| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الخميس 29/12/ 2011

 

العصائبُ والتَيار

امين يونس

" كانَ رجلٌ مُعدَم يسيرُ مع ولدهِ الصغير ، في جنازة ، على أمل حصولهم على بعض الطعام ... وكانتْ إمرأة تبكي وتولول على زوجها المتوفي ، وتقول : تركْتَنا أيها العزيز ، وسوف نذهبُ بكَ الى مكانٍ مُظلم .. ليسَ فيهِ كهرباء .. ولا فيه سرير ولا فِراش .. ولا يوجد فيه طعامٌ ولا شراب .." ، فما كان من الصبي ، إلا ان لكز أباه قائلاً : أبي .. أبي ، يبدو أنهم سيأخذونه الى بيتنا !! . الطفل المسكين ، إعتقدَ ان الوصف الذي سمعهُ من المرأة الثكلى ، والذي وصَفَتْ بهِ القبر ، كانتْ تعني به منزلهم ، المُفتقِد الى النور والكساء والطعام !! ".

قبلَ سنةٍ من اليوم ، شَنَ القيادي في " عصائب أهل الحَق " ، ( قيس عاشور الخزعلي ) ، هجوماً عنيفاً على زعيم التيار الصدري ( مقتدى الصدر ) وعلى المالكي والإحتلال الامريكي . ووصفَ مُقتدى ، بأنه خائن وعميل لأمريكا ورئيس عصابة مُجرمة تقوم بإغتيالات لضباط كِبار في القوى الامنية ، بتوجيهٍ مُباشر من فيلق القدس الإيراني !.

ويوم أمس ، وبعد إعلان قيس الخزعلي ، بأنه سيتخلى عن السلاح وسوف يدخل العملية السياسية ويُشارك فيها من خلال المُعارضة السلمية ، وانه هو وأتباعه مُستعدون للتفاهم مع المالكي والكيانات الاخرى ، ومن بينها التيار الصدري ، الذي كان قد خرج منه في 2007 ، وشّكَل عصائب أهل الحق .

غير ان اللافت للنظر ، هو موقف " مقتدى الصدر " من مُبادرة قيس الخزعلي وعصائبه .. حيث كان من المُنتَظَر حسب المنطق السياسي السليم ، أن يُرّحب الصدر ، بهذه الخطوة ، ويُحاول لَم الشمل وتقوية التيار ، بعودة الذين خرجوا عليه سابقاً .. لكنه بدلاً من ذلك .. رّدَ بعنفٍ واضح ، حيث قال : " ... ان عصائب أهل الحق " وزعيمهم قيس عاشور الخزعلي ، مجموعة من القتلة والسفاحين والخونة ..!" . قاطعاً بذلك الطريق لأي مصالحة او تفاهم .

علماً ان قيس الخزعلي ، كان من القيادات البارزة ، للتيار الصدري ، منذ تشكيله في 2003 ، بل كان ناطقاً بإسم التيار ومقتدى الصدر ، حتى في أحداث النجف المُروعة في 2004 ، ومن الصقور ذوي المواقف القوية .. غير انه إختلفَ مع مقتدى ، ولأسباب عديدة غريبة في مُجمَلِها .. فَكِلا الرجُلَين يتهمان بعضهما ، بالعمالة لإيران ولفيلق القدس والاجندات الايرنية ... وكلاهما يُشككان بتأريخهما الشخصي ، وينعتان بعضهما بأحط الصِفات وكذلك بالعلاقة مع المخابرات الصدامية السابقة . ويُزايد الخزعلي، بالقول ان مُقتدى ضعيف الشخصية ومُتقلب ولا يفقه شيئاً لا في السياسة ولا في الشريعة !.

وعودةً الى صديقنا المُعدَم أعلاه وولده الصغير ، الذي خلط بين أوصاف القبر وبيته البائس .. يُقال ان عُنصرَين من مُسلحي عصائب أهل الحق ، كانوا متواجدين ، عندما أسهبَ زعيمهم قيس الخزعلي ، في إطلاق أقذع الصفات على التيار الصدري وقائده .. وإتهامه بإقتراف أعمال عنف كثيرة ... فأختلطَ الأمر على أحد العُنصرَين ، وقال لزميله : ... ان ما ذكرهُ الشيخ الخزعلي ، ينطبق على عصائبنا تماماً .. أليسَ كذلك ؟!.

 

28/12/2011
 

 

free web counter