|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء 24/4/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أمريكي .. يتحّدث مع نفسهِ

امين يونس

الكثير من الساذجين هنا وفي الخارج ، يتسائلون عن جدوى ، إحتلالنا للعراق ومن قبلِ ذلك أفغانستان ، و " الخسائر" البشرية والمادية التي تكبدناها ، وهل يستحق الأمر ؟ ... الخسائر البشرية " الامريكية " في الحقيقة ، قليلة جداً ، ونسبتها هي الأقل مُقارنةً مع جميع الحروب قديمها وحديثها ، أما القتلى والجرحى من المرتزقة العاملين مع جيوشنا ، فهي لاتُعتَبَر خسائر ! . والخسائر المادية ، هي جُزءٌ من الخُدعة الكُبرى ، التي نجحنا في فرضها على العالم .. فما دامَ أكثر من 90% من التجارة العالمية ، تتم ب [[ الدولار ]] الأمريكي .. تلك الأوراق التي لاتُكّلفنا شيئاً والتي نطبعها كما نشاء .. فليستْ هنالك أية خسائر مادية ! .. وفي الواقع نحنُ نتحّكَم بإقتصاد العالم حسب مصالحنا .. وحين يُستَكمل هذا التحّكُم ، فيكون من السهل قيادة " سياسَة " العالم .. فنحن نعلم ان الإقتصاد هو الذي يقود السياسة وليسَ العكس ! . كذلك هنالك من البُسطاء مَنْ يعتقد ، ان السياسة الخارجية الأمريكية ، رُبما تتغّير بتغيُر ، الحزب الذي يحكم البيت الابيض .. وهذا كلامٌ فارغ بالطبع ، فكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، في العُمق ، هُما وجهان لعملةٍ واحدة ... وليسَ هذا فقط ، بل ان " الرئيس " مهما يكن ، فهو مُجرَد واجهة مصنوعة بِدِقةٍ فائقة ، واجهة لل [ الحُكام الفعليين ] .. الحكام الفعليين الذين يُديرون إمبراطوريتنا العظيمة .. الولايات المتحدة الأمريكية .. ومن ثم العالم .. وليسَ غريباً أن تعرفوا ، انني أقصد بالحُكام الفعليين .. الكارتلات الإحتكارية الكُبرى ، المُسيطرة على إنتاج وتسويق الغذاء وتكنولوجيا الإتصالات والنفط والسلاح والدواء والمال...الخ . انهم أصحاب الشركات الكُبرى المُتعددة الجنسيات والعابرة للحدود والقوميات والأديان .. أي نوعٌ من الكائنات ليسَ لها وطنٌ مُحّدد ولا قومية ولادين .. والاهم من كل ذلك .. ليسَ لهم مشاعر إنسانية ولا أخلاق ! ... هؤلاء الذين لايظهرون كثيراً على السطح .. هُم مَنْ يصنعون رؤساءنا .. أي رؤساء الولايات المتحدة .. وهُم مَنْ يُديرون اللعبة بِرِمتها !.

من حُسنِ حّظنا ، ان هنالك الكثيرين حول العالم ، مُستعدين لتصديق [ الأوهام ] التي نعلن عنها .. من قبيل : الديمقراطية ، حقوق الانسان ، الحريات العامة ..الخ .. وفي الواقع ، ان هؤلاء ، ليسَ عندهم في أغلب الأحيان ، خيارٌ آخر ، غير تصديقنا .. والسعي وراء هذه الشعارات عن طريق طلب " مُساعدتنا لهم " للتخلص من حُكامهم الجائرين ! ... ها ها ها .. ألسنا بلد الديمقراطية الأول ؟ والمُدافعين عن الحريات وحقوق الانسان ؟ .. نعم .. إستجَبنا ، لتوسُلات العراقيين .. وخّلصناهُم من صديقنا المُنتهي الصلاحية صدام .. وأنظروا الان .. فالعراق بلدٌ ديمقراطي قوي مُوّحَد ! .. ها ها ها ... يا إلهي كَم نحنُ أذكياء .. وكم الآخرون أغبياء وسُذّج !!.

نحنُ نستخدم كُل مرّة ، أسلوباً جديداً ... ففي تونس ومصر وليبيا .. تركْنا الشباب يُنّفسون عن غضبهم ، ويتظاهروا ويصرخوا ويتخلصوا من الطاقة السلبية .. وخّلصونا من أصدقاءنا الرؤساء الإكسباير .. ثم تدريجياً .. سيطَر الاُخوان العُقلاء المُقّربين مِنا ، على المشهد في هذه الدول .. وستكون أمورنا عال العال !. وسوريا سائرة على نفس الخَط بمشيئة الرَب ! .

نحن نُحاصر الصين وروسيا ، من كُل جانب ... واوروبا الخبيثة لن تقدر على هزيمة دولارنا الأخضر .. ونستطيع إدامة أزماتها وتعقيدها ، حتى يكون إنصياعها لنا ناجزاً .

نعم .. نحنُ بلا قلب .. وقُساة وجَشِعون بلا حدود .. لكننا سادة العالم .. الى أجلٍ غير مُسّمى !.

 

23/4/2012

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter