| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

أمين يونس

 

 

                                                                                    الخميس 24/2/ 2011

 

حذاري من بلطجية البعث

امين يونس

السنوات الثماني المنصرمة ، أثبتتْ ان حزب البعث ، سقط في 9/4/2003 ، لكن النظام الجديد ، بعّرابهِ الأمريكي ، لم يتعامل بحِكمة مع ، مرحلة ما بعد البعث ... بل ان الفشل الذريع في توفير الحد الأدنى المقبول من الخدمات الأساسية .. والثغرات الأمنية هنا وهناك .. والفساد المُريع متعدد الجوانب ... والتهاون مع أزلام النظام السابق وإفساح المجال لهم ، تحت يافطات فضفاضة مثل " المصالحة " ، في إستغلال " الوسائل " الديمقراطية ، أي الانتخابات ... جعل الكثير من البعثيين ( ليس بالضرورة المنتظمين في حزب البعث او حزب العودة ، بل البعثيين سلوكاً وفكراً ) ، يحصلون على أصوات كثيرة في الانتخات العامة الاخيرة ، وإنتخابات مجالس المحافظات التي سبقتها . وليس غريباً ان تكون معظم مجالس العشائر في الجنوب والوسط ، والتشكيلات السياسية التي ظهرتْ بعد 2004 ، بؤراً ومَرتعاً للأفكار والسلوكيات البعثية التآمرية ، والتي يقودها ، أمثال : طارق الهاشمي ، صالح المطلك ، خلف العليان ، عدنان الدليمي ، اسامة النجيفي ، ظافر العاني ، اثيل النجيفي ، محمد تميم ، عمر الجبوري ، الكربولي... الكثير من شيوخ العشائر في تكريت والرمادي والموصل وبعقوبة والكوت والبصرة ... إضافةً الى مجاميع من تنظيمات فدائيي صدام من الشيعة الذين إنخرطوا في التيار الصدري .. الى جانب أعضاء كِبار في حزب البعث السابق وضباط المخابرات والامن والجيش والشرطة السابقين ، المشبوهين والسييء السُمعة .. مِمَنْ إنتموا الى الأحزاب المتنفذة الحالية بدون إستثناء ، وخصوصاً المجلس الاعلى الاسلامي ، التيار الصدري ، حزب الفضيلة الاسلامي ، الحزب الاسلامي العراقي ، الاحزاب الكردستانية ، حزب الدعوة الاسلامية بكل فروعه .... نعم ، ان البعثيين تغلغلوا منذ سنوات في العملية السياسية ، بكل مفاصلها .. بطُرق وأساليب خبيثة ، مُستغلين أخطاء وخطايا العملية السياسية الجارية .

يُمكِن تركيز السبب في كل ما حصلَ ويحصل ، من سلبيات كبيرة ونواقص شنيعة في العراق .. في نقطةْ واحدة : [الفساد] ، كعنوانٍ رئيسي ، تتفرع منهُ عدة فروع وتفاصيل ، مثل الفساد السياسي ، المالي ، الاداري ، الأمني ... الخ . بحيث ، إننا لا نُغالي إذا قُلنا ، ان الفساد هو السبب في الإنفلات الأمني في بعض المناطق ... وهو السبب في ترّدي الخدمات في العراق عموماً .. وهو السبب أيضاً في تعثر العملية السياسية ومراوحتها في مكانها ، بل حتى تراجعها .

في إعتقادي ، يلعب البعثيون القُدامى والجُدد ، دوراً رئيسياً في تكريس وإدامة " الفساد " المتعدد الاوجه في العراق ... عليهِ أرى ان شعارات المظاهرات التي سوف تخرج غداً الجمعة 25/2 ، والتي يجب أن يرفعها الشرفاء والمخلصون ، يجب ان تدور حول محاربة " الفساد " وتشخيص الفاسدين والمُفسدين .. لم يَعد ينفع التمويه والإشارات الغامضة والتستُر والتعتيم ... حان الوقت لوضع النقاط على الحروف : بعد ثماني سنين ، من الضروري تشخيص الفاسدين بجرأة ، في كُل المواقع ... إذا كانتْ هنالك إثباتات على فساد " عبد الفلاح السوداني " وزير التجارة السابق ، على سبيل المثال .. يجب المُطالبة بمحاكمته وفق القانون " وعدم الإلتفات الى أي حزبٍ ينتمي " .. إذا توفرتْ دلائل على فسادٍ في عقود وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية أو النفط ... فيجب تقديم المسؤولين بالأسماء الى العدالة والإقتصاص منهم " دون الإهتمام بِمَنْ يحميهم أو الى اية جهةٍ ينتمون " ... أي بالمُحصلة .. انه الوقتْ لمُحاسبة المُقّصرين الحقيقيين في جرائم النهب والسرقة وتسهيل هروب المجرمين من السجون ، والقائمين على التعذيب والإنتهاكات في السجون ... الكُل يعرف .. ان قادة العملية السياسية ، وفي كثيرٍ من المواقف .. تغاضوا أو تعاموا أو أهملوا ، مُلاحقة المتهمين بجرائم كُبرى ... من أجل عيون المُحاصصة والمصالح المتشابكة للشركاء .

سيحاول البعثيون ، بمختلف تلاوينهم ..." فهُم كالحرباء " ، رفع شعارات إستفزازية أو طائفية أو داعية الى العودة الى الوراء ... فيجب الحذر ، كُل الحذر غداً .. من غاياتهم التآمرية التقليدية ، وعدم توفير الفُرصة لهم من أجل هدم العملية السياسية بِرمَتها ..

التركيز على إصلاحات جذرية ... ومحاربة الفساد .. وتوفير الخدمات .. وإستتباب الأمن ، كافية في هذه المرحلة .. وتجاوزها الى " إسقاط النظام " خطأ قاتل في هذه المرحلة .. كما أرى .

 

24/2/2011
 

free web counter