاول
بالمعنيين مقبل ومقبل
تدري ويدري الله قبل وجده
اطلاق ايمان تغيب حده
فالنور مشتق تلألأ خده
لكنما ورد النبي وورده
ايحاء مولده بيوم المقتل
طرفا هلال قوسه عرض السما
متنافران على اختلاف ربما
كالقيض ثم القر غيم لو همى
شتان مابين البصيرة والعمى
في الشمس ذاك وذا بليل اليل
طرفا هلال مثل سيف هائل
قد قرب الرؤيا لكل مسائل
من ذا ومن قد كان خير مقاتل

وقال الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد:

يــا مـالـيءَ الدنـيـا دمـــاً ومـــروء          هًهتـف البشـيـر فقـبـل ابـنـك يــا عـلـي
تدري ويدري الله قبل وجده                  ايحاء مولده بيوم المقتلِ
طـرفـا هــلالٍ قـوسـه عــرض السـمـاءفــي الـشـمـس ذاك وذا بـلـيـلٍ الـيــلِ
طـرفـا هــلالٍ مـثــل سـيــفٍ هـائــلٍ شـطـر السـمـاء وظــلَّ يـصـدح :ياهـلـي
يرمـي ظـلام الليـلٍ عــن بَـلَـجِ الضـحـى     كــي يستقـيـم فـيـا سـيــوف تعـجـلـي
وتـكـاد اشــرف دمـعـهٍ مـــن عـيـنـه        تهـمـل ولـكـن عـيـنـه لـــم تـهـمـلِ
جـــدٌ ولــكــن اي جــــدٍ مُرــســلٍ؟          سـبـطٌ ولـكـن سـبـط جـــدِ الـمـرسـل
وهــو الحسـيـن شهـيـدُ اشــرف وقـعـةٍ    هــذا الـزكـي الانـبــلٍ بـــن الانـبــلِ
هــذا الــذي امــر الـزمــانُ بـمـوتـه        فـأقـامَ عــن امــرِ الـزمــان بـمـعـزلِ
يــا مـالـيءَ الدنـيـا دمـــاً ومـــروء         هومُـكـبـلاً فـــي زِيِّ غــيــر مُـكـبــلِ
دارت عـلـيـه الـدائــرات ولـــم يـكــن      فـــرداً ولا كـــان الحـسـيـن بـأعــزلِ
كـانـت حُشـاشـة جــده فـــي صـــدره      ومــن اقـتـدار ابـيـه كـــان بجـحـفـل
لـكـنـه الـقــدر الـعـظـيـم ارادهــــا         عصـمـاء لــم تًـتْــأم ولـــمْ تَتَـمـهـلِ
فاخـتـارهـا واخـتــاره قـــدراً لــهــا        متـبـتـلٌ يـسـعــى الــــى مـتـبـتـلِ
حـتــى اذا التـقـيـا تـهـيـبَ مــوتــه        فـهـوى الحسـيـن علـيـه مـثـل الاجــدلِ
هــي ميـتـةٌ عِــدَلُ الـحـيـاهِ بـأسـرهـا      افــلَّ الـزمـان ونجـمـهـا لـــمْ يـأفُــلِ
يـايـومَ مـيـلادِ الحسـيـن ولـــم اجـــد      الا كَ مــيــلادٌ يــمـــوتُ فـيـخـتـلـي
فـيـكـون هـــذا ذاك تـصـبـح مـيـتـةً       كـــولادةٍ لـكــن بـطـعــمِ الـحـنـظـلِ
حـتــى تـكــاد الارض فـــي مـيــلاده      تبـكـي وتعـلـن زهـوهـا يــوم المـقـتـلِ
قُـــلْ للـنـجـومَ بـكـربـلاءَ تـرجـلــي       والـــى مـنـائـره المهـيـبـاتُ انــــزلِ
وخــذي سـنـاً مـنـهـا لالـــفٍ قـــادمِ      وخـــذي دمـوعــاً للـمـجـرهٍ واهـطــلٍ
للهِ درك مـــــن ولــيـــدٍ بــاســـلٍ         لله درك مـــــن شـهــيــدٍ ابــســـلٍ
ولــد الحسـيـن فـيـا عـيــون تكـحـلـي    مـنـه ويــا كـــل الحـنـاجـر هـلـهـلِ
ثــم اجعـلـي الاجـفـان غـيــم مـدامــعٍ    وتـذكـري عـطــش الحـسـيـن تتبـلـلـي
ولــد الــذي لـــو جـاذبـتـه ضـيــاؤه     شمـسِ السـمـاء لقـيـلَ للشـمـسِ اخـجـلِ!
ومــن الـمـروءه بـيــدرٌ فـــي بـيـتـهِ     ولـكــلِّ اهـــل الارض حـبــه خـــردلِ
وِلِــدَّ الــذي دمــه اعـــزُّ دمٍ جـــرى      لــولا ابــوه تـبـارك اسـمــك يـاعـلـي
انـجـبـتـه لـلـمـكـرمـات جـمـيـعـهـا       وسقـيـتـه مـنـهـنَّ نـفــس الـمـنـهـل
ورآكَ فـــزت بـهــا فــفــازَّ بــهــا فتـىً        بُــوركَ مــن اســدٍ هِـزَبْـرِ اشـبـلِ
يـا يــوم مـيـلاد الحسـيـن وهـبـت لـلـشــرف الـدخـول الـيـه اجـمـل مـدخــلِ
افكـلـمـا ذُ كـــر الحـسـيـنُ تقـطـعـت       احشـاؤنـا وجـعــاً وصـحـنـا يـاعـلـي
وكـــأن اوجـــاع الـعــراق جميـعـهـا      ارث الحـسـيـن فـثـاكـلٌ عـــن اثـكــلِ
يـا سـيـدي نفـسـي فــداك اجــز فـمـي    وبغـيـرِ هــذا الـدمـع انْـطِـق مِـقـولـي
انــا راجــفٌ جـزعـاً فـثـبـتْ لـحـظـةً      قلـمـي عـلـى ورقــي وثـبــتْ انـمـلـي
وامــلأ دمــي فـرحـاً ووجـدانـي نـــدىً    ودع الــفــراتَ بـمـائــه الـمـتـوســلِ
يسـعـى الـيـكَ مُـكـفـراً عـــن ذنـبــه      الــفٌ ونـيِّـفَ وهــو اوجـــع مُـهـمـلِ
وهــو الـفـرات لــو استـطـاع ادانـهــا     لأتـــاك مفـجـوعـاً بــمــاءِ مُــعــولِ
وهــوى عـلـى قدمـيـك يُسـقـي مـاؤه     مـــن جـسـمـك البـدمـائـه مـتـوســلِ
لـيـكـون عـنــد الله شـاهــدَ نـفـســه      ويـجـيــب لامتلـعـثـمـاً ان يُــســـألِ
هـتـف البشـيـر فـيـا خـوافــقُ رتـلــي    بالنـبـضِ مــا هـتـف البشـيـرُ وبسمـلـي
وبــكــلِ ارضٍ يــامــروءةُ زغــــردي    واذا وصــلــتِ ِلكربلاء فاعول

