| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

أ.د. عبد الاله الصائغ
assalam94@gmail.com
 

 

 

الثلاثاء 13/11/ 2011



عاشوراء بين حضارة التبرع بالدم وطقس تشقيق الراس بالسيف
(1)

عبد الاله الصائغ

تحية الى مبادرة الجالية العراقية في دالاس


اورد رسالة من الناشط العراقي والحسيني المعروف الاستاذ عقيل الجبوري نصا :
عُقِدت ندوة قبل حلول شهر محرم الحرام بثلاثة أسابيع في مركز الامام علي (ع) الاسلامي في دلاس بولاية تكساس بإدارة كل من عباس ال مسافر وحيدر مازن. وكان محور هذه الندوة يتحدث عن كيفية الارتقاء بالشعائر الحسينية في الغرب وقد حضر الندوة عدد لا بأس به من الشباب العراقي الحسيني الواعي. وقدّم حسين الخفاجي (هذا الشاب الذي سبق وان تعرّض لعملية ارهابية وحشية في العراق وعلى اثرها قَدِمَ الى امريكا كلاجئ) أقتراح حملة تبرّع بالدم كخدمة انسانية لعامة المرضى بالاتفاق مع احدى المستشفيات الامريكية ! Carter Blood care. ومن خلال هذه الحملة نُعّرف العالم الغربي بقضية استشهاد سيدنا الحسين(ع) . وقد لاقى هذا الاقتراح إقبالا شديدا من قبل الشباب الحسيني الواعي المتلهف لخدمة الحسين (ع) الذي رفع راية الاسلام عاليا من خلال تضحيته بنفسه وبعياله وأصحابه ضد الظلم والفساد. وقد اقترح عباس ال مسافر ان يكون شعارهذه الحملة هو: (الحسين (ع) صوت العدالة والانسانية) ترفعه كوكبة من الشباب الحسيني المتقدم للتبرع بالدم وعلى رأسهم حسين الخفاجي صاحب الفكرة. ولقد تمت هذه المبادرة بيوم التاسع من محرم الحرام وبالتنسيق مع ادارة مركز الامام علي (ع) الاسلامي. ولقد كان الدور الاكبر في انجاح هذا الحملة الاولى من نوعها في ولاية تكساس يعود بالاساس الى الاخ حسين الخفاجي والمصور حيدر قاسم العزي حيث كان دؤوبا في عمله والذي كان حاضرا في معظم الانشطة الثقافية في مدينة دلاس. وكذلك ساهمت السيدة اميرة البيرماني في دعوة الصحافة الامريكية لهذا الحدث. فقد حضر ممثل
Dallas Morning News and Dallas Observer لتغطية الحدث كما مبين في الرابط ادناه:

http://blogs.dallasobserver.com/unfairpark/2011/12/a_blood_drive_and_a_barbeque_h.php

انتهت رسالة الاستاذ عقيل الجبوري

مقدمة وعرض معا
ظل تشقيق الراس بالسيف في العاشر من محرم طقساً مثيرا للجدل ! وكان المصلحون والمفكرون من الشيعة قد وضعوا منتصف الخمسينات ميقاتاً لنبذه اجتماعيا ومذهبيا استنادا الى حالات شبيهة كانت لدى شعوب اخرى فتخلصت منها بعد موت الاجيال السابقة المتعصبة للطقس ومجيء اجيال لاحقة متفتحة ومنفتحة على الخطاب الحضاري العالمي ! لكن حساب الديالكتيك عاجز عن التطبيق في مجتمعاتنا التعبى ! فغير المفكرون والتنويريون الشيعة ميقات التخلص من هذا الطقس الاعجمي الغريب عن طبيعة المذهب كما غيروا ميل البوصلة بعض الشيء فراهنوا على الطلبة الذين ينجزون شوطهم الدراسي في العالم المتمدين فضلا عن اللابثين من الباحثين عن الرزق او الأمن اوأو في البلدان المتمدينة ! قياسا الى مشروع محمد علي باشا في مصر للدراسة في بلاد ( الفرنجة ) فتخرج عمالقة التنوير الديني والاجتاعي وفي الصميم رفاعة طهطاوي مثلا ! وهذه المرة خاب فأل المفكرين والتنويريين من الشيعة ومن سواهم مرة اخرى ! فقد بدا المقيمون او بعضهم في الغرب حريصين جدا على طقوس اللطم وضرب المتنين بالزنجيل وتشقيق الرأس بالقامات والبلطات والسيوف ! والقيام باستعراضات دموية امام المجتمع الغربي كنوع من المفاخرة ! وقد شهدت لندن استنادا الى كلمة موثقة للامام الشيخ الدكتور احمد الوائلي شهدت لندن طقوساً في عاشوراء ووفيات الأئمة كانت مثار تعليق ونقد وفي طليعة اولئك الشيخ التنويري الدكتور احمد الوائلي  !

