|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت 5/5/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هل ستجري إنتخابات مجالس المحافظات في موعدها ؟

امين يونس

- هل ستجري إنتخابات مجالس محافظات أقليم كردستان ، نهاية أيلول المُقبِل ، كما هو مُقّرَر ؟ .. وهل ستواكبها في نفس الوقت ، إنتخابات مجلس محافظة كركوك ؟ هذه الأسئلة مطروحة بِقُوة على الساحة الكردستانية والعراقية عموماَ . والجواب ، ليسَ كما يبدو للوهلة الاولى ، بسيطاً وسهلاً ... فالإنتخابات المعنِية ، تأتي في ظروف بالغة التعقيد .. والسنة الأخيرة شهدتْ أحداثاً كثيرة ، خلطتْ الأوراق خلطاً .. بحيث يتعذر ، التكهُن بِدِقة بما سوف يجري في المرحلة القادمة . لأن إنتخابات الأقليم ، ليستْ بِمعزلٍ عن تأثيرات العلاقة مع بغداد ومع الأطراف السياسية في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك ، من ناحية .. ومن ناحية اُخرى ، التغيرات التي حصلتْ على الأرض ، بالنسبة لأحجام الأحزاب السياسية الكردستانية في داخل الاقليم وآفاق إصطفافاتها الحالية والمستقبلية .

- رغم محاولات إخفاء " الإختلافات " في المواقف ، بين طَرَفَي التحالف الإستراتيجي ، أي الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني .. فلقد ظهرتْ بوادرها ، في مُناسبات عديدة .. [ علماً أنني نشرت مقالاً بعد الإنتخابات في الأقليم وحصول حركة التغيير على 25 مقعداً في برلمان كردستان ، وتدني عدد نواب الإتحاد الوطني مُقارنة مع نواب الحزب الديمقراطي في مجلس النواب في بغداد في إنتخابات 2010 ، حيث ذكرتُ ان التوازن قد إختلَ بين الحزبَين ، وليسَ من المنطقي ، ان يستمر توزيع النفوذ بينهما حسب المعايير السابقة ] . وفعلاً هنالك ملامح ، اليوم .. على شكلٍ آخر من تقسيم السلطة .. أبرز عناصره في رأيي ، هو " إنكماش " دَور الإتحاد الوطني الكردستاني !. والملمحُ الآخر ، هو التبّدُل الواضح في تعاطي القوى السياسية العراقية ، مع " حركة التغيير " .. حيث تكثفتْ الزيارات الى مقر الحركة والإجتماعات مع " نوشيروان مصطفى " .. فقبل سنتَين ، لم يكن احد يأخذ " التغيير " على مَحمَل الجد .. بينما خلال الثلاثة أشهر الماضية فقط ، تقاطرتْ الوفود الى السليمانية من اجل الإلتقاء مع قادة الحركة .. فمن احمد الجلبي مُكّلفاً من المالكي ، الى اياد علاوي ، وعمار الحكيم ، وسفراء العديد من الدول الاجنبية ..الى جانب الإجتماعات مع رئيس الاقليم ورئيس الجمهورية لمرات عديدة . كُل ذلك تأكيدٌ على صلابة عود حركة التغيير وعلامة على ان دورها سيكون فاعلاً في المرحلة القادمة ! .

