| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الأحد 5/2/ 2012

 

الإمارات الكُردية المُتحدة  !

امين يونس

لا يخفى على كُل لبيب ، الطموحات الكردية المشروعة ، بالحصول على [ دولة ] ، شأنهم شأن كل الشعوب الاخرى ، في هذا العالم الفاني .. سواء في العراق او تركيا او ايران او سوريا ، مع الإختلافات في درجة التطور السياسي والاجتماعي الاقتصادي ، الكردي ، في كُلٍ من هذه البُلدان . كما لا يغيب عن أي مُتتبعٍ بسيط ، حجم الصراعات والمنافسات ، بين القادة السياسيين الكُرد ، الذين يتصدرون المَشهد السياسي ... فحتى لو إفترضْنا جدلاً ، ان العراقيل الأقليمية قد اُزيلَتْ ، والممانعات الدولية قد سُوِيَتْ ، وتمتْ الموافقة ، على رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط ، بحيث تستوعب " دولة كردية " .. فأن السباق الداخلي الكردي ، على النفوذ والسلطة والمال ، هو بِحد ذاته ، عائقٌ جدي ، ومشكلة ينبغي ان تُحَل ، قبلَ الشروع ، بالحصول على دعمٍ أقليمي او دولي .

أعتقد ، ان الإستفادة من تجربة " الإمارات العربية المتحدة " ، والإسترشاد بخبرتها التراكمية ، سيكون مُفيداً ، للتفكير الجدي بتشكيل [ الإمارات الكردية المتحدة ] ! . قد تبدو الفكرة لأول مّرة ، مجنونة وغير معقولة .. لكن جميع الأمور تبدو هكذا في بداياتها الاولى ، ثم تتحقق ! ... فتعالوا ، نتبادل الرؤى والأفكار بهدوء ... العراقيين من غير الأكراد ، باتوا مُتقبِلين بصورةٍ متصاعدة ، لواقع " تمّيز " أقليم كردستان ، وكونه " مُستقلاً " أكثر من كونه جزءاً من العراق .. سوريا الجديدة ، بعد مرحلة نظام بشار الأسد ، من المُتوقع ان تجنح نحو حلٍ للقضية الكردية ، مُشابه بدرجةٍ او باخرى ، بفيدرالية كردستان العراق ... تركيا رغم كُل شئ ، لن تستطيع تجاهُل مشكلتها الكردية ، الى ما لا نِهاية ، وسوف تضطر الى إيجاد صيغة لِحُكمٍ ذاتي للكرد هناك .. اما إيران ، فليسَ الكُرد بعيدون عن مُجمل الصراع الايراني الغربي المُتشابك ، وأعتقد ان حل القضية الكردية في ايران ، سيكون مُرتبطاً بمُستقبل النظام الايراني كَكُل ، وأيضاً بالتطورات في كُل من سوريا وتركيا والعراق .

هذا من جانب ، ومن الجانب الآخر .. ينبغي عدم التعامي ، عن حقيقةٍ واضحة للعَيان ، لا يعترف بها السياسيون عادةً ! : بالنسبة الى كردستان العراق ، هنالك [ إبتعادٌ ] بين بهدينان وسوران ، هذا الإبتعاد خلقه السياسيون والأحزاب ، وغّذتْه وكّرَستْه المصالح الحزبية والفئوية .. بحيث أنني لا أرى في المستقبل المنظور ، أي تقارب حقيقي " ولأكون مُباشراً وواضحاً " ، بين الحزب الديمقراطي الكردستاني ، المُسيطر على بهدينان بصورةٍ عامة ، وبين كُلٍ من الإتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران أي التغيير ! . وحتى لو توحدتْ الحكومة في الكابينة الجديدة ، فأرى انه سيكون توحيداً " شَكلياً " .

لا أعتقد ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، سيتخلى عن نفوذه وسلطته شُبه المُطلقة ، على أربيل ودهوك ، بأي شكلٍ من الأشكال .. ولا أرى ان حركة كوران والإتحاد الوطني الكردستاني ، سيرضيان بفعل ذلك في السليمانية وكرميان .. وهذه الاحزاب كُلها ، ستلجأ الى الأساليب الديمقراطية المشروعة ، وحتى الإستبدادية غير المشروعة ، من اجل الإبقاء عل إمتيازاتها ! . وفي الجانب الآخر ، أعتقد ان حزب العمال الكردستاني ، لن يقبل ان يكون  لأيٍ من الأحزاب الكردستانية ، دَورٌ مؤثر على الساحة في كردستان تركيا ، وسيحاول ان تكون له كلمة مسموعة في كُل من كردستان ايران وسوريا أيضاً .

ولأن تأريخ الكُرد الحديث ، ملئٌ بالصراعات البينية ، والمعارك الداخلية ، والمنافسات الحادة ، بين الاحزاب والقادة .. ولأن الشعب الكردي في الاجزاء الأربعة ، قَد مّلَ من ذلك ودفع أثماناً باهظة .. فأنني أقترح على القادة الكُرد ، التفكير جدياً بالمقترح الآتي ، والعمل على تحقيقه ، لسببَين .. أولاً من اجل وقفٍ نهائي للصراعات العنيفة في ما بينهم ، وثانياً من أجل حصول الشعب على الإستقرار والأمان ورُبما الرفاهية :

- الإتفاق المبدئي على تشكيل إمارتَين في كردستان العراق ، إمارة بهدينان وإمارة سوران ، على ان يكون نظام الحُكم فيها " مَلكي دستوري " .. يحكم إمارة بهدينان ، اُمراء العائلة البارزانية ، وإمارة سوران ، اُمراء العائلة الطالبانية والانوشيروانية .. " ولا بأس ان تكون هنالك إمارة صغيرة للأحزاب الإسلامية ! " ،وأن تكون للأمراء جميعاً إمتيازات مُحددة بالقانون .. من الطبيعي ، ان تكون هنالك علاقات وثيقة بين هذه الإمارات ، وتنسيقاً في جميع الأمور . وحين تتشكل الإمارة الأوجلانية في الشمال ، وإمارة كردستان الغربية والشرقية .. حينها ، سيكون من الضروري ، ان يتم توحيد الإمارات الكردية ، على غِرار الإمارات العربية المتحدة .. ولا بأس ان يتم تشكيل الدولة الجديدة ، بِرعاية أمريكية وأوروبية ، لكي تصمد أمام العواصف المُحتملة !.

- طبعاً ستكون الإمارات الكردية المتحدة ، أكبر وأقوى واكثر نفوساً ، بكثير من الإمارات العربية المتحدة .. وتمتلك النفط والماء والزراعة والبَشر ! ... ورُبما ستكون " ام القيوين " مثل قرية مُقارنةُ مع إمارة بهدينان .. و " الشارقة " مُجرد صحراء ، مُقارنةً بجنة إمارة كرميان !!.

- حبذا لو يكون الترتيب أعلاه ، صالحاً لفترة عشرين أو ثلاثين سنة قادمة ، بعدها ، يُمكن البحث عن صِيَغٍ اُخرى ، أكثر تطوراً وإنسجاماً مع الزمن ... تقوم بذلك الأجيال الشابة التي تترعرع في ظل الإمارات الكردية المتحدة ! ... فربما تُفكر حينها ، بتغيير النظام الملكي ، بنظامٍ آخر .. وإزاحة الأمراء جملة وتفصيلاً !.

 

4/2/2012
 

 

 

free web counter