| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أمين يونس

 

 

 

                                                                                    الأثنين 27/2/ 2012

 

الطلاق .. مَحلِياً وفي المَهجَر

امين يونس

حسب المعلومات المُتوفرة " من أهالي المدينة المُعَمرين " ، حصلتْ أربعة حالات طلاق في مركز مدينة العمادية ، من 1940 لغاية 1960، في حين لم تحصل أي حالة طلاق من 1961 لغاية 1970، أي انه حصلتْ اربعة حالات طلاق فقط ، في أكثر من ثلاثين سنة ! . في حين كان هنالك حالَتَي طلاق أو ثلاثة ، من 1971 ولغاية 1994 . وهي أرقام ضئيلة جداً ، بكُل المقاييس ، ومُقارنةً مع أي مدينة ، سواء في الأقليم أو خارجه .

بعد موجة الهجرة الى اوروبا وغيرها ، منذ مطلع التسعينيات ، أي مع بداية تَشكُل " أقليم كردستان " والحكم الذاتي الواسع الشبيه بالإستقلال .. تغيرتْ الأمور في هذا الصدد ، إذ منذ منتصف التسعينيات ولغاية 2010 ، حصلت (24) حالة طلاق ، ضمن أهالي المدينة ، المهاجرين الى اوروبا ( على ذِمة مصطفى الشكري ).. رُبما يكون العدد المُجّرَد ، ليسَ كبيراً في حد ذاته ، أي 24 حالة طلاق ، خلال 16 عاماً تقريباً ، وضمن مئات العوائل .. حقاً انه رقم مُتواضع .. لكن ، مُقارنةً مع حالات الطلاق لأكثر من خمسين سنة في مركز مدينة العمادية ، والتي لاتتعدى سبعة حالات فقط ، فأن الأمر يختلف ... ويُعَدُ مؤشراً لدراسة الموضوع بِجدية .

- معظم حالات الطلاق ، جرتْ بعد عدة سنوات من إستقرار هؤلاء في بلدان المهجَر ، وأغلبهم كانوا في السويد وهولندا وألمانيا .

- معظم الحالات ، كانتْ المرأة هي التي تطلب الطلاق .

- لاتوجد حالات طلاق ، بين الشباب والشابات ، الذين ولدوا في المهجر ، او نشأوا هناك منذ الصغر ، وبالتالي إكتسبوا جزءاً من " ثقافة " المجتمع الجديد .

على إعتبار ، ان الحالات أعلاه محدودة العدد ، فمن الممكن ، التوصل بصورةٍ عامة ، الى الاسباب التي أدتْ الى الطلاق :

- عدم إستيعاب " قوانين " دول المهجَر ، الخاصة بالأسرة والمرأة والطفل .. لاسيما مِنْ قِبَل الرجال .. وإعتقاد بعضهم ، ان مُجرّد ( عدم ضربهِ ) أو تأديبه للزوجة او الأطفال ، يكفي .. لبقائه [ سّيد ] المنزل ! . ولا يحسب حساباً ، لإهماله لمسؤولياته ، او العُنف اللفظي او الضغط النفسي الذي رُبما يُمارسه بصورةٍ تقليدية في بلده الأصلي !. خصوصاً ، إذا إستوعَبَتْ المرأة " حقوقها " التي يكفلها القانون .

- صعوبة التخّلص ، من أرث التقاليد والعادات والقِيَم العشائرية التي تَطّبعوا عليها ( خاصة الذين هاجروا واعمارهم تتعدى الخامسة والثلاثين ، وهم متزوجون ) .. والعديد من هؤلاء ، يصطدمون ، بثقافة مُختلفة كُلياً عّما تّربوا عليها ، ولا يستطيعون التأقلم بسهولة .

...............................

لازالتْ ، العادة الغالبة هنا ، هي ان يقوم الأب او الأُم خصوصاً ، ب [ إقتراح ] ، الفتاة الفلانية ، لتكون زوجة لإبنهم .. ويُبالغون في وصفها وخلوها من أي عيب ، وإضفاء صفات عالية ، على أهلها ! .. فقط من أجل إقناع إبنهم ، بجدوى الزواج ودِقة إختيارهم ! .. ولأن " فترة الخطوبة " ، تلك الفترة البالغة الأهمية في كثير من المُجتمعات .. ليستْ مُخصَصة عندنا هنا .. لكي يعرف الخطيبان بعضهما أكثر ، ويَطلِعا على المستوى الفكري والطبائع والميول والطموح ...الخ . فأن بعض الزيجات التقليدية ، تنتهي بالطلاق وما يحمله ذلك من تداعيات إجتماعية وإقتصادية سلبية . في حين ، لو إكتشف أحد الطرَفَين خلال فترة الخطوبة ، أن شريكه المُستقبلي ، لايصلح ان يكون مُكَملاً له لبقية حياته ... فمن الأجدى ، ان يتفقا على فسخ الخطوبة ، بأقل قدرٍ من الأضرار .. لكن المشكلة ، ان [[ المجتمع ]] ما زال مُتخّلِفاً على تَفّهُم هذا الأمر ، ووضعهِ في إطاره الصحيح .. عليهِ أعتقد انه من الضروري ، ان يتقبل المجتمع تدريجياً ، وجهات نظر الشباب المُقبِل على الزواج ، عن طريق التخّلي عن بعض القشور التي عفا عليها الزمن .. وإعتبار ان  الشابة ، التي تُقّرِر ، ان الشاب الذي خّططَ الأهل لتزويجها أياه ، لايصلح لها أو ببساطة لا تحبه ، ينبغي علينا ، اي على المجتمع ، إحترام إرادة هذه الشابة . وكذا بالنسبة الى الشاب الذي يكتشف ان الفتاة ، التي كان يعتقد انه يحبها وستكون شريكة حياته مستقبلاً .. فإذا إقتنع فعلاً ، ان حياتهما معاً ستكون مستحيلة .. فمن الأصح ، إحترام قراره ، بالتوقف هنا ! .. خيراً من ان تتعقد الامور بعد الزواج !.

رُبما ، ان نسبة الطلاق ، سواء في مركز العمادية ، او المهاجرين الى الخارج .. هي الأقل ، مُقارنة مع الكثير من الاماكن الأخرى .. لكن ما وردَ أعلاه ، هو مُجّرد ، رؤوس نقاط بسيطة ، لموضوع مُهم إجتماعياً ، بحاجة الى دراسة أعمق وبحثٍ أكثر رصانة .

 

26/2/2012
 

 

 

free web counter