- أعتقد ، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، أيضاً يمُرُ بأزمةٍ جدية منذ سنين ... فلا يكفي القول ، بأننا في اقليم كردستان ، غير مَعنِيين بِما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ...الخ [ على الرغم من النتائج المُخيبة للآمال ، لِحد الان ، على الأقل في مصر وليبيا ].. ولا يجوز التغاضي عن المظاهرات والإعتصامات التي حدثتْ في السليمانية وغيرها في 2011 وما رافقها من عُنف وضحايا .. كما ان أحداث زاخو ودهوك وحرق مقرات الإتحاد الاسلامي ، ليست سهواً أو كتابة خاطئة ، يمكن مسحها ببساطة ! .. إضافةً الى التململ لدى العديد من قواعد الحزب ، والإستياء الواضح ، من الفساد وإستغلال السلطة وسوء توزيع الثروات . والأزمة الحقيقية في إعتقادي ، التي تعصف بالحزب الديمقراطي الكردستاني .. هي البون الشاسع ، بين الشعارات والواقع . فمثلاً " نوشيروان مصطفى " لايستطيع زيارة دهوك والتجول فيها [[ إذا قّررَ الحزب الديمقراطي ان يسبب له الإحراجات والمشاكل ، من خلال تحريض شباب الحزب المندفع ، لرشقه بالطماطة الفاسدة وحتى الحجارة !]] .. وبالمُقابل ، ليس بإمكان السيد " مسعود البارزاني " التجول بِحُرِية في السليمانية .. [ إذا قّررَتْ حركة كوران ذلك ! ] . والفرق بين الشخصيتين ، هو ان البارزاني ، هو ( رئيس الأقليم ) ومن خلال إنتخابات ، حصل فيها على اكثر من 69% من أصوات الناخبين .. لكنه في نفس الوقت ، لا يملك نفوذاً حقيقياً على معظم منطقة السليمانية .. الى جانب ، انه لم يفلح لِحد اليوم ، في فَرض [[ لغة ]] مُوّحدة على كل أجزاء الأقليم ، ولا توحيد الإدارة بصورةٍ فعلية ... فبناءً على كُل ذلك .. لا تتوفر اليوم في رأيي ، الأرضية المناسبة ، لتحقيق آمال الشعب الكردي في المطالبة بدولةٍ مُستقلة . إذ ينبغي أولاً ترتيب الوضع الداخلي الكردي ، وتذليل العقبات وحل المشاكل الداخلية ... وبعد ذلك سيكون سهلاً ومنطقياً ، طلب تقرير المصير .

- الإتحاد الوطني الكردستاني .. يستطيع كما يفعل الآن ، لملمة ما تبقى له من إمكانيات ، وتركيزها للمحافظة على حصته من السلطة والنفوذ والإمتيازات .. لكنني أعتقد بان نجاح ذلك مرهونٌ بتواجد السيد " جلال الطالباني " على الساحة السياسية .. إذ بِمُجرد " غيابه " لأي سبب .. فأن الإتحاد الوطني الحالي ، سوف يتلاشى سريعاً .. والكثير من أعضاءه سينظمون الى " حركة التغيير " ، والقِلة الباقية سيشكلون أحزاباً وحركات مناطقية ... أعتقد ان إنتهاء مُدة الحكومة الحالية في بغداد ، وبالتالي نهاية خدمة السيد جلال الطالباني ، كرئيسٍ للجمهورية .. ستكون نهاية منطقية ، لِدَورهِ السياسي أيضاً .. ومن ثم البدء الفعلي في تفكك " الإتحاد " !.

- أرى ان التحالف ، بين " حركة التغيير " من جهة ، والإتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية ، من جهةٍ اُخرى .. لايمكن ان يستمر الى ما لانهاية .. ورغم التوجهات البراغماتية ، لنوشيروان مصطفى وحركته .. فلا بُد ان تصل الامور خلال السنتَين القادمتَين ، الى نقطة ، تتقاطع فيها الروئ ، بين التغيير والحزبَين الإسلاميين ... فأما أن تتخلى حركة التغيير ، عن طابعها الليبرالي المنفتح " وذلك إنتحار سياسي ، لأن نسبة مهمة من مؤيديها هم من الشباب المتحرر " ، وتبقى متحالفة مع الاسلاميين وتقبل بشروطهم ... وأما ان تتخلى عن حليفَيها الحاليَين ، وفي ذلك أيضاً بعض الخسائر .

................................

عموماً .. أرى ان هنالك إحتمالات قوية لتأجيل إنتخابات مجالس المحافظات في اقليم كردستان ، حسب الوضع الراهن في الأقليم وفي العراق عموماَ ... إلا إذا نجحتْ القوى السياسية العراقية خلال الشهرَين القادمَين ، في حل المشاكل المستعصية ، والتوصل الى صِيَغ مناسبة للتعايش والإتفاق على المُشترِكات ... وذلك إحتمالٌ ضعيف .

 

4/5/2012

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter