|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين 7/5/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بعض أوساخ السياسة .. الموصل نموذجاً

امين يونس

" حركة العدل والإصلاح " في الموصل بزعامة الشيخ عبدالله حميدي عجيل إلياور .. شعرتْ في الآونة الأخيرة ، بأنها خُدِعَتْ ، وان أقرب حلفائها إليها أي " الحدباء الوطنية " برئاسة أثيل النجيفي ، قد خانَتْها وتخَلتْ عنها ! .. بإتفاق النُجيفي مع قائمة " نينوى المتآخية " الكردية من دون التشاور مع العدل والإصلاح . يبدو ان الشيخ الياور ، لايعرف أو يتعامى  ، ان ( السياسة ) هي فن المُمكن ، وفن التعامل مع " المُتغيرات " وليسَ هنالك ثوابت راسخة ، بل هنالك " مصالح " متبادلة !.. وان السياسة ولا سيما في دولنا وفي زَمنِنا وفي ظروفنا التي نَمُرُ بها .. ما هي إلا مُستنقَع فيهِ الكثيرُ من القذارة ! .

الغالبية المُطلَقة من الشعب العراقي ، فرحتْ بِزوال حُكم صدام الفاشي في 2003 .. وإرتضتْ في إعتقادي ، بالتدخل الأمريكي لأنه لم تكن توجد في حينها ، وسيلة اُخرى لإزاحة الحكم السابق ... غير ان الفرح والإرتياح شئ .. و " التهليل " و" الإستعداد الفوري للتعاون " مع المُحتَل الأمريكي ، شئٌ آخر ! . حزب المؤتمر وزعيمه الجلبي وحركة الوفاق ورئيسها علاوي والكُرد بأحزابهم ... كانوا من " المتحمسين " والداعين الى إسقاط صدام ولو بالتدخُل الأجنبي .. كُلٌ منهم لأسبابه الخاصة وغاياته .. وحتى أحزاب الاسلام السياسي الشيعية ، كانتْ تريد ذلك بدرجةٍ او بأخرى ولم يكن حماسها للأمريكان أقَل ، وكذلك العديد من الاحزاب الصغيرة والشخصيات المعارضة .. و " رُبما " كانتْ حُجج كُل هؤلاء مقبولة الى حَدٍ ما ، بإعتبارهم كانوا في المُعارضة منذ سنوات طويلة . لكن حماس " الشيخ عبدالله حميدي عجيل الياور " وأركان عشيرته المنتشرة في أنحاء ربيعة ، على الحدود السورية .. حماسهم للإحتلال الأمريكي ، لم يَكُن مفهوماً كثيراً ! ... ولكن تدريجيا .. ( فُهِمَ ) ذلك الحماس وفُسِرَ بسهولة : إذ وبتواطؤٍ مفضوح من الأمريكان ، سيطرَ شيوخ شّمَر على المنفَذ الحدودي البالغ الأهمية في ربيعة ، والمُرتبط مع سوريا ... وبِغض النظر ، عن الدَور الكبير الذي لعبه المعبر ذاك ، في تسهيل عبور أزلام النظام السابق منه الى سوريا ، وعبور الإرهابيين والسيارات المفخخة من سوريا الى العراق ... فأن هؤلاء الشيوخ ، من خلال سيطرتهم شُبه التامة على المنفذ وكَون المسؤولين فيه والضباط والشرطة والكمارك ، غالبيتهم العظمى ، من نفس العشيرة ومن الموالين لشيوخها .. فأنهم كانوا يستولون على واردات المنفذ ويفرضون الاتاوات لسنين طويلة ، ويُهربون النفط والمنتجات النفطية الى سوريا .. الى درجة ، انه صدرتْ أحكام بالقبض على الشيخ عبدالله وعلى مدير الناحية ومدير الكمارك وبعض الضباط في منفذ ربيعة ، حين كان " دريد كشمولة " محافظاً لنينوى .. لكن الأمر القضائي لم يُنّفَذ ! . في السنوات الاولى من الإحتلال ... كانتْ العلاقة جيدة بين شيوخ شمر وبين الاحزاب الكردستانية والبيشمركة التي سيطرتْ على مناطق مُحاذية لمناطق شمر ولا سيما الطريق المؤدي الى زمار وسنجار .. ولكن تقاطُع المصالح بينهما بعد ذلك .. أدى الى حدوث خلافات وحتى الى صراعات قادتْ الى وقوع خسائر بشرية بين الطرفَين . من هذه النقطة ، بدأ التباعُد بينهما والذي إستغلتْهُ مجموعة نشأتْ في مركز الموصل بقيادة أسامة النجيفي وأثيل النجيفي ، وهم من عائلة إقطاعية ثرية ، لم يُعرَف عنها نشاطات سياسية خلال العقود الماضية ، غير تأييدها لحركة الشواف في 1959 ، شأنها في ذلك شأن شيوخ شَمَر.. حيث نجح النجيفيون في كسب تأييد شمر ، وشكلوا تحالفاً من " عراقيون " النجيفي و " العدل والإصلاح " الشمري ، وأسموه " قائمة الحدباء الوطنية " وكان شعارها الرئيسي : مُحاربة الوجود الكردي بِكافة أشكاله .. المُسلح من خلال إخراج البيشمركة ، والسياسي من خلال طرد الاحزاب الكردية من المنطقة ! . وفعلا حصلتْ قائمة الحدباء تلك في إنتخابات مجلس المحافظة في 2009 ، على (19) مقعدا ، وإستطاعتْ قائمة نينوى المتآخية الكردية الحصول على (12) مقعداً فقط من مجموع (37) مقعد . رغم الدعم الكبير لقائمة الحدباء من تركيا والسعودية ، وإلتفاف البعثيين حولها والرجعية العشائرية في المركز والاطراف ... فأن حصول الكُرد على ثُلث أصوات الناخبين ، كان في الحقيقة ضربة قوية لقائمة الحدباء وما تُمَثِلُه . [ من الجدير القول ، ان السبب الرئيسي في فوز قائمة الحدباء في إنتخابات مجلس المحافظة وفي الإنتخابات العامة ، لم يكن الدعم الخارجي لها ، فقط .. بل كانتْ الأخطاء الكبيرة التي مارسَتْها الاحزاب الكردية والبيشمركة وقوى الامن الكردية .. منذ الأيام الاولى لدخولها الموصل وأطرافها .. وإفتقارها الى سياسة حكيمة وقيادات ميدانية رصينة ] .. مما وّلَد ردود أفعال سلبية ، لدى قطاعات واسعة من الاهالي .

