| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

أمين يونس

 

 

                                                                                    الجمعة 25/2/ 2011

 

القذافي .. وصّدام

امين يونس

القذافي هو الأكثر شُبهاً ، بالدكتاتور العراقي المقبور صدام حسين ، خصوصاً في الأيام الأخيرة من حُكميهما . وكلاهما كانا يعيشان في [ وهم ] ان الشعب يحبهما ولا يُمكن ان ينتفض أو يثور ضدهما . صدام أثبتَ غباءهُ المُمَيز لأكثر من مَرّة ... حين ظنَ ان أمريكا والغرب لن يُزيحاهُ بسبب خوفهما من إتساع نفوذ إيران . القذافي أيضاً أثبتَ انه لا علاقةَ لهُ بالذكاء والعقل لإعتقادهِ انه في مأمنٍ بعد التعويضات الضخمة التي دفعها لعوائل ضحايا لوكربي !. كِلا الرَجُلَين يتميزان بالنرجسية العالية ويتصوران انهما مركز العالم ... ففي حين عملتْ جوقة صدام الإعلامية الضخمة على إرضاء غرورهِ بإطلاق تسعة وتسعين إسماً ولقباً عليهِ ، مُتجاوزاً بذلك الأنبياء والرُسُل ... فأن القذاقي أوشك أن يُصّدِق هو نفسه أن ليبيا دولة " عُظمى " !. صدام كان يعتبر نفسه قائداً للأمة العربية وحارساً أميناً للبوابة الشرقية وزعيماً للأمة الإسلامية .. والقذافي بالرغم من انه يقول انه ليس له أي منصبٍ رسمي ، فأنه يتصرف بإعتبارهِ ملك ملوك أفريقيا ، قائد الجماهيرية العُظمى .. مُلْهِم جميع الثوار في العالم !.

كلاهما ، وَرَطا جيشيهما ، في مُغامرات غبية ، وأهدرا ثروات البلاد في شراء أسلحةٍ لايحتاجانها ... ونتيجة القمع والإضطهاد ، فأن خيرة المثقفين والكفاءات في البلدين ، أضطروا الى الهرب واللجوء الى الخارج .
القائِدَيْن إنفردا في الجهر ، بضرب شعبيهما بكُل عُنف بالأسلحة الثقيلة ... صدام إستخدمَ الاسلحة الكيمياوية والصواريخ والطائرات والدبابات ، خلال الثمانينيات ، وتَوّجَها في إنتفاضة 1991 .. والقذافي إستعمل كافة الاسلحة في ضرب الشعب وهّددَ بإبادتهِ كما فعل َ صدام .

طالما كَررَ صدام في خطاباتهِ ، بأنه هو الذي أشبع العراقيين بعد أن كانوا جياعاً .. ألًبسَهُم بعد ان كانوا عَرايا وحُفاة .. عّلمَهم أن يستخدموا الملعقة في الأكل .. ملأ ثلاجاتهم بالدجاج واللحم !. فان القذافي لم يتوانى ان يَصِف شعبه بالعميل والمُكَّمِل والجبان والمُكبسل ، مُذكِراً أياه بكُل " بطولات " وإنجازات القائد واجدادهِ !.
صدام " كتبَ " روايته ( زبيبة والملك ) ، ليُعّوض شعوره بنقص ثقافتهِ ، وطَبَلَ له المنافقون وصّوروها لهُ وكأنها فتْحٌ أدبي مُدهش ! ، والقذافي عدا كتابهِ الأخضر البائس ، فأنه ايضاً ألّفَ روايةً تافهة ، وزَعَتْها سفاراته على نطاقٍ واسع !.
أبناء صدام كانوا " يلعبون شاطي باطي " بإقتصاد العراق وتجارتهِ ورياضتهِ وإعلامهِ وفنونهِ .. كذا كانوا أولاد القذافي .. من سيف الاسلام مروراً بهانيبال وخميس وصولاً الى عز الإسلام !.

من سوء حظنا نحن العراقيين .. كانتْ إنتفاضتنا الجبارة في 1991 ، في مرحلةٍ مُختلفة تماماً .. حيث تَخّلى العالم أجمَع عن الشعب العراقي المنتفض الثائر ، ولم يقف أحد معنا ... بل ان الغرب لم يقضي على صدام ونظامهِ المنهزم ، بصورةٍ متعمدة حينذاك . إضافةً الى ان وسائل الإتصال لم تكن متطورة ومنتشرة ، كما هي الآن .. فجرى تعتيم على المآسي التي رافقتْ سحق الانتفاضة من قِبَل النظام الصدامي . أما اليوم فان العالم تَغّيَر كثيراً .. ولا يستطيع تجاهل ثورات الشعوب أو الوقوف حتى النهاية الى جانب الطُغاة والقَتَلة ، كما كان الغرب يفعل في السابق ... لهذا فانه من المتوقع ان لايطول عُمر النظام الليبي كثيراً ... وبدلاً من سنينٍ عديدة عانى منها الشعب العراقي حتى تَخّلصَ من صدام ... فأن نهاية القذافي كما يبدو .. هي مسألة أيام لا غير .

 

25/2/2011
 

free web counter