فقال الشيخ احمد السماوي :

الوحي يهتف في السماء الاول        ولد الحسين فقبل ابنك ياعلي
ولد الحسين وفي يديه رسالة          دخل الحياة بها باسمى مدخل
رضع النبوة من محمد درها           القا واكمل بالامامة من عل
هذا الذي شمخت به في عالم           الدنيا قباب نجمها لم يأفل
وسمت على مر العصور شوامخ      تزهو وفي سبط النبي المرسل
هذا الذي من الف عام صرحه         تتزلزل الدنيا ولم يتزلزل
هذا الذي نزل الامين من السما         ليهز مهد ابي الائمة موئلي
اولم يقل انا من حسين جده             وحسين مني من وصي امثل
اولم يقل اوصيكمو في عترتي         في اهل بيتي كعبة المتبتل
ما قالها عبثا نبي مرسل يوما وليست قولة المتقول
هذا الحديث فقد روته رواته           نصا وبالاجماع غير مهلهل
ما جاءكم فيه النبي مصدق            وحيا ومن رب السما لم يهمل
فهمو وليس سواهمو بكتابه            سفن النجاة جهلت ام لم تجهل
والعقل ما بلغت به اوهامه            عقل اذا ما كان غير مضلل
يافرحة الميلاد كيف يصوغها         قلمي وكيف بها اسدد مقولي
انا لا امد يدا لغير ولائهم              وبغيرهم ما كنت بالمتوسل
اما اللسان فطبعه من ذاته             ما قمت الا كان يندي ياعلي