على أية حال .. كانتْ الموصل وأنحاءها ، حاضنة مُناسبة للمجاميع الارهابية لسنوات طويلة ، وفرضتْ هذه المجاميع ضرائب وأتاوات على الناس ولازالت موجودة حتى اليوم .. والمُزايدات " القومية والعروبية " أفلستْ تماماً : لأن النُجيفيين كانوا أول مَن ساهم في العملية السياسية ، واصبح اسامة النجيفي وزيرا للصناعة في عهد أياد علاوي ، ويمتلك علاقات وثيقة مع المحتل الامريكي ، في نفس الوقت الذي له ولأخيه أثيل علاقات مع دولة العراق الاسلامية والمجاميع الارهابية الاخرى في الموصل ! .. " العدل والإصلاح " ورموزها من شيوخ شَمر ، كانوا من اوائل المتعاونين بِقوة مع المحتل الامريكي ، وإنبطحوا أكثر ليجعلوا " غازي إلياور " أول رئيس للجمهورية بعد التغيير .. وإنغمسوا ولا زالوا في الفساد والنهب . الحزب الاسلامي العراقي في الموصل ، كان وما زال ، صاحب الأدوار الأكثر خباثة على الساحة الموصللية .. ففي حين يتلفع بالرداء الإسلامي السُني ويحاول مزجها بالشعارات العروبية والقومية ، فأنه فقدَ مصداقيته عند اهالي الموصل ، من خلال إنتهازيته وإستماتة قياداته للحصول على المناصب ورئاسة اللجان والنفوذ ، ضارباً كُل يافطاته المُعلَنة عرض الحائط !.

...........................

من غرائب الوضع الموصللي .. ان "8" أعضاء في مجلس المحافظة من ال "12" عضو في قائمة نينوى المتآخية الكردية ، هم [ إيزيديون ] كُرد ... في حين ان مُمَثل كوتا الإيزيديين في المجلس ، هو من حركة إيزيدية صغيرة مُتحالفة مع قائمة العدل والإصلاح والحزب الاسلامي ! ... في حين ان ممثل كوتا المسيحيين ، مُتحالف مع قائمة نينوى المتآخية الكردية .

...............................

عموماً ... في إعتقادي .. لايوجد في محافظة نينوى .. حزب أو حركة أو قائمة سياسية ، خالية من العيوب والنواقص .. ومُرتكِبة للأخطاء الكبيرة والفساد .. فلا أعتقد انه من المُجدي .. المُزايدة على بعضهم البعض ! .

ألمْ أقُل لكم .. ان السياسة عندنا ، فيها الكثير من الاوساخ ؟! .

 

6/5/2012

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter