| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأثنين 4/6/ 2012 أمين يونس كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
مَشهدٌ من الموصل
امين يونس
يوم أمس السبت 2/6/2012 .. إلتقى اللواء " مهدي صبيح الغراوي " قائد شرطة محافظة نينوى ( وكالةً ) ... بمجموعةٍ من عناصر الشرطة المفصولين سابقاً .. والذين أمرَ رئيس الوزراء القائد العام للقوات المُسلحة ، بإعادتهم الى الخدمة ، أثناء عقده لإجتماع مجلس الوزراء في الموصل ، الأسبوع الماضي .. علماً ان عدد المفصولين الذين سيُعاد تعيينهم ، يبلغ 4450 . أمران أثارا إنتباهي ، في الكلمة الطويلة التي ألقاها ، القائد الغراوي :
- بعد أن أسهبَ في شرح الظروف الامنية في الموصل ، ودَور قواته ، في تحسين الوضع .. رّكَز على نقطةٍ مُهمة ، قال ان [[ الفَضل ]] في إعادة المفصولين الى الخدمة ، يرجع الى شخصٍ واحد .. ثم إستدركَ وقال بل شَخصَين ، وعاد ليقول .. لثلاثة أشخاص ! . الأول طبعاً وصاحب الفضل الأكبر ، هو الرئيس والقائد العام " نوري المالكي " .. والثاني هو ، النائب الشيخ " عجيل ألياور " والثالث هو عضو مجلس محافظة نينوى ، ورئيس لجنة الامن والدفاع سابقاً ، الشيخ " عبد الرحيم الشمري " ! .. قال .. ان هؤلاء عملوا ليلَ نهار من أجل إعادتكم الى الخدمة .. وأين ؟ في الشرطة الإتحادية بالتحديد .. هل تعرفون كم هو الحد الادنى لرواتب الشرطة الاتحادية ؟ 750 ألف دينار .. انها رواتب جيدة .. وإلتفتَ الى احد مُساعديه ، وسأله أليسَ كذلك ؟ .. طبعا تعرفون ، كذلك ، الجهود المباركة التي بذلها ، وزير الداخلية ( وكالةً ) ، السيد " عدنان الأسدي " .. وكذلك شخصي المتواضع ، بإعتباري قائداً لشرطة نينوى !.
لم يستطع " الغراوي " .. التخلُص من إرثهِ الذي طالما تربى عليهِ .. وأرجَع عودة المفصولين الى الخدمة ، الى جهود أشخاص معدودين .. وأوشكَ ان يُصّرِح ، بأنها [ مِنّة ] من المالكي! . ولم يُخفي اللواء صبيح الغراوي .. إصطفافه مع الجانب الذي باتَ اليوم ، يؤيد المالكي وتوجهاته في نينوى .. إذ شكر عدة مرات ، النائب عجيل الياور وعبدالله حميدي الياور ، وعبد الرحيم الشمري .. نسى الغراوي ، انه على الهواء ، وانه حنثَ بقسمهِ .. ان يكون مُحايداً ومُستقلاً ولا يتدخل في السياسة ! .
- خاطب اللواء الغراوي ، المفصولين العائدين : .. أدركُ ان عدداً منكم ، فقدَ عزيزاً له من جراء العمليات الارهابية ، خلال الفترات الماضية .. كذلك ادرك ، ان الكثير منكم ، رُبما تورطوا بالتعاون او التواطؤ ، مع المجاميع المُسلحة الارهابية في بعض المراحل .. ولكني ، اطلب منكم ، جميعاً ، ان تنسوا الماضي ! .. فنحنُ أبناء اليوم .. تخلصوا من الماضي والذكريات .. وستكون باكورة عودتكم .. هي تشكيل قوة من الشرطة الاتحادية هنا ، تحت أسم " حزام نينوى " .. وستكونون انتم ، ابناء الموصل ، الفوج الأول من هذا التشكيل . سيكون بالإمكان ، شَد ظهر المحافظة ، بهذا الحِزام الحازم ! .
لم يذكر اللواء .. متى فُصِل هؤلاء من الخدمة أصلاً ، وما هي الأسباب في فصلهم ؟ وهل حقاً ، ان المحافظة بحاجةٍ اليوم الى مزيد من قوى الامن ؟ .. أم ان الفصل والإعادة .. يخضعان ، لمِزاج .. والمصالح الانتخابية ، للقائد العام ؟ والتوازنات السياسية ومصالح الطبقة السياسية المتنفذة ، والفاسدة بمجملها ، ليس في نينوى فقط ، بل في عموم العراق ببغداده واربيله ؟ وان المعايير الصحيحة ، والحاجة الفعلية .. لم تَزَل مُجرد أوهام لاغير ؟.
3/6/2012