|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس 7/6/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

يوم البيئة : من أجلِ حفنةٍ من الدولارات

امين يونس

في الستينيات ، كانَ هنالكَ فلمٌ سينمائي أمريكي شهير ، وهو من أفلام الكاوبوي، عنوانه " من أجل حفنة من الدولارات " ... يتحدث عن الدَم المُسال والقتلى والجرحى الكثيرين ، والمصائب الناتجة عن الصراع المرير ، بين المُسلحين .. كُل ذلك ، فقط من أجل حفنةٍ من الدولارات .

مناسبة هذا الحديث ، هو ان اليوم الثلاثاء 5/6/2012 ، هو اليوم العالمي للبيئة .. وكلما اتجول في مدينتي ، وأرى الأعداد الهائلة من السيارات بانواعها .. والتي تنفث دخانها المميت في الاجواء ، فتُسّمِمها .. ينتابني الجزع وأشعرُ بالأسى .. كَون القائمين على الأمور في المدينة وفي الأقليم ، بل وفي العراق عموماً .. لايهتمون قيد أنملة ، بالتلوث البيئي الناتج من عوادم السيارات .. ولا يعيرون إهتماماً حقيقياً ، بالمخاطِر الناتجة عن ذلك .. للإنسان مُباشرةً .. وللهواء والماء والحيوانات والنباتات والغلاف الجوي ..الخ . المواطن العادي ، قد يعتقد ، ان هنالك مُبالغة بهذا القول ! ... وذلك لسببٍ بسيط ، هو ان الضَرر الناتج عن الغازات المنبعثة من عوادم السيارات .. هو [ تراكُمي ] .. وليسَ فورياً .. مثله مثل الكثير من الأضرار والمخاطر الأخرى ، غير المرئية .. كإستخدام البلاستيك لحفظ المواد الغذائية والمشروبات وتسخينها وتجميدها .. فانها أحد الأسباب للإصابة بالسرطان ... والتدخين له مخاطر عديدة على المدى الطويل ..

ان مجتمعنا بحاجة الى توعية ، بالمخاطر الناتجة عن [ التراكُم ] .. فمن الطبيعي ، ان إستنشاق الغاز المنبعث من سيارة واحدة ، لمرةٍ واحدة .. لن يُسبِب السرطان بالتأكيد ! ... لكن التعرض يومياً وعلى مدى سنوات ، للغازات المنبعثة من مئات وآلاف السيارات وفي مساحات ضيقة .. هو أحد الأسباب المهمة ، للإصابة بمُختلف انواع الامراض الخطيرة للإنسان .. إضافة الى تهديد الأحياء الأخرى في الطبيعة ، سواء في الجو او الأرض او الماء .

طبعاً ، ان التلوث بالغازات الضارة المنبعثة عن عوادم السيارات ، هو جانبٌ واحد من المُشكلة ، إضافةً الى الإزدحام والإختناقات المرورية ، المُسبِبة للكثير من المشاكل الإقتصادية والإجتماعية .. وكذلك التلوث الضوضائي ، المؤدي الى إضطرابات نفسية والتأثير السلبي على الإنتاج .

ان سوء التخطيط في العراق وفي اقليم كردستان .. وعدم إيلاء إهتمام جدي ، بالمحافظة على بيئة نظيفة .. والإهمال في تطبيق القوانين الصارمة تجاه المُخالفين .. وقِلة الوعي المجتمعي والمدرسي ، بالمخاطر البيئية .. الى جانب جشع التُجار والطبقات المسيطرة على التجارة والإستيراد العشوائي .. كُل هذا الأسباب ، أدتْ الى تفشي حالى ، التدهور البيئي عندنا .. مما يستدعي ، دَق ناقوس الخطر ، في هذا اليوم المُصادف ، لليوم العالمي للبيئة .

..................................

من أجل إستيفاء الكمارك ل ( حفنةٍ من الدولارات ) من كُل سيارة تدخل عبر الحدود ، ومن أجل ان يربح التجار الجشعون حفنة اُخرى من الدولارات ... فأن مُدننا أصبحتْ خانقة ، وشوارعنا مَكباً مفتوحاً للغازات السامة للبشر والطبيعة والجَو .

 

5/6/2012

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter