| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الثلاثاء 3/7/ 2012 أمين يونس كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
إستراحة .. مع الحروف والنقاط
امين يونس
- في إحدى الصحف منذ عدة سنوات .. وردَ " ... ان كُل ( قردٍ ) في القوى الأمنية يستلمُ راتباً مُجزِياً ...الخ " .. ولقد حدثتْ أزمة بسبب ذلك .. حيث ان السُلطة أصرتْ ان ما أوردتْه الصحيفة كان مُتعمداً وليسَ خطأ مطبعياً ! .. وان النقطة الزائدة على حرف الفاء كانتْ مع سبق الإصرار والترصُد !.. وبعد جهودٍ مُضنِية ، نجحَ الوُسطاء في ثَني وزير الداخلية عن عزمهِ بِمُحاسبة مُحرري الصحيفة المذكورة .
- يبدو ان تُهمة " العَمالة " التي بثتْها وسائل الإعلام .. حول النائب العراقي فلان الفلاني .. لم تأتي من فراغ .. حيث ثبتَ انه أفضل " عميل " لأحد البنوك المُهمة في الأردن ! .. وإذا إفترضْنا ان كونه " عميلاً " للبنك ..لايُشّكِل تُهمة ولا هي مُخالفة للقانون .. إلا ان حجم تداولاته المالية الكبيرة ، هو بِحد ذاتهِ تًهمة ومؤشرٌ على الفساد !.
عموماً ان بعض القيادات السياسية ، مُمتعضة من الكَيل بِمِكيالَين .. حيث ان علاقاتها بمُخابرات دول الجوار وغيرها ، تؤدي الى إتهامهم بأنهم " عُملاء " والكُل ينتقدهم .. بينما الذين لهم علاقات مع الشركات والبنوك وهُم " عملاء " لهذه الاطراف .. ولا أحد يعترض عليهم !.
- اُشيعَ ان مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الزراعة .. والذي من المُفتَرَض ان يكون مركز إهتمامه هو " النبات " .. وكيفية رعايته وتطويره .. فأنه بدلاً من ذلك .. يصرف معظم وقت الدوام مع " البنات " ويُبعثر مُخصصات الوزارة عليهُنَ .. علماً ان مُدير مكتب المسؤول الكبير ، يُبّرِر ذلك بالقول : ان الحروف هي نفسها .. الفرق البسيط هو في توزيع النقاط على الحروف !.
- حصلتْ مَشادة كلامية عنيفة بين إثنين من مُنتسبي إحدى الجامعات العراقية ، وكادَ الأمر أن يتحول الى معركة بالأيدي .. بل ويتطور الى أسوأ من ذلك .. لولا تداركه من بعض العُقلاء الذين لفلفوا الموضوع وأجبروا المتعارِكَين على التصالُح وتقبيل بعضهما ! .. وبدأتْ المُشكلة ، حين قال الأول لزميلهِ العائد من بعثةٍ الى الخارج : الحمد الله على السلامة .. متى عُدتَ من " الزِمالة " ؟ ! .. فثارتْ ثائرة الاستاذ ولا سيما وهو حصلَ على ماجستير بدرجة جيد خلال بعثته .. وقيلَ ان ( الفتحة ) سقطتْ سهواً وصارت (كَسرة) مما سببَ الإشكال !.
- طُلِبَ من مجموعة من الناس .. التأمُل في كلمة ( عراق ) ... الاول كان من رُواد البارات والشُرب .. فقال لو حذفنا حرف الألف .. لأصبح " عَرَق " ! . الثاني كان من مُقتني الأشياء الثمينة والجيدة ، فقال : لو حذفنا الحرف الاول .. لأصبحَ " راق " . الثالث كان يُعاني من إهمال أبناءه لهُ ، فقال : إن شطبنا حرف الراء .. لأصبحَ " عاق " ! . آخر كان مُستاءاً من النهب والفساد ، قال : لو أبدلنا حرف العين ب سين .. لأصبحَ " سراق " . وآخر كان من دُعاة التقسيم ، قال : لو أضفنا ألف .. لأصبحَ " أعراق " .
حبذا لو تركنا " العراق " كما هو .. بلا تحويرٍ ولا تحريفٍ .. بلا شطبٍ ولا إضافة .. بل بالعمل على تنظيفه وتزويقه وتجميله !.
30/6/2012