احمد الشيخ احمد السماوي

سابعا :
موسوعة آل عبد الرسول بين العلم والادب وقد تناولت اعلام هذه العائلة المغدقة بينهم :

- الشيخ عبود السماوي

- الشيخ محمد الشيخ عبدالرسول
ت 1307 هــ نقتبس منه :
هو العالم والزعيم والعرفاني له كرامات بينها عندما انتشر الطاعون في السماوة فترى الناس يتساقطون في الطرقات موتى وقد اجتمع اهالي السماوة راجين منه ان يصلي في الناس خارج المدينة فلم يجبهم واعادوا عليه بعد فترة اخرى وهم يتوسلون اليه وكذلك لم يجبهم وفي المرة الثالثة وبعد الحاحهم قال لهم اني اذا صليت بكم سوف اموت فلم يقنعهم ذلك فصلى بهم وعاد الى البيت ولبث سويعات توفاه الله وقد ارتفع المرض بموته ! والشيخ عبود مجاز بالمرجعية والتقليد ...

- الشيخ احمد السماوي
اجيز بالاجتهاد من قبل العلامة ميرزا حسن الخليلي والعلامة محمد حسن الكاظمي وختما على رسالته الموسومة كشف الغوامض في الفرائض ! وكان العلامة والكتبي المعروف الشيخ محمد طاهر السماوي قد قرض الرسالة بقصيدة طويلة مطلعها :

كشفت الغوامض ياسيدي           بشرح الفائض في خير فن

وله مؤلفات متداولة في النحو والمنطق والمعاني والاصول اللفظية والعلمية وقد تخرج عليه جمهرة من العلماء مثل الشيخ باقر ال صاحب الجواهر والعلامة الشيخ محمد الحاج ميرزا حسين الخليلي ! وكان يوم تشييعه يوما مشهودا فرثاه عدد من الشعراء والعلماء وقد ارخ وفاته الشيخ محمد طاهر السماوي في مرثية حزينة نذكر منها :

ذرفت عين المعالي مذ مضى     احمد بدر بني عبد الرسول
لاتقل سار وقل تاريخه            احمد زف لرضوان الجليل

1331 هــ

- الشيخ موسى السماوي :
هو نجل الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الرسولالذي تقلد الرياسة الدينية بعد وفاة الشيخ احمد وقد تخرج على العلامة محمد جواد الحولاوي والشيخ حسن ال صاحب الجواهر وعند وفاته دفن في الحجرة الثالثة من الصحن الشريف وقد رثاه الشيخ عبد المهدي مطر في قصيدة مطلعها :

غاض الفرات بها ودك الطور     لم لا تزلزل هذه وتمور
فلتنضب السبع البحار مياهها       فاليوم قوض بحرها المسجور

- الشيخ محمد الشيخ عبود
تقلد الرياسة الدينية بعد وفاة الشيخ موسى وكان يعتبر ابا ذر عصره وقد تخرج على علماء عصره منهم السيد محمد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى والكفاية ومنهم السيد محمد الكيشوان وقد رثاه العلامة الشيخ علي الشيخ موسى :

كل آن للحادثات ابتداء       بأناس وآخرين انتهاء
بحر علم بعمقه بدر علم     بسناه تلاشت الظلماء
لا تقس علمه بعلم سواه     فلعمري لا تستوي الاشياء

ورثاه الشيخ عبد الحميد السماوي :

