|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 3/7/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مُحّلِل سياسي

امين يونس

" قبلَ إحدى مباريات كُرة القدم ، وفي محطة تلفزيون محلية ..  سألَ المذيع أحد " الخبراء " : ماهي توقعاتكَ للنتيجة ؟ أجاب المُحّلِل الخبير : لكي يكون كلامي صادقاً وقريباً الى الواقع .. لا اريد الإجابة الان .. دعنا نُشاهِد الشوط الأول .. وأربعين دقيقة من الشوط الثاني .. حينها أستطيع الإجابة بِكُل ثقة ! " .

الكثير من " المُحللين " و " الأساتذة " الذين يُدعَون الى البرامج الحوارية السياسية ، اليوم في العراق .. هُم على شاكلة المُحّلِل الرياضي أعلاه ! .. فحينَ يُسأل عن الخطوات التي سوف يقوم بها المالكي قبل بدء جلسة مجلس النواب التي من المُزمَع إستجوابه فيها ؟ .. يزوغ من الإجابة .. ثم يُصّرِح تصريحاً خطيراً إذ يقول : أعتقد انه من الأفضل ان ننتظر حتى تتوضح الامور ! .

وفي مقابلةٍ مع جهبذٍ من هؤلاء قبلَ أيام .. سُئِلَ عن توقعاته حول الأزمة السياسية الحالية .. حيث أجاب بعد مُقدمةٍ مُستفيضة لم يفهم منها أحد شيئاً : .. أعتقد ان الأزمة المستفحلة الآن .. لابُد ان تنتهي في يومٍ من الأيام .. اما متى وكيف ؟ فالعلمُ عند الله ! .. وقال ايضاً : بما ان كُل الأشياء والأمور .. لها بداية ونهاية .. وبما ان الأزمة الحالية قد " بدأتْ " منذ مدة .. إذن فأنها في طريقها الى " النهاية " المنطقية أي الحَل ! .. وأرى ان هنالك إحتمالَين .. فأما ان ينجح السياسيون في التوصل الى إتفاقات وحلول ترضي الجميع ويقسمون السلطة فيما بينهم .. وفي ذلك حَلٌ إيجابي للأزمة .. أو يفشلون في الإتفاق على أرضيات مشتركة ويصلون الى طريقٍ مسدود .. وفي ذلك أيضاً حل ، لكنه حلٌ سلبي ! .

وأردفَ المُحّلل السياسي البارع : أنا واعوذ بالله من كلمة أنا .. انا مُعجبٌ كثيراً بطريقة الإحتمالَين في جميع الأوقات .. وأعتقد انها طريقة مضمونة لتحليل الأحداث وقراءة المستقبل .. وهو اسلوبٌ مُجّرَب منذ زمنٍ طويل .. لا يقبل الخطأ . فعلى سبيل المثال .. إذا سألتَني عن مستقبل العلاقة بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية .. أقول بصراحة ، ان هنالك إحتمالَين : فأما يبقى الأقليم جزءاً من العراق .. أو ينفصِل ! . وكذلك بالنسبة الى الإجتماع الوطني بين جميع الأطراف السياسية .. أكاد اُجزم بأن المستقبل القريب سيشهد أحد أمرَين .. فأما يُعقد الإجتماع العتيد أو لايُعقَد ! .

وأخيراً ختمَ مُقّدم البرنامج اللقاء مع " المُحّلِل السياسي " بهذه الكلمات : في الحلقات القامة من برنامجنا .. هنالك إحتمالان : فأما سوف نستضيف " المحلل السياسي " مرة اُخرى وأمرنا الى الله .. أو نُريح المُشاهدين ونُقاطعه ! .

 

3/7/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter