| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 7/3/ 2012

 

الأبنية المدرسِية

امين يونس

هنالكُ قسمٌ خاص لل [ الأبنية ] المدرسية ، في كُل مُديرية للتربية والتعليم في العراق ... وللأسف ، فأن هذا القسم الذي من المُفتَرَض ان يكون من صميم عمله ، مُواكبة التطور الحاصل في أرجاء العالم ، بالنسبة لأبنية المدارس .. والعلاقة العضوية ، بين البناء ، وبين المستوى التعليمي والتربوي ... فأن هذه الأقسام ، تنحصر مُهمتها في الواقع اليوم ، على " ترميم " الأبنية القديمة ، التي عفا عليها الزمن .. وحتى المدارس الجديدة التي بُنِيتْ خلال السنوات الماضية ، تحت إشرافها ، فأنها كّرَرتْ نفس الأخطاء الماضية ، وهي قائمة على النظام الذي كان سائداً قبل أكثر من ستين سنة !.

ان الإستعجال ، ولا سيما في أقليم كردستان ، في تبديل المناهج الدراسية ، وإقتباسها من المناهج العالمية المُتطورة .. قبلَ توفير بُنيَة تحتية مُناسبة ، من الأخطاء الشائعة في العراق الجديد .. وأود هُنا أن اُرّكِز على فقرة واحدة ألا وهي ( أبنية المدارس ) .. واترك الامور الأخرى ، من قبيل الكادر التعليمي وضرورة تطويره وتخليصه من النمطية التي نشأ عليها منذ عشرات السنين ، وزيادة أجوره بدرجةٍ بحيث يشعر بالإطمئنان على معيشته وأسرته ، بكرامة وعزة نفس ، الى مُناسبةٍ اُخرى ... إذ ان النظام الحالي للأبنية المدرسية في عموم العراق ، مُتخلف بدرجةٍ كبيرة ، ولا يُوّفِر للمُعّلم ، فرصة لتوظيف إمكانياته " الشخصية " لمصلحة الطالب .. وبالمُقابل ، لايسمح هذا النظام ، للطالب ، تَعّلُم الإنضباط وإحترام القانون والمُحافظة على المُمتلكات العامة . ادناه بعض الملاحظات :

- ضرورة التوّجُه نحو بناء ( مُجّمعات ) كبيرة للمدارس بإختلاف مراحلها ، فمثلاً .. بدلاً من بناء مدرسة في كُل محلة سكنية " بما يجره ذلك من إستخدامٍ لمساحات من الأرض في كُل محلة ، والزحام الذي يتولد ، والضوضاء المُتبادلة بين السكان الملاصقين للمدارس ، وذاك الذي يصدر من الطلبة ، ومُتطلبات الإدامة ...الخ " ... بدلاً من ذلك .. يمكن بناء مُجمعات كبيرة ، يؤمها التلاميذ من عدة محلات ، ومن الضروري ، تأمين (نقلهم) من وإلى المدرسة ، بوسائط نقل معقولة .. ان هذه المجمعات ، تُوّفِر الكثير من الأرض ، وتُوِفر المصاريف والتكاليف أيضاً .. الى جانب ، سهولة القيام بإدامة وصيانة مُختلف الخدمات من كهرباء وماء وتنظيف ...الخ .

- إلغاء نظام [ الصفوف ] الحالي ... حيث الصف اليوم ، عبارة عن غُرفة ، ذات أرضية مُستوية ، تتوزع فيها الرحلات او المقاعد غير الثابتة .. وما أن ينتهي الدرس ، حتى " يُغادِر " المُعّلِم ، ويبقى معظم الطلبة داخل الصف ، ولأنهم بحاجة الى " صرف الطاقة الفائضة " ، فأنهم يلحقون الأذى " وإن بصورةٍ غير مقصودة " بِكُل ما موجود في الصف ، من رحلات وأثاث وغير ذلك .. والمُعّلم لايشعر ب " عِلاقة قوية " تربُطه مع هذا الصف أو هذه الغُرفة ، فأنه يتحول في كُل حِصة الى غرفةٍ اُخرى ويُغادرها حال إنتهاء الدرس . من المفروض أو الأصح ، هو ان يكون مكان  المُعلم [[ ثابتاً ]] ، أي ان يكون الصف بمساحةٍ أكبر وذات مُلحَق لإستراحة المُعلم .. فيبقى هناك بعد إنتهاء الدرس ، ولا يضطَر للذهاب ، الى "غرفة المُدرِسين " ، بل ان الطلاب هُم الذين يتركون الصف "طبعاً من الضروري التوفير المُسبَق لأماكن مُناسبة لفترة إستراحة الطلبة" . أي بالمُختَصَر ، يجب ان تكون لِكُل مُعّلِم قاعتهُ ، ذات الأرضية المُدّرَجة والرحلات المُثبتة  ، مثل قاعة رقم 1 للإستاذ س الخاصة لتدريس الرياضيات .. حينها يستطيع المُعّلم الإعتناء أكثر بالمكان .. والطالب يعرف حسب الجدول ، ان محاضرته في القاعة المُرقمة كذا للإستاذ الفلاني .

- إيلاء أقصى إهتمام ، ب [ المرافق الصحية ] في المدارس عموماً .. إذ ان الغالبية العظمى منها ، تشكو من الإهمال وفقدان النظافة ، الى جانب قِلة عددها . ففي حين ، هنالك ضرورة ، لتغيير النظام الحالي للمرافق الصحية في المدارس ، بالكامل .. وبناءها بِشكلٍ علمي ولائق .. فأن [ صيانة ] وإدامة هذه المرافق ، لها نفس الاهمية .. فهنالك عشرات الموظفين والعمال المتبطلين الذين لايقومون بأي عمل ، في كُل دائرة .. في الوقت الذي تُترَك المرافق الصحية في المدارس عموماً ، بدون تنظيف ولا صيانة ... من اللازم تعيين أعداد كافية من المستخدمين الأكفاء ، للقيام بهذه المُهمة .

- ضرورة وجود مُختبرات متنوعة ، في المدارس ، وقاعات للموسيقى والنشاط الفني ، واُخرى للرياضات المُختلفة .. وإدارة هذه النشاطات ، مِن قِبَل مُختصين .. والكَف عن إعتبار درس الرياضة او الفنية ، من الدروس " الزائدة " !.

- طبعاً .. على مجلس النواب والحكومة ، تخصيص مبالغ كافية في كُل موازنة ، للنهوض بالواقع المُزري الحالي ، لأبنية المدارس ... إذ لن يكون هنالك تطّورٌ حقيقي في البلد ولا تنمية بشرية مُستدامة ، بلا مدارس ذات مُستوى لائق .

 

6/3/2012
 

 

 

free web counter