لمن المواكب في ضفاف الوادي     نـشرت مـطارفها على الآباد
مـن عالم العدم استمدت فيضها      حـتى تـخطت عـالم الايجاد
مـخرت بـتيار الفنا فتدافعت          فيها الخطوب الى محيط هادي
متقارب الحلقات الا انه               جم الزوابع شاسع الابعاد
ان راعني وخز الخطوب فانما       بالشوك تفرش روضة الاوراد
مالي وللادب الرفيع فقد نبا           من بعده قلمي وجف مدادي
رام المحال فسف خلف مراده         وتركته فسففت خلف مرادي
حتى اذا حم القضاء واوشكت        ان تجمع الاضداد بالاضداد
جاشت واثباج الظلام يشقها          لمعان ذاك الكوكب الوقاد
تطوي مراحل مجدها حتى اذا         اندكت بصخرة طارفي وتلادي
نبهت بعد سباتها ابنة خاطري        لتقيم ماتمها على ابن الضاد
فلأنشرنك بعد موتك مصلحا           حيا يرقم لوحة الارشاد
ولأدفعنك حيث كنت تميمة             لتعيذ من شطط الخطوب بلادي
او يصقل البدر المتاح فرنده           فالسيف تصقله يد الحداد
أأ هاب ناجمة الخطوب وربما          وقفت لها الاقدار بالمرصاد
فلئن تزاحم حكمها ومشيئتي            فلقد نكافأ نصلها وفؤادي
والنار ان يك هينا ايقادها               لكن هلم الخطب في الاخماد
ما سرني ان سدتكم بل ساءني         ان لم تكونوا أنتم اسيادي
هامت باذلالي وهمت بعزها             فـأنا بواد والعذول بوادي
سـيان فـي الارقال الا اننا               شـتان فـي الاتهام والانجاد
وأهـب منفردا لجمع شتاتها             وتـهب مجمعة على افرادي
ان هزهم هذا الشعور فحسبهم          أولا فـكم مـن نـفخة برماد
أأبا علي دمعة او بسمة                  فوق الشفاه وناعيا ام شادي
ان جزت ثاني النشأتين فطالما          كنا نرى بك ثالث الاعياد

- الشيخ عبد الحميد السماوي
الشيخ حميد ابن الشيخ احمد آل عبد الرسول بالسماوي ينتهي ولد في السماوة سنة 1315 هـ كان ابوه المرجع الديني والزعيم الوطني وقد أرخ ولادته (صاحب الطليعة) الشيخ محمد السماوي ميلاده :

أنا انشي وأنت في الناس أرخ        فاق عبد الحميد فضلا ومجدا

انجز دراسة المقدمات والسطوح على علماء كبار منهم المرحوم الميرزا حسن النائيني والشيخ محمد حسين الاصفهاني وميرزا فتاح الزنجاني صاحب الحاشية على المكاسب توجد سيرته كاملة في ديوانه المطبوع في الكويت وكتاب ادب الطف 10/ 178 والسماوي شاعر مبتكر تعززه موهبة كبيرة وثقافة واسعة وتجربة سخية وقد وضع وكده في الجمع بين الشعر بالمثل العليا ! وعندما تقف على باب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام يريك السماوي الابيات التي كتبت بالذهب الخالص وانت داخل من اليسار قصيدته التي اختيرت من قبل لجنة ادبية قوامها كبار ادباء العربية :

لـمن الـصروح بمجدها تزدان          وبـباب مـن تـتزاحم التيجان
هـذي عـروش الفاتحين بظلها         تـجثو وهـذا الملك والسلطان
أقـنومة الـعقل الـتي بجلالها            دوى الـحديث وجهجه iiالفرقان
ان لـم يـقم رضوان عند فنائها        فـلقد أقـام الـعفو والرضوان
نـهدت الى قلب الفضا وتدافعت        فـيـه كـما يـتدافع الـبركان
وتـرنحت بـولاء آل مـحمد             طـربا كـما يـترنح الـنشوان
فـتشت أسـفار الخلود فشع لي        مـنها بـكل صـحيفة عـنوان
شـماء لـم ترفع ذرى كيوانها          الا وطـأطـأ رأسـه كـيوان
يـا درة الـشرق الـتي لجمالها          سـجد الـخيال وسبح الوجدان
كم من جليل من صفاتك احجمت      عـن حـمله الالفاظ والاوزان
حـسبي الـى عفو الاله ذريعة         حـرم يـؤرخ (بـابه الغفران)

1372 هـ

ويعود الشاعر الكبير السماوي تاركا وراءه البلبل الغريد في قفصه وهو يطارح اشجانه الى ادوار وطلاسم الشاعر المهجري ايليا ابي ماضي اوكان ايليا كثير الشكوك والتساؤلات التي تعتمل في مخيلته فهو يقول:

جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ
ولقد أبصرت قُدّامي طريقا فمشيتُ
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري!

