| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

أمين يونس

 

 

                                                                                    الجمعة 25/2/ 2011

 

ملاحظات حول يوم الغضب العراقي

امين يونس

حتى المطالب المشروعة ، للجماهير العريضة من الشعب العراقي المُكافِح ... اُدْخِلَتْ في سوق المُزايدات الرخيصة ، والتنافسات الجانبية بين الأحزاب المُتكالبة على السُلطة .. وضاعتْ الهتافات الراقية المُسالمة الداعية ، الى الإصلاح الجذري وقطع دابر الفساد وتكريس العدالة في توزيع الثروة وصيانة الحريات العامة ... هذه الصيحات التي أطلقَتْها حناجر الناس العراقيين الطيبين .. من النساء والرجال المُسالمين... في معظم مُدن وقصبات العراق ..، حاولَ البعثيون المتآمرون طمس هذه الأصوات الشريفة .. وسط صراخاتهم القبيحة ضد العراق الجديد ، رافعين العلم القديم بنجومهِ البعثية الثلاثة . حاولوا خلق فتنةٍ بين قوات الجيش العراقي والجماهير في الموصل .. الجيش الذي تَصّرَفَ بكُل مسؤولية وإنضباط .. عصابات البعث إقتحموا بناية المُحافظة وأشعلوا النيران في جزءٍ منها .. وكذا فعلوا في قضاء الحويجة وناحية الرياض ، بل لم يكتفوا بذلك في هاتين المدينتين ، وإنما رفعوا صُور قائدهم المقبور صدام ، وهم يقتحمون مركز شرطة وسجن الحويجة ويستولون على الأسلحة ويطلقون سراح خمسة عشر محكوماً ، معظمهم بقضايا إرهاب . في الموصل وامام المحافظة كما بعض المتظاهرين في الرمادي والفلوجة .. أبوا ان يرفعوا علم العراق الجديد ، وإختاروا القديم بوحدتهِ وحريتهِ وإشتراكيتهِ !. ... في جميع المدن العراقية .. لم يُشاهَد جندي أمريكي واحد ... ومع هذا كان البعثيون " يزايدون " برفع شعار " ليرحَل المُحتَل " ... وكأن بقية العراقيين مع المحتَل ! . أشهر قليلة باقية حسب الإتفاقية وسيغادر بقية الامريكان ... فما كُل هذا الضجيج المُفتَعَل ؟.

- المثقفون والادباء ومنظمات المجتمع المدني ، ومنذ الصباح الباكر توجهوا الى ساحة التحرير وشارع المتنبي .. بلافتاتهم المُرّتَبة وشعاراتهم الرائعة .. تتقدمهم النساء الباسلات العراقيات الاصيلات .. حاملين الزهور الحمراء ،مُرّددين : تهميش النساء : باطل باطل . قمع الحريات : باطل باطل . إحتكار السلطة : باطل باطل . السرقة والنهب : باطل باطل . رواتب المليار : باطل باطل . نقص الخدمات : باطل باطل ...الخ .

- جرى إستخدام العنف من قِبَل الجهات الامنية ، ضد العديد من الاعلاميين ومراسلي التلفزيون والصحفيين ، وغلق محطة الديار .. في بغداد . كما قُتل عددٌ من المتظاهرين في الموصل ، لدى محاولتهم إقتحام وإشعال مبنى المُحافظة ، وكذلك في الرمادي والحويجة .

- قّدمَ "شلتاغ عبود" محافظ البصرة إستقالته نزولاً عند مطالب المتظاهرين . كما طلب المالكي من اسامة النجيفي ، ان يطلب من اثيل النجيفي ، محافظ الموصل ، تقديم إستقالته بناءً على طلب الجماهير !.

- عموماً ... سقوط ضحية واحدة في مظاهرة .. مأساة . ولكن وِفقَ " المقاييس العراقية " ، فأن مقتل ثمانية وجرح عشرين ، في الرمادي والموصل وحويجة وبغداد ...الخ ، ليس عدداً كبيراً في خضم ، مُظاهرات ضمتْ عشرات الآلاف !. " متى سيكون للدم العراقي ، قيمة ، تُعادل دم التونسي والمصري وغيرهم ؟ " .

- أعتقد ان مركز المحافظة الوحيد في كُل العراق .. الذي لم يشهد أي مُظاهرة يوم الجمعة ، هو دهوك . أما لعدم وجود مشاكل ومطالب لدى أهالي المحافظة ، أو ...... !!. السليمانية كالعادة شهدتْ مظاهرات تُطالب بالإصلاح والخدمات ومحاربة الفساد . الغريب ، انه وسط كُل هذا الكَم من المُظاهرات والإحتجاجات ضد السلطات المركزية والمحلية ، في عموم العراق ... خرجتْ مُظاهرة في أربيل : مؤيدة لحكومة الأقليم ورافعة لصور مسعود البارزاني !.

- لم يرتقي الإعلام الحكومي المتمثل ، بتلفزيون " العراقية " ، الى مستوى الحدث ، ولم يمتلك القدرة والإرادة ، أن يكون مُحايداً وموضوعياً .. فلقد حاولَ ان يُقَلل من اعداد المتظاهرين ، ويُخّفِض من مستوى الإنتهاكات ، ضد المواطنين والإعلاميين . في حين إنتهجتْ "الشرقية" و "البغدادية" ، إسلوباً تحريضياً ، على العنف والمُطالبة بإسقاط النظام ، وتهويل السلبيات التي رافقتْ المظاهرات .

 

25/2/2011
 

free web counter