| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الخميس 8/3/ 2012

 

اللُص يضرُط مَرّتَين

امين يونس

" يُقال ان اللص او السارق يضرط بِقُوة مرَتَين ... مَرّةً فرحاً وإنبساطاً ، لأنه إستحوذّ على الغنيمة ، وإستولى على المال والثروة .. خِلسةً ودون لَفت الأنظار .. ومّرةً خوفاً وهلعاً ، من إفتضاح أمرهِ ، وإنكشاف أفعاله السيئة "!.

.. هذا بالنسبة للأخوة الأعزاء ، من اللصوص والناهبين التقليديين ، والسُراق والحرامية العاديين ... أما أصحابنا المُحترمين من المسؤولين والحُكام الحاليين ، فأن الامر يختلف كُلِياً .. فَهُم لا يقومون بهذه المُمارسات اللصوصية ، من قبيل الهِواية ، بل انهم تجاوزوا هذه المرحلة ، الى عالم الإحتراف الرَحِب ! . وهُم لا يضرطون بصورةٍ إستثنائية ، حين يسرقون ، لأن الأمر باتَ طبيعياً وروتينياً ، ولا يستدعي سَيلان الُلعاب او الإحتفال ... فبإسم "الوطنية" وتحت راية "الدين" ومجموعة من الشعارات أياها ... يُبّررون نهبهم المُنّظَم ... فالحِصة التي يستلمونها ، من العَقد الضخم مثلاً ، هي من " حَقِهم " .. ألَمْ يبذلوا جُهداً لكي يُوّقَع العَقد ؟! .. والنسبة من المشروع الكبير ، حلالٌ عليهم .. فالكُل يعلَم ان " التجارة " حلال ولا غُبار عليها ! .. أما الرواتب والمُخصصات والمُحَفزات والإمتيازات والإستثناءات ... فلا جِدالَ أنهم يستحقونها بِكُل جدارة .. لأنهم كانوا مظلومين في العهود السابقة .. فما الضَير أن يتمتعوا ويترفهوا ، في هذه المرحلة .. لكي يُعّوِضوا ما فات ، لاسيما وانهم مُنتَخبون ويُمثلون الشعب ؟ في الحقيقة ، عندما يستمتع المسؤول او الزعيم .. فكأنما الشعب هو الذي إستمتع !! . هذا الواقع الاكيد ، يعرفه القادة .. لهذا فأنهم .. لا يضرطون عندما يقومون بالنهب والسرقة .

اما الضرطة الثانية ، الناتجة عن الخوف والشعور بالخَطر .. فلا مَجالَ لحدوثها بتاتاً ، وليسَ لها داعٍ أصلاً ... وذلك لإنتفاء أسبابها . فالجماعة أي الحُكام الحاليين في طول العراق وعرضه ، ليسوا من النوع الذي يحاول أن "يخفي" سرقاته ونهبه المُنّظَم .. وبالتالي لا يخاف من أن ينكشف او يفتضح أمره .. فلقد رّتبوا الأوضاع ، بحيث ان يستولوا على الثروة الوطنية ويُقسموها فيما بينهم منذ 2003 ، حصة الإحتلال الامريكي بجنرالاته ومُتعهديهِ محفوظة والبقية لقادة وزُعماء ومسؤولي الأحزاب المتنفذة ... والدستور والقانون ، هُم واضعوه وهُم حُماته وهُم الذين يتلاعبون به ، كَما يتلاعب "رونالدو او ميسي" بالكُرة ! .           

 

7/3/2012
 

 

 

free web counter