فاجابه السماوي بقصيدة تشف عن القول ان كل انسان لم يعلم الا انه جاء ليعلم منتقلا من العدم الى الوجود والانسان بحد ذاته مادة وصورة وهو جزء من الكون الا انه نفس الكون فقال السماوي :

جئت لا أعلم الا انني جئت لأعلم
فتخطيت بكوني ساحة الكون المطلسم
حيث ساد الصمت لولا وحي عجماء لأعجم
حيث لا هامس الا و هو مثلي...ليس يدري!
عدما كنت و لكن لست أدري ما العدم
ماج تيار و جودي بوجودي و أحتدم
فاذا لي ألف لحن و اذا لي ألف فم
فاذا بي أتنزى في خليط...ليس يدري!
جئت للعالم أتلو صحف العالم همسا
جئت أملي فيه درسا و هو يمليني درسا
أنا جزء الكون ان لم أك نفس الكون نفسا
أنا أدري أين منه أنا لكن....ليس يدري!
جئت للعالم قسرا و سأمضي عنه قسرا
لست في الكون طليقا أنا و الاكوان أسرى
أنا أدري بمصيري بأصلي أنا أدرى
غير ان الكل في دور شتاء...ليس يدري!
ليس لي عند اختلاجي في ضمير الكون قصد
جئت أعدو في طريقي و طريقي بي يعدو
سأوالي السير ان لم يك من سيري بد
و أجوب العالم الادنى الى ما....ليس يدري!

- الشيخ علي الشيخ موسى

- العلامة الشيخ كاظم الشيخ موسى

 - الشيخ احمد بن الشيخ عبد الحميد

- الشيخ عبد المهدي السماوي

- سعد الشيخ عبد الكريم السماوي

- الشيخ سعد الشيخ جابر الشيخ امين

- الشيخ مسلم الشيخ سعد

- الشاعر والاديب محمد الشيخ نعمة
كاتب وشاعر موهوب من صغر سنه مولع بجمع الكتب ولديه مكتبة عامرة بالرغم من تحصيله على شهادة البكالوريوس في العلوم فقد اتجه الى دنيا الادب والشعؤر وجل قصائده في حب اهل البيت وهي قصائد مطولة عبقة بروحه الثائرة وعواطفه الجياشة فهو يصف النهر والبحر ومساقط الندى كما يتحدث عن كل المواقف الوطنية والقومية مدافعا ومتفاعلا معها فيستنهض اعرب من اجل الوحدة وكثيرا ما تتجلى نزعته التحررية في المحن والمواقف التاريخيةفهو يستمد مادة شعره من لهب الحياة التي يعيشها وقد اتجه الشاعر ابو بهاء الى التاليف في كل ما يتصل باهل البيت واخرجت له دارالثقلين كتبا جديرة بالاهتمام منها وتنفس صبح الحسين ومعالم الانحراف في العصر الاموي ومسلم بن عقيل سفير الحسين ونهضة الحسين دراسة في ادب الرثاء وهناك مؤلفات اخرى قيد الطبع ومن المؤسف حقا انني لم احصل من قصائده الا النزر القليل.
من شعره :

سائل بمكة من احيا الهدى فيها              واسأل عن النبأ الاعلى روابيها
وسائل البيت عمن كان يرفعه               حين استباحت جموع الغي واديها
من عانق الوحي حتى اهتز من طرب     حين استجابت لقول الله باريها
ومن اقام حدود الله كاملة                    ومن اضاء على الدنيا وما فيها

