| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الجمعة 30/3/ 2012

 

تتشّرفُ بغداد بكَ .. يا مُنصف المرزوقي !

امين يونس

رغم عدم قناعَتي بِجدوى إنعقاد القمة العربية في بغداد ، بشروطها وحدودها الحالية .. إلا انه لا يمكن ، وضع جميع الحاضرين في سّلَةٍ واحدة .. ففي ذلك تَجّني على البعض . ولنأخذ مثلاً .. الرئيس التونس ( مُنصِف المرزوقي ) ... فهو يُمّثِل الدولة التي إنطلقتْ منها شرارة الثورات في المنطقة .. وهو رئيسٌ مُنتَخَب ديمقراطياً .. ويتمتع بالكثير من المصداقية والتمثيل الحقيقي للشعب التونسي " بِغَض النظر عن إتفاقنا مع توجهاته من عدمهِ " .

وما أروَع ما صّرَحَ به من [ إعتذارهِ للشعب العراقي ، لقيام بعض التونسيين بإعمال إرهابية خلال السنوات الماضية ] .. نعم .. هذا الرئيس التونسي ، لم يكن رئيساً في ذلك الحين ولم يكن له أي سلطة او نفوذ ( بل كان مناضلاً مثقفا مناوئاً لنظام بن علي ، وسُجن ومنع من السفر عدة مرات ).. لكن لأنه إنسانٌ نبيل ، وشخصٌ مسؤول ، فأنه يدرك انه يتحمل بعض المسؤولية " الأخلاقية " ، عن الأعمال الإرهابية التي نفّذها بعض التونسيين المتشددين المخدوعين ... نعم .. بضعة أنفارٍ تونسيين إنخرطوا في المجاميع الارهابية  وفّجروا أنفسهم وآذوا العراقيين الأبرياء ، في السنوات الماضية .. لكن كَم من السعوديين واليمنيين والليبيين والمصريين والكويتيين والسوريين والاردنيين ... الخ .. نفّذوا عمليات إنتحارية وقاموا بإفعالٍ شنيعة ضِد المواطنين العراقيين ؟ آلاف من هؤلاء فعلوا ذلك ! .. بينما لم ينبس ملوك وأمراء ورؤساء ، هذه الدول .. لا في السابق ، ولا اليوم .. بأي إعتذارٍ للشعب العراقي .. في حين أن أنظمة هذه الدول ، كانت أما تُنّسِق وتُشّجِع او على علمٍ ، أو على الأقل تتغاضى .. عن هذه المجاميع الارهابية ، من مواطنيها .. الذين يدخلون العراق ، تحت يافطة مُحاربة الإحتلال الامريكي .. فيقتلون او يجرحون جندياً أمريكياً واحداً فقط ، في حين يقتلون مئات العراقيين الابرياء ، في كُل عملية !.

لا يُمكن مُقارنة ( منصف المرزوقي ) الطبيب والسياسي والناشط في مجال حقوق الانسان والمثقف الموسوعي ، وصاحب عشرات المؤلفات الرصينة في الطب والسياسة والمجتمع ، المناضل والمنفي ... ومن ثم رئيس الجمهورية المُنتخَب ما بعد الثورة التونسية ...لا يمكن مقارنته ، مع أجلافٍ لايفقهون شيئاً ولم يُقدِموا لشعوبهم غير الديكتاتورية والظلم والإستبداد ، مثل الغالبية المُطلقة للملوك والرؤساء العرب..

" منصف المرزوقي " تتشّرَفُ بغداد بك !.

 

29/3/2012
 

 

 

free web counter