http://www.youtube.com/watch?v=DasIf6dXtEE

وفي عدد من الولايات الامريكية مارس البعض طقوس الزنجيل والتطبير بحرية كاملة وزهو كبير ! وكما ان الذي يفتح فمه في العراق يسمى ( أموي ) وقد اطلق هذا الوصف على عميد المنبر الحسيني وعميد الرابطة الادبية الشيخ التنويري محمد علي اليعقوبي رحمه الله ! وتعرض للضرب والركل شيخ المؤرخين والموسوعيين أغا بزركّـ الطهراني مبدع موسوعة الذريعة الى تصانيف الشيعة ! فاننا في الغرب لانستطيع ان نفتح افواهنا لنقد هذه الطقوس الاعجمية فهناك من يكفرنا سراً او علانية وهناك من يشن حملة تسقيط ! ولا نريد ان نستطرد في موضوع سكتت عنه اكثر المراجع الدينية خوفا من نقمة الغوغاء والسوقة وحتى اليوم والى الغد نترحم على المرجع الديني الأكبر السيد ابو الحسن الموسوي الذي افتى بتحريم التطبير وكان جزاؤه ان ذبح ولده الكبير وهو مجتهد ايضا السيد محد الموسوي وكان يصلي الى جانبه فذبح ذبح النعاج والقي راسه في حجره ! ولم يكفهم ذلك بل سلط عليه الخطيب صالح الحلي ذا الجماهيرية الغفيرة والشخصية المحببة ليقلق نهاره ويؤرق ليله ويجعل الجماهير تروج وتموج حقدا على السيد ابو الحسن الموسوي ! ولم ينج الإمام الأكبر من عقابيل فتياه بتحريم التطبير ! حتى في اخريات خريف العمر فحين كان عائدا من رحلة استجمام واستشفاء في بيروت ووصل الى مطار بغداد وبينا هو في اعلى سلم الطائرة دفعه حاقد من الغوغاء فسقط على الارض ولم يقو بعدها على المشي فلبث في الكاظمية المتاخمة لبغداد حتى فاضت روحه ال بارئها تشكو اليه ما حاق بها من الحيف بسبب صدقيتها !! هذه مقدمة للدخول في الموضوع كما يقال فالعراقيون في ولاية دالاس عمالا ومهندسين دنيين ورجال دين شيبا وشبابا كانوا ومنذ عقود نموذجاً فذا للشخصية العراقية وبخاصة الطائفة الشيعية ! فلقد اختلطوا بالشعب الامريكي وعقدوا معه علاقات ألفة ومحبة ! واختلطوا بأشقائهم السنة ومدوا نحوهم جسور النور والتفاهم ! احتفالاتهم تضم العراقيين بمختلف معتقداتهم الدينية والدنيوية ! والانشطة الثقافية قائمة على قدم وساق كما يقال ! هنا معرض للفن التشكيلي وهناك حلقة دراسية حول التربية ! وبينهما ندوة شعرية وغربها امسية موسيقية ! وكل هذه الانشطة لا تمنعهم عن ممارسة الطقوس الدينية ممارسة تستجلب اعجاب الناس بمختلف مشاربهم ! وقد نشرت صحيفة امريكية تصدر في ولاية دالاس ريبورتاجا جميلا عن الجالية الشيعية في دالاس حيث اتفقوا مع بنوك الدم في مشافي دالاس لكي تستعد لاستقبال طوابير العراقيين المتبرعين بالدم في اليوم التاسع من عاشوراء ! وقولنا العراقيين المتبرعين بالدم ليس سقطة لسان ابدا !! فقد تبرع بالدم رهط من المسلمين السنة ليس بوصفهم مشاركين للشيعة بمصاب الحسين الشهيد ابداً !!! بل وهذا هو المنطق الحق ان السنة اصحاب عزاء فالحسين ليس سنيا ولا شيعيا بل هو قائد اسلامي لو تحقق مشروعه الاصلاحي لشمل العالم كله وليس ثمة مبالغة في القول ! فتحية لعراقيي دالاس الشيوخ والفتيان ! الرجال والنساء ! المتدينين والعلمانيين ! وفي الصور الاربع المنشورة فوق هذه المقالة ثمة الصحيفة التي اوردت ريبورتاجا مطولا وبالانجليزية عن المبادرة الكريمة للتبرع بالدم مشاركة للمسلمين في حزنهم بيوم عاشوراء ! وفي الصورة الثانية تبرع لفيف من الشباب العراقي الدالاسي بشي اللحم وتقديمه للمتبرعين بالدم اما الصورة الثالثة فتظهر جانبا من غرفة بنك الدم وبعض العراقيين المتبرعين بالدم بينا توسطت الممرضة الصورة خلال انشغالها بسحب الدم العراقي ! وتبقى الصورة الاخيرة ويبدو فيها رجل الدين الذي بارك تصرف العراقيين المتبرعين بالدم والى جانبه الناشطة العراقية المعروفة الاستاذة اميرة البيرماني التي تربط منظمتها العالمية وشائج كثيرة بالمنظمات العالمية الاخرى وبخاصة الامريكية وترتبط مع الاعلام الامريكي بروابط تصب في مصلحة العراقيين في المهجر كما يبدو في خلفهما الناشط والشاعر العراقي الاستاذ صادق شكر ! لقد حققت الجالية العراقية في دالاس حلما قديما في ان يكون الدم المراق في التطبير متحولا الى دم مفيد مخزون في بنوك الدم لانقاذ حيوات المحتاجين الى الدم !! وليبق سيد الشهداء الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ملهما للعراقيين في الثورة على السلطان الباغي مهما كانت قوته العسكرية والمالية والمكرية ! ملهما للعرب ملهما للشعوب الباحثة عن الحرية في شمال الأرض وجنوبها .
 


عبدالاله الصائغ
Assalam94@gmaiul.com
فرجينيا العاشر من ديسمبر 2011
 


 

free web counter