- فرات الشيخ احمد السماوي

- دجلة الشيخ احمد الشيخ محمد السماوي
شاعرة وناقدة واكاديمية ! ولدت دجلة في بغداد سنة 1956 ونشات وترعرعت في السماوة وكانت منذ صغرها مولعة بالقصص وتحفظ القصائد وتحلم بالمستقبل الجميل ! تزوجت الدكتور عبد الاله الصائغ وانجبت له اولادا وبنات بينهم الدكتورة المعروفة وجدان الصائغ وقد انجزت دراستها الابتدائية في السماوة ثم واصلت دراستها الثانوية والجامعية بتشجيع من الدكتور الصائغ ومني ! وحلمها ان تكمل مشوارها للدكتوراه ! دجلة ناقدة حاذقة وشاعرة بارعة ! قصائد دجلة لمحات خاطفة في الشعر العربي المعاصر والذي يطلق عليه الشعر الحر وشعر هذه الشاعرة مليء بالاحزان فهي لاتجد لنفسها تعلة سوى ان تشعل كل حرف في طريق يمتد الى وسط الصحراء المقفرة فهي لاتريد ان تستسلم للعواطف والاوهام فتصور الحقيقة كما تكون في ايمانها وبقدرها وقد بدات ديوانها المسمى سفر الاوهام بتحية هذا نصها :
الدرب نار ان الدرب اليك بعيد وانا قلبي شريديتوزع في دنيا ابعد منك سأمتك كل رياحينك من ضجر وسماؤك مطفأة الانوار
ليتك لم تلبسني ثوب النار
ليت الارض تطهر بعض خطاياك
يامن الحدت بعاطفتي
وقتلت شبابي ما اقساك
فارحل فلست اذل من بعدك
عزة ايامي وصفائي اكبر من مجدك
انت اورقت الاسى في جسدي وغرست الشوك في حقلي الندي
اه لو ان ربيعي في يدي
كل اشجاري تحيا في شتات
مات رنين الامنيات
جئت ياذكرى خريفا للحياة
فاذا حلمي وهم وقفار
والعذابات بعيني مدار
كيف فارقت شموسي في النهار
وطريقي متعب دون مسار
الانهار تجري بالرصاص
نهران من رصاص
ازفها كالسيل نحو صدرك المعشب بالرصاص
فلوعتي رصاص
بي غضب لو فر من قمقمه سيمسخ الذنوب
ويلك حين تبتدي عواصفي وينتهي الغروب
اياك ان تتوب .

- شعور احمد السماوي
فنانة تشكيلية فطرية مارست الفن التشكيلي وهي صبية ! اقامت لها عددا من المعارض في السماوة ضمن نشاطات مدارس السماوة وما زالت تمارس الرسم الى جانب عملها كمعلمة .

الأحد الحادي عشر من جنوري 2009

ثامنا :
مقتبسات من كتاب حكم الصنعة في لغة العشاق
آلفه شعرا احمد محمد آل رسول السماوي

توطئة شعرية :
الشعرُ يُنْظَمُ قبل اليوم للغزل              يشدو به كل شادٍ وهو لم يزل ِ
فلاملامةَ فيه إنه أدبٌ                      وقد تركتُ كثيراً منه عن خجلِ
فالشعرُ كانَ لسان العُرْبِ من قدمٍ         وإن بكى شاعر فيه على طلل
فهو اللسان اذا مارحت ُ أُنشدهُ            وهو البيانُ إذا ماصح من علل
هذا هو الشعر ان تجهل هويته            فانظر لما قال فيه سيد الرسل

الصحفي
أكتب للقراء مسترسلا         ما طاب من جد لها و غزل
واستقي الأخبارَ من مهدها    مستبقاً غيري بهذا العمل
أصوّرُ الأحداث أنى تكن      منها محلي ومنها دول
وكم تعرضت الى حادث      نجوت منه فدعوني البطل
لكنما حبك ياحلوتي            صحيفة قد اعتراها البلل

القاضي
ماصنع القانون بالمجرم      بقبضتي امسك بالفيصل
وكل حكم صادر خاضغ       للعدل لم نغفل ولم نظلم
والحق بادٍ ساطع ضوؤه      لكل من يرنو بلا مأثم
لكنما حكم الهوى ظالم        لايرفقنّ بالفتى المغرم
فقد تراني حاكما عادلا        ظلمت من عيني رشا فاغم

الموظف
قدمت اوراقي على مكتبي         بنظرة اخالها عابرة
لكنها تفتك من سحرها             ويح عيون حلوة فاتره
فاضطربت كفي ولا ادري ما     افعل في افكاري الخائرة
حبك ياسيدتي غصة                مثل عقوبات هوت جائرة
فقد تصرفت بقلبي كما             تصرف المسؤول في الدائرة

التاجر
هل اصبحت حبيبتي سلعة        تسام بالبخس وبالغالي
ذي صفقة خاسرة ليتني          ماسمتها يوماً باعمالي
جيرت قلبي للهوى طائعا         وكل احلامي وآمالي
فهل يباع العشق ياطفلتي         بكل ما في الارض من مال
جعلتني في السوق اضحوكة     أعثر من حزني بأذيالي

الوراق
احلى كتاب انت في عصرنا          يزدان من اوراقه مكتبي
مجلدات بين ادراجها                  من معجم فيها ومن معرب
اقلب التاريخ كم حادث                مبك اعانيه ومن مطرب
فكم على الاوراق قد صغتها          قصائدا فيك ولم ترغبي
قالت فما زدت لشمس الضحى       ضوءا ولا للبدر في الغيهب

القصاب
لا تحسبي السكين في محزمي   ملطخا كدأبه بالدم
فلست بالقاسي ولست العمي     ولست بالشرير والمجرم
اصبحت مذبوحا بعين رشا       ومن ترى من نصلها يحتمي
ذبحي حلال جاز في شرعنا     وذبحها بسل ٌ على المسلم
فلتهبيني الوصل لصب هفا       معذب مشرد مغرم

الصائغ
تختلف الناس باذواقها                مثل اختلاف اللون والالسن
وليس يجلو المرء عن ذنبه          برغم ما يملك او يقتني
والذهب المغشوش في سوقه         يعرفه الصائغ بالاعين
فكم بهذي الارض من اهيف          قد من الابريز من مفتن
لكنما قلبك لا علم لي                  اي مزيج قد او معدن

البناء
ابني بيوت الناس في صنعتي       وكل بيت شاهق للسماء
اسعى الى تطويرها إنما             ما كل شيء صالح للبناء
مجازفا فيها وكم عامل               قد فارق الدنيا لدار البقاء
كذاك من يبني قصور الهوى        فدارهقد شيدت من الهواء
لا تاتمن من غدر معشوقة           وان تكن نبية في النساء

المدرس
رسالتي بالعلم مشهودة              في عالم الدنيا باسمى مقام
اطالب الطلاب في قاعة التدريس ما ارجو من الاحترام
وكل درس كنت اختاره             الحب في مطلعه والختام
فليت ما ما نشكوه من جفوة        تصيب جافينا امضَّ السقام

المهندس
انا الذي انشأت لما ازل            الى الذرى ناطحةً للسحاب
وكم ترى من جبل شاهق          حولته لكتلة من تراب
وكل اخطاء لنا عبرة               تدلنا في عمل للصواب
شهادتي بالعلم مرموقة             اما لها في عينها من حساب
قالت اذا بيعت بسوق الهوى       فليس فيها نفر من كباب

الحلاق
تأتي الي الناس مدفوعة          فمن مسود كان او سيد
رقابهم بين يدي سجد             وهي لغير الله لم تسجد
حتى وان ادميتها لم اكن         محاسبا بالدم او معتدي
لكنما اركع راسي الهوى         وقادني للحب من مقودي
لو كنت اشركت فلم اتخذ        غيرك ما يعبد في معبدي

الجندي
انا الذي في الحرب ما اضرمت      مخترقا خطوطها الحاميه
فكم حصون رحت اجتازها            وكم قلاع تحت اقداميه
لكنما قلبك لم استطع                  دخوله في صولة داميه
فرحت يالمياء مستسلما               من دون حرب لك ياطاغيه
حتى تهاويت صريع الهوى           معي قوافيَّ واحلاميه

ومن يرد الاستزادة فثمة الطالب ومدير البنك والفلاح والبزاز والملك والعطار والسمسار والغواص والدرويش والمنجم والمغني ....

تاسعا :
هذا ماسمح به الوقت والجهد وانا اتلقى نبأ رحيل صديق تعرفت عليه منذ 1961 وكان نعم الصديق والنسيب بل وقد تتلمذت عليه في النحو والصرف والعروض والبلاغة وكان يخصص لي وقتا يقتطعه من مسؤلياته واعبائه ! فقد كان رحمه الله لايجيز اخذ حقوق رجل الدين وهو جالس في بيته فعمل شغيلا في شركة السمنت ثم موظف استعلامات ثم مدير شعبة الحسابات ! لقد استنفرت ما بذاكرتي وما في بقية ارشيفي لكي اكتب عنه شيئا معرفا ببعض من بعض جهوده واحلامه واتمنى ان اكمل ملف هذا الشاعر الذي نبغ في اربعينات القرن العشرين .


مشيغن المحروسة
الثاني عشر من جنوري كانون الثاني 2009



 

free web counter